رواية حب منكسر رعد وحياة هي رواية رومانسية درامية بقلم الكاتبة آية عيد، تجمع بين صلابة "رعد" الذي يخفي خلف شدته جرحًا عميقًا، ودفء "حياة" التي تحاول لملمة ما انكسر بداخله، ليكتشفا أن الحب قد ينكسر… لكنه لا يموت إذا وجد من يعيد ترميمه بصدق.
رواية حب منكسر رعد وحياة كاملة جميع الفصول
في شقة جيدة، متوسطة الحال، في القاهرة... وفي الصباح.
يجلس رجل في الاربعينيات علي السرير، كان يظهر علي ملامحه التعب والمر*ض.
دخلت غرفته فتاة صغيرة، شعرها اسود ناعم وقصير، شكل عيونها مميز، ولونها شبيه للعسلي والرمادي.
كانت ترتدي فستان رمادي، كالطفلة البريئة....كانت ما ذالت في بداية الرابعة عشر من عمرها.
اقتربت من والدها وقالت بعيون دامعة:هي ماما سابتنا ليه، البنات في المدرسة بيتريقوا عليا.
نظر لها بعيونه الحزينة المتعبة، ولم يتحدث...ولكنه ظل يسعُل بقوة، حتي خرج بعض نقاط الد*م من فمه.
نظرت له بخوف علي حالته الذي اذدات سوءا.
اما هو قال وهو ينظر لها بتعب:شوية كدا، وهييجي شخص...افتحيله الباب و....
لم يكمل حديثه حتي رن الجرس.
نظر لها وقال:ر روحي، روحي افتحي ياحياة.
نظرت له حياة، وبعدها تحركت بسرعة عند الباب، احضرت كرسي صغير ووقفت عليه وفتحت الباب.
شعرت بالقلق والخوف، عندما رأت امامها شخص كبير في السن، يرتدي جلباب صعيدي، يظهر عليه الوقار والجمود.
نظر لها ،وهي تراجعت للخلف بخوف.
وهو دخل للداخل بغرفة والدها، مشيت وراه وشافته يجلس علي الكرسي امام سرير والدها.
نظر لها والدها بتعب:تعالي ياحياة.
اقتربت منه وهي تنظر لذالك الرجل.
امسك والدها يدها وقال:سلمي علي جدك...الحج زيدان.
نظرت لذالك الرجل وسكتت، وبعدها نظرت لوالدها.
قال والدها بتعب :لو جرالي حاجة، تسمعي كلامه يابنتي، مش هيأذيكي.
نظرت له وقالت باستغراب:هو دا باباك.
سكت والدها بتوتر وكإنه يخبء شيئا.
نظر لها الحج زيدان بهدوء: لا يا بتي، انا مش والده....
سكت ونظر لوالدها نظرات غامضة.
نظر لها والدها :روحي دلوقتي، هاتي حاجة لجدك.
نظرت للرجل ببراءة:تشرب ايه ياجدو؟!
ابتسم عليها، كانت ابتسامته هادئة لكن وراءها شيئا، كان يتأمل ملامحها التي تذكره بأحد.
قال بلهجته الصعيديه:اي حاجة من ايديكي السكرة.
ابتسمت بخفة وبراءة،وخرجت من الغرفة.
نظر ذيدان لوالدها بجمود:حالتك بقت زفت يا عامر.
ضحك عامر بخفة وتعب قائلا :القدر...انا جبتك هنا عشان حياة.
نظر زيدان للارض بضيق:لولاها مكنتش هعبرك اصلا.
عامر بتعب وحزن:ارجوك، خلي بالك منها....هي دلوقتي امانة في رقبتك.
قال زيدان بحزن وهو ينظر للباب:دي شبهها اوي.
ابتسم عامر بتعب:جدا، واصبر لما تكبر هتبقي احلي، وهيكون في ملامح منها.
نظر له زيدان.
وعامر بدإ يسعل بقوة، ومسك ايد زيدان بتعب شديد:انا مبقاش عندي وقت، لازم تحميها...اخواتي مش هيسبوها، لازم تتصرف.... انت وعدتها.
زيدان:مش هيقدروا ياخدوها مني.
قال عامر بتعب:هيقدرو، صدقني، دول هيعملوا اي حاجة عشان ياخدوها...مفيش غير طريقة واحدة.
سكت زيدان وكأنه فاهم قصده....اتنهد واومأ ليه وقام وقف وقال:هجيبه.
خرج وهو يخرج هاتفه، وخرج من البيت.
دخلت حياة بصينية عليها عصير برتقال.
استغربت وقالت:فين الراجل يابابا.
اتنهد بتعب وشاور لها، قربت وحطت الصينية علي الكمود.
مسك ايدها وابتسم وقال:امك بتحبك يا حياة...هتقابلك يوم من الايام.
قالت بحزن:امتا؟!
قال:ربنا ال كاتب كدا...هيكتبلك ان ييجي يوم وتشوفيها.
قالت:طب مين العجوز ال كان معاك دا؟!
ابتسم بخفة وقال:هتعرفي لما تكبري...هتعرفي كل حاجة، اهم حاجة دلوقتي تسمعي كلامه علي طول، واي حاجة هتحصل هتبقي لمصلحتك متعترضيش.
قالت باستغراب:ليه معترضتش...انت بتتكلم كدا ليه اصلا؟!
سكت بحزن، واخدها في حضنه، وتساقطت دمعة من اعينه حزناً علي تلك الصغير التي سيتركها في هذا العالم الذي لا يرحم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الصعيد، بعد ساعات...وتحديدا في قصر عائلة الجبالي، اقوي عائلة في الصعيد.
دخل زيدان بسرعة وهو يبحث عن شخص.
وقفت امامه امرأة وقالت:في ايه يابا...محتاج حاجة؟!
قال بجمود ولكن بسرعة:فين رعد يا خديجة؟!
قالت خديجة باستغراب:في الاسطبل، بيودع حصانه قبل ما يسافر.
خرج بسرعة من القصر، ظل يمشي ناحية اسطبل احصنة خاص بهم خلف القصر.
دخل ورأه واقف بجانب حصانه الابيض القوي....كان شاب يبلغ الثالثة والعشرين من عمره، كان جس*ده صلب ويرتدي تيشرت اسود يبرزه بقوة وبنطال ابيض واسع ، كان واضح عليه القوة والجمود...وجهه حا*د كالسيف، عيونه خضراء جفنه حا*د.
اقترب منه زيدان بجمود:رعد.
نظر له بهدوء.
زيدان بغموض:تعالي معايا.
رد عليه بهدوء وبصوته الرجولي:فين؟!
زيدان:محتاجك.
مشي معاه رعد بدون تردد وهدوء قاتم، وخرج زيدان وركب عربيته بالخلف ومعاه رعد.
زيدان:اطلع يابني
اومأ له السائق وتحرك.... وزيدان كان يتحدث مع رعد.
خرجت خديجة وشافت العربية بعد ما اتحركت، قربت منها امرأة اخري تلف طرحة حول رأسها وتربطها من الخلف قائلة :يوه، اخده علي فين؟!
خديجة:مش عارفة يا سعاد.
سعاد:هو هيسافر امتا؟!
قالت خديجة بحزن:لسة بكرا الصبح.
سعاد:طب انتي زعلانة ليه، هيشتغل ويكبر نفسه ويرجعلك.
خديجة بحزن:دا ابني الوحيد، مليش غيره بعد ال عمله ابوه... مزعلش ازاي بس.
سعاد:طب تعالي ادخلي، يمكن واخده عشان يستفسر علي حاجة في المصنع ويرجع.
اتنهدت خديجة وسكتت.
خرج رجل يردي جلباب قائلا :واقفين قدام الغفر كديه ليه.
نظر له سعاد:يوه يا حافظ، خضتنا.
قال بصوته الخشن:بتعملي ايه هنيه يا مرات اخويا.
نظرت له خديجة بضيق:واقفة عادي يعني... ومتقولش تاني مرات اخويا.
ودخلت للداخل بضيق وهو عينه عليها.
قربت منه سعاد ووضعت ايدها علي كتفه:ياخي دا انا بحس انك بتغار عليها اكتر من مراتك ال هي انا.
تلبك ولكنه اظهر الجمود:اتحشمي يا وليه وادخلي جوا.
سكتت بضيق ودخلت، وهو اتنهد بقوة ونظر للاعلي يفكر في شيء.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المساء.... في بيت حياة.
كانت قاعدة بتذاكر في الصالة، وفجاة الباب خبط.
قامت فتحت بسرعة.
لقت نفس الرجل العجوز، ولكن معه ذالك الشاب، الذي كان اطول من زيدان وضخامته واضحة.... ومعه شخص يشبه الشيخ.
تراجعت للخلف، ودخل زيدان متجه لغرفة والدها... ووراءه الشيخ، وبعدها هو دخل ونظر لها نظرة سريعة بأعينه الحا*دة لكن هادءة وبها جمود فظيع.
نظرت له ورأته وهو يدخل للداخل.
استغربت من كمية الاشخاص الذين جاءو لها اليوم، كانت تشعر بعدم الراحة بسبب وجودهم، لاول مرة بعد ان انتقلو لهذا المنزل لم يأتي لهم احد.
في الغرفة.
نظر رعد لعامر الذي حالته كانت سيءة جدا وكأنه يحتضر.... وقعدوا علي الكنبة قصاده.
عامر بتعب:د دا رعد! حفيدك الكبير؟!
زيدان:ايوا.
عامر نظر لرعد:ا انا عارف انك......
قاطعه رعد بجمود:مش وقته الكلام دا، جدي اقنعني وانا وافقت.
نظر له عامر من جموده وهيبته الظاهرة
جلس الشيخ علي الكرسي وقال:فين العروسة.... لازم ناخد رأيها برضوا.
نظر له رعد بسخرية، فا هو يعلم بأن هذا لا يجوز، وانه جواز باطل...لكنه خاض حديث مع جده، وهو من جعله يوافق.
(هنعرفه بعدين)
نادا عامر علي حياه، ال دخلت بتوتر قائلة بصوتها الرقيق:نعم يابابا؟!
قال وهو يضع يده علي قلبه بتعب:تعالي ياحبيبتي.
اقتربت منه،تحت نظرات ذالك الجاحد.
عامر مسك ايدها وابتسم ابتسامة باهتة:تقولي موافقة وبس.
قالت باستغراب:علي ايه يابابا؟!
سكت، والمأذون اتنهد وقام رعد وحط ايده في ايد عامر، والمأذون وضع عل يديهم المنديل الابيض، وبدأ يلقي كلماته.
حياة كانت مستغربة ووراها قاعد زيدان.
نظر المأذون لحياه:موافقة يا بنتي؟!
نظرت لوالدها بعدم فهم، وهو اومأ لها.... استغل عدم معرفتها بهذه الامور، عدم معرفتها بالجواز.
نظرت للمأذون قائلة :موافقة يا عموا.
ابتسم المأذون علي براءتها، ونظر لرعد:موافق يا رعد الجبالي، انك تتجوز حياة بنت عامر الراوي.
كان ينظر للاسفل، حرك نظره لتلك الصغيرة بجمود، التي نظرت له وتوترت وابعدت انظارها عنه.
نظر للمأذون وقال:موافق.
المأذون:علي بركة الله.
وبدأ يكمل كلامه حتي انتهي، كانت حالة عامر ذادتت سوء ومبقاش قادر ينطق.
وقف زيدان وقرب منه قائلا :انا هخلي بالي منها، هتبقي في عيني.
نظر عامر في عيون رعد ومسك يديه بتعب شديد وقال:دي امانة في رقبتك، حافظ عليها لحد ما تعتمد علي نفسها، ارجوك يابني... خلي بالك منها.
توقف عن الحديث بتعب ونظر لابنته نظرة اخيرة بعيونه الدامعة والحمراء، ابتسم لها بخفة ابتسامة لن تنساها.
وبعدها....... فارق الحياه، ترك تلك الصغيرة تواجه مصيرها مع اشخاص لا تعرفهم، ومما ستقابلهم في حياتها.
نظر له زيدان والمأذون بدهشة، كانت بضع لحظات فقط.
نظرت له حياة قلبها يؤلمها، تحاول ازالة تلك الافكار من عقلها.... بأنه رحل.
كانت تحاول منع تلك الدموع التي تريد التساقط من عينيها، اقتربت بخطوات بطيء، ودموعها تتجمع في عينها.
وضعت يديها علي كتفه تهزه ببطيء قائلة بصوت مبحوح:ب بابا... اصحي،ا انت.. انت ن نمت ل ليه؟!
نظر لها الجميع.
وهي تساقطت دموعها بحزن، كطفلة ضاع منها امانها وسندها.
كانت تهز به بقوة علي امل ان يستيقظ ولكنه لا يتحرك، حتي لا يرمش... لا يتحدث، لا يطمءنها بوجوده.
ذادت نبرة صوتها ودموعها سبقتها بالنزول بأنهيار وقالت:بابا، اصحييي... متسبنيش لوحدي،انت عارف اني بخاااف.
نظر لها زيدان بحزن، ونظر للمأذون وقال:تقدر تمشي انت دلوقتي، وانا هتصرف.... ابقي ابعتلي الورقة.
اومأ له المأذون ومشي.
نظر زيدان لرعد الذي ينظر لتلك الصغيرة بهدوء بارد، ويضع يديه في جيوبه.
وقال زيدان:رعد، هاتها يابني.
اقترب منها رعد، وهي عادت للخلف بخوف ودموع:ل لا، ابعد عني... بابا هيصحي، اوعي.
اقترب منها وشالها من خصرها وكأنها طفلة.... كانت ممسكة بيد والدها بكل قوتها، لكنه اقوي منها بمراحل.
ضر*بت علي كتفه بيديها الصغيرة قائلة وبدموع :لا اوعيييي، عايزة افضل مع بابا، سيبني والنبييي.
لم يرد عليها، ولكنه وجد نفسه يضمها له كي تهدء، كانت تضع يدها علي كتفه، وهي تنظر لوالدها بدموع وقهر.... دموع طفلة حُرمت من حنان ابيها.
اخدها وخرج من البيت، وزيدان في الخارج يمسك هاتفه الصغير يجهز للدفن.
لف ونظر لتلك الصغيرة التي مازالت تصرخ قائلا :اهدي يا بنتي، مينفعش تقعدي هنا اكتر من كدا.
قالت بدموع:لا، انا عايزة بابا... قول لعموا دا يسيبني.
نظر زيدان لرعد الذي ينظر له بحده، بسبب هذا الوضع الذي وضعه به.... اتنهد زيدان وركب العربية، ومعاه رعد ال ركب حياة بالخلف بجانب جده، ولف ركب جمب السواق، وملامح وجهه ضيق وحا*دة.
ظلت تضر*ب علي الزجاج وتبكي، وتحاول فتح الباب ولكنه مغلق.
توقفت عندما صر*خ بها ذالك الثائر بغضب:بس بقيييي.
اتخضت ونظرت له وهي تشهق بخوف، ونظر له زيدان بضيق وسكت.
اما هو وضع كوعه علي النافذ يستند عليه وهو يضع يده علي جبينه بحده و، وهو يتذكر كلام جده من ساعات قليلة فقط.
فلااااااااااش باااااااااك.
كانوا في السيارة، وقال رعد بهدوء:عايزيني في ايه؟!
اتنهد زيدان وقال:خدمة مش هنسهالك ابدا.
نظر له رعد برفعة حاجب وبصوته الثقيل قال:ايه؟
زيدان بهدوء:تتجوز.
اتنهد رعد وقال:قولت لما اسافر، هحقق ال انا عايزه واكبر شغلي، وبعدين اعملوا ال عايزينه.
زيدان نظر لها بنظرة غريبة:هتتجوز في السر، بنت عندها 13 سنة.
نظر له برفعة حاجب وحده:قصدك ايه؟! انت واعي للكلام ال بتقوله، لا وكمان عيله.
زيدان بهدوء غريب:بنت واحد اعرفه، وهو خلاص مبقاش ليه وقت كتير في الدنيا، ووصيته اني اهتم ببنته، عشان محدش من اعمامها يأذوها.
قال بحده: تعيش مع امها.
سكت زيدان ،وابتلع ريقه بضيق وقال:مش موجودة..
رعد بحده:تقدر تجيبها وانت هتقدر عليهم.
زيدان:مش بالسهولة دي، يقدروا ياخدوا البنت مني بالقانون، او بطرق تانية.... وانا مش عايز كدا.
رعد بغضب:تقوم تجوزهالي.
زيدان :هتتجوزها بالسر، ومحدش في العيلة هيعرف، لحد ما تخلص تعليمها وبعدين تطلقها، لازم انت تكون جوزها وتهتم بأوراقها القانونية.
رعد بغضب:دي عيله، يعني جواز باطل مينفعش، شبه الجواز العرفي.
زيدان بضيق:اعمامها مش هييجوا غير بكدا، هما بيصدقوا في الحاجات دي.
رعد بغضب:وعايزني اسكت علي كدا!
زيدان بحده:هي هتعيش معانا في القصر، علي اساسا انها لاجئة، محدش هيعرف بحاجة... دا غير انك هتسافر بكرا.
رعد بغضب:دا حرام، مش هينفع.
زيدان بحزن:انا طردت ابني من القصر عشانك يا رعد، عشان بحبك، وعشان عارف ان هو ال غلط... مش قادر توافق علي طلب جدك.
نظر له رعد بحدة وقال:دي صغيرة.
زيدان:انت لما ترجع هتكتب عليها رسمي، بس بالسر برضوا، ونوثق جوازكم لحد ما تخلص جامعتها وتعليمها وكل واحد بيروح لحاله.
سكت رعد بضيق وهو ينظر للاسفل.
قال زيدان وهو يمسك يده+:وافق عشاني يابني، يمكن دا اخر طلب اطلبه منك في حيا....
قاطعه رعد بحده:خلاص، موافق.
ابتسم زيدان وقرب وحضنه، ولكن رعد لم يبادله وكان ينظر امامه بحده وضيق، وهو يفكر في حياته التي ستتغير بسبب تلك الصغيرة.
بااااااااك.
كان يفكر في كل شيء، يحسب حسابته جيدا حتي وصلوا للصعيد والسيارة تتحرك.
بعد وقت، وصلوا امام القصر والغفر فتحوا البوابة الكبيرة ودخلوا بالسيارة.
كانت تلك الصغيرة مازالت تبكي بصوت مكتوم وخوف، وحزن علي والدها.
توقفت السيارة ونزل زيدان ولف ومسك يد تلك الصغيرة وانزلها بهدوء من السيارة وهو يمسك بعصاه. نزل رعد، وتوجه للداخل بجمود ووراه زيدان وتلك الصغيرة.
دخلو وكانت العائلة متجمعة.
الذي كان عبارة عن حافظ والاوده وزوجته سعاد، كان اولاده ثلاثة، صبي وابنتين، وكان الصبي عمره عشرين عاماً، عصام.
والبنات اكبر من حياه بسنة واحدة اسماء، وشهد.
قاموا كلهم واتجهوا ناحية زيدان قاءلين:مين دي ياحج؟!
خديجة:كنتوا فين يارعد؟!
لم يرد علي والدته، نظر لتلك الصغيرة بحده وهو يضع يده في جيبه، وبعدها تحرك وطلع لفوق ناحية جناحه الذي لا يستطيع احد غير والدته الدخول له، انه الابن الكبير للعائلة يعني الوريث وما يملك الحق والتحدث والفعل في كل ما يريده.
اتنهد زيدان وقال:دي بنت واحد قريبي، هتفضل عايشة معانا هنا فترة.
سعاد باستغراب:واحنا مالنا، وفين اهلها اصلا.؟!
زيدان بجمود:ملكيش دعوة، دا بيتي انا، وانا ال اقرر مين يعيش فيه ومين لا.
حافظ:طب فهمنا هي بنت مين؟!
زيدان بضيق:قولتلك بنت قريبي، و وهو ما*ت الليلة وملهاش حد غيري، وهي هتفضل معايا.
سعاد بعصبية:الله الله، وكمان هنربي عيال غيرنا.
حافظ بغضب:اطلعي فوق، واياكي ترفعي صوتك علي ابويا تاني.
نظرت له بضيق و، مسكت ايد بناتها وطلعت فوق.
عصام :ودي هتعيش معانا لحد امتا؟!
زيدان:لحد ما تعتمد علي نفسها.
ونظر لخديجة وقال:خديها اوضتك الليلة دي يا خديجة، البنت لسة زعلانة علي ابوها.
نظرت لها خديجة، كانت تنزل رأسها للاسفل وتبكي بصوت مكتوم، وتمسح انفها ودموعها بضهر يدها.
اتنهد خديجة، وقربت منها بهدوء وامسكت بيدها واخدتها اوضتها.
زيدان اتنهد وقال:تصبحوا علي خير.
حافظ:مش هتاكل يا بوي.؟!
زيدان:مليش نفس ياولدي.
واتجه لغرفته.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في غرفة ذالك البارد، او في جناحه الفخم.
كان يأخذ ملابسه ويضعها في حقيبته بعن*ف وحده وهو يتذكر ما حدث، اخذ اوراقه وكل ما يحتاجه وادخلهم بالحقيبة.
اتنهد بحده وقعد علي السرير.،امسك رأسه وهو يتذكر كل شيء، ليس ما حدث منذ ساعات، بل يتذكر ماضيه السيء مع والده، الذي تزوج علي والدته وهجرهم.
اتنهد وقام وقف، خرج من الغرفة ونزل للاسفل ليذهب للاسطبل، يفرغ القليل من غضبه مع ذالك الحصان.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في غرفة خديجة، تركتها علي السرير ونظرت لها، لم تتحدث ولم تتوقف عن البكاء.
اتنهدت خديجة بشفقة علي تلك الصغيرة، ودخلت الحمام.
نظرت حياه للمكان بخوف وهي تتذكر والدها، قامت بسرعة وفتحت باب الغرفة وخرجت وهي بتبص حواليها بخوف، كانت عايزة تهرب وتروح لابوها تتطمن عليه.
لقت في وشها شهد واسماء.
اسماء:انتي عايزة تمشي؟!
اومأت لها حياة بخوف.
نظرت شهد لاختها وغمزت.
شهد بتمثيل:احنا هنساعدك، بس بشرط.
حياة بأستغراب:ايه هو؟!
ااسماء:بصي انتي مش هتعرفي تمشي من هنا بسبب الغفر، بس احنا هنساعدك، لو جبتيلنا الكورة بتاعتنا من الاوضة ال فوق.
حياة:ومتجيبهاش انتي ليه؟!
شهد بتوتر:عشان احنا متعاقبين، مينفعش نروح هناك دلوقتي.
حياه: رغم انه مش سبب مقنع.
اسماء بحده:بصي بقي، عايزانا نخرجك، يبقي تسمعي الكلام.
حياه:اقدر اخرج لوحدي علي فكرة.
شهد بخبث:براحتك، بس ابيه رعد لو شافك، هيعاقبك وهيحبسك في البدرون.
سكتت بخوف من حديثها.
اسماء:ها قولتي ايه؟!
اتنهدت حياه وقالت:حاضر، فين الاوضة دي؟!
ابتسمت شهد بخبث، ومسكت ايدها واخدتها لفوق.
امام جناج رعد.
ابتسمت شهد وهي بتزق حياه من كتفها بخفة وقالت:يلا، روحي هاتيها وارجعي.
حياه بخوف:طب تعالي معايا.
شهد:انا مش فاضية، شوية كدا وهاجي وراكي، يلا.
سكتت حياة بتوتر واتجهت للباب فتحته ودخلت، كان ممر به كنب وكراسي، والدنيا ظلام.
كان في باب في النهاية، اتجهت هناك وفتحته ودخلت.
في الخارج، جت اسماء جري وبخوف:يلا دا جاي، يلا.
جريت شهد معاها وراحوا لاوضهم بسرعة وهما بيضحكوا بخبث.
في الغرفة، دخلت بخوف وتوتر من شكلها كان فخمة لكنة مظلمة شوية، كل حاجة فيها اسود ورمادي، كانت بتلف بوشها لكل ناحية بتدور علي تلك الكورة ال اتكلموا عنها.
فجاة سمعت صوت عند الباب، اتخضت وجريت استخبت ورا الستارة فورا، قلبها كان بينبض بخوف.
سمعت خطوات ثقيلة تدخل الغرفة.
وضعت يديها علي فمها تمنع خروج انفاسها، ولكنه سمعها بالفعل بل رأى ظلها خلف الستارة.
اقترب، وهي تستمع خطواته القريبة، علي ملامحه الحده وقبض علي يده.
وفجاة...........
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
سعاد بعو*ج:ايه طنط دي ياختي.
سكتت حياه.
قربت منها سعاد والغل واضح في عينها، مسكتها من فكها وهي تضغط علبه ونظرت لها :بصي بقي، بما انك هتفضلي هنا، يبقي تسمعي كلامي، خد*امتي يعني...ما احنا مش هنصرف عليكي ببلاش.
بعدت عنها حياه وقالت :وانا مالي، جدو هو ال جابني لهنا.
سعاد بشر:وكمان جدك... انتي هتسوقي فيها يابت.
رجعت حياه للخلف،وقربت منها سعاد كادت ان تمد يدها عليها، لكن فجاة سمعت صوت بالخارج.
اتخضت،ولفت وكانت هتطلع من الاوضة بس لقت زيدان في وشها.
زيدان باستغراب:بتعملي ايه هنيه؟!
سعاد بتوتر:ك كنت جاية اتطمن علي العيلة ديه، قولت يمكن جعانة ولا حاجة.
زيدان بجمود:طب مشي من هنينه دلوجت.
اومأت بتوتر وخرجت.
نظر لحياة، الواقفة بحزن وخوف.
قرب منها وقعد علي السرير، وابتسم لها مسك ايدها وقربها منه وقعدها علي رجله.
قال بابتسامة:عاملة ايه دلوقتي يا حبيبتي؟!
نظرت للاسفل قائلة :كويسة.
قال:زعلانة ليه كديه؟!
نظرت له وقالت:ممكن اروح اشوف بابا؟!
اتنهد وقال:مبقاش موجود يا بتي، راح فوق عند ربنا.
قالت بدموعها:ط طب ما اروح اشوفه.
سكت بحزن، وبعدها نظر لها وقال:راح لفوق، مش هنشوفه غير اخر يوم في الحياه.
تساقطت دموعها بحزن وزعل.
اتنهد ،واخرج شيء من جيبه وكانت شكولاتة.
قالت بمزاح:خدي خبيها معاكي، اوعي توريها لشهد واسماء.
نظرت له ومسحت دموعها وقالت:البنتين ال تحت؟!
قال:ايوا، احفادي.
قالت:طب هو انا كمان حفيدتك؟!
نظر لها وسكت، وكأنه يفكر في شيء، بعدها قال:اعتبريني جدك.
سكتت ونظرت للشكولاتة، واخدتها بهدوء.
نظر لها وملامحها، ابتسم تلقائيا عندما تذكر شيء.
نظرت له وقالت:هو انا هعيش هنا؟!
قال:ايوا،هتعيشي معايا، مع جدك.
قالت وهي تنظر بعيدا عنه:هو ال مشي دا الصبح، كان اسمه ايه؟!
ابتسم وقال بهدوء:رعد.
قالت:مينفعش اقول علي ال حصل في البيت، صح؟!
ابتسم بدهشة خفيفة وقال:صح، بنت شاطره... عرفتي كدا ازاي؟!
نظرت له وقالت:امبارح دخلت اوضة رعد، وهو قالي كدا. اتزهل، وهل تلك الصغير دخلت غرفة ذالك الوحش وتحدث معها فقط.
قالت:هو ال حصل في بيت بابا، كان ايه؟!
قال:هتعرفي كل حاجة لما تكبري.
سكتت وفتحت الشكولاتة وبدأت تاكل فيها، وهو ينظر لها.
كان يتأملها ويتذكر شيئا، لكن جاء في تفكيره ذالك الرعد، الذي تحدث مع هذه الطفلة بهدوء قائلا في نفسه:معقول! عيلة زي دي، تقدر تغيرك.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد مرور خمس سنوااااااااااات.
في الاسطبل.
كانت تركض فتاة شابة، جميلة، ترتدي بنطالا جينز اوفر سايز، وهودي ابيض، وعاملة شعرها ديل حصان.
كانت واقفة بجانب حصانه مبتسمة، حضنت الحصان الذي اعتاد عليها وعلي حنيتها معه. قالت بابتسامتها البريئة :انا لسة بخاف اركب عليك يا جبل... يرضيك كدا!
ضحكت بخفة وقالت:عارف هقولك موقف حصل معايا، كان في صرصور في المطبخ، تحس ايه ان الصرصور دا عارف ان احنا كا بنات بنخاف منه، فا المهم روحت ضر*بت برجلي علي الارض علي امل انه يخاف ويمشي، قام عمل ايه المتخلف، لقيته بيجري ورايا انا.... وانا زي الهبلة بجري وهو بيجري ورايا والعبيط ملوش سكة غيري، لحد ما هربت من المطبخ وهو رجع يشوف حاله... تخيل!
وقعدت تضحك علي نفسها، وتلعب وتتكلم مع الحصان، فجاة.
قربت منها سعدية بسرعة وقالت بخبث:الست خديجة بتكلم البيه.
نظرت لها حياه بسرعة ولهفة كانت ملامحها ازدات جمالاً، واذدات انوثة، شفا*يفها نبيتيه منتفخة قليلا وصغيرة، عيونها تلمع مع ضوء الشمس، بشرتها النقية المتألقة، جس*دها المنحوت، شكل عيونها مميزة جدا.
قربت منها حياه وحضنتها، وضحكت سعدية.
وجريت حياه للداخل بسرعة، شافت سعاد وبناتها قاعدين، وامرأة اخري.
مشيت بخطوات هادئة حتي لا يشك احد.
وطلعت لفوق وهي تدعي ربها بالا يناديها احد.
طلعت واقتربت من غرفة خديجة، كان الباب مفتوح قليلا، نطرت للداخل خلسة، رأت خديجة قاعدة علي الكنبة وعطياها ضهرها، وماسكة في يدها الهاتف ترفعه امام وجهها.
حاولت النظر للذي في الهاتف، كان هو، كانت متشوقة لرؤيته، حتي وهي لم تتعرف عليه، او تتعامل معه، ولكن هناك ما يشدها نحوه.
كانت تعض شفا*تاها السفلية بفضول، وهي تقف علي اطراف اصابعها، فقط لتري شاشة الهاتف.
فجاة وقفت خديجة بفرحة وقالت:بجد!، انا هعرف العيلة حالا.
ظلت تتحدث قليلا علي الهاتف، وحياه مستغربة من فرحتها.
سمعت صوت من وراها :بتعملي ايه هنا؟!
لفت بخوف ولقت اسماء في وشها.
اسماء بغر*ور:قولت، بتعملي ايه هنا؟!
حياه بتوتر:وولا حاجة، ك كنت واقفة بس، كنت عايزة اكلم طنط خديجة بس هي مش فاضية.
اسماء:طب امشي من هنا يلا.
اتنهدت حياه، ومشيت واتجهت لغرفة جدها.
نظرت لها اسماء من فوق لتحت، كانت ترتدي دريس ضيق، وطرحة ولكنها تحجبت غص*ب بسبب والدها.
كانت واقفة وتنظر لها والغيرة ظاهرة في اعينها قائلة :مش معني هي، وانا لا.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في غرفة الحج زيدان.
دخلت حياه بتفائل ونشاط، قائلة بصوتها الطفولي المرح:جده يا جده.
ضحك علي علي تلك الفتاة، الذي تصغر كلما تكبر.
قربت منه وقعدت علي اقدامه تعلق يدها علي رقبته قائلة ببراءة:ممكن اطلب طلب؟! صغنون اوي ولله.
ضحك وهو يقرص خدها بخفة قائلا :قولي يا مقروضة.
ابتسمت وقالت :ممكن مبلغ صغنون قد كدا؟! ابتسم وقال:عايزة كامقالت :يعني مش كتير، الفين جنيه.
نظر لها وقال:عايزاهم في ايه؟!
قالت:انت عارف بقي انها اخر سنة، وخلاص داخلة علي امتحانات، وهحتاج مذكرات كتير، دا غير اني بتأخر في الدروس وببقي جعانة.
ابتسم وقال:ماشي يابكاشة.
ابتسمت وبا*سته من خده وقالت:شكرا يا احلي جدوا في الدنيا.
ضحك،واحضر النقود وعطاها لها، وهي ابتسمت وخرجت للخارج.
لسة هتدخل غرفتها، لقت سعاد في وشها.
سعاد بكبرياء:انا مش قولتلك يا بت انتي ، تروحي تجبيلي شوية طلبات.
ابتسمت لها حياه وقالت:قولت لطنط سعدية وراحت جابتهم.
سعاد:بس انا قولت، تروحي انتي.
اتكلمت حياه بنفس الابتسامة:مفيش فرق، اهم حاجة حاجتك تتكون عندك، صح!
نظرت سعاد للفلوس ال في ايدها بغل وقالت:جبتي منين الفلوس دي.
حياه بابتسامة :من جدو، دا طبيعي، هو ال بيصرف عليا وطبيعي يديني فلوس.
سعاد بغل:انت مالك بتضحكي كدا! بتاخديني علي قد عقلي يعني؟!
حياه بابتسامة:هو انا اقدر، بس انتي ال بتسألي وانا لازم ارد عليكي باحترام.
سكتت سعاد، ونظرت لها من اعلي لاسفل...واتحركت ومشيت.
نظرت لها حياه ومازالت مبتسمة، وقالت من تحت سنانها:يلا في داهية، قرفتيني الله يقرفك.
ودخلت لغرفتها بهدوء، الذي كانت جميلة، وكانت راسمة علي الحيطان ورد وزهور بأيدها هي.
اتجهت لدولابها، ووضعت النقود في الحصالة وابتسمت، قائلة :كدا بقوا ثمانية.
ابتسمت وهي تفكر في شيء، واتجهت لكتبها وضعتها علي السرير وبدأت تذاكر.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في الاسفل.
نزلت خديجة مبتسمة بقوة وقالت:جاي، دا جاي.
نزل زيدان من علي السلم وقال بجمود وهو يستند علي عصاه:مين ده ال جاي يا خديجة؟!
نظرت له خديجة وابتسمت:رعد يابا، جاي بكرا.
زيدان بفرحة:بجد! يعني خلاص هينزل.
خديجة:قال هينزل وهيدير شغله من اهنيه، من القاهرة.
زيدان:اهم حاجة انه هييجي هنا.
حافظ بابتسامة:يا مرحبي بيه، هينور بيته.
نظرت له سعاد وسكتت.
عصام:انا زعلان منه، دا محضرش فرحي حتي.
كانت واقفة جمبه زوجته سهير.
خديجة:معلش،ما كان بيهتم بشغله بقي.
سعاد:دا حقق كتير اوي.
خديجة:رعد طول عمره طموح، خصوصا في الشغل.
ابتسمت اسماء بخجل :يارب بس ما يكون اتعرف علي اي واحده هناك.
خديجة:انا مش هجوز ابني خوجاية اصلا، بس هو قال ان معاه مفاجئة.
شهد:يمكن قصده علي الهدايا.
خديجة:لا،اكيد في حاجة تانية.
زيدان بفرحة:مش مهم، المهم نستقبل حفيدي كويس، حافظ عرف اهل البلد كلهم ان هيكون في وليمة بكرا علي شرف حفيدي، اللكل هياكل ويشبع، تكريماً لحفيدي الكبير.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في امريكا، في شركة فخمة مكتوب عليها بالانجليزية الشركة الام لمجموعة شركات رعد الجبالي.
داخل الشركة.
في اعلي دور، مكتب الرئيس.
كان مكتب واسع وفخم، ديكور حديث جدا، باللون الاسود والابيض والرمادي.
كان يجلس علي كرسيه، جاكت بدلته علي شماعة الملابس.
كان يرتدي قميصُه الابيض الذي برز عضلاته القوية البارزة، والصلبة، محرر اول ثلاث ازرار.
كان اذداد حده ووسامة، كان رجل بمعني الكلمة.
كان يتفحص شيئا في الاب توب.
الباب خبط، وسمح بالدخول.
ودخل شخص وكان صديقه او ذراعه اليمين، ايمن.
قرب ايمن وجلس علي الكرسي وقال:هترجع بكرا؟!
اتنهد واعاد رأسه للخلف ونظر للسقف وقال بصوته الرجولي الذي ذاد خشونة:ايوا، لازم ارجع.
ايمن:حقك،بقالك هنا خمس سنين ونص، حقك تشوف عيلتك.
سكت وكأنه يفكر في شيء اخر
ايمن بابتسامة:طب ممكن اجي معاك؟!
نظر له رعد بهدوءه المعتاد:براحتك.
وقف ايمن :تمام، انا هقول لابويا وامي، مش معني تاخد معاك روز وانا لا.
رعد:متنساش روز تبقي مين.
ايمن:علي اساس ان في حاجة رسمية بينكم يعني.
رعد:كل حاجة هتبان، في الوقت المناسب.
سكت ايمن وخرج، واتنهد رعد وعاد لعمله.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المساء في غرفة خديجة.
الباب خبط، واستغربت قامت فتحت ولقت حياه قدامها واقفة بتوتر وماسكة مشط وزيت في ايدها.
نظرت لها حياه بتوتر وقالت:م ممكن ت تسرحيلي شعري.
نظرت لها خديجة بهدوء، وفتحت الباب ودخلت، ابتسمت حياه ودخلت وراها.
قعدت خديجة علي كرسي ليس طويلا، وجلست حياه امامها علي الارض.
ابتسمت حياه ببراءة، وخديجة بدأت تتدلك رأسها بالزيت بابتسامة خفيفة.
حياه بتوتر:شكرا.
خديجة:علي ايه؟!
حياه:عشان انتي ال بتعامليني كويس في البيت دا، وجدوا زيدان... وعموا حافظ، بس مش اوي نادرا يعني.
ابتسمت خديجة بخفة وسكتت.
حياه بتردد:ه هو ابيه رعد، هيرجع امتا؟!
نظرا لها خديجة باستغراب:بتسألي ليه؟! دا غير انك متعرفيش رعد كتير، ومفيش تعامل بينكم
حياه بتوتر:ها، ا اصلالا انا بسأل عادي، ا اصل انتي امه وهو بعيد عنك بقاله كتير.
اتنهد خديجة وقالت:ايوا صح.... علي العموم هو هييجي بكرا.
حياة بتلقاءية وفرحة ولفت وبصت لها قائلة :بجد!!!
خديجة باستغراب وابتسامة:ايوا، في ايه... دا انا مفرحتش قدك كدا.
رجعت حياه مكانها بسرعة وبتوتر وقالت:ها ل لا، ا انا فرحت عشانك بس.
ابتسمت خديجة، وبدأت تدلك شعرها وتمشطه، بهدوء.
وحياه كانت سعيدة وقلبها بيرفرف، وبتتنفس بسرعة وحماس، هي مش عارفة ليه بتحس كدا. لكن بمجرد ما تسمع اسمه يدق قلبها بسعادة.
خلصت خديجة، وقامت وحياة نظرت لها وابتسمت:كرا.
خديجة:العفو،لو احتاجتي حاجةتاتيةابقي تعالي.
حياه:ممكن احضنك.
ابتسمت خديجة وفتحت ذراعتها تستقبلها، وحياة قربت بسرعة وحضنتها بحب، وخديجة مسحت علي شعرها.
تساقطت دمعة من عينيها وهي تشعر معها بحنان والدتها.
ابتعدت ومسحت دمعتها وودعتها وخرجت.
اتجهت لغرفتها وهي مبتسمة، من لطافة خديجة معها، الذي طوال هذه السنوات لم يكن بينهم اي حديث وكل واحد في حاله. وسعيدة بسب مجيء ذالك الرعد غير مدركة تلك الاعين الذي تترصدها.
فتحت باب غرفتها ودخلت لسة هتقفل الباب، لقت ال بيدخل بسرعة وبيقفل الباب وبيحاصرها علي الحيطة.
اتصدمت ونظرت له، والر*عب دب في قلبها قائلة :عصام!
ابتسم بخبث وقال:وحشتيني.
نظرت له بخوف ولكن تحدثت بحده:اطلع برا، والا هقول لجدي. ضحك بخفة ولكن بخبث وقال:ماشي، روحي قوليه وانا هبقي الف كلمتين من عندي... مش هيصدقوا الغريب يعني ويكدبوا القريب.
اصبحت انفاسها سريعة وعالية ومرتعشة، بسبب ذالك الرجل الذي يضايقها من فور حضورها لهذا القصر.
ابتسم بخبث وقال:مجنناني من يوم ما جيتي، اتجننت بحلاوتك و... وجس*مك، حتي بعد ما اتجوزت، مش قادر ابطل تفكير فيكي.
قالها وهو يحرك اصبعه علي خص*رها.
فجاة نزل كف قوي منها علي خده، نظر لها بحده وغضب.
وهي كادت ان تبكي، ولكنها تماسكت، وقالت بحده ولكن صوت مرتعش:هتمشي ولا اروح اقول لمراتك، انا مش هسكت كل مرة.
نظر لها بحده وقال:ماشي يا حياه، ماشي.
وخرج، وقفل الباب وراه.
وهي جلست علي الارض بخوف، وتساقطت دموعها حتي وان تحدثت امه بقوة، الا انها ضعيفة، ضعيفة وخاءفة، تريد ان تقول لجدها، ولكنها تخاف.... تخاف من ان لا يصدقها ويطردها من منزله ولا تجد مكان للذهاب.... رغم حبه الكبير لها، الا انها لا تثق....لا تثق بأن هذا الحب سيدوم.
قامت بسرعة وخوف وقفلت الباب بالمفتاح.
عاجت للخلف وهي تمسح دموعها، بحزن.... اتحركت وقعدت علي سريرها، اخرجت من الدرج كيس صغير جدا، كان غلاف قطعة حلوي.... كانت تحتفظ بغلاف تلك الحلوي الذي اعطاها لها، قبل ذهابه.
ظهرت ابتسامتها الخفيفة، استلقت علي السرير واتنهدت واغمضت عينها، ولكنها مستيقظة تفكر في الكثير.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الصباح، في فترة الظهيرة....في حديقة القصر الواسعة.
كان اهل القرية متجمعين، وال بياكل وال بيرقص وال بتكلم والمكان زحمة.
كانت واقفة حياه مع الاطفال الصغيرين في الخاج، وعمالين يولعوا صواريخ.
حياه كانت مبتسمة وفرحانة، كانت وكأنها طفلة زيهم، والاطفال بيحبوها بسبب لطافتها معاهم.
جاءت طفلة صغيرة وبتعيط.
حياه:في ايه يا ريحانة؟!
ريحانة بدموع:الواد ال هناك دا،وقعني علي الارض، ووقع المياة عليا كمان.
نظرت له حياه، وجمعت الاطفال واتفقوا علي خطة.
مسكت احد الصواريخ الصغيرة، ووضعتها اسفل قدم شاب من الموجدين اكبر منها بسنتين.
ابتسمت بخبث طفولي ورجعت هي والاطفال للخلف والشاب مش منتبه.
فجاة فرقع الصاروخ،والشاب اتخض بقوة وصر*خ.
حياة والاطفال كانوا بيضحكوا بقوة عليه.
وهو نظر لحياه بعصبية:انتي ال عملتي كدا؟!
سمعت صوت ضر*ب النار من الغفر واتخضت، وجريت للخارج وهي تضع يديها علي اذنها، وكل الاطفال اتفرقوا وجريوا في اماكن مختلفة.
كانت تركض ولم تلاحظ امامها بتلك السيارات السوداء الواقفة، كان عدجها كبير ونزل منهم اشخاص يشبهون الحراس بأسل*حة حديثة وقوية.
نزل منها شخص يظهر عليه الهيبة نزع نظارته وظهرت عيونه الصقرية الحا*دة و كان يرتدي بدلة سوداء بقميص اسود، يظهر ضخامته وهيبته.
ومعاه صديقه ايمن وفتاه ترتدي فستانا ضيق ورفيعة، وفاردة شعرها.
تحرك للداخل ووراره الاتنين دول.... وبعض رجاله
ولكن حياه وهي تركض اصتدمت به، وكادت ان تقع الا انه كان اسرع وحاوط خصرها وقربها منه بقوة، وهي تضع يديها علي صد*ره المعض*ل.
فتحت عينها ببطء، ونظرت له اتصدمت عندما تقابلت اعينهم، وللمرة الثانية.
نظر لها كان وجهه حاد هاديء خاصة اعينه الصقرية، ولكنه كان يتأمل اعينها بالفعل.
فجاة جه الشخص ال كان بيجري وراها ومعاه عصاية وقال بغضب:تعاليلي يا بتاعة الصواريخ انتي.
واقترب منها ووووو
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
اقترب منها الشاب... وهي خافت وانكمشت في رعد، لكن الشاب وقف بسرعة لما شاف رعد بيبصله بحده.
رجع الشاب للخلف بخوف، ودخل للداخل بسرعة.
نظرت له حياه، وبعدين جه نظرها علي رعد ببطيء واحرا*ج.
ابتعدت عنه بسرعة وتوتر وهي تنظر للاسفل.
ازال نظره عنها وتقدم للداخل، وهي تنظر له، لكن رأت تلك الفتاة الذي تمشي خلفه، كانت ترتدي فستان واضح بأنه غالي، ولكن بحما*لات عريضة.
مشيت وراهم بسرعة واستخبت...لم تدرك بأن الغفر قد اطلقوا النا*ر بسبب وصوله.
دخل للداخل ومعاه ايمن وتلك الفتاة، روز.
ابتسم زيدان بشده وهو يفرد ذراعاته:حفيدي وسنديي.
واقترب منه واخذه في حضنه بأشتياق.
كانوا واقفين في المجلس.
الكل بدأ يسلم عليه بحرارة وفرحة، وبعدين دخل للقصر ليرحب بوالدته.
رأته خديجة وظهرت الفرحة علي وجهها، قربت منه وح1نته بحب اموي، وقد بادلها الحضن بابتسامة خفيفة هادية.
سعاد:اتوحشناك يابن سلفتي.
، اقترب منه حافظ وحضنه.
بعدها عصام ال ابتسم وحضنه كمان.
عصام:اخويا الكبير وحشني اوي، رغم اني زعلان منك.
نظر رعد لسهير، وبعدها نظر لعصام قائلا :انت عارف، لولا الشغل كنت جيت.
عصام بابتسامة:زب باركلي بقي، عشان هي حامل.
ابتسم رعد بخفة قائلا :الف مبروك.
ابتسم عصام.
نظرت سهير ناحية الباب وشافت حياه وقالت بخبث:يوه، واقفة كديه ليه يابت يا حياه، تعالي ادخلي.
اتحرجت حياه ودخلت ووقفت جمب جدها.
زيدان:عرفنا ب ال معاك يابني.
ايمن بابتسامة واسعة:انا ايمن يا جدي، من امريكا، بس اصلي مصري... اتشرفت بيكم اوي.
زيدان بابتسامة:لينا الشرف يابني.
نظرت خديجة باستغراب لتلك الفتاة وقالت:مين دي يارعد؟!
نظر رعد لروز، وهي ابتسمت وقربت منه وامسكت في ذراعه.
قال بهدوء غريب: روز...خطيبتي.
اتصدموا،وحل الصمت في المكان... خاصة حياه، الاي نظرت له بملاح مليءة صدمة وحزن، رغم بأنها لم تكن معه كل هذه السنوات، الا انها تعلقت به، كيف؟ لاتعرف.
زيدان بصرامة:وانت خطبت من غير ما تقولنا؟!
رعد بهدوء فظيع: مفيش حاجة رسمي، لكن انا وهي قررنا نتخطب.
خديجة:يعني انت عايز تتجوز؟!
رعد نظر لجده وبعدها قال:مش دلوقتي، ممكن بعد اربع ثلث سنين لسة.
سعاد:وانت ليه تقعد كل دا، بما انك عايز تخطبها.
اتكلمت روز بابتسامة:رعد عايز يكبر شغله وشركاته اكتر، وانا عتدي بيزنس حابة اتطوره برضوا، ودا طبيعي وعادي، وفي الفترة دي هنتعرف علي بعض اكتر.
سعاد باستغراب وهي تميل علي ابنتها اسماء:ايه البيسز ال بتقول عليه دا يبت.
سكتت اسماء بضيق وهي تنظر لوالدتها.
نظرت خديجة لرعد بضيق وسكتت.
اتنهد زيدان وقال:طب اطلعوا ارتاحوا وانزلوا عشان الغدا.
الكل اتحرك واسماء اخدت روز تعرفها علي غرفتها.
وعصام اخد ايمن.
و حياه التي كانت مازالت واقفة تنظر للاسفل، نظر لها رعد بهدوء، لكن لم يطل النظر وطلع علي فوق.
جاءت رسالة علي هاتف زيدان، فتحها وشافها، وبعدها نظر لحياه قليلا، ثم خرج.
قربت سهير من حياه وقالت:روحي جهزي الغدا مع الخد*م.
نظرت لها حياه:وانا مالي.
سهير بحده:انا مش عايزة مناهدة كتير، انا واحدة حامل ياختي، ومش ناقصة توتر.
حياه:يبقي ابعدي عني احسن.
وطلعت علي فوق، وسهير بتبصلها بغل.
قربت منها سعاد وقالت:انا مش عارفة دي شايفة نفسها علي ايه، اش حال انها بتاكل وتشرب من فلوسنا... بتفكرني بواحدة كانت رافعة راسها لفوق كدا علي طول.
سهير بحق*د:كل شوية عصام ابنك يقولي، شوفي دي بيضة ازاي شوفي دي حلوة ازاي، دي مخلوقة كدا ومش عارفة ايه، ودايما بيقلل مني قصادها.
سعاد بعو*ج:هي اصلا مفيهاش حاجة تتحب.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في الاعلي في جناح رعد.
دخل غرفته بهدوء،نظر لها لم تتغير، كما هي لكن الديكور تغير والاثاث تغير.
كما يُفضل،اسود ورمادي، لكن مع بعض اللون الذهبي والبني ايضا.
قل*ع جاكت بدلته ووضعه علي الكرسي.
دخل الي غرفة ملابسه، وبدأ ينزع قميصُه وتظهر عضلا*ته الصلبة.
اخرج شيء من جيب بنطاله، كانت نفس الميدالية التي اعطتها له قبل ان يسافر، ظلت معه كل هذا الوقت كما قالت له "خليها معاك"
وضعها علي الرف، واتجه للحمام، ليستحم ثم ينزل.
......... بعد مدة.
خرج من الحمام وهو يرتدي بنطاله، شعره مبلل، قطرات الماء تسقط علي رقبته وصد*ره العا*ري،حتي علي ظهره المعضل.
اخرج تيشرت اسود قطني واردتداه، كان يهر عضلات ذراعه بشدة. امسك مفاتيحه وهاتفه، وتلك الميدالية، ووضعها في جيبه.
خرج من الغرفة ومن جناحه، وتحرك للسفل، مر من امام غرفة توقف عندها قليلا ونظر لها، كان مرسوم علي الباب بعض الزهور الوردية.
علم بأنها غرفتها...كان ينظر قليلا وهو يفكر، فا هي السبب في نزوله الي مصر.
اتنهد وامل طريقه للاسفل.
لقي روز وايمن تحت، كانت روز ترتدي هودي قصير بدون اكمام وبنطال جينز ازرق.
اتجهوا ناحية السفرة، ومعاهم باقي العيلة، ما عدا حياه.
زيدان:نورتونا يا جماعة.
روز بابتسامة :شكرا يا عمو.
نظرت لها سعاد بعوج من حديثها.
زيدان:اومال فين حياه؟! اطلعي ماديها يا سعدية.
قالت سعدية:بتذاكر يا بيه، وقالت ملهاش نفس تاكل.
سهير في سرها:احسن، في داهية.
استغرب زيدان ،واتنهد وقام هو.
حافظ:خلاص يابوي، لو هي مش عايزة سيبها علي راحتها.
زيدان:مفطرتش ياولدي.
فجاة قام رعد وقال بهدوء:خليك، انا هناديها.
الكل اتصدم واستغرب.
نظر لهم بجمود:في حاجة؟!
الكل نظر لطبقه وسكت.
ابتسم زيدان وقعد قائلا :روح يا ولدي.
طلع رعد، ونظرات روز عليه غريبة.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في غرفة حياه.
كانت قاعدة وماسكة كتابها، لكن وشها حزين ومش مركزة، ضمت رجلها ونظرت للنافذة بحزن.
قائلة بصوت مبحوح وكأنها تكاد علي البكاء:انا ال غبية، بعلق نفسي في اي حاجة وخلاص، انا اصلا المفروض مزعلش، ب بس حاسة اني مضايقة وقلبي واجعني.
ضمت شفتيها وهي تحاول منع تلك الدموع التي تتجمع في اعينها بالتساقط.
فجاة الباب خبط،اتخضت وقامت بسرعة وتوتر، وبقت تحرك يدها بجانب وجهها وكأنها بتهوي عيونها.
اتجهت للباب وهي تتصنع ابتسامة خفيفة مزيفة، وفتحته لكن اختفت ابتسامتها بصدمة عندما رأته واقف امامها.
نظر لها،ونظرت له، واصبحت نظراتهم متقابلة.
اتوترت واتحرجت، وبعدت بسرعة قائلة :ا اهل.. اهلا،ا ات.فضل...
دخل وهو يضع يده في جيب قائلا بصوته الرجولي :اتكلمي كويس الاول.
اتحرجت، وضر*بت رأسها بخفةبسبب تهتهتها.
دخل ولف ونظر لها قليلا، من اعلي لفوق بهدوء قائلا :كبرتي.
نظرت للاسفل واعادت خصلة شعرها للاخلف قائلة :د دا طبيعي يعني.
قال بهدوء:متحجبتيش ليه؟!
اتنهد بتوتر وقالت:م مش مستعدة، ي يعني انا...
قال بصوته الرجولي الهاديء:البسيه.
رفعت نظرها وبصتله.
لف وقال بهدوءه المعتاد:هيبقي حلو عليكي.
نظر لغرفتها، كانت بناتية اوي، لكن مش وردية برضوا.
نظر لمكتبها وتقدم نحوه، لقي مجموعة كتب علي المكتب، واضح انها مش كتب دراسة. امسك منهم واحد وقرأ عنوانه، وكاد يفتحه لكنها مسكته بسرعة وضمته لصد*رها بتوتر قائلة :ل لا.
نظر لها وقال:رويات!
نظرت للاسفل بتوتر وسكتت.
نظر لباقي الكتب، وامسك كتاب اخر وفعه امام عينيه قائلا وهو يلفه ببطيء:عادي لل في سنك، بس مينفعش تصدقيهم.
نظرت له وقالت:ليه، هو الحب حرام؟!
قال بهدوء الجامد: انا مش بؤمن بالحب...ولو موجود، هو مش بيدوم.
نظرت له من تفكيره وقالت بابتسامة خفيفة:بس انا بؤمن بيه، وواثقة ان لكل واحد ليه قدر ونصيب كويس.
نظر لها بهدوء،تفكيرهم عكس بعض تماما.
قال:في حاجات كتير، بتد*مر بسببه...تضحيات كتير،تخليكي تخسري نفسك وال حواليكي.
كانت مستغربة كلامه ومش فاهماه.،لكن ظهر الضيق علي ملامحها وقالت:ليه، هو انت مش بتحب البنت ال جت معاك؟! روز!
لف ونظر لمكتبها مجددا قالا، وهو يرتب الكتب بيد واحده:مجرد اعجاب بالشخصية مش اكتر.
اتضايقت ونظرت للاسفل.
اخرج شيء من جيبه وبصلها:مش دي ليكي!
نظرت له بذهول وقالت:انت لسة محتفظ بيها؟!
قال بهدوء:قولتيلي خليها معاك...منستكيش بسببها.
لم تستطع منع ابتسامتها الصغيرة من الظهور، نظرت للاسفل بسخرية من نفسها، فا كيف تُذهل وهي تحتفظ بغلاف قطعة حلوى له.
اتنهدت بتردد ونظرت له وقالت:انا عايزة اوريك حاجة.
وقربت من مكتبها ووقفت عليه علي ركبتها ، وهي تحاول احضار صندوق من علي الرف ال فوق.
وضع يده بهدوء علي ظهرها ناحية خصرها كي لا تقع، ولكنها شعرت بالكهرباء تسري في انحاء جس*دها، وظهرت ملامح الخجل والتوتر علي وجهها.
جابت الصندوق ونزلت وهي تبتسم، كان صندوق هدايا صغير لونه سماوي وعليه فيونكة بيضاء.
نظرت له وقالت بخجل:ممكن تقبلها مني؟!
قال بهدوء:ايه دي؟!
قالت بتوتر:د دي هدية صغننة مني، بمناسبة رجوعك.
اتنهد وقال:انتي عارفة انا رجعت ليه؟!
قالت باستغراب:لا.
قال:عشانك.
قلبها نبض، وظنت بأنه يتحدث عليها وكأنه عاد من اجلهها هي، وكأنه يحب...
قاطع صوت تفكيرها صوته قائلا بجمود:حدي مقالكيش؟!
قالت باستغراب :ل لا، م مقاليش حاجة.
قال بصوته الرجولي:انا هكتب عليكي الليلة.
كادت تبتسم، الا انها تذكرت الماضي، نظرت للاسفل قاءلة:ي يعني هنعيد ال عملناه تاني... جدي فهمني كل حاجة حصلت زمان، ب بس مقاليش اننا هنتجوز تاني.
قال:كل اوراقك القانونية محتاجة توقيعي، ولازم تبقي مراتي قدام المحكمة، والقانون.
سكتت وهي مازالت تنظر للاسفل.
قال:انتي موافقة؟!
قالت بحزن وتوتر:ط طب وخطيبتك؟!
قال:متشغليش بالك، زي ما قولت، هنتجوز بعد تلت او اربع سنين، تكوني انتي خلصتي جامعتك.
نظرت له وعيونها تتحدث قبلها وقالت:انت ال موافق؟!
سكت، وكأنه يفكر في اجابته، لكن بملامح هادية.
نظرت للاسفل بحزن وقالت:اسفة، عارفة انك اجبرت علي دا بسببي.
سكت قليلا ،وقال:في الحالتين انا وافقت، وعطيت كلمتي، ولازم اوفي بالوعد.
سكتت بحزن،فا هي مجرد وعد في حياته لا اكثر، مجرد مسئولية مجبور علي حمايتها.
قال بهدوء:اعمامك هييجوا الليلة...والمأذون، اجهزي.
اومأت بخفة وسكتت.
فجاة الباب خبط، وهو اصلا كان مفتوح، دخلت روز بهدوء قائلة :قولت اجي اناديك، انت اتأخرت.
رد عليها بهدوء:جاي.
وبعدها نظر لحياه وقال:يلا عشان تاكلي.
نظرت له مبتسمة ابتسامتها المزيفة قائلة :ل لا، ا انا مش جعانة، شكرا... تقدروا تروحوا انتوا.
قربت منه روز وامسكت في ذراعه قائلة :بما انها مش جعانة، خلاص... يلا بينا.
نظر لحياه قليلا،بعدها لف واتحرك مع روز للخارج، وتلك تنظر لهم بحزن وقبضة في قلبها، وكأنه يخنق نفسه بين عروقها.
اتجهت للباب وقفلته، نظرت للهدية التي مازالت بيدها ولم يأخذها، تجمعت دموعها في عينها بحزن وكسرة لم تشعر بها من قبل، ورمتتها علي السرير ودخلت الحمام.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في منزل ما في القاهرة، كان مثل الفيلا.
تجلس صفاء بغرور، وفي يدها كوب شاي.
قرب منها سعد بابتسامة:حفيد الجبالي رجع، وكبر اوي في شغله.
جلس بجانبهم شريف وقال:ال اعرفه ان عيلة الجبالي معندهاش شركات.
سعد:حفيده طور نفسه وبقي عنده، وهيفتتح شركته الجديدة قريب هنا في مصر.
صفاء بخبث:دا احنا كدا نكسب من وراهم كتير اوي.
شريف بابتسامة:هتطلبي كام المرة دي ياختي؟!
صفاء:اصبر بس، لازم نبين اننا خايفين علي البت، عشان يكتبها رسمي، عشان لو جراله حاجة.... هي ال هتورثه.
سعد :شكلك كدا بتفكري في خر*اب كتير.
صفاء بخبث:تعرف عني انا برضوا الكلام دا.
شريف بضحك:احنا نعرف عنك اكتر من كدا.
سعد بخبث:كسبنا في الام، وهنكسب في البنت.
صفاء بحق*د:متجبش سيرتها قولتلك.
سكت سعد بتوتر.
شريف:خلاص،هو ميقصدش.
سكتت صفاء وواضح علي وشها الضيق، وهي تتذكر شيئا.
شرسف:جهزوا نفسكم بقي عشان هنمشي الليلة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
وتحديدا في غرفة خديجة، كانت واقفة تتحدث مع رعد، الواقف ويضع يديه في جيوبه، مستند علي الحائط خلفه.
خديجة بضيق:دا انت حتي مقولتليش.
قال بهدوء:عملتهالك مفاجئة.
نظرت له بدهشة:مفاجئة، بجد شكرا، بس احب اقولك ان مفاجأتك معجبتنيش.
اتنهد وقال:يعني انتي عايزة ايه دلوقتي؟!
قالت:يابني انا مش عايزاك تاخد واحدة اجنبية، مالهم بنات بلدنا؟!
قال بهدوء:دي حياتي انا.
قالت بضيق :عارفة، ب بس انا...
اتنهد وقرب منها ومسك ايدها، وقعدها علي السرير وقال:اهدي، احنا لسة في مرحلة تعارف، دا غير انها بتشتغل معايا، يعني جزء مهم في شركتي، شبيهة للمساعدة.
اتنهدت وقالت:انا هحاول اختلط معاها، بس لو معجبتنيش، الجوازة دي مش هتكمل.
قال بهدوء:حاضر، ال انتي تشوفيه.
ابتسمت ووضعت كف يدها علي خده الحا*د قائلة :انت ابني الوحيد مش مستعدة اغلط في اي حاجة في حياتك، انا مليش غيرك.
ابتسم لها بخفة وقال:قولتلك نمشي من هنا.
ابتسمت وقالت:مقدرش دي بلدي وبيتي، دا غير جدك... متنساش هو عمل عشانا ايه.
سكت واتنهد وقام وقف قائلا :طب انا رايح اتكلم معاه شوية.
اومأت له ،وهو خرج.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في غرفة الجد.
كان يجلس علي حرف السرير، وحياه تجلس علي قدمه وملامحها حزينة.
قالت بحزن:مينفعش نعمل كدا يا جدو، هو مش موافق.
قال زيدان بهدوء:هو قالك كدا؟!
قالت:لا، ب بس مش محتاجة كلام.
ابتسم وقال:بما انه مقالش كدا، يبقي هو راضي ومتقبل، صدقيني انا عارف رعد كويس.
سكتت وفجاة اتفتح الباب ودخل رعد، وشافها وهي تجلس علي قدم جدها وكأنها طفلة، ولكنها كبرت.
لفت وشها ونظرت له، واتخضت وقامت وقفت.
اقترب ونظر لها بحده قائلا :انتي صغيرة عشان تقعدي كدا. نطرت له بتوتر، وسكتت.
قال زيدان:في ايه يا رعد؟! دي حفيدتي.
رعد بحده وهو مازال ينظر لها هي :ولو، مينفعش تقعد معاك القعدة دي...هي مبقتش صغيرة.
نظرت له بضيق وتوتر.
وهو قرب منها ناظرا في اعينها بحده قائلا :لو شوفتك قاعدة القعدة دي تاني، هربيكي انا من اول وجديد.
نظرت له بضيق وقالت وبصوت عالي قليلا :انت ازاي تتكلم معايا كدا!
امسك ذراعها وقربها منه قائلا بحده:طولة لسان مش عايز.
نظرت له بضيق وكادت ان تتحدث.
لكن زيدان وقف قائلا بصرامة:خلاص يا رعد، سيبها.
كان مازال ينظر لها بعيونه الحادة، وترك ذراعها وهو مازال علي نفس وضعه.
رجعت للخلف خطوتين، لا تنكر بأنها خافت منه، من عروق يده ورقبته التي ايضا ظهرت فجاة بشكل بارز.
نظرت له بخوف وضيق، وخرجت من الغرفة فوراً، وهو اعينه الحادة عليها.
زيدان بحده:ايه ال انت عملته دا؟!
رعد بحده:الصح.
زيدان بجمود:بس دي حفيديتي.
نظر له رعد بحده :ويا ترا هي عارفة دا!
نظر له زيدان بدهشة، وسكت.
اقترب منه رعد وقال بحده:لما تقدر تواجهها بالحقية، يبقي ساعتها تقول انك جدها.
نظر له زيدان بضيق وقال:عرفت ازاي؟!
رعد :مش محتاجة لف ودوران، من البداية، شكيت... واتأكدت ان في حاجة ورا كلامي، ومش محتاج اقولك الباقي
ابتسم زيدان ووضع يده علي كتفه قائلا :طول عمري بخاف منك ومن ذكائك، مفيش حاجة بتعدي من عليك.
سكت رعد ومازال وجهه مجمد وقال:انا هسيبك انت تقولها الحقيقة، في الوقت ال تعوزه.
اتنهد زيدان واومأ ليه وسكت.
ولف رعد وخرج.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المساء.
اتفتح المجلس، ووصل سعد وشريف وصفاء والمأزون، واتنين شهود.
الغفير ال فتح لهم ودخلهم.
في داخل القصر.
قربت شهد من والدتها وقالت:في ناس غريبة دخلوا المحلس ياما.
سعاد باستغراب:ياترا جايين ليه؟!
نزل رعد بكل هيبته واتجه للخارج.
قربت سهير منهم وقالت:هو في ايه؟!
نزل زيدان ومعاه حياه، ومتجهين برضوا للخارج.
وقفه عصام وقاا:هو في ايه يا جدي، اجي معاكم.
زيدان بجمود:لا، خليك هنا... دول ضيوف هيسلموا علي رعد.
سعاد بعو*ج:وواخد حياه معاك ليه؟!
نظر لها بحده:وانتي مالك؟!
سكتت بضيق. وهو خرج ومعاه حياه التي تنظر للاسفل، وترتدي دريس وردي في ابيض واسع وبأكمام وكوتش،وسايبة شعرها الاسود الناعم.بدل ما هي رافعة منا
جت روز ونظرت لسعاد:لو سمحتي فين رعد؟!
جت اسماء ونظرت لها من فوق لتحت:وانتي عايزاه في ايه ياختي؟!
جه ايمن، ونظرت له شهد وابتسمت بخجل ونزلت رأسها للاسفل.
روز بغرو*ور:وانتي مالك؟!
ومشيت من قدامها واسماء بتبصلها بغي*ظ.
سهير:ياختي سيبك منه دي مناخيرها للسما كدا علي طول.
سكتت اسماء بضيق. اما عصام كانت عينه علي حياه وهي تذهب مع جده.
نظرت سعاد لابنها باستغراب، وشافته بيبص علي حياه، شكت... وحست ان في حاجة غلط في ابنها.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في المجلس.
دخلت حياه وجدها ماسك ايدها.
كان يجلس بهيبته، وامامه صفاء وسعد وشريف.
والمأذون.
اتجه زيدان لكرسيه في المنتصف وقعد عليه.
وفضلت حياه واقفة.
نظرت لها صفاء بأبتسامة:تعالي ياحبيبة عمتوا تعالي اقعدي جمبنا نشبع منك.
اتوترت حياه واتحركت عندها ببطيء، وصفاء مسكت ايدها وقعدتها في النص بينها وبين سعد،ال وضع يده علي قدمها وابتسم قائلا :ولله وكبرتي واحلويتي يابنت اخويا.
نظر له رعد وكان بيدبدب برجله بخفة علي الارض وهو ينظر له وكيف يضع يده عليها.
قام فجاة وقرب منها ومسك ايدها وقومها، وهي اندهشت، اخذها ورجع لمكانه وقعدها جمبه بهدوء، وهو ينطر لسعد بعيونه الحادة.
صفاء بابتسامة:امم، بتغير عليها يابن الجبالي...حتي من عمها.
نظر لها وظل صامتها، كانت نظراته حادة وهادية ومليانة جمود، مش محتاج يرد عليها اصلا.
نظرت له حياه وعينها فيها ذرة امل، ذرة سعادة وراحة.
نظر له زيدان نظرة غريبة وسكت.
وبعدها بص لعمها وقال:احنا هنفذ اتفاقنا اهو، والفلوس هتوصلك... ومن اليوم دا تنسي ان ليكي بنت اخ يا صفاء.
قالت صفاء بابتسامة:حاضر ياحج.
نظر زيدان للمأذون وقال:يلا يا شيخ.
تحدث الشيخ وبدأ يلقي كلماته،.
كان قاعد ومميل للامام قليلا، حرك رأسه ونظر لها، نطرت له واتوترت، عندما تقابلت اعيهم... وكأن شيء يشدهم لبعض، ولايستطيعون ابعاد عيونهم.
اتنهد ولف وجهه،وهي بعدت انظارها بتوتر.
........ بعد مدة.
انتهي المأذون،ومد الدفتر لرعد، ال اخده ووضعه امامها كي توقع، اخدته بتردد ووضعته علي اقدامها وامسكت القلم ووقعت.
وانتهي الشيخ.
قام وقف وقال:الف مبروك، انا هوثق الجواز في المحكمة، ومن النهاردة حياه الراوي زوجة رسمية لرعد الجبالي.
ودعه زيدان،وخرج الشيخ ومعاه الاتنين الشهود.
قام وقف رعد وجمبه حياه، قرب سعد وكان عايز يحضنها، لكن رعد وضع ذراعه حاجز بينه وبينها قائلا :مبحبش التلانس.
ابتسم سعد بضيق ورجع للخلف.
نظرت له صفاء، وبعدين خرجوا بدون كلام.
قرب زيدان وقاله:لحد ما تخلص جامعتها، كل واحد هيروح لحاله.
قال رعد بهدوء:مش منتظر انك تيجي تقولي.
نظرت له حياه،وابتعدت وخرجت من المكان، تحت نظراته.
اتنهد زيدان ،وخرج.
وهو اخرج علبة سجا*ءره واخرج سيجا*رة، وبدأ ينفث دخا*نها، جلس وكان يفكر في الكثير، ولكنه اتنهد بعد ما انهي سيجا*رته واتحرك للخارج.
سمع صوت حصان جاي من الاسطبل، تذكر حصانه، واتحرك لهناك.
المكان كان مظلم، ومفيش حد، مفيش غير ضوء القمر.
لكنه شافها،بتحاول تمتطي حصانه وعلاي ملامحها الضيق، وبتقول:خلاص بقي يا جبل، خليني اجرب.
كان الحصان يخرج صوته، ويتحرك قليلا وهي لا تعرف كيف تركب.
وقفت علي الارض ودبدبت برجلها بضيق وهي تنظر للاسفل، نظرت له بحزن طفولي، وبعدها اتنهدت وهوب نطت عشان تمتطيه تاني، لكنها كادت تقع علي ضهرها.
لكنه لحقها بالفعل.
شالها وهي اتصدمت ونظرت له، قالها بسخرية:بتعملي ايه بالظبط.
اتوترت ونظرت للاسفل،وهو نزلها لفت وقالت بحزن:كنت بحاول اتعلم حاجة في حياتي.
نظر لها، وبعدها وضع يده علي الحصان وابتسم بخفة، وتوقف الحصان عن الحركة، وكأنه عرف صاحبه من رائحته.
قال بصوته الجولي الهاديء:مش هتعرفي، لو بقيتي بالطريقة دي.
لفت ونظرت له،فجاة لقته بيضع يده علي وسطها وبيشليها لفوق، اتصدمت ونظرت له قائلة :ا استني، انت بتعمل ايه؟!
قالبهدوء:هتجربي.
وفجاة وضعها علي الحصان، وهي اتصدمت اكتر وتشبثت في الحصان بقوة وخوف. فجاة لقته بيركب وراها بحركة سريعة، لم تنتبه لها حتي.
نظرا له وهو حاوط خصر*ها وهي شعرت بتلك الرجفة مجددا
امسك الحبل ال في الحصان، وبدأ يحركه والحصان بدإ يتحرك هو كمان.
فجاة وبدون وعي حاوطت رقبته بخوف.
نظر لها قليلا،وبعدها بدأ يسرع في حركة الحصان.
وبالفعل انطلق الحصان وخرج من الاسطبل، والغفر فتحوا البوابة لما شافوه علي الحصان، وخرج وانطلق لمكان فاضي، به زرع وليس به ناس.
وهي اغمضت عينها بخوف، لكن فتحتها ببطء لما شعرت بالهواء البارد ونسماته الهادئة، نظرت امامها بابتسامة خفيفة بريئة.
وكانت متشبثة به بقوة، وهو يشعر بخصلات شعرها التي تتطاير علي وجهه برقة.
وكأن الزمن توقف للحظة، تشبه الساعات، شعر بابتسامته الهادءة تظهر علي رثغه وهو يرى ابتسامتها البريئة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
شد علي خصرها اكتر وهو يضمها له.
شعرت به، ونظرت له، عينها بقت قدام عينه.
اتوترت وقلبها بقي بينبض بسرعة، لفت وشها وبصت لقدام.
اتنهد ونظر للامام بهدوء.
بدأ يدخل وسط الزرع، تحت ضوء القمر الابيض.
وضعت يدها الصغيرة علي الحصان مبتسمة بخفة وقالت:بقالي خمس شهور بحاول معاه، وعمره ما كان بيهدا.
قال بصوته الرجولي:شكلك كنتي بتهتمي بيه اوي.
سكتت بخجل.
واكمل هو:مين ال قالك علي اسمه؟!
قالت بتوتر:ج جدو.
سكت،بعدها نظرت له وقالت بضيق:هو انت كنت مضايق ليه لما كنت قاعدة معاه؟!
اوقف الحصان ونظر لها قائلا :انتي كبرتي، مينعش تقربي منه كدا.
قالت بسرعة:بس دا جدي.
اتوترت ونظرت للاسفل وقالت بشبه حزن:ا اقصد، زي جدي.
اتنهد ونزل من علي الحصان وهي خافت لتقع، لكنه رفع يده كي يحملها.
نظرت له واتوترت،بل احمرت خدودها.
وضعت يديها علي كتفه المعضل، وهو وضع يده علي وسطها ونزلها.
نظرت له،كانوا قريبين جدا من بعضهم.
نزلت رأسها وهو ابتعد بهدوء.
امسك حبل الحصان، وبدأ يمشي بهدوء وهي جمبه.
قال:مشوفكيش تاني قاعدة مع جدي كدا...مينفعش معاه هو.
نظرت له باستغراب وقالت:اومال ينفع مع مين؟!
نظر لها وهو هاديء جدا وقال:مع جوزك.
اتصدمت ونظرت له.
وهو ابتسم بخفة ونظر امامه.
اصبح وجهها احمر بشدة، وهي تكتم انفاسها كي لا تبتسم، ونظرت للامام... وهي تفكر، وهل يقصد نفسه،ام يمزح.
قال بهدوء:عندك ايه بكرا؟!
اتنهدت وقالت بتوتر:م مدرسة.
قال:ابقي استنيني برا، هوصلك.
نظرت له بدهشة وقالت:ليه؟!
قال:دا طبيعي، انتي بقيتي مسئوليتي، ولازم اتطمن عليكي.
وكأن قلبها اخذ نفس من هذا الهواء، من مجرد كلاماته فقط... نظرت امامها وسكتت.
شعرت ببعض البرودة، وقعدت ذراعيها.
شافها، وقلع جاكته ووضعه علي كتفها.
نظرت له باحراج وقالت:ل لا، انا مش برادانة، شكرا... خليه معاك انت هتب....
قاطعها وهو ينظر امامه:بس ياحياه.
سكتت، ونظرت امامها وقالت بتردد لكن ابتسامة خفيفة:اول مرة تناديني باسمي.
رفع حاجبه وقال بهدوء:بجد!
اومأت بخجل وسكتت.
قال:وياترا انتي نطقتي اسمي قبل كدا؟!
قالت بسرعة وعفوية:كتتتير، بس مكنتش موجو....
سكتت عندما استوعبت ما قالته.
ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة وقال:وانا مش موجود!
نظرت الناحية الاخري بأحراج وهي تضع يدها علي وجهها.
نظر لها وتوقف، وهي استغربت وبصتله.
قال بهدوء:عايز اسمعه منك...وانا موجود.
نظرت له بشبه صدمة وسكتت.
تقدم خطوة ناحيتها قائلا :قولي.
عادت للخلف بخطوات بطيئة وهي تنظر له بدهشة وخجل.
قال بصوته الرجولي الهاديء وهو مازال يتقدم ناحيتها:يلا.
وهي عادت للخلف، حتي شعرت بتزحلق قدمها اليمين للخلف وكادت تقع، لكنها صر*خت بقوة:رااااعد.
فجاة حاوط خصرها بذراع واحد وقربها منه بقوة حتي اصدمت بصد*ره الصلب.
كانت ماسكة في تيشرته، وتضع رأسها علي صد*ره ومغمضة عينها بخوف.
ابتسم بخفة قائلا :هو الوقوع دا شيء طبيعي في حياتك!
فتحت عينها ورفعت رأسها تنظر له.
شدها ورجع للخلف، وهي بعدت باحراج وتوتر.
اردت جاكته الذي كان واسع عليها جدا وهي تقول:بقيت بقع كتير من وقت ما انت جيت.
ابتسم بخفة، واتحرك. نظرت له وقالت بتردد:ممكن تطلعني علي جبل تاني، مش قادرة امشي... ح حاسة اني رجلي اتلوت.
لف ونظر لها بهدوء، وقرب منها، نظرت له مجددا وهو شالها تاني وقعدها علي جبل.
وهي امسكت في الحصان كي لا تقع.
اما هو امسك حبل الحصان واكمل مشي، وهي تنظر له من فوق مبتسمة ببراءة.
كان صمت قاتم، لا يوجد غير صوت نسمات الهواء، وصوت الجراد في الزرع.
فضلوا كدا،لحد ما وصلوا القصر، نزلها وهي نظرت له مبتسمة بخجل.
الغفير اخد الحصان ليأخذه للاستطبل.
نظرت له بخجل وقالت:تصبح علي خير.
نظر لها بهدوء:وانتي من اهله.
لفت وهي تلف وتنظر له وتشاور بيدها بتوتر وخجل.
كادت تقع مجددا لكنها لحقت نفسها ووقفت وبصتله باحراج قائلة :هه، الارض... مش عارفة ايه حكاياتها معايا اليومين دول؟!
ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة، وهي ابتسمت ومشيت، دخلت للداخل وطلعت علي اوضتها فوراً.
وهو رن هاتفه وكانت روز، نظر للاعلي بهدوء، ولقاها واقفة في البلكونة.
اتنهد ودخل وطلع لفوق، لكنها وقفت في وشه وقالت بالانجليزي:اين كنت؟!
نظر لها ووضع يده في جيبه وقال:مش متضطر اقولك.
اخدت نفس وبصتله وقالت وهي تقترب منع:يابيبي، انا مش قصدي... بس انا كنت خايفة وانا قاعدة لوحدي في القصر، دي اول ليلة ليا هنا.
وضعت يديها علي صد*ره واقتربت منه، امسك معصمها بحده وقال:قولتلك مبحبش كدا.
نظرت له وقالت بضيق:انا خطيبتك علي فكرة.
قال بحده:ولو، انا معنديش كدا، غير بعد الجواز.
نظرت للاسفل بضيق وسكتت.
نظر لها وللبسها، كانت ترتدي بيجامة صفراء بحما*لات وشو*رت.
لف وقال لها بحده:تاني مرة متطلعيش كدا، في رجالة في البيت... احنا مش في اميركا.
واتحرك وطلع ناحية غرفته، وهي تنظر له بضيق.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في غرفة عصام وسهير.
كان مستلقي علي السرير ممسك هاتفه ويبتسم بقذ*ارة.
خرجت سهير بتعب من الحمام ونظرت له وقالت:بتعمل ايه ياعصام.
نظر لها بضيق،وبعدين نظر للهاتف وسكت.
قربت منه وقعدت علي حرف السرير وقالت:الحمل دا تاعبني اوي، دا انا لسة في الشهر الخامس وكدا.... اومال لو في التامن هعنل ايه؟!
مردش عليها.وهي نظرت له باستغراب:هو انا مش بكلمك؟!
نظر لها بحده:انا مش ناقص بقي، نامي وانتي ساكتة.
نظرت للهاتف وشدته بسرعة وشافت محتواه واتصدمت.
قامت وقفت وبصتله بصدمة:ايه ال بتشوفه دا!!!
قرب منها بحده واخد منها التلفون، وطلع من الموقع الذي كان يشاهده.
ونظر لها بغضب وفجاة، ضر*بها بالقلم بقوة.
نظرت له بصدمة ودموعها بتتجمع في عينها، وايدها علي خدها.
قال بغضب:اياكي تعملي الحركة دي تاني... فاهممممة.
سكتت بخوف وحزن،وهو قام قائلا:بلا قر*ف وغم.
واتجه للبلكونة وجلس بها.
وهي نظرت له بحزن، ووضعت يديها علي بطنها، واستلقت علي السرير، ونامت بحزن.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في الصباح، في غرفة حياه.
صحيت وكانت نشيطة بشدة، لبست هدومها المدرسية.
ونظرت في المرآه وهي مبتسمة، نظرت لشعرها، وتذكرت كلامه.
"البسيه... هيبقي حلو عليكي.
خجلت واتجهت لدولابها، وجابت طرحة مختلطة باللون الرمادي والابيض.
لبستها بطريقة حلوة جدا، وكانت جميلة، وكان كلامه صحيح، ستكون جميلة عليها.
لبستها وابتسمت واخدت حقيبة صغيرة وامسكت كتبها، وترتدي كوتش ابيض، وبعدين خرجت.
خرجت وكانت هتنزل، لكن نظرت للاعلي... بصت حواليها وبعدين طلعت لفوق عنده، لم ترا تلك الاعين الذي تراقبها.
طلعت وخبطت علي باب غرفته، بعد تفكير طويل وتردد.
لم تجد اي رد.
فجاة لقت صوت وراها، لفت ولقت روز.
روز بابتسامة:بتعملي ايه؟!
سكتت حياه بتوتر.
مدت روز ايدها بابتسامة هادية:اهلا، انا روز... متعرفناش علي بعض كويس.
اتنهدت حياه، ومدت ايدهاوسلمت عليها قائلة :حياه.
روز:اظن اننا ممكن نكون صحاب صح؟!، الباقي هنا مختلف عني، ومش من النوع المتعاون اوي.
ابتسمت حياه بخفة،فا هي تعرفهم جميعاً.
روز:هو انتي في مدرسة؟!
اومأت لها براء.
روز:شكلك حلو بالحجاب، انا بفكر اتجب لكن مش دلوقتي، في سن ال 60 مثلا.
حياه:ياااه، بس دا كتير اوي.
روز بابتسامة ثقة:انا عندي الشغل اهم، لازم اكون بيزنس وومن مجتهدة، ومحدش يكون زيي.
سكتت حياه.
قالت روز:انتي تعرفي رعد من زمان.
حياه بتردد:ل لا، م مش اوي يعني.
روز بابتسامة هادية:انا اتعرفت عليه لما جه امريكا، كان طموعح اوي عمل مشروع رائع، وحقق بيه كل ثروته دي دلوقتي.
ابتسمت حياه بخفة.
اكملت روز:كنا قريبين جدا من بعض، كنت زي دراعه اليمين واكتر، كنت جمبه علي طول.
اختفت ابتسامة حياه بضيق، ونظرت للاسفل.
كادت روز ان تتحدث، لكن الباب اتفتح، وخرج رعد وهو يرتدي بذلته الرسميه السوداء، ومعها ساعته الحديثة المصممه له خصيصا، مع رائحة عطره الرجولية، وتصفيفة شعره الناعم.
نظروا له.
وهو نظر لهم برفعة حاجب قاءلا:في ايه؟!
روز قربت منه بابتسامة:ولا حاحة يابيبي، انا جيت عشان نمشي الشركة ونشوف التجهيزات... بس لقيت حياه هنا.
نظر لحياه، التي انزلت انظارها فورا.... جاء نظره علي حجابها، لقد ازدادت جمالا بالفعل.
اتنهد وقال:يلا.
واتحرك،والاتنين وراه.
نزلوا للاسفل وشافهم زيدان.
زيدان:رايحة المدرسة ياحياه.
نظرت له وقالت:ايوا ياجدو.
نظر لها وابتسم:شكلك قمر بالحجاب.
ابتسمت بخفة وسكتت.
زيدان:قولي للسواق يوصلك.
رعد بهدوء:مفيش داعي، انا هوصلها في طريقي.
نظر له زيدان قليلا ثم قال:ماي، روحي معاه يا حياه.
اومأت حياه بهدوء،واتحركت للخارج.
نظر لها رعد واتحرك وراها، ووراه روز.
خرجت امام القصر، ولقت عربيات سودة كتير وفي المنتصف سيارته الفخمة.
نظرت له وقالت باستغراب:مين دول؟!
اخرج مفاتيحه قائلا :حراس.
قالت باسغراب:مش مستهالة كل دول يعني، انت رجل اعمال عادي، مش زعيم عصا*بة.
نظر لها قليلا بهدوء وسكت، وبعدها لف وركب سيارته، وهي كادت تركب بجانبه لكن جت روز وفتحت الباب ونطرت لها قائلة :انتي صغيرة، المفروض تركبي ورا.
نظرت لها بضيق، ورجعت للخلف وفتحت الباب وركبت، وكانت خلف الكرسي الذي هو يجلس عليه ويقود.
عدل المرآه ونظر لها من خلالها.
وهي كانت تنظر من النافذة، تحرك بالسيارة... كانت مدرستها بعيدة شوية، كانت افضل مدرسة وغالية جدا، حرص زيدان بأن تتعلم حفيدته افضل تعليم.
........ بعد وقت.
امام المدرسة.
نزلت حياه، ونظر لها رعد نزل هو ايضا، بصتله روز باستغربا وقالت:انت رايح فين؟!
نظر لها قائلا :انزلي، والحرس هيوصلوكي الشركة، هتلا قي ايمن هنا، انا عندي شغل.
نظرت باستغراب:شغل ايه في المدرسة؟!
اتنهد بحدة قائلا :روز.
سكتت بضيق،ومسكت شنطتها ونزلت ورجعت للخلف وركبت احد السيارات وانطلق بها السائق.
نظر رعد لحياه، ال نزلت رأسها بسرعة.
قال:فين مكتب المدير؟!
اتحركت وهو ذهب وراها، كل الطلاب شافوهم، خاصة هو، وهو يتحرك بهيبة بنظارته الشمسية، وعضلاته الضخمة كان رجل، ووجهه الحا*د الرجولي... انظار البنات عليه بطريقة غريبة نظراتهم اندهاش واعجاب من اول نظرة.
اتجهت لمكتب المدير، وخبطت، ودخلت ووراها رعد.
المدير شافه ودقق في ملامحه شوية، وكأنه شافه قبل كدا، وبعدها اتصدم وقال:رعد بيه، حضرتك رعد الجبالي..! يا اهلا بحضرتك اتفضل.
دخل رعد وجلس علي الكنبة، والمدير قام وقعد قدامه علي الكرسي.
نظر المدير لحياه وقال:رعد الجبالي يقربلك!
اومأت بخفة وسكتت.
رعد بجمود:خلينا ندخل في المهم.
ونظر لحياه وقال:استنيني برا.
خرجت بدون حديث، وانتظرته بالخارج.
فضلت واقفة لحد ما قربت منها صاحبتها هدير قاءلة بدهشة :بت يا حياه، المز ال بيتكلموا عنه دا يبقي مين؟!
حياه:ايوا ياستي، دا رعد.
هدير بصوت عالي:رعععد.
براء حطت ايدها علي فمها بسرعة وخوف قائلة :هنتفضح، اسكتي.
بعدت حياه ايدها، ونظرت لها هديد بابتسامة حماشيةىهو دا ال بتحب....
قاطعتهاحياه بحده:لا، مفيش الكلام دا، اسكتي بقي.
هدير بخبث:ماشي ياختي، خليكي كدا لحد ما يطير منك، بصراحة هو مز اوي.
ضر*بتها حياه علي كتفها قاءلة:بطلي بقي.
هدير بضحك:ايوا يا جدع، بقينا بنغير.
ابتسمت غص*ب عنها، ونظرت للاسفل بسرعة وسكتت.
بعد وقت، خرج رعد وهو يضع يده في جيبه.
نظرت له هدير،ورجعت خطوتين للخلف بفضول قوي،.
نظر رعد لحياه وقال:روحي حصتك دلوقتي، لو احتاجتي حاجة اتصلي عليا.
رفعت رأسها ونطرت له وقالت بخجل:حاضر.
نظر لها جيدا،وشاف شعره خارجة من طرحتها، قرب منها، واعاد الخصلة للداخل قائلا :بما انك اتحجبتي، يبقي التزمي بيه.
قالت بخجل كبير:ح حاضر، ل لما هروح هاخد من جدو فلوس، و وهروح اشتري شوية هدوم واسعة.
نظر لها بهدوء قائلا :انتي بقيتي مسئولة مني، يعني مشوفكيش بتاخدي فلوس من جدك تاني... ال انتي عايزاه تطلبيه مني. نظرت له بتوتر :ب بس..
لقته بيطلع محفظته السوداء، وبياخد منها كارت، امسك يدها وحطه في في كفها قائلا بصوت لا يسمح للنقاش:اشتري ال انتي عايزاه، ومش عايز مناهدة كتير.
سكتت ونظرت له،خافاخذت الكارت ونظرت له قائلة بصوت خافت :شكرا.
ادخل محفظته قائلا :مفيش شكر بينا.
نظر لها ،وقال:عايزة حاجة؟!
حركت رأسها بمعني لا، وهو لف واتحرك، بوقار وهيبه، وخرج من المدرسة.
قربت منها هدير بابتسامة يابنت المحظوظة.
كانت تنظر له وهو يختفي من امامها، مبتسمة بخفةابتسامة بها شعور غريب.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر.
دخلا شهد بالسر بغرفة ايمن، وهي مبتسمة فتحت دولابه واخذت تيشرت له وبدأت تشم فيه بحب.
فجاة سمعت صوت الباب بيتفتح، واتصدمت ممن يقف خلفها قائلا بحده:بتعملي ايه هنا؟!
اتصدمت وبصت له بخوف قائلة :عصام.
نظر لها بغضب وقرب منها قائلا :بتعملي ايه هنا يا بنت****.
نظرت له بخوف وقالت:م مبعملش حجة، انا... انا.
قرب منها ومسكها من شعرها وقال بغضب:ولله لقت*لك علي عملتك دي يا قليلة الربا*ية.
نظرت له بحده وقالت :ولله لو ما بعدت لاقول لجدي علي ال بتعمله في حياه.
نظر لها بصدمة ورجع للخلف.
وقالت بحده:ايوا، انا عارفةوعارفة انك بتلف وراها وكل شوية تقرب منها وهي مش راضية.
فجاة سمعوا صوت خلفهم يقول:انتي بتقولي ايه.؟!
اتصدموا وبصوا لها بصدمة وووو
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
سعاد قربت من بنتها بعصبية وشدتها لبرا قائلة :اطلعي يابت.
نظرت لها شهد بصدمة واستغراب، فا بعد ما سمعته ظلت صامته.
خرجتها،وقربت من عصام بحده وقالت:وانت يلا روح شوف شغلك.
سكت، كان مستغرب برضوا، متكلمتش في اي حاجة، معقول متكونش سمعت.
اتحرك للخارج وهي معاه، وقفت امام الغرفة بضيق.
نظر لها عصام بجمود، واتحرك متجه لخارج القصر.
نظرت له سعاد بحده، كانت تفكر ماذا ستفعل في حياه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد يومين.
في بيت صفاء.
قرب منها سعد وقال:انتي هتسكتي علي كدا؟!
ردت بجمود:ومين قالك! انتي عارفني.
ابتسم وقال:يعني هتعملي ايه؟!
قالت ببرود وهي تنظر لهاتفها:البت بنتنا، وملهاش اهل غيرنا، وهي هتنفعنا اوي.
سعد:بس جوزها دا واقف لنا زي الحيطة.
قالت بخبث:يبقي نهدها، البت دي لازم تبقي تحت طوعنا.
سعد:وهي مراته!
صفاء:وماله، لما تشوفنا احنا ال حنينين عليها، احسن منهم... مش كفاية انها عايشة في بيت راجل غريب بقالها خمس سنين.
سعد بصلها باستغراب:بس فعلا مش بتشوفي نظرة زيدان ليها، وكأنها بنته.
سكتت صفاء وهي بتفكر في حاجة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر، في غرفة رعد.
كان قاعد رعد ومعاه الاب توب،يرتدي تيشرت ابيض وبنطال اسود. وجمبه ايمن.
ايمن :اوضتك حلوة اوي يا عم، ايه كل الفخامة دي.
رد عليه بهدوء:ركز.
نظر ايمن للاب توب.
قال رعد: الاسهم بدأت ترتفع، والشحنة ال هتيجي بكرا اهتم بيها.
ايمن:انت كلمته؟!
قال بهدوء:اتفقت معاه علي كل حاجة، وهو مش هيتكلم.
ايمن:هو هييجي الافتتاح؟!
رعد:ايوا، هييجي... بس عينك تبقي عليه.
ايمن :تمام،والمينا؟!
رعد:هبقي اروح انا، بس مش دلوقتي.
ايمن مسك كوب الماء ال علي التربيزة، وشرب منه... نظر لرعد ومدله الكوباية قائلا :تاخد؟
نظر له رعد بطرف عينه الحاده.
نزل ايمن الكوباية بتوتر وقال:كنت بهزر ولله، انا عارف انك بتتقر*ف.
سكت رعد بحده ونظر للاب توب.
ايمن بمزاح:اومال لما تتجوز، هتتقر*ف من مراتك كدا برضوا.
قال بحده:ملكش فيه.
سكت ايمن بأحراج.
قال رعد بجمود:ابقي خد الكوباية دي معاك وانت طالع.
فجاة الباب خبط،قام ايمن واتجه للباب، وفتحه ولقي حياه.
نظر لرعد،وهو بصله باستغراب.
دخلت حياه بهدوء وهي تنطر للاسفل، وضامة كتاب معها.
نظر لها، وبعدين بص لايمن وشاورله.
اومأ له ايمن وخرج من الغرفة، وقفل الباب.
دخلت بتوتر ونظرت له.
قال بهدوء:محتاجة حاجة.
قالت باحراج:ممكن تساعدني في حاجة صغننة.
اتنهد وقال:تعالي.
اقتربت وقعدت علي الكرسي، ووضعت الكتاب علي التربيزة.
قال:عايزة ايه؟!
قالت بتوتر وخجل:بصراحة يعني، في حاحة واقفة معايا في الرياضة وامتحاني بكرا، وعرفت انك شاطر فيها.
ابتسم بخفة وقال:شاطر! المهم، مين ال قالك.
نظرت للاسفل باحراج:م محدش، بس انا عرفت زمان، انك مجتهد في الرياضة.
امسك كتابها وفتحه ونظر له.
قربت منه وجابت الصفحة.
امسك القلم، وبدأ يشرحلها المسألة في ورقة، قعدت علي ركبتها علي الارض وساندة علي التربيزة وكانت تسترق النظر له، صوته وامته بتسحرها بتخليها تروح عالم تاني.
نظر لها ولقاها مبتسمةبخفة ومش مركزة.
ضر*ب بالقلم بخفة علي رأسها، وضعت ايدها علي رأسها وبصتله بدهشة.
نظر لها وقال:مركزة؟!
قالت بتوتر:ه ها، ا اه... م مر.. مركزة.
اتنهد وقال بهدوء:انا قولت ايه من شوية؟!
سكتت بأحراج ونظرت للاسفل... فجاة لقته بيرفع وشها بأصبعه من عند ذقنها ونظرت له.
نظر لها قليلا،لكن تلقائيا نزلت اعينه علي شفا*يفها، ابتلع ريق وهي نظرت لرقبته عندما تحركت تفاحته.
نظرت له بحماس وقالت:انت عارف، الاشخاص ال بيكون عندهم تفاحة ادم، دول مميزين جدا.
ابتسم بخفة ونظر لها قائلا:بجد!
اومأت بطفولية.
بعدها قامت وقالت بابتسامة:دي علي ما اظن تاني مرة ادخل اوضتك.
اكملت وهي تتحرك فيها بسلاسة:بجد هي حلوة اةي، ولايقة علي شخصيتك... مميزة.
اتنهد وقام وقف وهو يضع يده في جيبه.
شافت حاجة علي التسريحة، قربت منها وكانت الميدالية بتاعتها.
ابتسمت بخفة ومسكتها وهي تنظر لها :مش مصدقة انك احتفظت بيها كل دا.
اقترب منها بخطواته الثقيلة.
قالت بصدق:شكرا.
لفت ولقته وراها،نظرت له واتكسفت.
رجعت للخلف وقعدت علي التسريحة.
فجاة البا خبط،وهي اتوترت... لكنه اتحرك وراح هناك، كانت الخا*دمة جاية ومعاها صنية صغيرة عليها كوب قهوة.
اخد الكوب، ومشيت الخا*دمة باحترام.
وهو دخل، وقرب منها، ووضع الكوب بجانبها.
نظرت له وقالت :انت بتشربها ازاي، دي مرّة اوي.
قال بهدوء:بفضلها.
قالت باحراج:ممكن ادوقها.
سكت،وهي اخدت الكوبية وارتشفت منها، نظرت له وعلا ملامحها الضيق وكأنها اكلت لمونة.
وضعتها مكانها تاني وسكتت.
ابتسم بجانبية خفيفة، وامسك الكوب، ونظر لمكان ارتشافها...اخذ يرتشف من الكوب من نفس المكان بهدوء.
نظرت له وقالت:دي حتي مفيهاش سكر.
قال :بحبها سادة.
قالت:انت معقد جدا.
قال وهو ينظر للكوب بهدوء:بجد!
ابتسمت ونظرت له وقالت:ايه رأيك في حجابي.
قال بهدوء:حلو.
سكتت،لكنها طلعت شيء من جيبها ونظرت له باحراج.
نظر ليدها ولقي غلاف حلوي.
رفع حاجبه ونظر لها.
قالت بخجل شديد:د دا....
سكتت بخجل، خايفة ليضحك عليها.
قال:بتاع اي دا؟
رفعت ايدها، لكن حركت كوب القهوة ال في ايده، وقعت شوية منه علي تيشرته.
اصدمت، وهو وضع الكوب بجانبها، وامسك التيشرت من المنتصف يحركه.
قالت بتوتر:ا اسفة، و ولله ما كنت ا...
سكتت بصدمة وخجل، لما لقته قل*ع التيشرت وظهر صد*ره المعضل الصلب، وعضلاته، كان شديد الضخامة امامها، عضلاته با*رزة بشكل مذهل ومثير.
ابتلعا ريقها، ووشها بقي احمر بمعني الكلمة.
انفاسها وقفت من الكسوف، وعينها مبرقة بصدمة.
امسك منديل من بجانبها، وبدأ يمسح مكان البقعة.
نظر لها ورفع حاجبه، من صدمتها وعينها ال علي صد*ره.
طقطق بأصابعه امامها، وهي فاقت بدمة برضوا.
خبت وشها بين ايدها وقالت:ا ا ان اس اف، م...
نظر له عيونه هادية، لكنه ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة، لكن خبيثة عندما شعر بخجلها.
حب يلعب معاها شوية، وقرب منها ومسك معصم يدها ورفع يدها للاعلي قليلا.
كانت مغطية وشها بأيد واحدة، ومغمضة عينها كمان.
وضع يدها علي صد*ره الصلب.
شهقت بصدمة،وفتحت عينها ونظرت له قائلة :ا انت، ا انت بتعمل ايه؟!
اقترب منها، حتي هو لا يعرف ما الذي يفعله، وكأنه ضَعف امامها.
قرب منها حتي اصبحت صوت انفاسهم مسموعة.
ابتلعت ريقها وهي تنظر له.
نزلت اعينه لشفا*يفها، كانت انفاسه تزيد سرعة وثقل.
وهي كانت انفاسها سريعة ومرتعشة.
وضع يده علي فكها بخفة، وهي كانت تضع يدها علي صد*ره غير واعية.
فجاة ،وضع شف*تيه علي خا*صتها، اتصدمت، كانت القب*لة خفيفة في البداية، ولكنه لم يعي علي نفسه وذادت عمق وقوة.
لم تكن تشعر بانفاسها، وهو يدفن وجهه بها اكثر واكثر، ويحاوط خص*رها بيده الاخري يشدها لعنده اكثر.
وضعت ايدها علي صد*ره تحاول ابعاده عنه، ولكنه لا يتحرك حتي، بل لا يشعر بيدبها الصغيرة تلك، لا يشعر غير بتلذذ شفا*تاها.
غمضت عينها، وهي لا تستطيع التنفس، وضعت يديها علي كتفه تضر*به بخفة، كان يقب*لها بقوة وعن*ف، حتي تأ*لمت.
لم يبتعد الا عندما شعر بشيء سائل يلمس خده، فتح اعينه وابتعد ناظراً لها، كانت دمعة تساقطت من اعينها.
اخدت نفسها بقوة، وهي تستند علي التسريحة وتنظر للاسفل.كانت ترتعش وتأخذ انفاسها.
رجع خطوة للخلف وهو مصدوم من فعلته، لم يستطيع منع نفسه، لم يسطيع السيطرة علي رغب*ته بها، ضعف امامها... كان مستغرب ومصدوء في نفس الوقت، لم تستطيع اي فتاه ان توصله لتلك الحالة... اذا ما المميز بها هي.
نزلت من علي التسريحة وهي ترتعش بشدة، كادت تقع من رعشتها التي تسيطر علي اقدامها اكثر.
لكنه لحقها وحاوطها من عند معدتها، وهي وضعت ايدها علي ذراعه الملتف حولها.
رفعت نظرها وبصتله، كان الخوف منه واضح في عيونها الدامعة.
بعدت ايده عنها وسندت علي التسريحة، نطرت للاسفل وهي تستوعب.
رفعت رأسها ونظرت له، وبعدين اتحركت بسرعة وخرجت من الغرفة، جري، كانت ستقع ولكنها استندت علي نفسها ومشيت.
نظر للمرأه ووجه حاد، قبض ييده ووضعها علي التسريحة، نظر للمرآه قائلا بصوت هادي ولكنه حاد:متنساش نفسك، متنساش هي مين.
دخل غرفة الملابس واخد قميص اسود، وبدلة سوداء، وقرر يروح الشركة وجهز نفسه.
خرج وشاف كتابها علي التربيزة، اقترب ومسكه ونظر له... اتنهد وخرج من الغرفة.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في غرفتها دخلت بسرعة وقفلت الباب، كانت بتتنفس بسرعة.
قربت من مرايتها ونظرت لها، وضعت انمالها علي شفا*يفها، كانت شفا*تيها السفلية من ناحية الجنب تنز*ف، نقطة دم.
مسحتها بابهامها، وتساقطت دمعة من اعينها، لم تكنن توقع ان يفعل هذا.
هي بالفعل معجبة به، لكن لم تتخيل بأن يفعل هذا.
خافت منه، طريقته وقته معاها خلتها تخاف، للحظة شافته عصام.
فجاة الباب خبط،اتخضت ومسحت دموعها بسرعة وحاولت تهدي، واتجهت للباب وفتحته.
اتفاجأا لما لقته هو، نظرت له وسكتت، وبعدها نزلا بأنظارها للاسفل.
نظر لشفا*يفها الحمراء، ورأي بقعة الدذ الظاعرة قليلا.
اتنهد ورفع يده وقال:نسيتي كتابك.
اخذته بسرعة ودخلت وقفلت الباب، نطر للباب وسكت، ولكنه اتحرك بهدوء واتجه للاسفل.
نظرت للكتاب بحزن،ودخلت للداخل وقعدت علي السرير، مر شريط امامها بم حدث، وهو يشد خصرها لعنه اكثر، صغر حجمها وضخامته... للحظة شعرت بقلبها يتنفس بشعور غريب.
حركت رأسها بسرعة ولا، وصدمة وهي تتخيل كل هذا.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
تحت في الجنينة، كان يجلس زيدان ومعاه بعض الرجال.
قرب منه رعد بهدوء.
قال زيدان بابتسامة:اهلا بحفيدي، تعالي يارعد.
قعد معاهم.
وقال احد الرجال:اتشرفنا بمعرفتك.
اومأرعد بجمود.
قال زيدان:شوف الورق دا يابني مظبوط ولا لا، عايز اشتري الارض دي.
اخذ ررعد الورق ونظر فيه، وقال:عايزها زراعة ولا بناء؟
زيدان:زراعة.
نظرا الرجلين لبعض بتوتر وسكتوا.
قال رعد:فين الارض دي؟
زيدان: بعدين شوية عن بيت عمك رضوان.
قال:الارض ال جمب الترعة.؟!
قال احد الرجال بذهول:رغم ان عندك شركاتك للهندسة والصلب للحديد والتعمير والاسمدة والصناعات الكيماوية، انا بجد مبهور، بس رغم كدا انت عارف كل حتة هنا في الصعيد... ومش نلسي حاجة.
ابتسم زيدان ووضع يده علي كتف رعد:حفيدي مش بينسي اصله.
نظر رعد للراجل وقال:ال اعرفه ان الارض دي 30 فدان، كاتب هنا ليه 28.
نظر زيدان للرجل.
وقال الرجل بتوتر:ل لا، دي 28.
نظر له رعد بنظرة مخيفة:ال اعرفه غير كدا.
قال الراجل:وانت عارف منين يعني، م ما انت كنت مسافر، هتعرف منين بقي.
نظر له بحده:عيني لوحدها مقياس، وانا لحد دلوقتي فاكر الارض دي.
سكت الرجل ونزل رأسه.
ضر*ب زيدان علي الارض بعصايته بحده:كنت عايز تضحك علي زيدان الجبالي ياوحيد.
!سكت وحيد وقام رعد وحط الورق علي التربيزة بجمود، وحط ايده في جيبه، وشاف ايمن برا واتجه ليه.
زيدان بغضب:يا غفير، تعالاا خد الناس دي من هنااا.
جه الغفر وخرجوهم برا، بعد ما مسحوا بكرامتهم الارض.
وركب رعد عربيته ومعاه ايمن، انطلق ووراه حراسه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الشركة. دخل وكان في موظفين كتير، ال بيقدموا وال بيشتغلوا.
قال ايمن:رجال الاعمال هيتتجننوا، ويعملوا معاك صفقات.
قال بجمود:انا مش فاضي للكلام دا، قابلهم انت، الكويس.. حددلي معاه ميعاد.
ايمن،:تمام.
قربت منهم روز وقالت:كنتوا فين، انا هنا من الصبح، ومستر وولف هنا.
ايمن بذهول:بجد!، دا جه بلده مخصوص.
نظرت لرعد وقالت:عايز يتكلم معاك.
نظر لها بهدوء واتحرك واتجه للمصعد، دخل فيه وبعدين خرج واتجه لغرفة الاجتماعات.
دخل ولقي رجل كبير في السن يد*خن سيجارة من ال لونها بني دي وضخمة شوية.
ووراه اتنين رجال يرتدون نظارات وسوداء وبدل سودة وكانوا الحرس.
ابتسم بجانبية وقعد علي الكنبة قصاده ووضع رجل علي رجل وفرد ذراعه للخلف علي الكنبة.
نظر له وقال بصوته الرجول:شرفتنا يا مستر ويليامز.
ابتسم الرجل وقال:ناديني وولف.
قال رعد :ويليامز، لايقة اكتر.
ضحك الرجل بخفة وقال:انت الوحيد الذي لا يخفي علي الحقيقة.
قال رعد بالانجليزي:انت تعرفني.... you know me
ابتسم الرجل وقال:تؤتؤتؤ، انا لا اعرفك... في الحقيقة لا احد يعرفك، الوحيد الذي يعرف رعد، هو رعد نفسه.
ابتسم بخفة وهدوء وسكت.
قال الرجل:سمعت بأنك ستفتتح شركتك الجديدة هنا، فا قولت يجب ان اتي وابارك لك.
ابتسم رعد بجانبية قائلا :انا وانت عارفين، انك مش جاي عشان كدا بس.
ضحك الرجل بخفة وقال:انت ذكي، ذكي جدا... حسنا،سأدخل في الموضوع، يوجد صفقة كبيرة، ستحدث هنا... لا اريد غير موافقتك.
قال رعد بهدوء:اذا، هذا الموضوع!
قال الرجل:سيأتي الرجال يوم الافتتاح، لن نستغرق الكثير، وستكون الصفقة في يدينا.
قال رعد:انت عارف اني مش بحب الشراكة.
ضحك الرجل وقال:اعرف، انا فقط سيكون ليس نسبة من الموضوع.
قال رعد:حسنا، يمكنك ان تأتي.
اتنهد الرجل وقال:سيحضر معي حفيدي، يريد ان يقابلك بشدة.
قال رعد بهدوء:سأتشرف بكم.
قال الرجل:بل نحن الذي سنتشرف.
وقام وقف وقرب من رعد عشان يسلم عليه.
لكن قال رعد بجمود:انت قلت بنفسك... انك لا تعرفني.
ابتسم الرجل ورجع للخلف وقال:حسنا، حسنا.
وخرج هو ورجالته من االمكان.
وكانت انظار رعد عليه بجمود.
دخل ايمن وقرب منه وقال:هتعمل ايه؟!
قال:ولا حاجة، انا سايب كل حاجة للوقت.
ايمن باستغراب:وقت، عمرك ما عملتها، كل حاجة في حياتك بتمشي بأمرك انت.
سكت رعد وقام وقف وضع يده في جيبه ونظر من زجاج الغرفة وهو ينظر للرجل وهو يخرج.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المساء في القصر، في الصالة
وتحديدا في مكان سفرة الطعام... يجلس الجميع، حتي حياه، لكن رعد وايمن وروز، مش موجدين.ملاح
كانت بتقلب في طبقها، وبتبص ناحية كرسيه الرئيسي الفارغ، امام كرسي جده.
كان عصام قاعد وبيبص ناحيتها بقذ*ارة، من اعلي لاسفل، والدته كانت ملاحظة نظراته،وساكته...لكن المفجاة، ان سهير كمان كانت ملاخظة نظراته لحياه، وكانت بتبصلها بغل، وهي بتفكر في خطتها.
يجة؟!
قالت:اتصلت بيه، وقال انه هيقعد الليلة في فيلته ال في القاهرة.
زيدان:وليه، ما بيت جده موجود.
خديجة:الشركة محتاجة شغل كتير، والمسافة من هنا للقاهرة بتاخد وقت برضوا.
شهد:هو احنا هنروح الاحتفال؟!
حافظ بحده:بس يابت، مش هنروح في حتة.
خديجة بابتسامة هادية:لا هنروح، دي حفلة لابني، ولازم عيلته تكون معانا.
نظر لها حافظ قليلا، وعينه بتلمع، وقال بنبرة هادية:خلاص، ال تشفوه.
نظرت له مراته سعاد بضيق، فا هي تعرف الماضي.
قامت حياه ووقفت قائلة :انا شبعت.
وولفت.
قال زيدان:اقعدي كملي اكلك يابتي.
قالت بابتسامة:لا ياجدوا، انا هبدأ امتحانات بكرا، ولازم اذاكر.
ابتسم وقال:ربنا يوفقك.
اسماء بحق*د:دا انت عمرك ما دعيت لينا حتي، احنا احفادك، مش هي.
نظر ت لها حياه، بل نظر لها كل العيلة.
قال زيدان بحده:اسكتي يا اسماء وبلاش عبط.
اسماء بعصبية:لا مش هسكت، البت دي بتاكل وتشرب من فلوسنا، لا وكمان دي بتصرف اكتر واحسن مننا، مش معني هي واحنا لااا.
حافظ بغضب:اسماااء، اطلعي علي اوضتك يلا، بلاش حديد ماسخ زيك.
بصتله بضيق وعصبية،وطلعت وهي بتبص لحياه بكر*ه.
زيدان:يلا يا حياه، اطلعي كملي مذاكرتك.
اومأت بهدوء،وطلعت لاوضتها.
خديجة:ربنا يهدينا جميعاً.
طلعت حياه،واتجهت لغرفتها، كادت ان تفتح الباب لكن لقت اسماء قربت منها وقالت بغل:ولله لادفعك تمن المعاملة ال انا بتعاملها دي.
حياه بهدوء:انتي ال جبتي المعاملة دي ليكي يا اسماء، انا مليش علاقة.
اسماء بغل:كله بسببك... انتي السبب.
ابتسمت لها حياه، وطبطبت علي كتفها وبعدين لفت ودخلت غرفتها.
واسماء اتصدمت، دي مردتش عليها حتي، دي ابتسمت بس، كر*هها ليها كاد اضعاف، الغيرة عمتها خلاص.
لفت واتجهت لغرفتها وهي بتتوعد.
داخل الغرفة، عدا ساعة وحياه بتذاكر.
فجاة الباب خبط،خافت وات تر جدا خوفا انه يكون عصام.
قربت من الباب وقالت مين؟!مر
سمعت صوت سهير بتقول بحده:افتحي.
استغربت وفتحت، وبصتلها سهير بحده ودخلت
س
حياه باستغراب:في ايه؟! محتاجة حاجة!
سهير بحدع:علي اساس انك مهتمة اوي... انتي بتكر*هيني اصلا.
عقدت حياه ذراعيها وقالت:انا مفيش عد*اوة بيني وبينك، يبقي هكر*هك ليه... انتي ال من يوم ما جيتي وانتي مش طايقاني، رغم انك متعرفنيش.
قربت منها سهير وقالت:انتي حيه، ثعبانة كدا بتتلوي وتمشي وسطنا.
حياه بصتلها بحده خفيفة:هتتكلمي معايا كويس، هتكلم معاكي كويس... انما هتسوقي فيها، وقسما بربي هخليكي تكر*هيني اكتير، انا صغيرة اه... بس بعرف اخد حقي كويس، ابقي اسألي شهد وانتي تعرفي انا عملت فيها ايه اخر مرة.
نظرت لها سهير بعصبية:ما انا، ياانتي في البيت دا.
حياه ببرود:اعملي ال عندك، في النهاية مش هتقدري.سعير اتجننت وقربت منها ومسكتها من شعرها، حياة بقت بتحاول تبعدها عنها بعصبية.
وقالت بعصبية:ابعدي ياسهير، انا مراعية انك حامل.
سعير بجنون:ولله لاخد حقي يا خطافة الرجالة،واطفي نا*ري... بتلفي ورا جوزي وعايزة تاخديه مني.
حياه بعصبية:اوعي كدا، جوزك ال وا*طي وهو ال بيلعب بديله من وراكي، انتي فكراني زبا*لة زيه.
سهير بعصبية:متتكلميش عنه كدااا، ولله لاربيكي.
حياه اتعصبت اكتر لما شافتها بزيد في هبلها، وراحت زقتها بكل قوتها، وسهير اتصدمت وولفت ووقعت علي التربيزة، لكن حرف التربيزة ضر*ب في بطنها.
صر*خت سهير بكل قوتها، وحطت ايدها علي بطنها، ولقت نقط دم بتتساقط عند اقدا*مها. وحياه اتصدمت.
والعيلة صحيت بسبب راحت لغرفة حياه بسبب الصوت ووووو
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
اتصدمت حياه ووضعت يدها علي فمها.
وسهير عمالة تصر*خ بأ*لم.
العيلة دخلت واتصدمت من منظر سهير.
سعاد بعصبية:انتي عملتييي ايه!!!
نظرت لها حياه، ولسانها اتشل، مش عارفة تنطق...رجعت بخطواتها للخلف بصدمة وخوف.
قرب عصام من سهير، وسعير عيطت وبصتله بأ*لم.
شالها وخرج بيها بسرعة.
اسماء بعصبية:ميجيش من البنت دي خير ابداااا.
حياه :ا انا وله ما كنت اقصد، ه هي ال....
قاطعتها سعاد بعصبية:هي ايه بس ياشيخة، حر*ام عليكيي... هي عملتلك ايه بسسس.
زيدلن بحده:روحي شوفي مرت ولدك يا سعاد، مش وقت كلامك دا.
سعاد بضيق:هاتلي طرحتي يابت يا شهد، خليني اروح اتطمن علي البت.
وخرجت هي وشهد، واسماء بصت لها بشما*تة، وخرجت تمشي معاهم.
حافظ:انا رايح المستشفي، هتيجي معايا يابوي؟!
زيدان:يلا يا ولدي، ابقي اتصلي برعد يا خديجة، خليه يعرف.
اومأت ليه خديجة،وخرج هو وحافظ.
نظرت خديجة لحياه، ال واقفة منكمشة وخايفة، م مش مستوعبة ال عملته، رغم قلة ادب سهير معاها، الا انها خايفة علي الجنين.
اتنهدت خديجة،وخرجت عشان تمشي معاهم، واتصلت برعد تحكيله.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا رعد في القاهرة.
كان قاعد في الصالة معاه الاب توب بتاعه وبيشوف شغله، ويرتدي بنطال بيشي واسع وتيشرت اسود يبرز عضلاته... وجمبه ايمن بيشتغل علي الاب توب التاني.
ايمن:انا بعتلك الايميل، وصل من امريكا.
نزلت روز وكانت ترتدي قميص نوم قصير، ومعاه الروب بتاعه.
قربت من رعد ونظرت له وهي تحاول اغر*اءه.
شافها ايمن وبلع ريقه بأحراج.
روز:طب اطلع انت بقي نام يا ايمن.
قام ايمن وقف،ورعد لف وشه وشافها، قام وقف بحده وقال:استني ياايمن.
وقف ايمن وسكت.
نظر رعد لها وقال بحده:ايه العبط ال لبساه دا!
اتحرجت وقالت:ايه يابيبي،دا...
قال بغضب:اطلعي غيريه، انتي مش عايشة في زر*يبة.
سكتت قليلا بضيق وقالت:انت غيران يعني عشان ايمن موجود؟!
قال بغضب:بلا ايمن بلا زفت، اطلعييي.
نظر له ايمن بصدمة، دا شتمه من شوية.
بصتله بحده وقالت:رعد.
قرب منها ونظر لها قائلا بحده:متنسيش، انا جايبك هنا ليه... مش هنكدب الكدبة وانتي تصدقيها يعني.
نظرت له بحده وضيق، ولفت طلعت علي فوق بسرعة.
ايمن:تقوم تشتمني انا!
لف بحده وقعد تاني قائلا :كمل شغلك.
قعد ايمن بسرعة ومسك الاب توب.
فجاة تلفون رعد رن وكانت والدته.
رد قائلا: الو؟!
:.......
قال وهو يعقد حواجبه:دا حصل ازاي؟!
:......
اتنهد وقال:انا جاي.
قفل وقام وقف.
نظر له ايمن بأستغراب وقال:في ايه؟!
قام رعد وقال:خلي بالك انت من الشغل، مش هتأخر.
ايمن:طب اجي معاك.
قال بهدوء:لا.
وخرج من الفيلا بهدوء، واتجه لعربيته، كان الحراس هيمشوا وراه لكنه شاورلهم بكف يده انهم يبقوا.
وركب سيارته وانطلق بها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المستشفي.
الكل واقف برا وسهير بغرفة العمليات.
سعاد بعصبية:كله بسبب البت حياه، كله بسببها البت دي سماوية والغل بيطق من عينها كدا.
زيدان ضر*ب بعصايته علي الارص بحدة وقال:التزمي حدودك، وخلي بالك من لسانك.
نظرت لحافظ وقالت:مرات ابنك وحفيدك بيمو*توا جوا وابوك لسة بيقولي التزمي حدودك.
خديجة:خلاص يا سعاد، ال حصل قداء وقدر... دا نصيب.
بصتلها سعاد بعصبية:متجننيش انتي كمان، البت بتمو*ت جوا بسبب الز*فتة ال هناك، وانتي تقوليلي كدا... ما انتي مش بتحسي اص....
قاطعها حافظ بغضب:سعااااد، متخلنيش اتغابا عليكي، اتكتمي خالص.
نظرت له بعصبية وقالت:ايوا دافع عنهااا، دا ولا كأني انا مراتك، تقولشي هي عشيقتك.
الكل اتصدم وبصتلها خديجة بحده:اخر*سي قطع لسانك، ايه العبط ال بتقوليه دا... لو رعد كان هنا كان ندمك علي كلامك دا.
حافظ بغضب:عليا الطلاق ان ما سكتي خالص يا سعاد، لتكوني طالج.
سكتت سعاد بضيق.
واتحركت خديجة وبعدت عنهم بضيق.
الدكتور خرج.
وعصام قرب منه بسرعة وقال:ها يا دكتور، ابني ماله؟!
الدكتور:للاسف، مقدرناش ننقذ الجنين و....
سكت،والكل اتصدم
زيدان:وايه يا دكتور، كمل.
الدكتور: الرحم بتاع المدام، حصله هبوط... وهنتضطر نشيله، يا اما حالتها هتسوء اوي.
اتنهد زيدان وقال:اعمل ال عليك يادكتور.
قربت سعاد من عصام وقالت بحده:هي ال قت*لت ابنك يا عصام، البت اليت*يمة هي ال قت*لته... لازم تدفعها التمن.
نظر لها عصام بعيون حمراء، وخرج بسرعة وغضب من المستشفي.
زيدان خاف ليعمل حاجة في حياه، ومشي وراه.
وباقي العيلة برضوا ما عدا حافظ وخديجة وشهد.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
دخل رعد، واستغرب لما لقي حياه قاعدة علي السلم بتعيط، وجمبها سعدية.
قرب منها بهدوء ووقف قدامها قائلا :اهدي.
رفعت رأسها ونظرت له.
فجاة قامت وحضنته بقوة وهي تلف يدها علي خصره، وتدفن رأسها في صد*ره وهي تبكي بأنهيار.
قالت بدموع:و ولله ما كان قصدي، ه هي ال...
قاطعها بهدوء وهو يضع يده علي شعرها:ششش، اهدي... مش محتاجة تبرري.
سكتت وهي لسة بتعيط.
نظر لسعدية وقال:مشيوا امتا؟!
سعدية:دول بقالهم ساعات يا بيه، اكيد راجعين دلوقتي.
قال بهدوء:طب اطلعي هاتيلها طرحتها.
اومأت له وطلعت لفوق.
وهو وضع يده علي خد حياه وبعد وشها وهو يحاوط وجهها بيديه قائلا بهدوء وهو ينظر له:احكي براحة.... ايه ال حصل؟
كانت تشهق كا الاطفال وترتعش وتقول:ه هي جت، و وقالتلي كلام وحش كتير... ووجت م مسكتني من شعري، وكانت عايزة تضر*بني... ح حاولت ابعدها كتير من غير ما أذيها عشان ه هي... ح حامل،ب بس هي.. هي وقعت،ب بس انا....
قال بهدوء:خلاص، اهدي.
رفعت نظرها وبصتله بدموع وقالت:ا انا خايفة.
قال بصوته الرجولي الهاديء:انا معاكي.
كانت عيونه هادية، لكن بها قوة امان ثقة... كانت تنظر لعيونه وهي ترى كل هذا
نزلت سعدية ومعاه الطرحة، مسكها ووضعها علي شعرها وهي ما زالت تنظر له.
نزل بأنظاره لها، وتقابلت اعينهم.
كانت سعدية واقفة ومبتسمة عليهم بخفة.
فجاة دخل عصام بغضب قائلا :حيااااه.
اتخضت وانكمشت في رعد.
وعصام شافها وقرب منها بغضب، لكن لقي ايد بتتحط قدامه.
نظر لرعد الذي كان ينظر له بحده قائلا :اياك.
نظر له عصامبغضب:دي قت*لت ابني.
قال رعد بحده:مراتك هي ال عملت كدا، هي ملهاش ذ*نب.
عصام بغضب:ملهاش ذ*نب ازاي بس، احنا دخلنا عليها ولقينا سهير واقعة علي الارض سايحة في دمها.
قال بحده:بس مشوفتش ال حصل، يبقي متتكلمش.
عصام بغضب:انت ازاي كدا، المفروض تقف معايا انا ولا هي؟
قال بجمود:معاها.
بصله عصام بصدمة وعصبية قائلا :هي لفت عليك انت كمان، ما هي متعودة علي كدا وبتلف ورا الرجا
فجاة تحدث رعد بغضب وصوت روجولي يخوف:كلمة كمان وهنسي انك من دمييي.
بصله عصام بحدة وسكت.
كل دا وحياه واقفة وراه وماسكة في ذراعه المعضل وهي ترى وتستمع لهذا الحديث.
دخل زيدان وسعاد واسماء.
وسعاد قربت منها بغضب وقالت:تعالي يا بت.
لكن لقت من يصدهاويقف في وجهها.
قالت بتوتر:ر رعد، انت متعرفش البت دي عملت ايه.
قال بجمود:عارف، مش محتاج تعيدي.
قالت سعاد بعصبية:دي قت*لت حفيدي.
قالبحده:ابقي اسألي مرات ابنك كانت بتعمل عندها ايه الاول، والكل عارف انها بتكر*ها.
الكل سكت، وبصتله حياه باستغراب:دا عرف ازاي ان سهير بتكر*هها، هي مقالتش ليه.
اسماء بعصبية:دي قتا*لة قت*لة... البت دي لازم تغووور من هنا.
بصلها رعد بحده اخرستها قائلا :وطي صوتك.
عصام بحده:انت اخويا انا، المفروض تقف معايا انا.
قال بجمود:مش دايما لازم اقف مع الغلط.
سكت عصام بضيق كبير، وهو غاضب.
سعاد بغل:بقي كدا يابن عادل.
عيونه احمرت ونظر لها بحده مخيفة.
وهي خافت واستوعبت هي قالت ايه، ورجعت خطوتين للخلف.
زيدان بغضب:اطلعي اوضتك يا سعاااد، اخلصي.
طلعت لغرفتها بسرعة،وعيون رعد عليها لسة حاده وسودة.
زيدان :يلا يا عصام، روح شوف مراتك.
سكت عصام واتحرك، لكن ليس للخارج، بل اتجه للعلي لغرفته وهو ينظر لحياه بحده، ال شافت نظراته ال متبشرش علي الخير.
اتنهد رعد، وحاول يهدا ونظر لجده قائلا :الدكتور قال ايه.
نظر للاسفل بحزن وقال:قفدت الجنين يا ولدي، والدكتور قال لازم تشيل الرحم.
اتصدمت حياه ووضعت يدها علي فمها.
رعد:طب روح ارتاح انت.
اومأ زيدان ونظر لحياه:اطلعي اوضتك يا بنتي.
واتجه لغرفته.
نظر رعد لحياه بهدوء:اطلعي ارتاحي.
نظرت له بخوف وقالت:ل لا، ا انا خايفة اقعد لوحدي... معاهم.
نظر لها قليلا،ومسك ايدها وطلع لفوق وهي معاه.
اتجه لغرفته هو ودخل، قعدها علي السرير وقال:يلا نامي، متنسيش عليكي امتحان بكرا.
سكتت بحزن واحراج، فا هي الان في غرفته هو ويجب عليها ايضا ان تنام بها!
قالت بعيون دامعة:ا انا السبب، ف فقدت الجنين والرحم.. ب ،بسببي.
اتنهد وقال بهدوء:متلوميش نفسك في حاجة انتي ملكيش ذ*نب فيها. .. يلا ارتاحي.
سكتت وقعدت علي السرير بحزن وقل*عت طرحتها،وهو غطي رجلها، ولسة بيلف، مسكت ايده قائلة :ر رايح فين؟
نظر لها واستغرب خوفها، لكنه قال بهدوء:متقلقيش، هقف هقف في البلكونة شوية.
اتحرجت،وسابت ايده بتوتر.
وهو اتجه للنافذة فعلا واخرج هاتفه يجري مكالمة.
وهي نظرت له،وبعدها بصت ناحية الباب، خائفة وتتخيل دخول عصام لها، لا احد يعلم ما فعله بها طوال الخمس سنوات.
لكنها نظرت ناحية النافذة ونظرت به، رغم بأنه يعطيها ظهره، الا انها ارتاحت وكأنه حارس او منقذ لها، يخرجها من بحر الافكار.
استلقت وهي توجه وجهها له وتنظر له، بدأت تغمض عينيها ببطيء وتستسلم للنوم.
وهو خلص مكالمته، ودخل نظر لها قليلا ولوجهعا البريء وهي نائمة.
اتجه وقعد علي الكنبة قصادها وعينه عليها.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في غرفة حياه، دخل عصام وهو بيفتح الباب بغضب وسرعة، نظر في الغرفة وملقهاش.
فجاة اختفت علامات الغضب من ملامحه وابتسم بخبث قائلا :كنت جاي اشكرك بس.
اتحرك في الغرفة، وهو بيبتسم وظن بأنها ذهبت لانام في غرفة جده... وكأنها عارفة انه هييجي، لو مش من الباب من طريقة تانية.
ابتسم بخبث وقرب من سريها وقعد عليه، استلق وبقي يشم ريحتها المتعلقة علي المخدة.
قام وقف وقرب من دولابها، اخرج ملابسها الدا*خلية وبدأ يشم فيهم بجنون.
ابتسم بخبث وقال:يوم من الايام، جس*مك هيكون ليا، مش هتطيري مني، بس اصبري بس.
ساب ملابسها، واتجه لبرواز علي مكتبها في صورتها اول يوم ليها في الثانوية، ابتسم واخده وبا*س الصورة بقذ*ارة.
كانت ابتسامته الخبيثة منورة وشه كدا، واتحرك واتجه لباب الغرفة وخرج، وقفل الباب وراه وبص حواليه كي لا يراه احد.
شخص مهووس، لكن ليس بها بل بجس*دها، عصام شخص زير نساء، ولكن عينه القذ*رة جاءت علي تلك الفتاة، لا تستطيع التحدث بسببه...بسبب ما يخبءه معه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الصباح، في المدرسة.
حياه كانت في الامتحان، ومركزة بشدة بسبب تشجيعه ليها.
خلصت الامتحان وهي مرتاحة.
وقربت منها صاحبتها هدير.
وقالت:دا صعب اوي.
قال حياه:فعلا، بس اكيد حليت كويس.
هدير:ايوا يا عم بقي علي الثقة، مبقاش حد قدك.
حضنتها حياه وقالت:طب تعالي يابتهجبلك ايس كريم علي حسابي ها.
هدير بفرحة:اشطا، يلا بينا.
واتجهوا لخارج المدرسة عشان الايس كريم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر، رجعت حياه ولقت سعاد قاعدة علي الكرسي.
سعاد بصتلها بغل وقالت:طلعي كوباية عصير لمرات اخوكي ياشهد
قامت شهد وراحت المطبخ تقول للخد*م.
نظرت حياه للاسفل، واتحركت عشان تروح اوضتها.
لكن وقفت لما لقت عصام واقف قدامها.
نظرت له بتوتر، وهو قال بابتسامة خبيثة وصوت خفيف:اهلا يا قمر.
بعدت واتجهت لفوق علي طول.
وهو ينظر لها بخبث.
بصت سعاد يمين وشمال وقربت من ابنهاوضر*بته علي كتفه بقوة قائلة بحده:اياك يا عصام، انت ايه يابني! مشبتحس، مراتك فوق مقهورة وانت لسة زي ما انت.
رد عليها ببرود:بصراحة احسن، انا مكنتش عايز عيال اصلا.
حطت ايدها علي بقه بصدمة وهي بتبص حواليها:وطي صوتك يا بني ادم، لو ابوك ولا جدك سمعك هنتفضح.
بعد ايدها عنه وقال:طب اوعي كدا بقي، انا عندي شغل.
قالت بعو*ج:شغل! شغل ايه دا ياابو شغل، قصدك رايح القر*ف ال بتروحه كل يوم... متجيش في مرة كدا تهتم بشغل العيلة، لا سايب كله لرعد عشان يكوش.
بصلها بضيق ومردش عليها وخرج.
ن نزلت خديجة، وكانت متجهة للمطبخ... لكن وقفت في وشها سعاد وقالت:انتي لسة زعلانة مني يا خديجة؟!
خديجة بضيق:محصلش حاجة يا سعاد.
سعاد :سامحيني يا اختي، ولله ما كنت اقصد... بس انتي شوفتي الحالة ال كنت فيها.
قالت خديجة بضيق:قولتلك خلاص، محصلش حاجة.
قربت سعاد وحضنتها وقال:لازم تقوليلي، انك سامحتيني عشان اصدق.
اتنهدت خديجة وقالت:مسمحاكي يا ستي، اوعي بقي.
ابتسمت سعاد بخبث وبعدت وقالت:حبيبيتي عارفة ان قلبك ابيض علي طول.
ابتسمت لها خديجة بضيق، ودخلت المطبخ... وسعاد بتبصلها بعوج قائلة :ياختي مش عارفة بنات البندر دول رافعين مناخيرهم علي ايه... كاتك دا*هية ياعامر اهو جبت واحدة من القاهرة، وفي الاخر فلسعت مع ال من بلدنا.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في منزل ما في القاهرة.
كانت تجلس فتاة في سن ال 11، وتجلس بجانبها والدتها امرأه في سن ال 46، الواضح علي ملامحها الجبر*وت.
دخل رجل في الخمسينيات المنزل ونظر لها.
قامت وقفت وقالت:ابوك طردك ومأخدش حاجة من ورثك، وابنك بقي عند بدل الشركة خمسة ولا ستة، وانت لسة قاعد كدا زي ما انت.
نظر لها بضيق وقال:انا مش ناقص صداع.
قالت بعصبية:وانا مش ناقصة فقر، كنت فاكرة اني هعيش في القصر وهبقي ست هانم... وفي الاخر بقينا في بيت صغير وعايشين بالشهرية.
بصلها بغضب وقال:بس بقييي، دا انا سبت كل حاجة عشانك... لاول مرة ببقي ندمان علي اختياري، اسكتي بقي ياشيخة منك لله.
ودخل الغرفة وقفل الباب وراه، وهي بصت للغرفة بحده وهي بتخطط في خطتها الجديدة... ونظرت لبنتها وابتسمت بخبث.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
بعد مرور اسبوع...لا احد يتحدث مع حياه غير جدها وخلصت امتحاناتها... رعد طول الوقت دا كان في فيلته، مش بييجي القصر كتير، سهير متكلمتش من بعد ال حصل وفضلت في اوضتها...وسعاد لا احد يعلم ما في عقلها....ولا احد يعلم ما القادم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
يوم الافتتاح....في الشركة، في الصباح.
وتحديدا في مكتبه هو، كان يجلس علي كرسيه وامامه الاب توب، يدير بعض الاعمال.
اتنهد وقفل الاب توب واعاد رأسه للخلف واغمض عينه بتعب... لكنها جاءت في عقله.... تذكرها، تذكر قربه منها.... جاء في باله مشهد وهو يقب*لها.
فتح عينه ونظر للسقف، كان مستغرب مما فعله، لقد استطاعت تلك الصغيرة تحريك شيء بداخله...استطاعت جعله يقترب منها وهو لا يعي علي ما يفعله، هل هذا سحر ام....
ابتلع ريقه، وعض شفا*هه السفليه، انفاسه بدات تثقل بشكل سريع.
لم يراها منذ ايام، كان مشغول في الشركة دا غير شركاته التانية والشغل اخده، كان نادرا ما ان ذهب القصر، لكن لم يرها... من بعد قربه منها ظن بأنها لا تريد رؤيته.
وضع يده علي وجهه واخد نفس وغمض عينه.
الباب خبط،وقال هو :ادخل.
دخل ايمن ورعد نظر ليه.
ايمن:كل حاجة جاهزة، والحفلة هتكون في فندق، اكبر فندق فيكي يامصر... دا انا حجزته كله.
قال بهدوء:تمام، شوف لو في حاجة تانية ناقصة.
ايمن:لا مفيش، وكمان جهزت غرفة اجتماعات كبيرة، عشان الصفقة مع ويليامز والرجالة.
اتنهد وقام وقف وقال:انا رايح الفيلا، هرتاح شوية...قبل الحفلة.
ايمن:هو انت صحيح جبت بيت لروز.
قال وهو يرتدي جاكته:ايوا، مفاية لحد كدا... مينفعش تعيش معانا كتير.
ايمن:وانا؟!
نظر له رعد برفعة حاجب:مش عندك بيتك.
ايمن بهزار:ايوا يا عم، بس معقول هتسيبني لوحدي.
رعد:مش وقت دمك التقيل ولله.
ايمن:دا انا حتي لسة شارب شاي خفيف.
رعد:متخلتيش اضر*بك.
ايمن بلع ريقه وقال:لا يا كبير، اسف.
امسك رعد هاتفه ومفاتيحه وخرج.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر.... وتحديدا في الصالة.
زيدان:الكل يجهز الليلة، هنروح الافتتاح.
خديجة بابتسامة:دا انا اول واحده هروح.
سعاد بصت لاسماء:البسي احسن حاجة عندك يا بت.
اسماء:احسن حاجة اي بس يا ماما... احنا عايزين نشتري لبس جديد.
زيدان بابتسامة:وماله، خدوا الفلوس اهي وروحي انتي واختك وحياه وهاتوا ال نفسكم فيه.
اسماء بغي*ظ:نعم، وهي تيجي معانا ليه بسلامتها.
زيدان بحده:اسماء.
اسماء:لا يا جدي، هروح انا واختي بس... مش هناخد حد معانا.
قالت حياه بسرعة:انا عندي لبس يا جدو... مش محتاجة.
سعاد بعو*ج:ما انتي شاربة واكلة نايمة، هتعوزي ايه تاني.
بصلها زيدان بحده، وبعدين بص لحياه:لا يا بنتي، ابقي خدي ال انتي عايزاه وروحي هاتي لوحدك.
سعاد:خلاص يابا الحج، ما هي مش عايزة.
قالت خديجة:خلاص، هاخد انا حياه ونروح نشتري مع بعض.
الكل اتصدم، خاصاً حياه.
خديجة:في ايه ياجماعة، هاخدها واجيب ليا بالمرة لبس.
زيدان بابتسامة:تمام يا بتي، خدي الفلوس اهي.
قالت خديجة:لا يا حج، رعد عاطيني فلوس وبزيادة كمان، وهجيب ليا ولحياه.
نظرت لها حياه وسكتت.
خديجة قامت:يلا ياحياه، خلينا نمشي.
ابتسمت حياه وقامت وخرجوا.
نظرت لهم اسماء وسعاد بحق*د.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المول....
صممت خديجة انهم يروحوا القاهرة ويجيبوا من هناك.
داخل محل ملابس فخم وغالي.
خديجة:ايه رأيك في دا؟
حياه بهدوء:حلو.
خديجة مسكت ايدها وطلعوا للدور ال فوق، وحياه مستغربة لطفها معاها لكنها ابتسمت.
جاءت الموظفة وقالت:محتاجة حاجة يا فندم؟!
خديجة:عايزة فستان للمحجبات، بس احسن حاجة عندك.
اومأت لها الموظفة بابتسامة، وقربت من فستان لونه احمر بأكمام.
خديجة بصت لحياه:ودا؟!
حياه بتردد:م مش عارفة، مش عاجبني اوي.
الموظفة:المكان ال هناك دا فيه بعض التصميمات الحديثة، ادخلي وشوفي.
خديجة:روحي انتي وانا هختار هنا.
اومإت لها حياه، واتجهت للمكان كان واسع وفيه بعض الفساتين المميزة.
لفت نظرها واحد قماشته رقيقة ولونه ابيض، وعليه بعض اللؤلؤ الذهبي، اكمامه واسعة ومفرودة، وخصره ضيق بحزام مطاط... وطول الفستان طويل للاسفل وعليه اقمشة بيضاء شفافة تويده جمالاً، ومعاه طرحة بيضة.
قربت منه ومسكت كمه وهي تنظر له باعجاب.
قربت منها الموظفة وقالت:تحبي تقسيه... دي مجموعة خاصة لسة واصلة امبارح.
نظرت لها حياه،واخذت الفستان عشان تقيسه وقالت للموظفة:هو بكام؟!
قالت الموظفة سعره وكان غالي... ابتلعت ريقها وفتحت شنطتها ولقت الكارت ال هو عاطاهولها، اترددت...وفكرت شوية،هل تشتريه ولا تعمل ايه.
قربت منها خديجة وشافت الفستان وقالت:دا حلو اوي... هتاخديه؟
اومإت حياه وقالت بأحراج:ب بس دا غالي اوي.
خديجة:ولا يهمك، مبروك عليكي.
حياه بتردد:ب بس...
اتنهدت خديجة وقالت بهدوء:دي هدية من رعد... اتصل بيا وقالي نروح انا وانتي ونجيب ليكي فستان شيك للحفلة، مش عارفة ايه السبب، بس هو فكر فيكي.
سكتت حياه ونظرت للاسفل بدهشة خفيفة...لم تراه منذ اسبوع، كانت تريد رؤيته لكنه ذهب.. كل ليلة كانت تقف قدام غرفته متردد هل تخبط ولا لا، هل هو جوا ولا لا.
خديجة خرجت كارت من شنتطها وعطته للموظفة وقالت:هناخد دا، وال انا اختارته برا.
اومأت لها الموظغفة بابتسامة واخدت الكارت.
كانت حياه مكسوفة ووشها احمر ومقدرتش ترفع عينها في عين خديجة
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المساء في القصر.
وتحديدا في غرفة سعاد
كانت لابسة فستان سواريه لونه اسود، وطرحة سودة فيها ترز.
وحافظ واقف قدام المراية ولابس بدلة.
قربت منه سعاد وقالت:ولله شكلك جامد بالبس دا.
ابتسم حافظ وقال:لازم نشرف ابن اخويا برضوا.
نظرت للاسفل بهمس وعو*ج:لو لابنك مكنتش عملت كدا.
لف وبصلها وقال:بتقولي حاجة؟!
بصتله بتوتر وقالت:بقول اني اقنعت البت سهير تيجي معانا بالعافية، دي دماغها نلشفة جوي وكانت عايزة تقعد.
سكت ورجع بص للمراية وهو بيرتدي ساعته.
قالت بضيق:مش عارفة ابوك قرر اننا ناخد معانا البت اليت*يمة ليه.
قال بحده:ملكيش فيه، هو ال اختار.
سكتت بضيق وبصت في الارض.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
تحت في الصالة.
كان زيدان وخديجة وشهد واقفين.
شهد بحماس:ما يلا بقي، هنمشي امتاااا؟!
خديجة بضحك:يابنتي اهدي مش كدا.
شهد :عايزة الحق الحفلة بقييي.
خديجة بخبث:الحفلة برضوا.
شهد بخجل:بس بقي.
ضحكت خديجة عليها،فا شهد كلما تكبر كانت طيبتها تزداد، قليلا.
نزلت حياه وكانت ترتدي ذلك الفستان مع شوذ ابيض بكعب به بعض الؤلؤ الابيض
كانت جميلة بمعني الكلمة، كانت ترتدي الظرحة بطريقة مميزة ومش مبينة شعرها كانت تضع بعض الميكب الخفيف،.
زيدان بدهشة:ايه ديه يا بت يا حياه... ايه الحلاوة دي.
ابتسمت حياه وبصتله بخجل.
شهد بتردد:بصراحة يعني طالعة قمر.
ابتسمت لها حياه وقربت منها وقالت:انتي احلي.
ابتسمت شهد، وقالت خديجة لايق عليكي اوي.
ابتسمت لها حياه بخفة وقالت:شكرا.
زيدان :حلوة اوي... زيها بالظبط.
استغربت حياه وقالت:زي مين؟!
استوعب زيدان ما قاله وقال:ها، لا ولاحاجة.. يلا بينا.
خديجة:نستني سعاد، احسن تعمل مشكلة.
زيدان:هتيجي مع جوزها. فجاة نزل عصام ومعاه سهير... عصام اتصدم من جمال حياه ال زاد وتنح فيها وهو بينزل.
نظرت حياه لسهير بحزن.
وسهير كانت بتبص في الارض وساكتة.
قربت حياه منها بحزن وقالت:س سهير، ا انا... قالت سهير بحده:ابعدي عني، اياكي لسانك يخاطب لساني.
رجعت حياه للخلف بحزن وسكتت.
نزل حافظ وسعاد.
قال زيدان:يلا بينا.
خرجوا كلهم للخارج... وعصام مع زوجته في عربية... وحياه مع زيدان وخديجة في عربية، وحافظ ومراته وبناته في عربية
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فندق فخم جدا، كان كبير وواسع والديكور فيه حديث.
في قاعة الحفلات.
كان واقف رعد واضع يده في جيبه بكل هيبة، وفي يده الاخري هاتفه وينظر له... يرتدي بدلة سوداء من الصوف الطبيعي، بقميص اسود قاتم، وبالجرافتة السوداء، يرتدي معها جزمته السوداء المصنوعة من الجلد الطبيعي... وساعته السوداء الماسية المصممة خصيصا له من رولكس.
كانت وسامته ورجولته مغطية الحدث، والصحافة واقفة برا... والحراس في كل مكان.
كان في رجال اعمال كتير، رجال اعمال كبار... دا غير بعض الوزراء الكبار كمان.
قرب منه ايمن ويرتدي بدلة رمادية.
ايمن:هتتكلم مع الصحافة؟!
قال بهدوء:مش وقته.
ايمن:دول منتظرين اللحظة ال يشفوك فيها... انت حتي مش عايز تكلم حد.
نظر له رعد بحده وقال:قولتلك مش وقته.
سكت ايمن، ووقف يتكلم معاه بخصوص الشغل.
كانت روز واقفة بعيد مع صديقتها وعينها عليه.
قالت صديقتها:لم تسطيعي بعد الحصول عليه؟!
روز بضيق:لا، رعد مش من النوع ال بيتهز قدام اي بنت، دا جبل مش بيحس.
ضحكت الفتاة وقالت:انتي غبية، لا تعرفين كيف تسيطرين علي رجل... كل الرجال مثل بعضهم.
نظرت لها روز وقالت:واعمل ايه بقي؟!
ابتسمت الفتاة وطلعت حاجة من جيبها وقالت:خدي دي؟!
كانت برشامة صغيرة.
نظرت لها روز باستغراب:ايه دي؟!
الفتاة بضحكة خفيفة وصوت خافت:هذه، من*شط.
اتصدمت روز وبصتلها وقالت:انتي اتجننتي.
قالت الفتاة بجرأة:لن يكون لكي الا اذا فعلتي هذا، يجب ان يستطعمكي.
ابتسمت روز بجانبية وقالت:اممم، حسنا.
واخذت منها الحباية وقالت وهي تنظر لها بخبث:لا اتأخر، سيحدث الليلة.
ونظرت لرعد بخبث، وبعدين بصت لصاحبتها، واتجهت عند مكان العصائر.
عند البوابة دخل ويليماز، ومعه بعض الرجال الذين يرتدون الاسود، وبجانبه شاب يرتدي بدلة بقماش خفيف ولكنه فخم.
قرب من رعد واتجه ناحيته وقال ويليامز بابتسامة:اهلا بك.
اتنهد رعد ونظر له وقال بهدوء:اهلا.
ويليماز:اعرفك بحفيدي جون.
نظر رعد لجون بهدوء، وجون ابتسم وقال:تشرفت بمعرفتك.
قال رعد لايمن:يلا.
قرب منهم ايمن وقال:تعالو معايا ياسادة.
مشيوا وراه.، واتجوا لغرفة الاجتماعات.
لكن ويليماز وحفيده وقفوا.
ويليماز:حفيدي يريد التعرف عليك اكثر.
اتمهد رعد وقال بجمود:وانا لا احب التعارف.
ابتسم ويليماز وقال:انه شاب طموح، يريد ان يكون مثلك.
ابتسم رعد ابتسامة جانبية خفيفة وقال : انت قولت بنفسك، مفيش حد يعرف رعد، غير رعد نفسه.. يبقي مفيش مني نسختين.
ابتسم ويليماز وقال:تعجبني ثقتك بنفسك.
فجاة دخلت عيلة الجبالي من البوابة،.
ونظر لهم رعد بهدوء، لكنه عينه جت عليها هي وهي تنظر للاسفل مبتسمة بخفة وهي تنزل علي السلم.
تاه في ملامحها وجمالها، كانت جميلة، بل اشد جمالا... اذدات حلا.
نظر لهم ويليماز وحفيفده، خاصة جون ال عينه جت عليها وابتسم بأعجاب.
قرب زيدان من رعد وقال بأبتسامة:الف مبروك يا ولدي.
نظر له رعد ورجعت ملامحه الجامدة وقال:الله يبارك فيك.
قربت منه خديجة وابتسمت وحضنته قائلة :انا فخورة فيك.
ابتسم لها بخفة وسكت.
سعاد كانت بتبص شمال ويمين ومنذهلة بسبب المكان وفخامته ووسعه.
قربت اسماء وقالت بخجل:الف مبروك يا ابيه.
نظر رعد لجده وقال:عايز اعرفك علي حد.
ونظر لويليامز.
اما شهد فا لفت في المكان وهي بتدور علي ايمن.
ويليامز بابتسامة:اتشرفت بمعرفتك.
زيدان بابتسامة:الله اكبر، كمان بتتكلم عربي.
اتكلم جون وقال:مين البنت دي، تقربلكم؟
نظر له رعد، وعينه اتحركت علي اتجاه عين جون، ولقاه بيبص علي حياه.
لف عينه وبص لجون بحده، وقرب ووقف امامه مبتسم بخفة لكن بحده:ملكش فيه، دي بنت عيلتنا... متخصكش.
اتوتر جون،خاصة من نظرات رعد ليه، لكنه مبينش.
قرب حافظ وعصام وسلموا علي جون ووليامز برضوا.
وليماز:والدتي مصرية، حدثت قصة حب بينها وبين والدي وتزوجوا.
اومأ زيدان له بهدوء وسكت.
اما حياه، اتحركت في المكان وهي بتشوفه بهدوء وبراءة.
فجاة لقت عصام في وشها مبتسم.
اتخضت ورجعت خطوتين للخلف.
اما هو قال مبتسم بخبث:كل يوم بتزيدي في حلاوتك دي، بقيت هتجنن منك.
بصت حواليها بخوف وقالت:بطل عبط، الناس حوالينا.
قال بخبث:بس انا بمو*ت في العبط.
قالت بحده وخوف في نفس الوقت:صدقني لو مبعتش، ه... هنادي رعد.
ضحك بخفة وقال:رعد، هو ايه حكايتك انتي وهو اليومين دول... الواد من اول يوم جه فيه وانتي حايمة حواليه.
قالت بحده:اخر*س، اياك تتكلم عليا كدا تاني، انت مش بتحس دي مراتك واقفة وزعلانة علي ابنكم، وانت لسة زي ما انت... عمرك ما هتتغير.
ابتسم وقال:بصراحة مش مضايق منك، انا مكنتش عايز عيال من الاساس.
واقترب منها لكنه وقف بصدمة لما لقي رعد وقف في وشه وهو ينظر له بحده وقال:بتقرب منها كدا ليه؟!
رجع عصام خطوتين وقال بتوتر :ل لا، انا كنت بتكلم معاها عادي.
قال رعد بحده وهو بيضغط علي اسنانه:ايه ال بينك وبينها، عشان تتكلم معاها اصلا!
عصام بلع ريقه بتوتر وقال:ا انا...
قاطعه رعد بحده:امشي... امشي ياعصام.
اتنهد عصام بتوتر ومشي فورا.
لف رعد وبصلها وقال:كان بيقولك ايه؟!
نظرت للاسفل وسط رعشتها وخوفها وسكتت.
قال بحده خفيفة:اتكلمي يا حياه.
رفعت نظرها وبصت ليه كانت عينها بتلمع بالدموع وساكتة.
نظر لها قليلا،وبعدها مسك ايدها واتحرك.
عند ايمن، خرج من غرفة الاجتماعات وكان بيدور علي رعد.
فجاة لقي شهد في وشه.
اتخض وقال:في ايه يابنتي خضتيني.
اتحرجت وقالت:اسفة، مكنتش اقصد.
ابتسم وقال:ولا يهمك، بس مشوفتيش رعد؟!
قالت:لا مشوفتوش.
نظر لها ولبسها وقال بابتسامة:شكلك حلو علي فكرة.
ابتسمت بخجل وقالت:شكرا.
نظر لها ومن كسوفها وابتسم.
وبعدين مشي، وهي نظرت له وهي مبتسمة قائلة بهمس :اول حديث.
في الخارج، كان في نافورة كبيرة وشكلها مميز، وحواليها اضواء ارضية.
قرب رعد وقعدها علي حافة النفورة وقعد جمبها.
جلس بجانبها وقال :اتكلمي.
خافت وبصتله وقالت بتوتر:م مفيش حاجة، صدقني.
سكت وهو ينظر لها، وهي اتوترت من نظراته ونزلت نظراتها للاسفل.
حبت تغير الموضوع وقالت:ه هو انت زعلان مني؟!
قال بهدوء:ليه بتقولي كدا!!!
قالت بتردد:ا اصل يعني بقالك اسبوع مجيتش القصر، ف فا فكرت انك مضايق.
اتنهد ونظر امامه وقال:انا فعلا مضايق، مضايق من ال عملته... مكنش لازم اقرب منك... بس مقدرتش اتحكم في نفسي.
سكتت ونظر ت للاسفل بخجل عندما تذكرت.
حرك رأسه ونظر لها بهدوء وقال:طالعة مميزة.
ضحكت بخفة وقالت:مميزة!!!
ابتسم بخفة ونظر امامه للاعلي قليلا وقال:انا مبحبش الهزار، ولا بنفع فيه، وكلامي كله جد... يبقي اعرفي اني لما بقول كلمة...بكون جاد فيها ،جدا.
اتكسفت وقالت:ش شكرا.. ب بس مش معني انا يعني ال قولتلي مميزة، ايه المميز فيا.
نظر لها بهدوء وقال:انتي فعلا مميزة، في كل حاجة... انتي لسة صغيرة مش عارفة حاجة.
استغربت وقالت:كل دا ولسة صغيرة.؟!
ابتسم بخفة وقال:عندك شك!
ضحكت بخفة وسكتت.
جه ايمن وقرب منهم وقال:الاجتماع جاهز.
قام رعد بجمود ونظر لها وقال:ادخلي جوا، الجو برد.
واتحرك معاه، وحياه استغربت... لكنها قامت ودخلت الحفلة.
في غرفة الاجتماعات.
كان قاعد رعد في الكرسي الرئيسي، وحوله بعض الرجال الذين يردون الاسود، وواضح عليهم الثراء... وكمان ويليامز وجون.
رعد كان بينظر لبعض الاوراق بجمود وبيدقق في كل كلمة، وساد ضهره علي الكرسي بفخامة.
قال احد الرجال:هذه الشحنة ستكون ضخمة... لن نستطيع فعل شيء بدونك.
قال ويليامز:سنحتاج لدعم كبير، انت ستنقض علي السوق هذه السنة.
احد الرجال:ستأتي في طائرة خاصة.
اتنهد رعد ووقع علي الواوراق وقال بجمود:جهزوا كل حاجة.
ابتسم احد الرجال واخذ الورق ووضعه في حقيبة سوداء، مغلقة برقم سري.
قال ويليامز:الف مبروك يا جماعة.
دخلت روز،ووراها نادل يحمل صينية عليها بعض اكواب زجاجية بها عصير، ولكن ليس خم*ر.
قالت بابتسامة:خلينا نحتفل بقي.
ووزعت الكوبيات علي الرجال، ما عدا كوباية مميزة، وضعتها امام رعد وابتسمت.
بدأ الرجال يشربون، وكمان رعد وهو ينظر امامه في ملف.
وقام رعد وقال:اظن كدا خلصنا.
اومأ له الرجال وخرجوا.
اقتربت روز من رعد وقالت:ايه رأيك نروح الفيلا.
اتنهد بحده وقال:عندك بيتك، يبقي مشوفكيش في الفيلا.
قالت بضيق:بس انا قدام الناس خطيبتك.
قال:ولو، احنا عندنا كدا عادات برضوا، مينفعش تبقي جمبي اربعة وعشرين ساعة.
واخذ هاتفه وخرج، وهي نظرت له وابتسمت بخبث.
واتحركت وراه حتي لا يبتعد عن اعينها.
في الخارج
كانت حياه واقفة عادي، وبتبص قدامها، لفت وشها ولقت رعد بيقرب منها.
ابتسمت بخجل ونظرت له وقالت:كنت فين؟!
قال:كنت في اجتماع.
قالت باستغراب:اجتماع! يوم الافتتاح.
وضع يده في جيبه ونظر امامه قائلا :دا شيء طبيعي في حياتي.
ابتسمت وقالت:لما اكبر، هشتغل معاك.
ابتسم بجانبية وقال:لما تكبري بقي.
ابتسمت وسكتت،قرب منه رجل اعمال ومعه زوجته وقال:انا بجد سعيد اني قابلت حضرتك يا رعد بيه.
اومأ له رعد بهدوء وسكت.
نظر الرجل لحياه وقال:هي دي خطيبتك، بهنيك... دي لايقة عليك جدا وجميلة.
نظرت له حياه وسكتت
اتنهد رعد وقال بهدوء غريب:مش خطيبتي... دي قريبتي بس.
الرجل باحراج:ا اسف، مكنتش اقصد.
نظرت للاسفل بحزن،هي ليست خطيبته بالفعل... بل هي زوجته، لكن.....
ابتلع ريقه،وحس بشيء غريب، وكأن الجو بدأ يسخن.
لكنه تماسك، واظهر الجمود.
مشي الراجل وزوجته،ورعد نظر لها.
قالت بصوت متضايق:ا انا عايزة امشي.
قال:لسة بدري، محدش هيروح دلوقتي.
قالت بضيق:ا انا تعبا*نة، هقول للسواق يوصلني.
وكادت ان تتحرك، لكن مسك معصمها بهدوء وقال:استني... هوصلك.
بعدت ايدها بهدوء،وهو اتحرك وهي مشيت وراه بضيق.
شافتهم اسماء وكانت نا*ر الغيرة بتاكل فيها.
شافهم زيدان، واستغرب، لكنه سكت.
روز كانت واقفة مبتسمة مع صحبتها، وكل شوية تبص علي رعد... لكنها لما بصت المرة دي ملقتهوش اتصدمت ولفت وشها شمال ويمين عشان تلاقيه، لكن مفيش اثر.
جريت عند ايمن وقالت:رعد راح فين؟!
استغرب ونظر حواليه وقال:معرفش.
اتعصبت،وجريت ناحية عيلته وقالت:محدش فيكم شاف رعد؟!
خديجة باستغراب:لا.
اتحركت روز شوية،ولقت صوت ورها، لفت ولقت اسماء بتقول:مش مع حياه.
اتصدمت روز،وبصت للاسفل وهي بتتخيل انه يقرب من حياه، مش منها هي.
جريت للخارج بسرعة وهي بتدور عليهم، شافت الحراس وقالتلهم:فين رعد؟!
قال الحارس:لسة واخد عربيته وماشي ياهانم.
اتصدمت وبدأت تتنفس بسرعة، ونادت للحارس بسرعة وغضب وقالت:هاتلي عربيتي بسرعة من الجراش... بسررررعة.
كانت واقفة هتتجن،خايفة لخطتها تبوظ... دي هتتد*مر لو قرب من حياه... كل حاجة هتتد*مر.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في العربية.
كانت بتبص من الشباك وتضع يدها علي خدها.
اما هو، كان يقود بطريقة غريبة انفاسه سريعة، بقي بيتعرق وبيبتلع ريقه كل شوية.
كان يشعر بحرارة غريبة.
نطرت له حياه وقالت باستغراب:اي دا، احنا مش هنروح القصر... في الصعيد.
قالت هذا عندما لاحظت انه بيمشي في طريق مختلف.
اتنهد وقال بتعب:م مش قادر، هوصلك بكرا.
قالت بقلق:انت كويس؟!
ابتع ريقه وقال:ا اه، ب بس محتاج ارتاح شوية... هروح الفيلا وتقدري تقعدي فيها، وهبقي اوصلك بكرا.
قالت:طب نروح المستشفي، ا انت شكلك تعبان اوي.
ووضعت يديها علي خده تستشعر حرارته.
لكنه نظر لها، نظر لها قليلانزل بأنظاره لشفا*يفها وابتلع ريقه بثقل.
نظرت له وقالت بتوتر:الطريق.
استوعب ونظر للطريق مجددا ووضع يده علي رأسه وهو يسند بكوعه علي النافذة وقال:ا انا مش عارف جرالي ايه.
قالت:اكيد من الشغل.
سكت، واخيرا وصل الفيلا.
نزل واستند علي السيارة.
نزلت وقربت وقالت:طب نروح المستشفي؟!!
قال بتعب:لا، ه هبقي كويس.
قربت منه ومسكت ذراعه تسنده... وهو نظر لها
دخل والحراس كانوا هيقربوا منه لما شافو حالته لكنه شاور بأصبعه ليهم وقال:لا، بس متدخلوش حد.
قان يقصد بأن يمنعوا اي احد يأتي لهنا، بدون اذنه.
دخل هو وهي... ورعد اتجه لغرفته وهي لسة ساندة ذراعه.
دخل غرفته وقعدته علي حرف السرير... لكنه رجع ضهره للخلف، وبقي كأنه مستلقي علي السرير بس رجله علي الارض.
نظرت له وقلقت عليه، كان بياخد انفاسه بقوة وصد*ره الضخم، يرتفع ويهبط، عروق يده ورقبته ظاهرة وعينه مغمضة، كان بيعرق وجهه ورقبته عليها بعض قطرات العرق، من الحرارة.... ويبتلع ريقه كل دقيقة.
قالت بقلق: ط طب اجبلك دكتور؟!
قال بصوته الرجولي لكن وهو يتنفس بسرعة:لا
قالت:انت حران؟!
وضع ذراعه علي وجهه وقال:ايوا.
مسكت ريموت التكيف وشغلته علي اعلي درجة.
نظرت له بقلق وقالت:ا انت فيك ايه بس... ما انت كنت كويس وقت الحفلة.
سكت وكان زي ما هو.
الجو بقي برد اوي، وهي نظرت له وقالت:بقيت احسن دلوقتي؟!
قال بتعب:لا، لسة حران... لسة بو*لّع، انا هتجنن.. مش قادر.
نظرت له بقلق وقالت:ط طب تعالي نروح المستشفي.
قال:شوية كدا وهبقي كويس، روحي الاوضة التانية ونامي،يلا.
قالت بقلق:انت متأكد؟!
قال بحده وتعب:روحي ياحياه... روحي.
اتنهدت بقلق عليه وخرجت... كان بيحاول يمنع حاجة، بيحاول يمنع نفسه. بيحاول يمنع نفسه عنها... خايف عليها منه، ومش قادر يتحكم في اعصابه.
عدي ربع ساعة وهو لسة بحالته دي، ال ذادت سوء... قام وقف وضر*ب علي الحائط بقبضة يده القوية.
مسك رأسه بجنون وغضب، عروقه ذادت اكتر حتي وجهه، وعيونه بقت حمراء... بسبب افكاره.
كانت انفاسه قوية، وعينه جت علي الباب مبقاش قادر مبقاش قادر يمنع افكاره ال بتقوله هي مراتك، من حقك... مفيش حاجة غلط روحلها.
ابتلع ريقه،وقبض يده علي ملاية السرير بقوة.
واتحرك وهو خلاص لا يستطيع السيطرة علي نفسه وخرج من الغرفة متجه لها.. لملجأه، لخلاصه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
في الغرفة المجاورة.
قل*عت طرحتها وفردت شعرها واتنهدت وقعدت علي السرير، نظرت ناحية النافذة، لم تكن نافذة تحديدا ولكنها عبارة عن زجاج شفاف يظهر ما بالخارج فقط.
وقفت قدامها وشافت المكان، ابتسمت بقالها كتير مازارتش القاهرة... كانت منتظرة اللحظة ال تدخلفيها الجامعة، عشان تيجي وتعيش هنا وتاخد سكن ليها كمان.
افتكرت بيت ابوها، واختفت ابتسامتها بحزن. وهي بتتذكر حنيته معاها، واليوم ال راح فيه.
لم تكن لها ذكرى مع والدتها، بل يوجد لكنها مع كبر العمر نست... نشت لحظاتها معها.
فجاة لقت الباب بيتفتح، اتخضت ولفت لكنها استغربت لما لقت رعد ال دخل... يسند علي الحائط وينظر للاسفل وهو ينهج وكأنه شبه سكير.
كادت ان تتحدث، لكنها اتصدمت لما لقته بيحرر ازرار قميصُه...حتي نزعه.
اتصدمت وخبت وشها بأيدها قائلة :ا انت بتعمل ايه!!!
قرب منه حتي امسك معصمها وهي نظرت له، وضع كف يده علي صد*ره الحا*رق... وهي شعرت بسخونته.
نظرت له وهي مصدومة، وهو قال بصوت رجولي ثقيل:ساعديني...مش قادر.
قالت وهي مازلت مصدومة ولكن بقلق وبصوت مرتعش:ف في ايه؟!
كانت انفاسه عالية وثقيلة ونظر للاسفل وقال:محتاجك.
قالت:م مش فاهمة، عايز ايه بالظبط.
فجاة لقته بيحاوط خص*رها وبيقربها منه، وهي اتصدمت اصبحت وجوههم امام بعض، انفاسهم تصتدم ببعضها.
نزل بنظره علي شفا*يفها وابتلع ريقه، وهي اتوترت لما شافته اين ينظر.
قال لها بضعف:حاولت...صدقيني حاولت ومش قادر.
قالت بقلق:ا انت كويس؟!
قال بصوت مبحوح:لا...خلصيني من ال انا فيه.
كادت ان تتحدث،لكن اسكتها عندما وضع شف*تيه علي خاصتها بقوة.
اتصدمت ورفعت ايدها ووضعتها علي كتفه، تحاول ابعاده... ولكنه كالصخر لا يتحرك.
كانت يده تحاوطها بشده، ويقربها منه اكثر ليتعمق بقب*لته، وكأنه يرتشف منها الحياه
ويده الاخري تحركت لسحاب فستانها من الخلف، ينزله.
شعرت به ،وحاولت تبعد لكن لا تستطيع امام ضخامته وقوته المتصلبة.
شالها من خصرها واتحرك خطوتين ناحية السرير ورماها عليه وهو لسة فوقها يُقب*لها بشغف ور*غبة.
كادت انفاسها تنقطع، لكنه ابعد وجهه عنها، حتي تستنشق الهواء.
نظر لها وقال:بأيدك تخلصيني من ال انا فيه.
نظرت له بصدمة وهي تأخذ انفاسها بقوة، بعدما فهمت ماذا يقصد، وقالت برعشة في حديثها:ر رعد، ا ابعد... ممينفعش كدا... كدا غلط.
وضع جبينه علي جبينها قائلا بصوت رجولي هامس لكنه قوي: انتي مراتي،ساعديني...مش هقدر الجأ لغيرك.
نظرت له بخوف ودهشة، ماذا تفعل هل تجعله يقترب منها... ام لا، انها زوجته بالفعل، لكن بالسر...بما انهم سينفصلا بعد انتهاء تعليمها... اذا لما يقترب منها.
لم تفق من تفكيرها، الا عندما وجدته يدفن وجهه في رقب*تها، يطبع علا*مات ملكي*ته بقوة وعن*ف.
تأ*لمت ووضعت ايدها علي كتفه، تحاول ابعاده قائلة بخوف:ابعد يا رعد... ارجوك،انا مش عايزة كدا.
قال بصوت هامس:مش بإرادتي...صدقيني.
قالت بغصة في حلقها:روح لروز.
رد عليها قائلا بحده خفيفة:روز مش زيك... انتي مراتي.
سكتت، كانت ستفرح بتلك الكلمة، لكن لو كانوا في وضع اخر ومكان وفعل اخر غير الذي يحدث الان.
كانت تستمع لصوت انفاسه القوية، ويده تتحرك علي ظهرها المنكشف... شعرت بالكهرباء تسري في جس*دها عندما شعرت ببرودة وخشونه يده علي ظهرها.
قالت بخوف ودموعها بتتجمع في عينها:رعد... سيبني امشي،ارجوك.
قال :مش هقدر.
شعرت بقلبها سيخرج من مكانه، كان ينبض بشدة.
ابعد وجهه ونظر لها قليلا، وهي تنظر له بعيونها الدامعة.
قال بصوت رجولي لكنه ضعيف:اسف...انتي الوحيدة ال هتخلصيني من ضعفي دا دلوقتي.
كان لاول مرة يعتذر بها من احد... اعتذر لها هي... اعتذر كي يأخذها.
قالت بصوت مبحوح:ب بس...
لم تكمل كلامها، عندما انقض علي شفا*يفها مجددا ويقب*لها بعمق.... امسك يديها الاثنتين ورفعها فوق رأسها وامسكهم من معاصمها بيد واحدة.
كان يشدها من خصرها لعنده بقوة، وهو ينزع عنها ملا*بسها.
لم تكن تستطيع الصر*اخ، لم تكن تستطيع التكلم، ولا حتي الحركة... سيطر عليها بقوته، واستطاع اخذها، استطاع التخلص من ضعفه معها هي.... الوحيدة الذي استطاعت دون ان تدرك ان تجعله يلجأ لها.... ما حدث سيكسر المستقبل.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
امام الفندق.
كانت واقفة روز وهي هتتجن، واقفة جمب عربيتها والحارس بيصلح فيها.
نظرت لساعتها بجنون، وبصت للحارس بغضب:ما تخلص يا بني ادم انت... سنة عشان تخلص!
قال بضيق:حضرتك الدولاب با*يظ، فا اكيد هاخد وقت عشان اغيره.
قالت بغضب*انت كمان هترد عليااا.
جاء الحارس الاخر وقال:خلاص يا هانم، هو ميقصدش.
نظرت في هاتفها بعصبية وسكتت، حاولت تتصل برعد كتير... بس مردش.
بقت هتتجنن،كل افكارها مشاهد ليه وهو بيقرب من تلك الفتاة.
بقت رايحة جاية ومش عارفة تعمل ايه.
اما في الداخل.
قرب حافظ من زيدان وقال:مش يلا يابوي.
زيدان:يلا ياولدي.
خديجة:امال فين حياه؟!
زيدان:يمكن رجعت القصر مع السواق.
اسماء:بس انا شوفتها مع رعد.
زيدان بحده:هيوصلها القصر، ملكيش دعوة انتي.
مش الكل، وعصام مستغرب، ايه علاقتها برعد وبقت كل شوية جمبه.
سهير ماشية جمبه وشايفاه سرحان، ومش باصص ليها حتي... وافتكرت انه بيفكر في حياه كالعادة.
في الخارج، خرجوا واتجهوا للعربيات. وحافظ راح فتح الباب لوالده، لكن خديجة ال دخلت وافتكرت انه فتح ليها.
فا قالت بتوتر:شكرا يا حافظ.
نظر لها وهي ركبت، وظهرت ابتسامة علي وجهه اول مرة يسمع اسمه منها... قلبه وكأنه ارتاح.
سعاد بصتله واتضايقت وقربت وبصتله بحده ودخلت هي كمان... وهو مكانش مركز معاها، مكانش مركز غير في صوت خديجة وهي بتشكره.
ركب زيدان في عربية اخري ومعاه عصام.
والكل ركب وانطلق بالعربيات.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في غرفة في فندق اخر.
قرب جون من جده وقال:عايز اتكلم معاك.
ويليامز:تحدث.
جون وهو بيتحدث بالمصري:بصراحة كدا، انا عايز اتجوز.
ضحك ويليامز بخفة وقال:ومين سعيدة الحظ؟
جون بابتسامة:البنت ال شوفناها في الافتتاح، ال كانت لابسة ابيض.
ويليامز باستغراب:ايوا افتكرتها، دي حلوة فعلا... بس مشوفتش نظرة رعد ليها عاملة ازاي، خاصة ليك لما سألت عليها.
جون:هما في الصعيد كدا، بيغيروا علي بنات العيلة... بس مش هيغير من جوزها.
ابتسم جده وقال:عايز تتجوزها!
ابتسم جون قائلا :جدا... دي عجبتني اوي،وانا مش عايز برا مصر انا عايز من مصر.
قال جون:تمام، هبقي اتكلم مع رعد.
جون باستغراب:وتتكلم مع رعد ليه... نقول لجدها.
ويليامز بتفكير،يعني نروح الصعيد؟
جون:طبعا، ناخد رأيها ورأي جدها وبعدين تشوف رعد... علي ما اظن انها مش حبيبته، دا قال قريبته.
اتنهد ويليامز وقال:تمام، بس نستني شوية، علي الصفقة تخلص، وبعدين نروح.
ابتسم جون وقام دخل غرفته وهو يفكر في تلك الفتاه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي..... وتحديدا بعد منتصف اليلي.
الكل كان في غرفه، وزيدان في غرفته نايم... وهو فاكر ان حياه نايمة في غرفتها.
اقترب شخص من غرفة حياه ودخل، ولما ملقهاش اتصدم.
كان هذا الشخص اسماء.
وضعت ايدها علي قلبها عندما انقبض وشعرت بغصة قائلة بصوت مبحوح:م معاه... ل لسة معاه!
تجمعت دموعها في عينها، عندما شعرت بالغيرة تأكل قلبها وقالت:د دا حبي انا... ا انا بحبه، م محدش ليه الحق يكون معاه غيري.
قعدت علي السرير وهي بتتنفس بقوة ودموع، وقلبها يؤلمها... لطالما كان يعاملها بهدوء في طفولتها، كان يعاملها كا طفلة كا اخت... لكنها ظنت بأنها مميزة في حياته، او انه يحبها، ظل هذا التفكير معها حتي ما فعله والده وترك المنزل وبعدها رعد اتغير مع الكل، حتي هي... لكن افتكرت برضوا انه بيحبها... وفضلت توهم نفسها لحد ما كبرت.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الصباح، في فيلا رعد.
كانت قاعدة علي السرير بتعيط بصوت مكتوم وضامة نفسها، كانت عا*رية ولكنها تغطي نفسها بالملاية.
كان هو نائم ومستلقي علي معدته وضهره المعضل العا*ري ما يظهر... ووجهه مقابل لها.
كانت تضع يدها علي فمها وهي ترتعش بقوة، وتشهق شهقات متقطعة وخفيفه، وتأنأن بخفة.
استيقظ وفتح عينه ببطيء علي صوت انينها،فتح اعينه بأنزعاج من الضوء، ولكنه شافها.
قام قعد وهو مصدوم من نفسه بعدما تذكر.
قام وقف وكان يرتدي بنطاله الاسود.
اتنهد بضيق وسكت قليلا.
كانت هي ما زالت تبكي وهي تنظر لنقا*ط الد*م الموجودة علي السرير.
اتنهد وقرب منها وقعد جمبها وهي وينظر امامه للسفل.
قالت بصوت مبحوح، صوت باكي:ا انا عايزة ا امشي.
امسك ايدها، وهي نظرت له بدموعها و خصلات شعرها المتناثرة علي وجهها.
قرب يده واعاد خصلات شعرها لخلف ونظر لها، شدها بهدوء واخدها في حضنه... وهي انهارت من العياط.
كان رأسها علي صد*ره، كان بيمسح علي شعرها وهو مضايق، ليس منها، بل من نفسه.
فجاة استوعبت وبعدت عنه بسرعة وخوف قائلة :ابعد.
نظر لها وهي تنظر له بدموعها وقالت:عملت ليه كدا... ع عملتلك ايه، ا انت د*مرتني.
نظر للاسفل وقال بحده:مش بإرادتي... غص*ب عني.
قالت بدموع:هو ايه دا ال غص*ب عنك... ا انت اغت*صبتني.
نظر لها بعيونه الحا*دة قائلا :انتي مراتي.
قال بانفعال:بالسرررر، كل حاجة سر... م محدش يعرف، ا المفروض في اتفاق.
اقترب منه ونظر لها قائلا بصوت حاد:انا عارف اني غلطت... بس دا طبيعي، دا حقي... وانتي مراتي وكنت محتاجك.
كان بيبرر لنفسه هو، بيبرر عملته.
قالت بضيق وهي تبكي:ب بس مكانش ينفع، ك كنا هنطلق.. هنعمل ايه دلوقتي، ا انت خاطب اصلا.
قال بحده وهو يسند اكواعه علي اقدامه ويمسك رأسه وقال:هتصرف، هلاقي طريقة.
قالت بانفعال وصوت مخنوق:هتعمل ايه يعني؟ ا ال حصل دا غلط، مكانش ينفع.. انت بو*ظت كل حاجة.
سكت ومردش.
كملت هي :انت السبب، انت ال عملت كدا... لو حد عرف هيلموني انا، انا وبسسس.
نظر لها بغضب قائلا :بسس...اسكتي شوييية.
اتخضت ونظرت له بدهشة،وهو بصلها...فجاة عيطت تاني،ونزلت وشها للاسفل.
اتنهد وقرب منها اكتر وقرب يده من خدها وحاوطه ورفعه، وجعلها تنظر له، وهو نظر لها وافتكر كل حاجة حصلت امبارح.. ظهرت ابتسامة جانبية خفيفة علي رثغه تلقائيا.
استغربت ونظرت له قائلة :ا انت ب بتبتسم ليه؟!
عض جانب شفت*يه السفلية ونظر للاسفل وبعدها قال :لا ولا حاجة.
رفع انظاره لها، وهي اتوترت وبعدت نظرها عنه.
اتنهد وقال بصوته الرجولي:اسمعيني كويس... انتي دلوقتي مراتي قولا...وفعلا، ال حصل امبارح كان خارج إرادتي.. ا انا كنت تحت تأثير من*شط.
اتصدمت وبصتله.
اكمل هو وقال:ال حصل حصل، ومش هنقدر نغير حاجة، بس انا هتصرف.
قالت بحزن وضيق:هتعمل ايه، ه هنقولهم.
نظر لها بحده خفيفة وقال:لا... محدش هيعرف ب ال حصل، خصوصا جدي، خليه سر ما بينا لحد ما اشوف هعمل ايه.
نظرت للاسفل وسكتت قليلا وبعدها قالت :ه هو ا احنا هنكمل كدا، ولا هننفصل؟!
نظر لها قليلا وسكت.
اتنهد وقام وقف وقال:قومي غيري هدومك.. هوصلك الصعيد.
رفعت رأسها وبصتله بحزن وقالت:ال حصل دا.. هنسميه ايه؟!
اقترب منها، وهي اتوترت وجهه بقي امام وجهها بالظبط.
قال بنبرة هادية:ال حصل طبيعي بين اي زوجين... وانا جوزك، وكنت محتاجك، وانتي لبِّيتي.
اخدت نفسها بتوتر وحزن ولفت وشها الناحية التانية، وهو عينه نزلت علي رقب*تها وعلا*ماته الظاهرة.
نظر لها وبعدها اتنهد وقام قائلا :قومي ياحياه.
اتنهدت بحزن وتعب وجت تقوم كادت علي الوقوع، لكنه حاوط خصرها ومسكها، وهي رفعت الملاية علي كتفها تغطي جس*دها جيدا.
نظر لها وهي اتحرجت وخدودها احمرا، انها حتي لا تستطيع الوقوف.
اخذت انفاسها المرتعشة وقالت وهي علي وشك البكاء:م ممكن تخرج، ا انا همشي لوحدي.
لم يرد عليها ولكنها اتصدمت لما لقته شالها، ومتجه بيها ناحية الحمام.
اتحر*جت بشدة وخبت وشها في رقب*ته، ودموعها بتتجمع في عينها، مش عايزاه يشوفها كدا، ضعيفة وبتعيط من اي حاجة.
دخل الحمام، ووضعها علي حافة حوض الاستحمام، وهي تنظر للاسفل وماسكة الملاية من عند ترقوتها.
اتنهد بضيق وخرج.
خرج ولقي بقع الد*م علي السرير، جاب مفرش وبدأ يغير الملاية بضيق، وهو بيفتكر ال عمله فيها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر.
الكل قاعد علي سفرة الافطار، و زيدان مستغرب.
زيدان:اومال فين حياه؟!
سعاد بهمس:ياخويا ما تاكل وانت ساكت.
خديجة:مش عارفة، يمكن لسة نايمة.
زيدان:اطلعي ناديها ياسعدية.
اومأت سعدية وكادت علي الصعود، لكن جت اسماء وقالت:مش هنا... مش في القصر اصلا.
زيدان باستغراب:ازاي، اومال راحت فين؟!
اسماء:الهانم مقضاياها مع واحد، ومبيتة برا البيت.
ضر*ب زيدان علي الارض بعصايته وهو غاضب وقال:اسماااء، يمين بالله ان ما لميتي لسانك لاقتعوهلك.
سعاد:في ايه ياحج، ما يمكن بتقول الحقيقة.
زيدان:اخر*سي انتي كمان.
سكتت سعاد بغل ونظرت للاسفل.
اسماء:ولله دي من امبارح مش في القصر ياجدي... دي بيتت برا.
زيدان بقلق:من امبارح.. ليكون جرالها حاجة.
حافظ:اهدي يابوي، انا هتصل برعد واسألوا هوا خدها ليه، وفين.
زيدان:طب بسرعة يلا.
مسك حافظ تلفونه وبدإ يتصل برعد، لكن مردش.
قالت سعاد بسخرية وهمس:هه، شكلها كدا هتعمل زي واحده.. اخدت الدلع وفي الاخر فضحتنا بمصيبة.
لكن زيدان سمعها ونظر لها بعيون حمرا وقال:تجصدي ايه؟
اتوترت وبلعت ريقها وقالت: ها، م مجصدش يابا الحج.
نظر لها بغضب وقال:لو جبتي سيرة بنتي بالعاطل هد*بحك.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
سعاد سكتت بخوف.
وزيدان بصلها بحده واتحرك متجه لغرفته.
نظر حافظ لسعاد بحده:حاولي تلمي لسانك دا شوية.
سكتت بضيق.
وقام حافظ وخرج.
نظرت لها سهير باستغراب وقالت:انتي تقصدي مين؟!
سعاد كانت هتتكلم بس خديجة وقفتها بحده وقالت:بس يا سعاد... اسكتي.
سكتت سعاد وتأففت وقامت ودخلت المطبخ.
بصت سهير لخديجة بأستغراب، وخديجة كملت اكلها بجمود.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا رعد.
خرجت حياه بتعب وهي بتتسند علي الحائط وترتدي الدريس، لكنها اتخضت لما لقته واقف امام الزجاج وينظر منه، ويضع يده في جيبه... وكان يرتدي بدلته الرسمية.
نظرت للاسفل، وهو لف وشافها، قرب منها وقال بجمود:زي ما اتفقنا...ال حصل سر بينا.
نظرت له بحده،لكن دموعها في عينها وقالت:ليه...في النهاية لازم الكل يعرف، مش هتقدر تخبي جوازنا.
اقترب منها بهدوء،واعاد خصلة شعرها للخلف... كانت تنظر له ومستغربة هدوءه وملامحه الباردة.
واخيرا تحدث بهدوء قائلا:ومين قال اني هخبي...في النهاية ال حصل دا قدر.
قالت باستغراب غريب:يعني....
قال بهدوء:يعني انا فعلا هخليكي علي زمتي، والكل هيعرف... بس زي ما قولت، محتاج شوية وقت.
قالت بدهشة خفيفة:ي يعني انت متقبل ال حصل... متقبل جوازنا.
قال وهو ينظر في عينيها وقال بنبرة هادئة جدا:ايوا...مش هيحصل حاجة لو كملنا جوازنا، وانا عايزك.
لم تفهم اخر كلمة، لكن من داخلها فرحت وصدقته، فالطالما كانت معجبة به، رغم عدم تعاملهم الكثير ببعض...ولكنها احبته بالفعل.
نظر لها وهو يضع خصلة شعرها خلف اذنها قائلا بصوت رجولي هاديء:البسي حجابك.
اومأت له بخفة وتوتر...واتحركت ببطيء ناحية الطرحة وبدأت تلبسها، وهو واقف ينظر لها بغموض.
لبستها وهو قرب منها وظبط اطراف الطرحة عشان شعرها ميبانش.
رفعت نظرها وبصتله، وهو انزل نظره لها.
تقابلت اعينهم، اعينه الحا*دة واعينها البريئة... شخصيتين مختلفين.
وضع يده علي شفا*يفها وهو يحرك ابهامه عليها.
نظرت له واتكسفت،وهو اقترب منها.
لكنه بعدته وهي تضع يدها علي صد*ره وقالت بتوتر:ا انت هتعمل ايه؟!
اقترب منها مجددا وقال بصوته الرجولي:اهدي.
كانت تنظر للاسفل وتحرك نظرها للاعلي قليلا وقالت بخوف:ه هو احنا هنعمل كدا تاني؟!
قال بهدوء:عندك شك.
اتصدمت وقالت:ب بس..
قرب منها وحاوط خصرها واقترب منه اذنها قائلا :انتي مراتي.
اتنفست بقوة.
واكمل هو:متخافيش...احنا مش بنعمل حاجة غلط، انا جوزك، وطبيعي لما احتاجك نقرب.
سكتت فا صوته هذا يأخذها لمكان اخر.... لا تستطيع التحكم بمشاعرها بقربه.
نظر لها وابتسم ابتسامته الجانبية بخفة، واقترب وطبع قب*لة ثقيلة علي خدها.
وكأن رعشة سرت في جس*دها، لدرجة بأنه شعر برجفتها.
مسك ايدها ولف عشان يتحرك... لكنها وضعت ايدها علي بطنها بأ*لم.
نظر لها وقال:مالك؟!
قالت بتعب وهي تعقد ملامحها:م مش عارفة، بطني واجعاني ومش قادرة اتحرك.
فهم، فا هي ما زالت صغيرة، لكنه قال: اقعدي والدكتورة هتيجي تشوفك.
قالت بتعب وخجل:ل لا.. مش ضروري، شوية وهبقي كويسة.
قال بحده:انتي مش قادرة تقفي...اقعدي.
قالت بخوف:ج جدوا هيقلق عليا، اكيد عرف اني مش في القصر.
قال :متقلقيش، حليت الموضوع.
استغربت، لكنه قرب منها وشالها واتجه للسرير وقعدها عليه.
اتحرجت ونظرت للاسفل.
امسك تلفونه عشان يتصل بالدكتورة.
لكن قالت حياه بسرعة:انا مش عايزة حد ييجي، ه هتحرج لو جت وشافتني هنا.
نظر لها قليلا ووضع الهاتف علي اذنه، ويده الاخري وضعها علي خد تلك الصغيرة يحرك ابهامه عليها.
ردت الدكتورة وقالت:اهلا بحضرتك يا رعد بيه.
رد وقال بهدوء:عايز اسألك في حاجة.
قالت:انا تحت امرك، اتفضل.
نزل بنظره لتلك الصغيرة التي تنظر له وهو مازال يحرك ابهامه علي وجهها وقال:مراتي تعبانة شوية بعد العلا*قة، ومحتاج اعرف السبب.
اتكسفت حياه من كلامه، وفرحت من داخلها بنفس الوقت، دا قال للدكتورة انها مراته.
قالت الطبيبة:بجد! مكنتش اعرف انك متجوز، علي العموم الف مبروك، طب هي حاسة بأيه بالظبط.
قال بهدوء: في أ*لم في بطنها، دا غير انها مش قادرة تقف.
اتنهدت الطبيبة وقالت بابتسامة:شكلها اول مرة، بس احب اقولك ان دا طبيعي...هي جالها اجهاد في العضلات، محتاجة شوية راحة...وهبعتلك رسالة ببعض الادوية هتساعدها اكتر.
قال بهدوء:تمام.
وقفل معاها بعد ان ارسل لها المال علي حسابها.
نظر لتلك الصغيرة وقعد جمبها.
قالت بأحراج:قالتلك ايه؟!
قال :شوية اجهاد، هتحتاجي بعض الادوية وهتبقي كويسة.
اتكسفت ونزلت وشها للاسفل وقال:ط طب انا عايزة امشي.
اتنهد وقام وقف، وهي وقفت بس وهي بتتسند عليه.
نزلوا للاسفل لكن لقته بياخدها للسفرة.
استغربت وقالت:في ايه؟!
قال بهدوء:افطري الاول، لازم تتغذي.
ابتسمت بخفة علي اهتمامه بها.
قعدها علي الكرسي الرئيسي وهو جلس بجانبها.
نظرت للسفرة ولقت اشكال وانواع من الطعام.
قرب منها الطبق وحطه قدامها، وهي اتردد لكنها بدأت تاكل.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر.
كانت قاعدة شهد وماسكة تلفونها بملل.
فجاة دخل ايمن.
شافته واتصدمت،وعدلت في قعدتها وهدومها، ووقفت وهي تنظر له.
قرب منها بابتسامة وقال:ازيك يا شهد، عاملة ايه؟!
ابتسمت وقالت:كويس.
قال:اومال رعد مش هنا؟!
قالت باستغراب:لا، مش هنا... ليه في حاجة.
اتنهد وقال:اه كنت عايزه في حاجة، وافتكرت انه جه الصعيد.
شهد:احنا كلمناه وهو قال هييجي، بس ممكان يتأخر شوية... قولي بقي تشرب ايه؟!
ابتسم وقال:اي حاجة من ايدك الحلوة.
ابتسمت بخجل وجريت علي المطبخ بسرعة، بعد ما قررت تعمله هي العصير مش حد من الخد*م.
وهو ضحك عليها وقعد وفجاة تلفونه رن رد. قال:ها هتوصل امتا.
رد من علي الهاتف وقال:عندي لسة شغل، اظن اسبوع.
ايمن:لا يا عم، حاول تنزل بقي.
قال الشخص:اعمل ايه، رعد رمي عليا كوم شغل.
ايمن:حاول تخلص كل دا بدري وتنزل، وتشوف شغلك هنا بقي.
قال الشخص:ماشي، هشوف.
وقفل معاه.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في غرفة عصام.
خرج من الحمام وهو عا*ري الصد*ر.
قربت منه سهير بهدوء وقالت:عايزة اتكلم معاك.
بصلها ببرود وقال:اخلصي.
قالت بضيق وهي تقترب منه:ليه يا عصام، ليه... بشوف عينك كل شوية عليها هي... دا انا مراتك مش بتبصلي زيها.
سكت ووقف امام المرآه.
قربت منه ووقفت قدامه والتسريحة وراها، قالت بعيون دامعة:مش بتبصلي زيها ليه، يعني هو انا وحشة؟!
نظر لها ببرود وقال:انتي عارفة نفسك اهو.
تساقطت دمعة من عينها وقالت:يا شيخ دا انا سقطت ابني بسببك، وقعت نفسي قصد علي التربيزة عشان تبان هي المجر*مة وانا الضحية... قولت هتحس علي دمك وتعمل حاجة عشاني، لكن مفيش.
بصلها ببرود ووضع ايده علي حافة التسرحة وقال:انتي ال عملتي في نفسك كدا، يبقي انا مالي.
سقطت دموعها واتعصبت وضر*بته علي صد*ره بقوة وقالت:انت ايه يا شيخ، مش بتحس... انت اييييه.
مسك معصمها بحدهه ونظر لها وقال :لمي نفسك، انا مراعي انك لسة تعبانة.
ضحكت بهستيرة وسخرية وقالت:تعبا*نة، دا انا لو مش تعبا*نة هتعب منك انت يا مفتري.
فجاة نزل كف علي. وشها وهي اتصدمت ووضعت ايدها علي خدها.
قرب منها ومسكها من شعرها وخلاها تبص ليه وهو قال بغضب:متنسيش نفسك يا بنت النجار، انا جبتك من الشارع يا بت... وبترفعي صوتك عليا كمان.
قالت بدموع وأ*لم:اوعي، انا همشي ومش هخليك تشوف وشي تاني.
ضحك وقال:احسن، في دا*هية، ابقي شوفي بقي مين ال هيصر*ف علي ابوكي العيا*ن يا زبا*لة.
سكتت وهي تنظر له بقر*ف ودموع.
وهو ابتسم بخبث وقال:انتي لعبة في ايدي، مش هتقدري تمشي... انا ال معيشك في عيشة مكنتيش تحلمي بيها.
نظرت للاسفل بدموع وكسرة وظلت صامتة.
ابتسم بشما*تة، وقرب منها ونزع عنها عبا*ءتها وهو ينظر لها بقذ*ارة وقرب منها غص*ب عنها ووووو
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
امام فيلا رعد.
نزلت روز من عربيتها واتحركت للداخل لكن الحراس وقفوها.
قالت بحده:اوعو كدا، عايزة اشوف رعد.
قال الحارس:البيه مشي من شوية.
استغربت وقالت بسرعة:مشي لوحده ولا كان معاه حد.
نظر الحارس للحارس الاخر وبعدها قال:لوحده.
استغربت،لكنها ابتسمت وتنفست الصعداء.
اخذت تلفونها من الشنطة واتصلت بيه، لكن اتضايقت لما مردش.
نظرت للحارس وقالت:اومال متعرفش راح فين؟!
قال:لا يا هانم.
اتنهدت بضيق ولفت،اتصلت بأيمن ورد.
قالت:فين رعد يا ايمن.
ايمن:معرفش،بس انا في الصعيد مستنيه، بيقولو جي هنا.
اومأت بتفكير، وبعدين قفلت معاه وركبت عربيتها وانطلقت.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
امام القصر.
وقف رعد العربية وبجانبه حياه، نظرت للقصر واتورت.
امسك حقيبة من خلفه فيها بعض الادويةوعطاها لها وقال:هتقدري تمشي.
قالت بخجل:ا اه.
نظر لها قليلا بهدوء.
وبعدها نزل ولف وفتح لها الباب ومسك ايدها.
بعدت ايدها وسندتها علي العربية، اخذت تفس وعدلت وقفتها ونظرت للامام.
واتحركت بكل هدوء وهي بتضغط علي أ*لمها.
نظر له وهو منذهل قليلا، وابتسم بجانبية خفيفة وتحرك وراها.
دخلوا وخديجة وسعاد واسماء كانوا موجدين.
استغربت خديجة وقامت وقفت.
سعاد بعو*ج:كانت بتعمل معاك ايه دي يا رعد؟!
لم يرد عليها وبص لحياه بهدوء وشاور لها برأسه بأن تذهب.
وهي تحركت وهس تنظر للاسفل.
لكن وقفت في وشها اسماء وبصت للشنطة ال في ايدها.
قالت بشك:ايه دي؟!
سمعت صوت رعد الرجولي يقول بحده:ابعدي عن طريقها.
اتوترت اسماء وبعدت، وزيدان خرج من غرفته وقرب من حياه بقلق قائلا :انتي كويسة، كنتي فين؟!
قال رعد:هحكيلك، بس سيبها تطلع.
استغرب زيدان ونظر له.
قالت حياه بتوتر وتعب:ا اصل انا تعباة يا جدو، ممكن اطلع.
اومأ وقال :ايوا يا بنتي، اطلعي ارتاحي.
طلعت وهي بتمسك في سور السلم بالعافية.
خديحة :مالها يارعد.
كان ينظر لحياه بهدوء وهو يضع يدع في جيبه، حتي اختفت من امام ناطريه.
نظر لوالدته وقال:تعبت امبارح، ومقدرتش اجيبها القصر فا أخدتها الفيلا ونامت هناك.
نظر له زيدان وقال:طب هي كويسة؟!
رعد:اتطمن، شربت حاجة مض*رة.
اسماء بشك :وحصلت انها تبات عندك.
نظر له بحده وصوت هادي لكنه مخيف وقال:عندك مانع؟!
اتوترت وبلعت ريقها وسكتت.
سعاد
سعاد:مينفعش برضوا يا رعد تبات عندك، دي غريبة عنك.
نظر له زيدان قليلا وبعدها نظر لسعاد بصرامة وقال:خلاص، روحي شوفي مصلحتك.
سكتت هي ايضا بعو*ج وضيق.
خرج ايمن من الحديقة وقرب منه وقال:انا مستنيك من بدري، تعالي عايز اتكلم معاك في موضوع.
قال رعد بجمود:تعالي ورايا.
ولف واتحرك ووراه ايمن.
سعاد بشك في سرها:انا متأكدة ان في حاجة.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في الخارج امام القصر
قال ايمن:انا كلمت فياض، الشغل عليه كتير ومش هيقدر ييجي دلوقتي... بس بيقول انه لقي حاجة غريبة في المصنع الحديد هناك.
قال برفعة حاجب:ايه هي.؟!
ايمن:لقي جقيجهاز تنصت صغير واضح كدا ان في حد بيراقبنا.
رعد:ابعت حد المصانع، وخليهم يفتشوا في كله ويشوفوا.
ايمن:فياض اهتم بكل حاجة، بس هو شاكك في ويليامز.
ابتسم رعد ابتسامة جاتبية لكن خبيثة وقال:تؤ، ويليامز مش هيتجرأ ويعمل كدا.
ايمن باستغراب :اومال مين؟!
نظر للاعلي بنفس ابتسامته ولكن برفعة حاحب تدل علي الثقة:حفيده، جون.
ايمن بذهول:بجد، دا انا حسيت انه غلبان.
رجعت ملامح رعد للجمود قاءلا:اكتر حد تشك فيه هو ال يبان غلبان دا.
ايمن بضحك:يا لعيب، عرفتها ازاي دي؟!
نظر له رعد برفعة حاجب.
وايمن ات تر وقال:احم، زب انا هروح اشوف شغلي بقي.
وقبل ما ايمن يتحرك لقي عربية وقفت امام القصر ونزلت منها روز، وهي مبتسمة لما شافت رعد وقربت منه وقالت:وحشتني يا حبيبي.
وضع رعد ايده في جيبه وقال بحد:روح شوف شغلك يا ايمن.
مشي ايمن بسرعة.
ورعد نظر لروز وعيونه ووجه حا*دين.
روز بابتسامة مغرية :دورت عليك كتير امبارح، كنت فين؟!
قال بحده:ليه؟! كنتي عايزة مني حاجة!
قالت:كنت عايزة اتطمن عليك بس.
قرب منها بحده ونظر في اعينها قائلا :عشان تنفذي الخطة، صح؟!
اتوترت وقالت:خ خطة، خطة ايه؟!
فحاة مسك دراعها بقوة واتحرك لخارج القصر ووقف بجانب العربية وضر*ب ضهرها علي العربية قائلا :فاكراني غبي ومش هعرف ان انتي ال عملتي كدا... بتحطيلي من*شط يا روز!
اتصدمت،بل دب الر*عب في عروقها.
قال بحده من تحت اسنانه:غلطتي غلطة مقر*فة اوي معايا، غلطة هيدفعك كتير.
قالت بتوتر:ر رعد، ا انا بس كنت عايزة...
قاطعها بحده:اخر*سي، مسعش صوتك... ال عملتيه دا هندمك عليه، بس اصبري عليا.
قالت بتوتر وشك:ا انت كنت لوحدك امبارح، صح؟!
قال بحده وهو يبتعد عنها قائلا :الغلطة دي لو اتكررت تاني، ساعتها موتك مش هيكفيني... كل حاجة ممكن تبو*ظ بسببك.
سكتت بخوف.
وقال هو وهو يمسك فكها بقوة:مش عايز اشوف وشك اليومين دول... امشي.
قالت بخوف وتبرير:بس...
قال بحده:قولت امشي.
رجعت للخلف،ولفت وركبت عربيتها بسرعة وانطلقت وهو لسة عينه عليها بحده.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
المساء، في منتصف اليلي.
دخل القصر والكل كان نايم، صعد للاعلي وتوقف عند غرفتها، اقترب من الباب بهدوء وفتحه ودخل وقفله وراه.
كان بيده كيس صغير.... قل*ع جاكت بدلته ووضعه علي الكنبة بهدوء وتحرك ناحيتها.
لقاها نايمة ببراءة،جلس علي حرف السرير و وضع يده علي معدتها يحركها ببطيء.
استيقظت عندما شعرت بلمساته، اتخضت ليكون شخص اخر، لكنها بقته هو... رعد
قال بصوته الرجولي الهاديء:اهدي، دا انا.
اتنهدت بتوتر وقامت قعدت.
قال :بقيتي كويسة دلوقتي؟!
قالت حياه بصوت خفيف:ايوا.
وضع يده علي وجهها، واعاد خصلة شعرها للخلف، وهي تستشعر لمساته.
اتنهد ومسك تلك الحقيبة الصغيرة ووضعها امامها. استغربت واخذتها وطلعت منها علبة صغيرة فتحتها وكان بها بشكولاتة مكورة.
ابتسمت بذهول وقالت:واو، دا انا بحبها اوي... شكرا.
ابتسم بخفة عليها وشكت.
وهي اخذت واحدة وبدأت تاكلها بطريقة طفولية.
حتي انها بهدلت شفا*يفها. نظرت له وقالت:تاخد؟! حرك رأسه بمعني لا. لكنها اصرت وقربت منه وقعدت علي ركبتها وقربت منه جدا وقالت:حتة صغننة بس.
ابتسم بخفة وقال:تمام، بس مش من دي.
قالت بأستغراب:عايز واحدة غيرها ي....
لم تكمل كلامها عندما شدها من خصرها لعنده ووضع شف*تيه علي خا*صتها.
اتصدمت و وضعت يديها الصغيرة علي كتفه، وعينها علي الباب بخوف وهي تأنأن بخفة.
حركها وجعلها تستلقي علي السر*ير، ابتعد كي تأخذ انفاسها.
وهي قالت بتوتر:اظن انك مش تحت تأثير حاجة دلوقتي!
قال بصوت هامس ورجولي :فعلا، بس تحت تأثيرك انتي.
استغربت واخذت نفسها بسرعة.
ادخل يده من اسفل بجامتها يحركها علي ظهرها وهي اتصدمت، ودفن وجهه في رقب*تها هامسا:بتعملي فيا ايه؟! مش ببقي قادر اسيطر علي تصرفاتي.
سكتت عندما شعرت بقب*لاته الثقيلة تنقض علي عنقها.
ابتلعت ريقها.
وكادت ان تضع يدها علي كتفه كي تبعده، ولكنه امسك معصمها ومسكه، وهو مازال علي نفس وضعه.
قالت بخوف: ر رعد... الباب،مممكن ح.
..
قال بصوت هامس رجولي قوي:قفلته... اهدي.
سكتت وهي تفكر، هل ما تفعله صحيح، هلي تمنعه... ولكنها تحب اقترابه منها بالفعل، وكما قالت انها تحبه... ولكن لا تريد الاعتراف بهذا.
ابتعد وبدأ يحرر ازرار قميصُه، نظرت له بخوف ورجعت للخلف قليلا لكنه قرب منها وشدها من خصرها بعد ان نزع قميصُه وظل بصد*ره العاري الصلب.
حاوط وجهها وهو ينظر لها بضعف وقال: مفيش مانع لو كررنا تاني؟
قالت بخوف:ا انا ت تعبا*نة، م مش قادرة.
نظر لها قليلا وابتلع ريقه وبعد شوية وقعد علي حرف السرير ووضع يده علي رأسه وهو ينظر للاسفل قائلا بصوت حاد، من لنفسه:اسف.. مكنتش اقصد، بس انا مش عارف مالي اليومين دول.
سكتت... وهو قام ارتدي قميصُه وبدأ يقفل ازراره بضيق.
نظرت له وقالت بتردج:ت تقدر تنام هنا... لو انت عايز يعني.
نظر لها قليلا.
وهي اتحرجت ونظرت للاسفل، متوترة.
اقترب منها ووضع يده علي السرير وهي رفعت رأسها وبصتله، كانت وجوههم قريبة جدا.
قال :مش هقدر اتمالك نفسي لو فضلت هنا.
سكتت ،وهو نظر لشفايفها واقترب طبع قب*له سريعة علي شفا*يفها، لكنها كانت عميقة.
اتصدمت وخدودها بقت حمرا وهي تكتم انفاسها من شدة الخجل... وتنكمش.
ابتسم بخفة علي جلها وقام وقف وقال: ارتاحي كويس.
وحرك يده علي شعرها ببطء ولطف، ولف اخد جاكته ونظر لها بهدوء، وابتسم بخفة وفجاة غمز لها، ولف وخرج.
اتصدمت واتكسفت بشدة،لكنها لقت نفسها بتبتسم.
اخدت نفس بقوة وسعادة، ونظرت للشكولاتة ال جابها وابتسمت بخجل... اخدتها وبصت فيها ووضعت انمالها علي شفا*يفها وضحكت بخفة وخجل.
اما في الخارج، كان من يراقب خروجه من غرفتها، حتي رأه يخرج بهدوء وطلع لاوضته... دا حتي ما لف شمال ويمين يشوف لو حد شافه، وكإنه مش مهتم لو حد عرف.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
في اليوم التالي، كان الجميع يجلس علي طاولة الافطار.
كانت قاعدة حياه وترتدي لبس مدرستها
نزل رعد وقعد علي الكرسي بهدوء، رفع نظره لها ولقاها بتبصله، بس بعدت نظرها بسرعة وتوتر لما شافته بيبصلها.
اتكلم زيدان :قربتي تخلصي امتحانات يا حياه؟!
قالت:ايوا ياجدي، مش فاضل كتير.
نظر عصام لرعد وقال:انا بفكر اجي اشتغل معاك.
رعد بجمود:تمام.
عصام بهزار:بس ابقي خفف عليا الشغل، دا انا ابن عمك برضوا.
نظر له رعد بجمود وقال:انا مبحبش كدا، هتتعامل زي ما بعامل الكل.
عصام :انت مش طالع لفهد ليه...كان قلبه طيب.
توقفت خديجة عن الاكل في تلك اللحظة، وشعرت بغصة في قلبها.
والكل بص لعصام، وحياه مستغربة من رد فعلهم.
رعد ساب الشوكة من ايده وهو ينظر للاسفل، وكإنه اتجمد لما سمع الاسم.
عصام بلع ريقه وقال:ا انا اسف، مكنتش اقصد.
رعد ضغط علي ايده، ونظر لعصام بحده عيون حمرة وكأنه اتحول وقال:فكر في كلامك كويس قبل ما تنطقه.
سكت عصام بضيق ونظر للاسفل.
قالت سعاد بتوتر:خلاص يا رعد، هو مكانش يقصد.
اتنهد زيدان بضيق وقال:قولنا محدش يجيب السيرة.
تساقطت دمعة من عين خديجة وملامحها كأنه تذكرت شيء وهي خليفة وحزينة.
قامت فورا واتحركت وطلعت لاوضتها.
شافها رعد واتنهد بحده وقام وقف وراح وراها.
نظرت حياه لجدها باستغراب :في ايه ياجدو...مين فهد دا؟!
نظر لها والتوتر واضح علي ملامحه، بصلها مطولا وهو بيشوف حاجة في جهها ملامحها...لا يجب ان تعرف شيء لا يجب ان تعرف من الاشخاص المفقودين... لا يجب ان تعرف السبب.
قام زيدام بسرعة وخرج من القصر، وقام حافظ ومشي وراه.
استغربت حياه اكتر وبصت لشهد وحركت حوجبها.
بصتلها شهد، وبعدين بصت لوالدتها واخوها واختها، لقتهم بياكلوا بضيق، وبصت لحياه وحركت حواجبها وهي بتبص للخارج.
اومأت لها حياه وقامت واخدت شنتطها وخرجت.
اتنهدت شهد وقامت قائلة :طب انا هروح بقي الجامعة، سلام.
واتحركت للخارج.
شافتها حياه وقالت:هو في ايه؟!
شهد:طب تعالي نركب العربية، عشان مدرستك.
ركبوا العربية من الخلف، والسواق اتحرك.
حياه:مين فهد دا؟!
اتنهدت شهد وقالت:اخو رعد.
اندهشت حياه وقالت:ازاي؟!
اتكلمت شهد بحزن :رعد ليه اخ كبير...فهد.
حياه :هو في ايه؟!
شهد :من 9 سنين، كنا صغيرين اوي.. وفهد كان الكبير وكان اخ بمعني الكلمة...كان هو ورعد اصحاب واخوات اوي، رعد كان طيب... ايوا انا لسة فاكرة كان طيب اوي، ب بس معرفش ايه ال حصل في يوم وليلة فهد اختفي ومحدش قالنا جراله ايه... كل ال قالوه انه ما*ت، ازاي!...منعرفش.
حياه :معقول متعرفوش سبب الو*فاه.
شهد:لا،محدش يعرف، اظن رعد وخالتي خديجة وجدي وبابا ال عارفين... بس مقالوش لينا احنا حاجة.
سكتت حياه ونظرت للامام بحزن.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في القصر.... وتحديدا في غرفة خديجة.
دخلت وهي بترتعش ودموعها مكبوتة في عينها.
قعدت علي الكرسي وهي بتنظر للاسفل، وبترتجف بقوة.. وكإنها بتحاول تمحي ذكرة من عقلها.
دخل رعد وقفل الباب وراه واتجه ناحيتها.
نظر لها وجلس علي ركبته وبصلها.
نظرت له قليلا،وفجاة تساقطت دموعها بقهر وكسرة...كانت علي طول بتمثل الهدوء، الجمود، البرود... لكن من داخلها قلب ام مكسور علي ابنها.
نظر لها وهو يضغط علي اسنانه من الداخل، لا يريد ان يضعف... لا يريد ان يبكي امامها.
نظرت له واخدت نفس وسط بكاءها وقالت:مش قادرة انسي...كل ما بحاول انسي واسامح الكر*ه بيزيد في قلبي اكتر وبيتو*جع اكتر.
مسك ايدها وقال:اهدي، انا معاكي.
قالت بدموع:كله بسببها...هي السبب، هي ال دمرت حياتي وحياتك.
نظر للاسفل بحده.
وهي وضعت ايدها علي خده وقالت:اخدت منك كل حاجة، اخوك... ابوك...حياتك.
نظر لها وعيونه حاده، لكن حزينة:هلاقيها، لسة بدور.
قالت:كل حاجة راحت خلاص...ايه الفايدة.
سكت.
اتنهدت هي واخدت نفس وابتسمت وسط دموعها المنتشرة علي خدها وقالت:كان طيب وميستحق من الدنيا قساوة...كان طيب اوي.
نظرت له ومسكت ايده وقالت:كان بيحبك اوي يا رعد، انت كنت ابنه مش اخوه الصغير.
اتنهد بضيق يقت*ل قلبه وقال:عارف.
مسحت دموعها واتنهدت وقالت:خلاص، لازم انسي...مش هينفع اعيش كدا.
نظر للاسفل وقبض ايده بقوة وعينه حمراء، ووجهه حاد، وكأنه يتذكر ماضي سيء.
وضع رأسه علي قدم والدته وهو يتذكر اخيه، يتذكر من كان السبب في مو*ته.
وضعت ايدها علي شعره بحزن ونظرت امامها، وهي تحرك يدها علي شعره بحنان ام لابنها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المدرسة.
خرجت حياه بعد ما خلصت امتحان ووقفت مع صاحبتها.
هدير:يارب....هما امتحانين ونخلص بقيييي.
ضحكت حياه وقالت:امتا تيجي الاجازة بقي.
بصتلها هدير بسخرية:اجازة! اول ما النتيجة تظهر هنلف علي الكليات كدا زي النمل.
فكرت حياه وقالت:تصدقي انا لسة مش عارفة هدخل ايه؟
هدير بثقة:انا قررت ادخل هندسة.
ضحكت حياه وقالت:انتي! هندسة؟ايوا عشان المباني تقع علينا.
ضحكت هدير وضر*بتها علي كتفها بخفة.
قربت منهم بنت واضح عليها الغرور ووراها اتنين بنات.
ابتسمت حياه بسخرية:اهلا يا نادين.
نادين بغرور:هاي.
خدير بضيق:عايزة حاجة؟!
هدير قربت من حياه ونظرت في عينها قائلة بابتسامة:بصراحة مش هكدب عليكي...بس الشخص ال جه معاكي قبل كدا، يقربلك ايه؟!
نظرت حياه لهدير وبعدين بصت لنادين باستغراب وقالت:تقصدي مين ؟!
نادين:الراجل المعضل ال كان معاكي...اسمه رعد، صح؟!
بصتلها حياه وسكتت.
كملت نادين ببعض الغرور:مش هكدب عليكي، بس هو دخل دماغي...دا دخل دماغ بنات المدرسة كلهم...ما تقوليلوا ييجي كدا يوم ويتعرف علينا.
نظرت لها حياه وفجاة ظهرت ملامح وشها للعصبية وقالت :نعم ياختي...قولتي ايه؟! انتي مجنونة يا بت! ما اكيد انتي مجنونة يا شاربة حاجة.
نادين بحدع:انتي بتكلميني ليه كدا!!!
حياه بعصبية:انا اتكلم زي ما انا عايزة، وانتي مالك وماله اصلا...بتقولي اسمه ليه اساسااا.
هدير اتصدمت ووقفت قدام حياه عشان كانت بتتقدم ناحية نادين.
حياه بعصبية:اياكي لسانك ينطق اسمه تاني، يا اما وبعزة وجلالة الله لامسح وشك في بلاط المدرسة.
نادين بعصبية:لا بقي دا انتي اتجننتيييي.
وقربت نادين من حياه.
وقالت حياه بعصبية:تعاليلي ياختييي.
وقربت منها وهما الاتنين مسكوا في بعض.
وباقي البنات بيحاولو يبعدوهم عن بعض لكن ما فيش فايدة.
لحد ما جه استاذ لسة جديد في المدرسة وبعدهم عن بعض.
قال بغضب:ايييه؟! قاعدين في زريبة مش في مدرسة.
نظرت نادين لحياه بحده وقالت:هي ال بدأت يا مستر.
قالت حياه بعصبية وسخرية:اه هنبدأ بقي في هي ال بدأت ومبدأتش، هو انتي صغيرة!
نظر لها الاستاذ بحده:خلاص اسكتي.
بصتله بضيق وبعدين نظرت للاسفل.
الاستاذ:علي مكتب المدير يلا.
نادين:بس انا....
قالت حياه ببرود:تمام، انا رايحة.
واتحركت وراحت مكتب المدير والكل اتزهل من شجاعتها.
الاستاذ بص لنادين، وهي اتحركت بضيق.
داخل مكتب المدير، حياه ونادين واقفين،والاستاذ في النص.
المدير:ايه ال حصل؟!
الاستاذ:كانوا ماسكين في بعض برا.
المدير بص لحياه واتوتر قليلا وبعدها قال:طب اتفضلي انتي يا مدام حياه.
الصدمة ظهرت علي نادين، والاستاذ كمان.
ابتسمت حياه وقالت:شكرا.
ولفت وبصت لنادين بثقة وغرور وابتسامة وخرجت، فا هي تعلم سبب هذا الاحترام.
نادين بصدمة:بس يا مستر دي هي ال...
المدير بحده:دا هيكون انذار ليكي، واياكي تقربي منها تاني... اتفضلي.
نظرت للاسفل بحده وضيق، وخرجت فوراً.
في الخارج. هدير بتوتر:ايه ال حصل... رفد، صح؟!
ضر*بتها حياه علي كتفها بخفة وقالت: لا طبعا، دا ايه التشاؤم دا... مقاليش حاجة.
هدير باستغراب:يعني ايه مقالكيش حاجة؟!
حياه بهدوء:يعني مقاليش حاجة.
هدير اتصدمت وفتحت فمها وسكتت.
ضحكت حياه ومسكت ايدها وقالت:طب تعالي يلا خلينا ناكل حاجة.
واخدتها وخرجوا من المدرسة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر....وتحديدا في الاسطبل....مساءً.
كانت واقفة ولابسة بنطلون اوفر سايز، وبلوزة واسعة... وطرحة وكوتش.
كانت مبتسمة...وهي بتحرك ايدها علي الحصان، وبتفتكر حاجة.
سمعت صوته وراها قائلا :بتعملي ايه؟!
لفت ولقته عاقد زراعيه وساند كتفه علي الباب....ويرتدي قميص اسود وبنطال رمادي قاتم.
ابتسمت بخجل وسكتت.
قرب منها ونظر للحصان وقال بهدوء:لقي صديقة ببلاش اهو.
ضحكت بخفة.
وهو نظر لها وقال:عملتي ايه النهاردة في المدرسة؟!
ابتلعت ريقها وقالت:ولا حاجة، امتحنت ورجعت.
نظر لها بخبث وقال:يعني محصلش حاجة؟!
قالت بتوتر:لا.
اتنهد بهدوء،واتجه لحصانه وقالت :انا منتظر اجابة.
لفت وبصتله بتوتر وقالت:ع عملت خنا*قة.
رد وهو يضع اللحام علي الحصان، ويضعه في فمه وقال:مع مين؟!
نظرت للاسفل بضيق وقالت:واحدة زميلتي.
قال:واتخا*نقتي معاها ليه؟!
قالت:حاجة كدا.
نظر لها وقرب منها وقال بجمود:ممكن اعرف ايه هي الحاجة دي؟
رفعت نظرها وبصتله بتوتر وضيق وقالت:سألت عليك...وقالت اسمك،وكانت عايزة كمان تقابلك.
ابتسم بخفة وقال برفعة حاجب:هو دا السبب!
اومأت بضيق وهي تنظر للاسفل.
لف وركب حصانه، ومد يده لها... نظرت لها وقربت مسكت ايده وهو رفعها وركب خلفه.
بدإ يتحرك بالحصان، وخرج من الاسطبل... والغفر فتحوا البوابة وخرج من القصر.
دخلت اسماء من البلكونة بعد ما شافتهم خارجين، واتجهت لغرفة والدتها.
دخلت وابوها مكانش موجود.
سعاد باستغراب:في ايه؟!
قعدت جمبها اسماء ووضاح علي ملامحها الحزن والضيق.
سعاد:في ايه يابت، اتكلمي!
دموع اسماء اتجمعت وبصت لامها وقالت:بحبه ياماما...وهو ولا شايفني.
اتنهدت سعاد وقالت: تاني يا اسماء.
عيطت اسماء وقالت:غص*ب عني...من وانا صغيرة بحبه...قلبي بيوجعني لما بشوفه معاها.
استغربت سعاد وقالت:مع مين؟!
اسماء:مع حياه...بيكلمها احسن مننا وبيمشي معاها...دا غير انه لسة واخدها علي الحصان ال محدش بيركبه غيره... وامبارح كان طالع من اوضتها.
وضعت سعاد ايدها علي صد*رها بصدمة وقالت:يلهوي، كان عندها في اوضتها!!!
اسماء:ايوا... عندها هي.
سكتت سعاد وبدأت تفكر في حاجة وقالت بشك:البت دي من يوم ما جت وانا حاسة ان وراها حاجة، لو اعرف بس جدك جابها ليه؟!
سكتت اسماء وبصتلها.
اتنهد سعاد وقالت:روحي نامي انتي دلوقتي، ومتفكريش في حاجة.
سكتت اسماء بحزن وقامت اتجهت لاوضتها.
وسعاد رفعت حاجبها وبدأت تفكر، تجيب ماضي حياه منين.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مكان ما معزول علي الجبل في الصعيد.
كان واقف رعد بهدوء وبجانبه حصانه...وحياه واقفة جمبه.
قالت بخوف:هو احنا جينا هنا ليه؟! المكان يخوف.
نظر لها وقال:خايفة من المكان...ولا مني!
نظرت له قليلا وقالت بتوتر:المكان اكيد.
ترك حبل الحصان واقترب منها قائلا بنبرة غامضة:مش خايفة يا حياه؟!
نظرت له وهي مستغربة:انت بقول ليه كدا؟!
قال بهدوء:جاوبي.
اتنهدت وقالت:لا... انا بثق فيك.
رفع حاجبه وقال:متعرفنيش غير من فترة قصيرة، يبقي بتثقي فيا ليه.
قلقت وسكتت.
قرب اكتر وقال:مينفعش تثقي في اي غريب.
قالت:بس انت مش غريب، ا انت...جوزي.
قال بنبرة هادية ولكن غامضة:قولتلك، مينفعش تثقي في حد...حتي نفسك.
اتوترت ووقالت:رعد،انت بتقول ليه كدا؟!
اتنهد وبعد عنها ونظر امامه بجمود.
بصتله وقالت ببتردد:م مين فهد؟!
ضاقت عينه بحده وسكت.
قالت وهي تنظر له بتوتر:اخوك!
حرك عينه وبصلها، وهي تماسكت امامه.
اتنهد وحاول يكون هادي وقال:ايوا.
نظر للامام وسكتت،من ملامح وجهه تجعلها لا تسأل مجدداً
بعد وقت من الصمت، بصتله بسرعة وقالت:هو انت عرفت ازاي اني عملت مشكلة في المدرسة؟!
اتنهد وقال:المدير.
قال بغي*ظ:الراجل مش قادر يسكت علي اي حاجة.
نظر لها وقال:كنتي غيرانة؟!
بصتله بتوتر وقالت:ا ايه؟! غيرانة! انا؟
ابتسم بخفة وقرب منها ونظر في عينها وقال:دا ال واضح.
قالت بإرتباك:ل لا، انت غلطان...مش غيرانة.
نظر امامه وقال:تمام.
نظرت له ،مكملش مش عايز يطول في الكلام، مش عايز يستفسر...لانه عارف اصلا.
اتنهدت وقالت بضيق: ه هو انت هتقول لجدوا امتا علي موضوعنا؟!
اتنهد وقال:بعدين.
قالت بضيق:لحد امتا؟ ايه ال هيفرق دلوقتي او بعدين.
نظر لها بهدوء وقال:مش هينفع دلوقتي، محتاج وقت.
قالت:ليه؟!
قال بحده:خلاص ياحياه.
قالت بضيق:طب فهمني، قولي...مش عايز تعترف ليه.
نظر لها بحده وقال:انتي بتتكلمي وكأننا عاملين جر*يمة، احنا متجوزين علي فكرة. قالت بخنقة:عارفة...ب بس دا في السر...م مش بحب اعمل حاجة في السر.
قال بحده وكأنه لا يترك لها مجالا للتفكير:انتي خايفة لابعد؟
نظرت له بتردد وقالت:لا، ا انا....
قال:جوازنا رسمي، متسجل في المحكمة وعند المأذون....يعني مفيش حاجة غلط.
قالت بتوتر وهي مش عارفة تتكلم اصلا:ب بس....
قاطعها قائلا :كفاية ياحياه...انا هبقي اتكلم، وهقول الحقيقة...بس مش دلوقتي.
سكتت مش عارفة ترد، الوحيد ال مش بتعرف ترد قصاده وكأنه بيقفل كل ابواب الأسئلة والكلام قدامها....وهي مش بتعرف تقوله لا.
قرب منها وقال:متخافيش...انا معاكي.
رفعت عينها وبصتله وقالت بحزن:ه هو انت بتحبني؟!
مردش.
وقالت هي:ي يعني م ممكن يحصل حب بينا؟ ا انت قولت انك مش بتؤمن بيه...ي يبقي ازاي عايزنا نكمل.
قال بهدوء قاتم:عادي...يمكن تعوّد،احتياج...وانا فعلا مش بؤمن بالحب...بس ال قدرت انها تشدني ناحيتها، قادرة تخليني احبها.
نظرت لها وبصيص امل في عينها.
اقترب ومسك ايدها وقال:لما تخليني احبك...متبعديش،لو بعدتي انا هتغير.
لم تفهم قصده، لم تفهم يا يقول...هل يقصد ان يتغير للاحسن... ام الاسوء.
ابتسمت بخفة وقربت منه وحضنته واضعة رأسها علي صد*ره بجانب نبضات قلبه، وتلف يدها حوالين خصره.
وضع يده علي رأسها من الخلف...يمسح عليه ببطيء، وملامحه جامدة، بل باردة جدا...وهو يفكر في مصيرها...ومصيره.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر.
رجع رعد وحياه، والكل كان في اوضته ونايم.
طلعوا لفوق وهي مبتسمة بخفة.
وقفت قدام اوضتها وعضت شفا*يفها السفلية بخجل وقالت:باي.
نظر لها قليلا وقال:تعالي معايا.
استغربت وقالت:فين؟!
مسك ايدها وقال:نامي في اوضتي الليلة.
اتكسفت وقالت بتوتر:ب بس انا هنام و....
لم تكمل حديثها لانه مسك ايدها بهدوء واخدها معاه.
قالت بتوتر وهي بتبص حواليها:رعد.
اخذها وطلع لفوق وامام باب غرفته، كادت التحدث لكنه شدها من خصرها وفجاة بدإ يطبع قب*له علي شفا*يفها بقوة وعمق.
اتصدمت وهو مسك معصمها ورفعه للاعلي.
وهو بيتحرك ودخل داخل الغرفة.
وحاصرها عند الحائط.
ابعد وجهه ونظر لها وهو يتنفس بسرعة ولكن بثقل، وابتلع ريقه.
قالت بتوتر:م ممكن حد ييجي.
قرب وجهه من اذنها قائلا :اهدي...محدش بيدخلها غيرك.
اتوترت وسكتت.
وهو دفن وجهه في عنقها يستنشق رحيقها.
اخذت نفس بقوة واغمضت عينها، استطاع ان يؤثر بها.
حاوط خصرها بأذرعته وقربها منه اكثر،يريد ان يشعر بكل لحظة معها.
ابعد وجهه ونظر لها، وهو يدقق بملامحها.
اتسكفت وضاقت اعينها بخجل،وهي تحاول عدم الابتسام.
حرك يده ناحية ازرار قميصه وبدأ يحررهم، حتي نزع قميصُه ورماه علي الارض.
نظرت لعضلاته واندهشت، فا هو الان قريب منها جدا.
ابتسم بجانبية عندما رأى اين تنظر.
مسك ايدها وحطها علي معدته، وهي اتوترت وخجلت بشدة ومش قادرة ترفع عينها تبصله.
لكنها بدأت تحرك يدها علي عضلات معدته، وهي خجولة ولكن مزهولة من صلابته.
ازال عنها طرحتها وظهر شعرها ال اتفرد فورا.
امسك خصلة من شعرها واقترب يشمها بهيام، رائحتها هادية وجميلة بشكل لا يصدق.
نظرت له ،وهو نظر لها وتقابلت عيونهم وكأنها هي من تتحدث.
مال وشالها واتجه ناحية السرير، وهي دفنت وشها في رقب*ته من الخجل.
وضعها علي السرير وقرب منها قائلا :انا ملكك،لوحدك.
ابتلعت ريقها ونظرت له. وهو مسك يدها ووضع كف يدها علي خده، ونظر لشفا*يفها واقترب منها طابعاً قب*لة عميقة، جعلتها بعد قليلا تبادله ولاول مرة.
حتي استلقت علي السرير وووووو
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد مرور شهر.
في القصر....في فترة الظهيرة.
الكل قاعد في الصالة علي الانتريه.
رعد كان في الجنينة مع عصام بيتكلموا في الشغل.
وحياه قاعدة جمب جدها منتظرة النتيجة بحماس وقلق.
زيدان بضحك:اهدي يابنتي، شوي وهتنزل.
قالت بقلق:خايفة ياجدوا، لسة بيحمل اهو.
سعاد بتريقة:هتجيبي كام مثلا، اخرك بيت جوزك.
زيدان كان هيتكلم بس ردت حياه:لا يا طنط، ما انا مش عايزة اعيش عيشتك...انا عايزة اتعلم.
بصتلها سعاد بعصبية:قصدك ايه!!!
حافظ بحده:خلاص يا سعاد.
ونظر لوالده وقال:انا جبت المواشي الجديدة المزرعة يابوي.
اومأ زيدان وقال:تمام ياولدي.
فجاة صر*خت حياه وقعدت تتنطط بفرحة.
زيدان بضحك:ها جبتي كام؟!
قربت وحضنته بقوة وقالت 96٪ يا جدووووو.
وبا*سته من خده علي دخلة رعد.
شعد بفرحة:الف مبرووووك.
وقامت تتنطط معاها.
وسعاد واسماء اتصدموا،وهل ابنتهم جنت.
ابتسم زيدان وقال:الف مبروك يا بتي، اختاري الكلية ال نفسك فيها، وتدخلي.
ابتسمت وحضنت شهد بقوة.
ابتسم حافظ وطلع مبلغ من جيبه وقال:ودي حلاوتك.
اتصدمت وبصتله بدهشة واحراج.
قال حافظ:يلا خُدي.
ابتسمت واخدتهم وشكرته.
وسعاد بصت لوجوزها بحده، لكنها سكتت.
جه نظرها علي رعد ال واقف بجمود، واتوترت بخجل ونزلت نظرها.
زيدان اخرج هو ايضا مبلغ من جيبه:خدي يا اروبة، ودي مني.
ابتسمت بسعادة واخدتها وقربت عشان تحضنه لكنها وقفت من نظرات ذالك الرعد، وهو ينظر لها ورافع حاجبه لفوق بحده.
بلعت ريقها وبعدت وقالت:شكرا ياجدوا.
وطلعت علي اوضتها فوراً عشان تكلم صحبتها... وهو انظاره عليها.
سعاد بسخرية :مش مستاهلة يعني.
بصلها زيدان بقلة حيلة منها وجاله مكالمة علي هاتفه، تأفف وقام بضيق متجه لغرفته.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
فوق في غرفتها.
كانت واقفة تكلم هدير ومبتسمة وقالت:زي ما بقولك كدا، لميت الف جنيه في يوم.
هدير:يا حظك، انا ابويا عطاني 200 جنيه وقالي مشي حالك بيهم.
ضحكت حياه وقالت:متزعليش، ما انا لسة هديكي فرحية النجاح.
هدير:ماشي يسطا، تعالي بقي الليلة.
قالت باستغراب:فين؟!
قالت هدير :عاملين حفلة بمناسبة النتيجة، وكل الفصل جاي.
حياه:فين المكان دا؟!
هدير:****
حياه بتردد:بس المكان بعيد.
هدير:هبقي اوصلك متقلقيش.
قالت بتوتر:جدوا ممكن ميوافقش.
هدير:يابنتي انتي كبرتي، بقيتي طالبة جامعية...مسقبليا يعني...بس تعالي بقي، انشالله من وراهم.
حياه:انتي عايزة تلبسيني مصيبة.
هدير:ولله لو ما جيتي، اول ما امسكك هعلقك علي بوابة المدرسة.
ضحكت حياه وقالت:لا ياستي، خلاص...هاجي بس هقول لجدوا الاول.
هدير:يستحسن تيجي، احنا هنفرح اوي...دول بيقولو في العاب.
حياة :حاضر هشوف، سلام.
وقفلت معاها،ولفت ووضعت الهاتف علي التربيزة وهي بتفكر هتقنع جدها ازاي، بل ستقنع ذالك الاسد الاول ازاي.
فجاة اتفتح الباب ودخل رعد بهدوء.
اتصدمت وجريت علي الباب قفلته.
قالت بتوتر:ممكن حد يشوفك.
سند علي مكتبها قائلا :مش مهم.
قربت منه وقالت:يعني هتقول كل حاجة لو حد كشفنا؟!
نظر لها قائلا :احنا مش بنسر*ق عشان حد يكشفنا.
سكتت بضيق،وهو جلس علي كرسي مكتبها.
وبعدها قربت منه بحماس وقالت:شوفت جبت كام.
ابتسم بخفة وقال:شاطرة.
ابتسمت ولفت وقالت :لسة مش عارفة هدخل كلية ايه....محتارة.
لفت له وبصتله بطفولية وقالت:فين هديتي؟!
ابتسم وقال:مش مكفيكي انا!
قربت منه بابتسامة خجولة: يعني مفيش هدية؟!
قال مبتسما ابتسامة جانبية خفيفة:الهدية موجودة، بس بحب التبادل.
تأففت بغي*ظ وقالت:ياربي عليييك.
ابتسم، وهي قربت منه وقالت ببراءة:يعني لازم مقابل، مفيش في مرة تديني من غير كدا.
نظر في عينها وقال:عشانك بس.
ابتسمت بفرحة وسقفت.
وهو اخرج من جيب بنطاله علبة صغيرة قطيفة ولونها ازرق قاتم.
ابتسمت بحماس،وهو مسك ايدها وقربها منه وقعدها علي رجله.
فتح العلبة وكان بها اسورة رقيقة ماسية مزدوجة وبها اربع ماسات مدورة من كل ناحية.
وضعت يدها علي فمها بصدمة وذهول، ونظرت له.
ابتسم بخفة ومسك ايدها واخرج الاسورة وبدأ يلبسهالها.
رفعت ايدها ونظرت للاسورة باندهاش وفرحة. وهو ينظر لتعابير وجهها، ويبتسم تلقائيا.
اخرج من جيب بدلته مبلغ مالي ووضعه امامها.
اتصدمت وقالت:ب بس دا كتير، واصلا انا معايا الكريكيد كارد...دا جدوا بقي مستغرب اني مبقتش اخد منه فلوس وفاكر اني بخلت وبوفر.
ضحك بخفة،ولاول مرة يضحك بعد سنوات ...نظرت له وابتسمت تلقائيا علي ضحكته.
نظر لها وقال:دالي في الكارت يخصك، بس في فرق...دي هدية نجاحك.
ابتسمت بحب وحضنته وهي تلف يدها حوالين رقبته.
قالت بنبرة دافئة يظهر منها الحب والعشق قائلة :شكرا يا رعد...شكرا.
وطبعت قب*لة صغيرة علي عنقه.
ولاول مرة يشعر بأنه اهتز، وكأنه كان جبل، وتحرك بسبب عاصفة قوية، لم تكن مثل اي عاصفة.
ابتعدت بخجل وهي تنظر للاسفل واعادت خصلة شعرها للخلف...وهو كان ينظر لها وكأن عينيه مزهولة، لكن ملامحه متجمدة.
حمحمت وقامت وقفت.
وهو اتنهد وقام وقف وظبط بدلته ونظر لها، ولف عشان يتحرك لكنها قالت بسرعة.
:ممكن اطلب طلب؟!
لف ونظر لها.
وهي قالت برجاء:في حفلة الليلة عند صحابي، ممكن اروح؟!
اتنهد وقال:بليل!
اومأت.
وهو قال بجمود:لا، مفيش مرواح.
ولف لكنها وقفته وقالت:بس انا عايزة اروح.
وقربت ووقفت قدامه وبصتله قائلة ببراءة:ارجوك، مش هتأخر.
امسك ذقنها وقال بهدوء:انتي لسة صغيرة، مينفعش تروحي حفلات لوحدك.
قالت بتفكير:طب تعالي معايا.
قال:عندي اجتماع بليل، فا سيبك من الموضوع دا بقي.
قالت بغي*ظ:طب هقول لجدي، وهقنعه يوافق.
ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة ولكن حاده ووضع كف يده علي خدها قائلا :ولو، انا مش موافق...وكلامي انا ال هيمشي.
قالت بضيق:بس دا مش عدل...انا عايزة اروح يبقي هروح، مش محتاجة اخد اذن حتي.
قرب وجهه من اذنها وقال بصوت هامس ورجولي:اسمعي الكلام يا حبيبتي، ها.
وقبل خدها بخفة وابتعد مبتسماً تلك الابتسامة الباردة.
ولف وخرج.
وهي تجمدت مكانها بسبب كلمة"حبيبتي" ابتلعت ريقها وقالت بقوة مز*يفة:هروح، وكلامي ورجلي هما ال هيمشوا.
واتجهت لدولابها تختار لبس فعلا وجهزت نفسها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المساء، في مكان الحفلة مكان بعيد عن الصعيد.
دخلت حياه وهي ترتدي دريس شيك لونه وردي فاتح وقاتم مع الون الاسود وحقيبة سوداء وشوذ اسود، وطرحة لونها وردي فاتح قاتم.
دخلت مع هدير وهي متوترة وقالت:انتي متأكدة ان دا مكان للحفلة، دا شبه النا*يت قلاب.
هدير:هما قالو كدا.
حياه بسخرية:وبتمشي وراهم وخلاص.
هدير بضحك:يابناي دا فيه هنا مفرقعات.
حياه بتوتر:انتي متعرفيش انا عملت ايه عشان اجي هنا...دا انا هربت من الاسطبل.
هدير:معلش،ما انا هربت من الدفايا.
بصتلها حياه باستغراب ودهشة.
ولكنهم دخلوا ولقوا صحابهم وزمايلهم وبدأوا يتكلموا ويضحكوا.
فجاة الشرطة داهمت المكان، وفي ال هرب وفي ال اتمسك، وطبعا منهم حياه.
حياه بتوتر:استني حضرتك، دي مجرد حفلة عادية.
الظابط بسخرية:ولله! طب ابقي قولي كدا في القسم.
هدير بتوتر:ه هو ايه المكان دا؟!
حياه:قولتلك بتمشي وراهم وخلاص.
هدير:مكنتش اعرف ولله.
حياه مسكت تلفونها والشرطة اخدوها للعربية ومتجهين للقسم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القسم.
حياه:ولله حضرتك احنا منعرفش المكان دا ايه!
الظابط :دا كبا*ريه، ومكان للدعا*رة.
اتصدمت وبصت لهدير ولزمايلها ال اتصدموا.
احد الزمايل:نادين هي ال قالتلنا عليه.
هدير:وانا اقول الهانم مجاتش ليه.
حياه اتوترت وقالت للظابط:طب ممكن اعمل مكالمة؟!
الظابط بجمود:اسكتي بقي.
قال بحده:حضرتك انا من حقي اتكلم مكالمة، دي حقوقي.
قام وقف وقرب منها بحدهة وقال:وطي صوتك، وهتكلمي مين بقي يا شاطرة.
قالت بقوة:جوزي.
صحابها وزمايلها اتصدموا،وهل هي متجوزة.
الظابط بصلها من فوق لتحت وقال:ومين جوزك دا بقي.
اتنهدت وقالت:رعد الجبالي.
الظابط ضحك بقوة وقال:ولله! وانتي فاكرة اني هصدقك! ايه ال هيخلي رجل اعمال كبير، يتجوز عيلة زيك.
قالت بحده:اديني تلفوني وانا اثبتلك.
بصلها بجمود وشك.
وجاب تلفونها وهي اخدته واتصلت بيه بسرعة، وبتتمني يرد.
وبالفعل، اطال الرد لكنه اجاب.
سمعته يقول بصوت رجولي هادي :انا في اجتماع دلوقتي ياحياه.
ردت بسرعة وصوت مبحوح:رعد...انا في القسم.
لقته سكت قليلا،وكأنه يستوعب ما قالته وقال بقوة:فين؟!
حاولت تمنع دموعها من السقوط وقالت:ا انا في قسم ال****
قال بصوت قوي:متخافيش...انا جاي حالا.
قفل معاها وهي اخدت نفس ونظرت للظابط وقالت :نص ساعة وهتلاقيه هنا.
ابتسم بسخرية وهو فاكر انها بتألف.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
في غرفة الاجتماعات.
قام فورا واخد جاكته.
نظر له ايمن بأستغراب:في ايه؟!
قال بحده:اهتم انت بالاجتماع.
ايمن:مقدرش،محتاجينك.
قال رعد بحده:اتصرف يا ايمن...اتصرف.
نظر له الكل وسكتوا.
وهو اتحرك للخارج.
ركب عربيته،وحراسه في السيارات خلفه.
انطلق بسرعة البرق، ومعه رجاله.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القسم.
كانت واقفة بتوتر، والظابط كل شوية يرفع نظره ليها بسخرية، مر ربع ساعة والوقت يمر.
هدير همست لها قائلة :بث، هو طلع جوزك ازاي؟!
سكتت حياه بضيق، ونظرت للاسفل.
فجاة دخل من الباب بهيبته المعتادة، ولكن وجهه حاد بشدة، ووراه رجالته.
ااظابط اتصدم وبرق وقام وقف.
استغربت حياه منظر الظابط هي وزمايلها، لفت واندهشت دا جه فعلا ما اخدش وقت، وهل اتي هذا الرجل في طائرة ام ماذا؟
لكنها جريت عليه بلهفة وحضنته وهي تضع رأسها علي صد*ره.
وبَكت،وهو نظر لها وحاوط كتفها.
الظابط كان لسة مصدونم، بل من في القسم كله...منذ قليلا كانوا بيتمسخروا عليها.
حياه بعدت وشها ورفعته وبصتله بعيون دامعة.
نظر لها وقال بصوت رجولي:انتي كويسة؟!
اومأت.
وهو نظر للظابط، الذي ابتلع ريقه من اعين ذالك الرعد.
بعد رعد عنها واقترب من الظابط ووقف امامه قائلا بجمود ولكن بعيون حادة:ممكن افهم ايه ال بيحصل!
اتنهد الظابط وقال:احنا اسفين حضرتك، بس المدام كانت في كبا*ريه، وكمان دا مكان للدعا*رة.
حرك عينه ونظر لها بحده، وهي اتوترت، ونطرت للاسفل.
قال الظابط:انا مكنتش عارف انها مراتك ولله...بس افتكرنا انها من البنات اياهم.
نظرت له حياه بضيق وغي*ظ، وهل هو اعمي لايري حجابها.
اتنهد رعد وقال بصوت حاد:ال حصل سوء تفاهم.
ونظر لها واكمل بحده من تحت سنانه:المدام كانت بتتدلع شوية.
الظابط باحترام:علي العموم احنا ما عملناش محضر، وكنا منتظرين نتأكد انك جوزها فعلا....وبصراحة منقدرش نعمل حاجة تزعل حضرتك.
نظر له بهدوء وقال:متشكر.
ابتسم له الظابط.
وحياه اندهشت وقربت منه بعصبية وغي*ظ وهي تشاور علي الظابط:انت بتتشكروا ليه، دا قبض عليا.
مسك يديها بهدوء ونظر لها بحده قائلا بصوت خفيف:ما لو حضرتك سمعتي الكلام...مكُناش وصلنا لهنا.
قالت بتوتر:ط طب دا اتريق عليا.
قال الظابط بسرعة:انا بعتذر، بس مكنتش عارف انها تقربلك ولله.
نظر له رعد وقال:دا شغلك...وانا مش معترض.
الظابط بابتسامة:شكرا ولله علي ذوقك.
اكمل رعد بحده:بس...لازم تدفع تمن كلامك برضوا.
اتصدم الظابط وسكت.
فجاة تلفون القسم رن، والظابط اتجه لهناك وظهر الاحترام والخوف في نبرة صوته وهو بيتحدث مع رئيسه الاعلي منه رتبة.
اما رعد مسك ايدها بحده واتحرك.
وزمايلها وهدير فرحوا وخرجوا وراهم، ما عدا الاشخاص المشبو*هين.
طلع وركبها العربية بحده ولف وركب، وهي نظرت لهدير من النافذة بحزن وبعدين نزلت وشها للاسفل، وهدير شاورت لها بحزن وهي تحرك يدها ببطيء بمعني الوداع.
انطلق بالسيارة بقوة، ووراه عربيات حراسه.
دخل السيارة، كان ساند بكوعه علي نافذة العربية واصبعه السبابة يحركه علي ذقنه ، واليد الاخري يقود بها.
كان وجهه غاضب، ويحرك قدمه بسرعة....من غضبه منها.
نظرت له وسكتت، بلعت ريقها بخوف وهي بتستعد لل هيحصل.
مر وقت طويل وهما في العربية، لحد ما وصلو القصر.
كانت بتحوال تفتح الباب بس متفتحش، ونزل هو من السيارة ولف لها وفتح الباب.
منزلتش، بل خافت تنزل.
سمعته يقول بحده:انزلي.
مردتش،وهو مال ومسك معصمها بقوة ونزلها. نظر لها بغصب.
وشدها ودخل للداخل، الوقت كان متأخر واكيد الكل نايم.
طلع بيها علي جناحه ودخل اوضته.
ترك ذراعها بقوة،وهي رجعت للخلف.
وهو اتحرك في الغرفة بحدة وهو يمسح علي وجهه.
نظر لها وقال بصوت حاد مخيف:الساعة كام دلوقتي!
اتوترت ونظرت لتلك الساعة التي بالحائط كانت الواحدة بعد منتصف الليل.
سكتت ونظرت له.
قرب منها وقال بحده:انا قولت ايه!
عادت بخطواتها للخلف وصد*رها يعلو ويهبط.
اكمل بغضب مكتوم:انا مش قولت مفيش مرواح...يبقي كلامي ماتسمعش ليه!
انكمشت، ظلت تعود للخلف حتي التصقت بالحائط.
قرب اكتر وقال بحده:انتي عنيدة...عنيدة اوي،بس مش عليا.
سكتت، واقترب حتي اصبحت انفاسهم مسموعة.
قال وهو يضغط علي اسنانه: اتكلمي...لسانك وقف ليه دلوقتي، الصبح فضلتي تزني عشان تروحي.
شعرت بقلبها ينقبض،حتي كادت علي البكاء.
قال بحده:روحتي بيت دعا*رة ياحياه، بتروحي اي حتة صحابك يقولولك عليها وخلاص...لا وكمان ايه، كنتي هتتسجني.
ظلت صامته.
فجاة ضر*ب علي الحائط خلفها بقبضة يده، وصر*خ فيها بغضب قائلا :انطقيييي
اتخضت وتحدثت اخيرا بخوف ورجفة وقالت:ا انا، م مكنتش اقصد...م مكنتش عارفة انا ر رايحة فين.
قال بصوت ساخر وحاد في نفس الوقت:تمام، دي وعرفناها... طب لما انا قولتلك متروحيش، روحتي ليييه!!!
نزلت بنظرها للاسفل.
وقال هو بصوت غاضب:لما اكلمك تبصيلي.
رفعت انظارها للاعلي قليلا وقال هو بغضب:افترضي حد قربلك هناك...افترضي اذوكييي،وانا ابقي زي العبيط قاعد من فاهم حااااجة.
ابتعد قليلا ونظر لها بحده وقال:العيب مش عليكي، العيب عليا اني افتكرت انك هتسمعي الكلام.
قالت بدموع في عينها وشهقات خفيفة متقطعة:ا اسفة، م مش هعيدها تاني.
قال بصوت قاتم:مينفعش، لازم عشان الواحد يتعلم من غلطه...يتعاقب.
نظرت له بشدة، ولقته بيقل*ع جاكت بدلته، وبعدها فك حزامه وخرجه من بنطالها.
بصتله بصدمة وخوف قائلة:ا انت هتعمل ايه!!! هتضر*بني؟!
نظر لها بحده ورفعة حاجب، ولم يرد عليها.
اخذ الحزام وقرب منها، بصتله بخوف وعيطت قائلة :لا يا رعد...و ولله لو عملت كدا هتندم، ه هكرهك.
قال بغضب:لازم تتعلمي الاد*ب، تعرفي ان مش كل حاجة يتسكت عليها، خصوصا معايا انا....مش كل حاحة عِند ونشفان دماغ....مبقتيش ملك نفسك.
لم تفهم اخر جملة ولم تستوعبها من خوفها، واقترب هو اكثر وهي انفاسها بتزيد وبتتعالا بصدمة وخوف ودموعها تتساقط بعدم استيعاب.
وفجاة مسك ايدها الاتنين ومسكهم بيد واحده وربطهم بالحزام.
اندهشت واستغربت في نفس الوقت وقالت:رعد.
نظر لها بحده:ششش.
مسك ذراعه ووقفها في منتصف الغرفة، وكان في مصباح نازل للاسفل قليلا، ربط حرف الحزام بيه بقوة بعد ان رفع زراعيها للاعلي.
بصتله باندهاش وقالت:انت بتعمل ايه؟!
نظر لها وقال بحده:دي اقل حاجة اعملها، احمدي ربك ان ليكي مكانة في قلبي.
بصتله، ماكا يقصد هذا...هل يقصد بأنه يحبها، ام مجرد مكانة ثانوية.
لف وسابها كدا واتجه لغرفة ملابسه.
بدأت ذراعيها يؤلموها،وهي ما زالت واقفة، قل*عت الشوذ برجلها ووقفت علي قدميها.
بعد مدة، خرج وهو يرتدي تيشرت اسود وبنطال اسود واسع، ويضع يده في جيبه.
نظر لها بجمود واقترب من السرير، واخذ الاب توب بتاعه وجلس علي حرف السرير امامها وهو يكمل عمله الذي تركه من اجلها.
نظرت له بتعب وقالت:طب انا ايدي وجعتني.
مردش عليها وملامحه كان متجمدة.
اتنهدت بحزن وتعب وقالت:رعد...ولله تعبت، خلاص انا اسفة... مش هعيدها تاني ولله.
اكملت وهي تغمض عينها وتفتحها :ه هبقي اسمع الكلام ولله، سيبني بقي انا نعسانة اوي، ودراعي وجعني.
فقل الاب توب وطفي النور، ما عدا ضوء خفيف فقط.
اتغا*ظت وبصتله.
وهو استلقي علي السرير بكل برود.
قالت بغي*ظ:الجو حر علي فكرة، طب عايزة اقل*ع الطرحة.
لقته بيمسك طرف تيشتره من الاسفل وبيحرك وكأنه بستهوي، وظهرت عضلات معدته البارزة.
قالت بتعب:رععععد.
مردش عليها، وهي بقت تأنأن بضيق، ونظرت للاسفل.
فجاة لقته بيقوم يقف وبيقترب منها....نظرت له وهو قرب ونزع طرحتها.
اخدت نفسها ونظرت له.
وهو كان واقف بارد،لكن قال بحده:لازم تتعلمي سمع الكلام الاول.
قالت :مش هعملها تاني ولله.
قرب منها ولف وهي استغربت، لكن اتصدمت لما لقته بيزيل سوستة الدريس.
قالت بصدمة وتوتر:ر رعد، انت بتعمل ايه...خلاص ،خلاص مش عايزة انام يا عم، هفضل واقفة.
ولكنه ازاله بالفعل وكانت ترتدي تحته فانيلة نسائية لونها ابيض بحما*لات رفيعية...وبنطال استريتش اسود..كان شكلها مثيراً.
ابتلعت ريقها وسُمعت شهقتها وقالت:رعد...ط طب فكني الاول طيب.
لقته يحاوط خصرها من الخلف ويحتضنها، ويدفن وجهه في عنقها.
شعرت بلمسات شفا*هه الخفيفة علي عنقها، وسكتت برجفة...فقد مر شهر ولم يكن يتركها، كان كلما يكون متفرغاً من عمله يحضرها لتبقي معه...لكي يتملكها.
ضغط علي خصرها بحده وغضب وقال وهو يضغط علي اسنانه بشده:لو اتكررت، هتشوفي وش مش هتحبيه، فاهممة.
اومأت وقالت بسرعة وتعب:حاضر، ه هسمع الكلام.
لف ونظر لها ورفعت رأسها وبصتله وقالت:اسفة.
ملامحه كما هي متجمدة وهو ينظر لها....نظر لشفا*يفها واقترب منها وحاوط خصرها، وفجاة طبع قب*لة عميقة علي شفا*يفها، ولكنها قب*لة عني*فة.
لم تشعر بيده التي تصعد للاعلي عند يديها وحرر الحزام، وقعت ايدها وهي استوعبت ولكن كادت تقع هي ايضا معها بسبب وقوفها علي اطراف قدمها كثيرا.
ولكنه حاوط خصرها بقوة مقربها منه.
نظر لها ،ونظرت له والتعب والارهاق واضح علي وجهها.
لم تشعر بنفسها الا وهي تضع رأسها علي كتفه مغمضة عينيها.
نظر له بهدوء،وشالها كالطفلة الصغيرة، وقرب من سريره ووضعها عليه وجلس بجانبها.
نظر لوجهها المتعب،مسح علي خدها بهدوء، حرك يده علي رأسهاوهو يعيد خصلات شعرها للخلف وهو بيفكر بضيق.
قرب وطبع قب*لة خفيفة علي خدها وقال بنبرة مخنوقة:ياترا لما تعرفي الحقيقة...هتعملي ايه!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الصباح في فيلا ويليامز.
قرب جون من جده بعصبية وقال:قولتلي اسبوع، مر شهر ومفيش حاجة.
جده بضيق:كلمت الحج زيدان، وهو مش موافق عشان خايف لتتجوزا وتسافروا.
جون بضيق:يعني ايه؟!
جده:يعني كفاية بقي، وخلينا نرجع بلدنا...البنات هناك كتير.
قال جون بحده:لا، انا عايزها هي....وهاخدها هي.
ويليامز بعصبية:انا قولت ال عندي، لازم نرجع بلدنا.
قرب منه جون وقعد علي ركبته وقال:طب محاولة اخيرة...نروح ونتقدم لها يمكن يوافق، مفيش حاجة بتنفع علي التلفون.
اتنهد ويليامز ونظر للارض.
قال جون:please grandpa.
نظر له جده وقال:حاضر يا جون، هنروح النهاردة.
ابتسم جون وقام وحضنه.
قال ويليامز:ولكن علي اخبارك بشيء.
جون:ماذا؟!
ويليامز:انها مسلمة...اذا كنت تريدها زوجه لك، يجب ان تُسلم...واظن هكذا سيعلم زيدان بأنك تحبها بالفعل.
ابتسم جون وقال:انا موافق.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر، وتحديدا في غرفة رعد.
بدأت تفتح عينها بتعب، تسندت علي كوعها وقامت قعدت وهي تضع يدها علي وجهها.
نظرت لملابسها لقت نفسها لابسة قميصُه.
اندهشت وبصت علي الكنبة لقت هدومها.
افتكرت ال حصل امبارح.
قامت بغي*ظ ودخلت غرفة الملابس ولقته برتدي ملابسه ويغلق ازرار قميصُه.
وقفت وراه وقالت بغي*ظ:هو دا عقا*ب حد يعا*قبه لحد....دا دراعاتي وقفت.
اتنهد ولف وبصلها بحده خفيفة وقال:دي اقل حاجة اعملها.
قالت:ما انا مكنتش اعرف المكان دا ايه.
اقترب منها وقال بجمود:انتي بدأتي تكبري، يعني المفروض متمشيش في اي حتة وخلاص من غير ما تعرفي.
قالت بتوتر:ص صحابي هما....
قاطعها بحده:انا مليش دعوة بصحابك، انا ليا فيكي انتي.
رفعت نظرها وبصتله قائلة :خلاص ولله مش هعيدها.
قال:ولو، انتي غلطتي...وال بيغلط لازم يتعاقب.
اقتربت منه وقالت بنبرة خفيفة:خلاص بقي خلي قلبك ابيض.
مردش عليها، وهي قربت اكتر وقالت:مش هعيدها ولله.
قربت منه، وادخلت يدها من اسفل قميصُه ووضعتها علي معدته المعضلة وقالت بنبرة رقيقة:هسمع كلامك تاني.
مسك معصمها وبعد ايدها وقال:لازم تخافي مني الاول، وبعدين تتعلمي من غلطك.
قالت:مش عايزة اخاف منك، انا ما صدقت لقيت معاك شعور مجربتوش قبل كدا...متخلنيش اخاف منك،انا لما بخاف...برجع لورا.
وكأنها تخبره بأنها شعرت معه بالامان، لا تريد تذوق طعم الخوف بقربه.
اتنهد وقال بصوت بارد:يبقي فكري مع نفسك، وشوفي انتي عملتي ايه.
ولف عشان يمشي وهي دبدبت علي الارض بطفوليه وهي بتلف قائلة :يوووه بقي يا رعد دا انت غتت او....
وفجاة لقته في وشها بيبصلها بحده ورفعة حاجب.
لحقت نفسها فورا بتوتر وهي بتشاور بأيدها بمعني لا:ق قصدي، د دا انت سكرة اوي...بجد واحد جدي جدا وطموح جدا و....
مخلهاش تكمل كلامها، وخرج بعد ان اخذ جاكته.
جريت وراه بسرعة ولقته واقف بيكمل غلق ازراه قميصه امام المراية.
قربت وقعدت علي التسريحة امامه وقالت:طب اعمل ايه وتصالحني.
نظر لها ،وهي قالت بسرعة:احم، قصدي اصالحك.
ارتدي جاكت بدلته، بعدما ارتدي الجرافتة....واخذ ساعته من جمبها عشان يلبسها.
بصت ليه وسكتت....بصت ناحية برفانه الغالي.
وقالت بدهشة:مش دا كلايف كريستيان، دا غالي اوي...بس ريحته نادرة.
اخده منه ووضعه مكانه.
بصتله بغي*ظ، وقامت وقفت ووضعت ايدها علي وسطها وقالت:لا بقولك ايه، انا هصالحك يعني هصالحك...وانت هتتقبل اعتذاري فورا واولاااا.
نظر له،واقترب منه بخطواته الثقيلة.
اتوترت ولقت انها اتحاصرت عند التسريحة.
قرب اكتر وحاصرها بعدما وضع يديه علي حافة التسريحة ومال قليلا لمستواها وهي في المنتصف.
ابتلعت ريقها ونظرت له نظرات عشوائية.
قال بصوت رجولي قاتم:والا ايه!
نظرت له وانفاسها ذادت وقالت بتوتر:و والا....
قرب وجهه منها اكثر واصبحت انفاسهم تتصادم في بعض.
واكمل هو بنفس نبرة صوته الرجولية، ولكن اهدي:قولي...والا ايه؟
كان يضغط عليها بقربه، وهو يعلم بأنها لا تشعر بشيء سواه.
قرب اكثر امام شف*تيها قائلا :كملي.
ابتلعت ريقها ونظرت في عينيه.
ملامحه تبدلت للجمود وقال:لازم تبقي قد كلمتك...دا يُسمي ضعف.
نظرت له ،وكاد ان يلف ليذهب، لكن فجاة مسكت في ياقة قميصُه ولفته ليها ووقفت علي اطراف اصابعها، ولم يشعر الا بعدما وضعت شفا*تيها علي خا*صته وهي مغمضة عينيها.
نظر لها لم يندهش الا قليلا....لكنه سرعان ما حاوط خصرها وقربها لعنده اكتر ويضع يده الاخري علي رأسها من الخلف ويقربها منه بقوة، ليتعمق في قب*لتها.
ترخت يديها ورفعتها ووضعتها علي شعره من الخلف.
ابتعد عنها لتستنشق الهواء، ونظر لها. اخدت نفسها وبصتله بخجل وقال:اهو يا عم، سامحتني بقي؟!
قرب منها واعاد خصلة شعرها للخلف قائلا بصوت هاديء:دا مش كفاية.
نظرت له ولملامحه الباردة.
وبعدها لف واتحرك للخارج، نظرت له بدهشة وغي*ظ.
قامت وغيرت هدومها ولبست الدريس.
فجاة رن هاتف،بصت ناحية الكمود وكان تلفونه.
ابتسمت بخبث وقالت:بأثر عليه لدرجة انه نسي تلفونه.
اتجهت ناحية الهاتف مبتسمة، لكن اختفت ابتسامتها لما شافت مكتوب اسم"روز".
اتنهدت بضيق ومسكت التلفون، كانت هتطلع بس فضولها قت*لها.
اخدت نفس وفتحت الخط، لكن متكلمتش.
سمعت روز بتقول:ايه يا بيبي، كل الفترة دي ومسألتش عليا...متنساش اني خطيبتك يارعد، احنا هنتجوز يا حبيبي مينفعش تعمل كدا...رعد،طب رد عليا علي الاقل، انا عارفة انك زعلان مني...بس تعالي الليلة وانا هدلعك ههه.
سكتت روز شوية لما ملقتش رد وقالت:رع....
لم تكمل كلامها لما حياه قفلت الخط بضيق.
في تلك اللحظة دخل رعد بعد ان تذكر هاتفه.
نظر لها وشاف التلفون في ايدها.
لفت ولقته في وشها واتخضت، وحطت ايدها علي صد*رها.
نظر لها بهدوء،واخد تلفونه منها ونظر فيه وشاف اخر مكالمة، وانه كمان تم الرد عليها.
رفع عينه وبصلها بهدوء... وهي اتوترت ونظرت للاسفل بضيق.
لف واتحرك من الغرفة وخرج.
جريت وراه بسرعة وامام الغرفة قالت:رعد.
وقف... وقالت هي بضيق:ه هو انت، م مش هتفسخ الخطوبة دي...انت قولت اننا هنعلن جوازنا، ونكشف السر، يبقي ليه لسة خاطبها.
كان عاطيها ضهره وواقف بجمود.
قربت ونظرت حواليها ليكون في حد ويشوفهم وقالت:تعالي نتكلم جوا، احسن حد يشوفنا.
نظر لها بجمود وقال:خايفة حد يشوفنا! رغم ان دا هيكون مصلحة ليكي، وقتها كل حاجة هتتكشف...مفكرتيش تقربي مني قدامهم ليه؟...وقتها كل حاجة كانت هتظهر.
سكتت وكأنها است عبت هي كانت بتقول او بتعمل ايه، هو معاه حق...لو حد شافهم دا مصلحة ليها، بس سكتت....عشانه.
نظرت له بنبرة مترددة، حزينة وقالت:ا انا ولا مرة فكرت اسألك انت عايز وقت ليه، ايه ال بتعمله عشان يفرق لما تقول دلوقتي ولا بعدين....وسكت،عشانك انت....عشان متتضايقش مني، ع عشان ب....
مقدرتش تكملها، خافت....خافت ليبعد عنها، مش هتقدر تتخلي عنه، مش هتقدر علي بعده وعدم قربه منه....دي بقت بتعشقه.
اتنهد وسكت، واتحرك ونزل للاسفل.
وهي نظرت للارض، بملامح حزينة، كانت تايهة في بحر افكارها مش عارفة الطريق، كانت بتفكر وهي مش عارفة تعمل ايه....الخوف بينهش فيها...خوف من الفراق.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في بيت روز.
قفلت التلفون بضيق،وبصت قدامها.
فجاة خرج رجل من الحمام، يلف منشفة حول خصره.
اقترب منها واخدها في حضنه وضهرها مقابل لصد*ره.
قال بصوت روجولي بارد:قالك ايه؟!
قالا بضيق:مردش عليا، اول مرة يعملها....معقول معندوش رد.
قال بهدوء:تؤتؤتؤ، رعد الجبالي ليه رد لكل حاجة....دا شخص المفروض تخافي من سكوته.
بصتله وابتسمت وقالت:وانت، مش خايف منه؟!
ابتسم وقال:دا عد*وي، يعني الخوف مش موجود... مفيش غير الكر*ه.
روز سكتت ونظرت امامها.
وذالك الرجل ابتسم، ابتسامة خفيفة...لكن خبيثة، اعينه تطق علي الش*ر.
قالت روز:البنت ال اسمها حياه دي...حاسة انها مأثرة عليه.
فجاة هاتف الرجل رن وكان مكتوب اسم"عايدة"
اتنهد وابتعد عن روز وقام اتكلم في الهاتف بجمود.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في روما....ايطاليا.
واقفة في فيلا فخمة، ويجلس رجل كبير علي الكنبة.
كانت ماشكة التلفون وقالت:مش هقدر ارجع دلوقتي....انا خايفة.
:........
قال بتوتر:رعد هيق*تلني، دا معندوش حاجة اسمها صلة دم.
:........
قالت:تمام، بس مش دلوقتي...دا طلع بيدور عليا في كل حتة، في كل بلد...انا غلطت اه زمان، بس مكانش قصدي.
:.......
ردت بقلق:م مش عارفة....مش هقدر اشوفها.
:.......
قالت:تمام...يلا اقفل.
وقفلت معاه،ونظرت للراجل الكبير بقر*ف وقالت:كله بسببك...مكانش حصل كل دا، انت السبب.
ابتسم ببرود، وهي زلعت علي فوق بحده وضيق.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر...وقت ما بعد العصر.
كانت قاعدة حياه مع جدها وقالت:بس انا مش بحب هندسة ياجدو.
قال:امال عايزة تروحي فين؟!
فكرت شوية وقالت:مش عارفة، عايزة حاحة بسيطة....ممكن اداب.
قال زيدان:يابنتي مجموعك كبير، وعايزة تتدخلي اداب.
دخلت شهد وقالت:في كلية هندسة في القاهرة، سمعت انها بتقبل مجموع حياه.
قالت حياه بغي*ظ :قولت مش بحب الهندسة.
شهد:خلاص، ادخلي حقوق، زيي.
حياه:برضوا مش عايزة حقوق.
فكرت حياه وهي مش عارفة عايزة تدخل ايه.
فجاة قامت وقالت:تجاااارة.
زيدان:يابنتي عندك هندسة وحقوق، وانتي عايزة تدخلي تجارة.
قربت منه وقالت:يا جدو دي كلية كويسة، والمفروض يكون عندي واسطة بعد التخرك عشان اشتغل....والله اكبر يعني العيلة كلها لوحدها واسطة.
ضحك زيدان وقال:مش محتاجاتي، كفاية رعد...ابقي اشتغلي معاه. ابتسمت بخجل وقالت:ان شاء الله.
قال:عايزة بقي اي كلية.
قالت بسرعة:في القاهرة.
قال بضيق:لا، دي بعيدة... مش هقدر اخليكي تروحي هناك.
قالا ببراءة:ما انا هاخد سكن هناك.
قال:لا، هتبقي عايشة لوحدك يعني...لا برضوا، ومالها كلياتنا ال هنيه.
قالت برجاء:والنبي يا جدوا وافق بقي.
قال بجمود:لا برضوا.
قربت وقالت بطفولية:يلا يا احلي جد بقي، يلا يا سكر.
ابتسم غص*ب عنه وقال:المكان بعيد يا حياه.
خرجت خديجة وسعاد من المطبخ، ونزلت اسماء.
وفي تلك اللحظة سمعوا صوت عربية، بصت حياه ناحية الباب بلهفة وهي فاكراه رعد وقال:رعد جه.
وجريت للخارج فورا....
الكل استغرب من لهفتها، خصوصا زيدان ال بدأ يشك.
خرجت جري وهي مبتسمة، لكنها وقفت لما لقت جون وويليامز ومعاهم اتنين حرس وقفوا جمب العربية.
اندهشت، بل اتحرجت.
ولسة هتلف بس جون وقفها وقال بابتسامة:اهلا بحضرتك.
بصتله بتوتر وقالت:اهلا.
مد ايده عشان يسلم، لكنها بعدت ايدها بتوتر، وهو ابتسم وبعد ايده وقال: انا اسمي جون...حاليا،اصل انا قررت ااسلم.
قالت:ربنا يثبك علي الايمان.
ابتسم وقال:انتي مش فاكراني؟ انا جون شوفنا بعض في حفلة الافتتاح.
قالت بتردد:ل لا ولله مش فاكرة.
قال:ولا يهمك...جدك زيدان موجود؟!
لفت وقالت:ايوا اتفضل.
لكنه مسك ايدها وقال:استني طيب.
بصتله ونظرت لايدها وشدتها بسرعة.
قال:انا اسف، مكنتش اقصد...طب بما انك واقفة خلينا نتعرف علي بعض.
بصتله باستغراب وقالت:افندم، هو ايه دا ال نتعرف علي بعض...هو انا اعرفك؟ هو انت تعرفني؟ يبقي نتكلم ونتعرف ليه اصلا.
ضحك بخفة وقال:خلاص ياستي...بس قوليلي، اغير اسمي لايه لما ااسلم...حابب اعرف اقتراحك يعني.
قالت:ومش معني انا؟!
قال:انتي بقي المسلمة ال شوفتها دلوقتي، فا حابب بس يعني اسمع اقتراح اسامي من عندك.
اتنهدت وقالت:اممم...ممكن يونس، او يحيي، او يوسف.
ابتسم وقال:ايه اكتر اسم عاجبك.
قالت بتلقائية :يونس.
ابتسم وقال:خلاص، ناديني يوسف.
قالت:ايه دا، بالسرعة دي!
كل دا وويليامز واقف بعيد شوية مستمتع برؤيتهم معاً.
ابتسم جون وكاد ان يتحدث... لكن سمعو صوت عربيات كتيرة من خلفه، ونزل رعد من سيارة منهم.
نظر لويليامز وجون برفعة حاجب، اما لتلك الصغيرة نظر لها بحده من وقوفها مع اغراب.
قرب ويليامز من جون، واقترب منهم رعد وهو يضع يده في جيبه وبرفعة حاجب قال:في ايه؟!
ويليامز ابتسم وقال:كنا عايزين الحج زيدان في موضوع.
رعد:موضوع اي دا بقي ان شاء الله؟!
ابتسم جون بخفة ونظر لحياه وقال:يعني موضوع كدا خاص شوية.
نظر له رعد،وشاف عينه فين...وبعدها حرك عينه وبصلها بحده ونبرة متجمدة:ادخلي جوا.
اتوترت ،ودخلت فورا.
خرج حافظ وشافهم وابتسم قائلا :اتفضلوا يا جماعة.
وبعدها نظر لرعد وقال:تعالي يارعد وانت تعرف يابني.
دخل ويليامز وجون،تحت نظرات رعد الحادة.
دخلوا كلهم وحياه كانت واقفة خلف كرسي جدها.
قعد الجميع،وخديجة وسعاد واقفين وعايزين يعرفوا الموضوع.
قعد رعد وهو ينظر لويليامز بحده ورفعة حاجب، منتظر ان يعرف ما سبب مجيءه.
قال زيدان:ما انا قولتلك ردي.
ويليامز:صدقني حفيدي عايزها، دا ققر يأسلم عشانها.
بص زيدان لجون بدهشة، وجون ابتسم.
رعد بصوت متجمد:هو ايه الحكاية بالظبط.
نظر زيدان لرعد بغموض، ورفع عينه ونظر لحياه... شكوكه كترت جواه.
وبص لويليامز وقال:خلاص، انا موافق.
ابتسم جون بسعادة،والكل استغرب.
رعد:يعني محدش هيفهمنا ولا ايه؟!
نظر ويليامز لرعد بابتسامة:انا طالب ايد الانسة حياة لحفيدي جون.
الكل اتصدم،حتي حياه ال برقت، وعينها جت علي رعد ال بيبص لويليامز بس مش بصدمة بل بعيون مشتعلة من الغضب، وكأن النيران تتطاير من اعينه الذي تشبه الرصا*ص.
قام وقف بغضب وبص لويليامز وقال:نعم يا روووح اممممك.
اتصدم الجميع من رد فعله، وويليامز وزيدان قاموا وقفوا.
قرب رعد من ويليامز ومسك في ياقة قميصُه وقال: لا وجاي كماااان، دا انت قلبك جااامد اوي...ومن غير ما تعرفني كمااااان.
ضر*ب زيدان بعصاه علي الارض وقال بغضب:سيبه يا ررررعد، انا خلاص وافقت.
ومسك ايد حياه ووقفها جمبه وقال:وحياه موافقة، طالما انا موافق هي موافقة، وهتتخطب لجون.
نظر رعد لحياه وقال بغضب:تعالي هناااا.
خافت واتنفست بقوة، ونظرت لجدها...لكنها قربت من رعد ال مسك ايدها بقوة ووقفها وراه ونظر لجده وقال بغضب:وريني بقي هتعملها ازي وانا موجود.
خديجة بصدمة:في ايه يا رعد...بتتصرف ليه كدا، وانت مالك اصلا.
زيدان بغضب:انت مش خاطب، يبقي مالك بيهاااا.
ويليامز:ايه ال بيحصل دا، احنا جينا وطلبناها من جدها، يعني ولي امرها.
بصله رعد بغضب وقال:انا وليييي امرهااا.
نظروا له بصدمة وقالت اسماء باستغراب:ازاي، ما جدي هو ال واصي عنها.
خديجة شافته ماسك ايد حياه بقوة، وكأنه بيحاصرها، وكأنه بيمتلكها ليه هو وبس....عروقه يده ورقبته ظاهرة، دا غير عينه النارية.
حافظ:في اي ايه رعد؟!
قرب رعد من جده ونظر في عينه بحده وقال:انت عايز ايه بالظبط...مش كل حاجة انت تعوزها تتنفذ.
زيدان بغضب: دي حفيدتي، وانا ال اقرر عنها، ودا لمصلحتها.
الكل كان مصدوم من رعد، بيبقي هادي علي طول، ولما بيتعصب بيخوف...لكن لاول مرة يشوفوه كدا، لاول مرة يبقي منفعل كدا، وعشان مين....عشان عيّلة صغيرة اسمها حياه.
عصام بضيق:هو فيه ايه بالظبط؟!
زيدان نظر لرعد بحده:لازم تتخطب، وتشوف حياتها وتتجوز...هي كبرت خلاص.
انفجر رعد بغضب جحي*مي وقال:عايز تجوزها، وجوزهاااا موجوووود.
الكل وقف الكلام في حلوقهم، الصدمة خلت لسانهم يتشل...حتي حياه، وهل سيعترف الان؟
لكن قال جون بغضب:ايه ال انتا بتقوله دا....دي مش مخطوبة اصلا، وانا جاي وهخطبها...وهنتجوز قريب، انا وهي.
بصله رعد بغضب وقال:انت عبيط يالاااا... دي مراااتييي.
الكل شهق بصدمة،وبصله زيدان بغضب، فا قد كشف السر....وخديجة الذي كانت تنظر له مصدومة، ونظرت لحياه.
وحياه ال رفعت رأسها وبصتله بصدمة غير مصدقة ما قاله، ولكن من داخلها تتطايرت الفراشات حوالين قلبها الذي يرقص فرحاً.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
قال بغضب وصوت جهوري جحي*مي:ايوا دي مراتييي، ومحدش ليه كلمة عليها غيرييي.
كانت تنظر له، ولم تعي علي تلك الابتسامة الصغيرة الذي ظهرت علي ثغرها.
بصله زيدان بغضب وقال:رررعد.
قال بغضب:بلا رعد بلا زفففت...انت مش هتمشي كلامك علياااا.
خديجة قربت من رعد بصدمة وعصبية وقالت:ايه الهزار ال بتقوله دا...مرات مين وايه دااا.
كان ينظر لجده بحده، وبعدين نزل نظره للوالدته وقال:انتي عارفة اني مبهزرش.
اتصدمت وعادت بخطواتها للخلف وهي تنظر له.
سعاد:يا مري، البت لفت عليه لحد ما خلته يتجوزها.
بصلها رعد بغضب وقال:لمي لسانك...دي مراتي علي سنة الله ورسوله من خمس سنين.
الكل وقعت عليه الصدمة، سكوووت ملء المكان... وهم يفكرون، زوجته من خمس سنوات عندما هي كانت مجرد طفلة في الرابعة عشر.
اتصدم زيدان ،مكانش متوقع انه هيقول...مكنش متوقع انه يعمل كدا، كان فاكره هيصون السر.
جون بغضب:هي دي لعبة صح!!!
بصله رعد بغضب وحده وقرب منه وقال:انا ال هخلي حياتك لعبة لو مبعتش...اسأل جدك انا ابقي ايه.
بصله جون بغضب، وبعدين بص ناحية حياه.
رعد مسك فكه بقوة وخلاه يبصله قائلا بحده: عينك لو جت علي مراتي تاني، هخلعها.
مسك ويليامز يد حفيده وقال بتوتر:خلاص يا رعد...هنمشي.
وشد دراع حفيده ال بيبص لرعد بحده وغل، وحلف في سره انه مش هيسبهاله.
وخرجوا من القصر.
زيدان بغضب:عاجبك ال انت عملته داااا؟!
عصام:انت ازاي متجوزها...دا حصل امتا بالظبط؟!
مردش عليه واقترب من جده وقال بنبرة حادة ولكنها غامضة:مش هسمحلك تبوظها زي ال قبلها.
عين زيدان وسعت بغضب.
وحياه استغربت هو يقصد مين!
خديجة اخدت نفس وبصت لرعد بعصبية وقالت:طلقها...انا مستحيل اتقبل البنت دي في حياتك.
بصتلها حياه بصدمة، مش مصدقة الذي تقوله.
نظر رعد لوالدته قليلا، في عينه كلام وملامحه معقدة ومضايقة.
مسك ايد حياه وخرج من القصر امامهم كلهم.
خديحة بعصبية:ررررعد...رد عليااااا،تعالي هناااا انا بكلمممك.
سعاد:خلاص يا خديجة، هو مش عيل صغير وعارف بيعمل ايه كويس.
بصله زيدان بغضب وحده وبعدها نظر في الارض.
قربت منه خديجة بعصبية:انت كنت عارف بجوازهم؟!كنت عارف!!!
بصلها بضيق وجمود قائلا :ايوا...انا ال جوزتهم لبعض.
الكل سكت بصدمة وتعقدت حواجبهم.
خديجة بعصبية :بتجوووز ابني من وراياااا، بتجوزه بنت يتيي"ييمة.
نظر لها بغضب قائلا :مش يت*يمة... دي عندها اهللل.
قال حافظ بغضب:وهووفين اهلها دول... ها،من يوم ما جبتها مش باين ليها اصل من فصل.
نظر له زيدان بحده وسكت.
اما اسماء دموعها اتجمعت في عينها وضمت شفا*يفها وطلعت علي فوق علي طول،ومشيت وراها سهير.
اما عصام نظر للاسفل وقبض علي يديه بحده.
نظرت خديجة لزيدان بعصبية وتساقطت دموعها:عايز تضيعه بقرارتك زي ما ضيعت الاولاني.
بصلها بصدمة وحده.
واكملت هي بدموع وحق*د:كله بسببك انت وبنتك....حياتي اتقلبت بسببكوا.
بصلها حافظ وسكت.
وهي طلعت علي فوق فورا.
نظرت سعاد لزيدان بشك وقالت:حياه تبقي بنت مين؟!
نظر لها زيدان بدهشة ولكن بتوتر ايضا وسكت.
شكوك سعاد ذادت ووسعت عينها بخوف...بخوف من ان يكون ما في عقلها صحيح.
عصام بغضب:وانت بتجوزهالوا ليه اصلا...ايه السبب ورا جوازهم.
قال زيدان بغضب:بسسسس، اسكتوا بقي.
واتحرك ودخل غرفته وقفل وراه الباب بحده.
اتضايق حافظ واتحرك للخارج.
وسعاد بتنظر لغرفة الجد بشك.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
في غرفة اسماء.
قعدت علي سريرها تعيط بقهر، وسهير قاعدة جمبها.
سهر بغل:كل بسبب حياه، هي ال بتاخد مننا ال بنحبهم.
اسماء بدموع:مش مصدقة انه متجوزها...متجوزها من خمس سنين.
نظرت سهير للاسفل بضيق وقالت:بس ياترا هو اتجوزها ليه...من خمس سنين! يعني عيلة اصلا، هيبص لعيلة.
اسماء بدموع:اتجوزها وسافر، ورجع يقضي معاها لياليه...كل شوية بشوفه خارج وطالع علي اوضتها...نظراتهم لبعض علي الاكل كانت غريبة، ك كان في حاجة ما بينهم.
سكتت سهير.
واسماء رفعت وشها لفوق بدموع:اههه، قلبي واجعني اوي...د دا انا حبيته، وهي اخدته مني...كل حاجة هي يتاخدها مني.
فجاة نظرت للاسفل بعيون حمراء، وحق*د وقالت:بس انا مش هسكت...ا انا هعلمها ازاي تاخد حاجة غيرها.
سهير باستغراب:هتعملي ايه؟!
بصتلها اسماء وعينها في غموض ومردتش عليها.
وقامت ودخلت الحمام... وسهير مستغربة منها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في بيت ويليامز.
دخل جون بغضب وبدأ يكسر في اي حاجة قدامه قائلا بغضب:هو فاااكر نفسه مييين. فاكر ان محدش قده.
ويليامز بضيق:بس يا جون...اهدي.
قال جون بغضب:لااا،مش هسكت...وهاخد حقي...ولو عليها انا هاخدها منه.
ويليامز بحده:متلعبش مع رعد الجبالي يا جون، انت متعرفوش...دا زي نار جهنم.
جون:ميهمنيش، انا مش هسكت...وهنت*قم علي ال عمله النهاردة، كفاية لحد كدا...دور الاسد لازم ينتهي.
بصله جده بضيق واتحرك لمكتبه.
وجون قاعد يفكر هيعمل ايه...عينه كلها غضب وحده.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الطريق، في سيارة رعد.
كان بيسوق وهو بينظر امامه بحده، وهي تنظر امامها وساكتة بتفكر في كل ال حصل، في كلامهم...كان غير تخيلاتها نهائي... كانت متخيلة هدوء سعادة راحة، لكن كل حاجة اتقلبت.
مش عارفة تفرح وترتاح انه قال الحقيقة...ولا تحزن علي ال حصل.
نظرت لرعد وهي لسة بتفكر، ياترا هيروحوا فين؟هيبعدها عن جدها، هتبعد عن كل حاجة هناك... كان واضح علي وشوش العيلة الضيق والصدمة... خصوصا خديجة،مش قادرة تنسي نظرتها ليها بعد ما كانت بتعتبرها والدتها.
رجعت تبص قدامها تاني، وفضلوا طول الطريق كدا لحد ما وصلوا الفيلا في القاهرة... الوقت عدا بسرعة وكأن الزمن عايز احداث اليوم تخلص.
نزل من العربية، وهي نزلت وبصت للفيلا.
اتحرك للداخل لكنه وقف لما لقاها ماتحركتش وراه، لف وبصلها قائلا :يلا.
نظرت له ،واترددت لكنها قربت منه وهو مسك ايدها ودخلوا.
طلع علي اوضته الواسعة ذات اللون الرمادي.
ساب ايدها واخد نفس ونظر امامه بحده... قلع جاكت بدلته واتجه للبلكونة.
اتنهدت وقل*عت طرحتها، ونظرت له، خرجت تلفونها من جيب بنطالها...ملقتش حد اتصل بيها... وكأنهم مش مهتمين.
اما هو كان واقف في البلكونة تاني اكمام قميصُه وينظر لهاتفه، لتلك المكالمات الكثيرة من والدته وجده وعمه.
اتنهد وقفل تلفونه خالص، وسند يديه علي سور البلكونة ونظر للامام...يحاول ان يهدأ، وهو يتذكر ما حدث.
سمع صوتها خلفه وهي تقول بصوت خافت:رعد.
وقف مستقيما بهدوء واتنهد ولف نظر لها، وهي تنظر له نظرة توتر وتردد وحزن هادي.
اقترب منها وحاوط خصرها بهدوء، وبيده الاخري يعيد خصلات شعرها للخلف.
قالت بتوتر:ه هو انت متضايق مني؟!
قال بهدوء:ليه بتقولي كدا!
قالت بحزن:ع عشان اعترفت بجوازنا...بسببي...انا ولله ما كنت اعرف انه جاي عش....
قاطعها بنبرة هادية:ششش، خلاص...ال حصل حصل.
نظرت له ،كانت مستغربة هدوءه بس سكتت.
قربت وحضنته وهي تلف يدها علي خصره، ورأسها علي صد*ره.
اتنهد بقوة ،ووضع يده علي شعرها يمسح عليه.
كان الصمت حاكم المكان.
لكنه قررت تقطع الصمت بمزاحها وقالت وهي تضع يدها الصغيرة علي ذراعه المعضل قائلة :بتنفخوا العضلات دي ازاي؟!
ابتسم ابتسامة شبه ظاهرة وقال:الشقى بيعمل كتير.
نظرت له وقالت:بس اول مرة شوفتك، كان عندك عضلات برضوا.
قال بهدوء:كنت بشتغل وانا صغير.
اندهشت وقالت:شغل...بس...
قال:مكنتش عايز حاجة من حد...كنت عايز اصرف علي نفسي وعلي امي، بتعبي انا.
بصتله بنظرة انها فخورة بيه.
وهو مسك ايدها ودخل للداخل، وجلس علي السرير، الوقت بدأ يليل.
قعد عليه ورجع ضهره للخلف من تعب التفكير....وهي ابتسمت بخفة، وقربت منه ووضعت رأسها علي صد*ره وغطت نفسها وهو بالغطا لحد وسطهم.
وضع يده علي شعرها يحركه ببطء وينظر لها بملامح باردة وهادية في نفس الوقت.
نظرت له وقالت بابتسامة خجولة:انت بتغير، صح؟!
نظر لها وسكت.
قالت وهي بتحاول تمنع ضحكتها:لو اعرف كدا...كنت قربت من جو....
قاطعها بحده وقال:لو نطقتي اسمه علي لسانك، هقت*له.
ابتسمت وقالت:طب ما تقت*لنيش انا ليه؟!
نظر في عينها قليلا، لم يعي علي ما يقول وقال:مقدرش...هبقي بقت*ل نفسي.
وكأن قلبها شعر بالحياه تدخل قلبها من كلامته تلك...واخذت نفسها وكأنه تحرر من سجن رئتيها.
ابتسمت بخجل ونزلت وجهها للاسفل قائلة:انت كلامك معسول اوي.
ابتسم بخفة وقال:بجد!
اومأت ونظرت له، وقال هو:اقدر اعمل كمان، مش كلام بس.
ضر*بته علي كتفه بخفة وقالت:انت قليل ادب.
مسك معصمها بهدوء ونظر لها مبتسماً ابتسامة جانبية خفيفة وقال:لسانك...عيب تكلمي ال اكبر منك كدا.
ابتسمت وقالت:وانت بقي هتعلمني؟!
قال بخبث:اقدر...اقدر اربيكي من الاول، بس انتي عاجباني كدا.
قالت:بتعجبك عيوبي.
قال بابتسامة خفيفة وصوت رجولي:يعني!...شقية،عنيدة، طفولية اوي....لسانك اطول منك، طفلة....بس انثوية.
منعت ابتسامتها الخجولة من الظهور بالعافية واخدت نفس وقالت بصوت خافت:ممكن اقولك حاجة؟!
نظر للامام قائلا :اممم.
نظرت للاسفل وقالت بنظرة مليءة بالشغف، بالحنان... بالحب وقالت:ب بصراحة نفسي اقولك ا اني ب برتاح معاك اوي... ب بيعجبني اهتمامك بيا، بيعجبني انك بتميزني عن الكل...بصراحة مكنتش متخيلة كدا...بس بجد حرفيا بحس معاك بالامان...احساس جميل لتاني مرة احس بيه، كنت فاكرة بعد بابا مش هلاقي الحضن ال شبه حصن ليا يخبيني فيه من قسوة الدنيا.
كانت بتحكيله علي مشاعرها، علي ال في قلبها...وهو ينظر لها مستمعاً هذه اول مرة تحكي، هو اول شخص تقوله ال في قلبها.
رفعت عينها ببطء وقالت:رعد....ا انا ،ا انا....
كانت بتشهق بخفة وتوتر، شفا*يفها كانت بترتجف مترددة تقولها، خايفة من رد فعله لكن طفح الكيل...لم تعد تريد ان تخبء شيء في قلبها...لم تعد تريد كتمانه.
كانت بتنظر نظرات عشوائية بتوتر.
سمعته يقول بهدوء:كملي.
نظرت له،وعينها ثبتت في عينه ذات اللون الاخضر القا*تم.
قالت بتلك الرعشة:ا انا ب،ب....
اخدت نفس بقوة وهي تخرج كل ما بداخلها.
دفنت رأسها بسرعة في صد*ره مغمضة عينيها وقالت بدون تردد وسرعة:بحبببك.
حل الصمت في المكان.
فتحت عينها ببطء ورفعت رأسها بتردد وتوتر.
نظرت له ،لقته هادي وبيبصلها، ملامحه متجمده لكن من جواه مكانش متوقع اعترافها....دلوقتي.
الحزن بقي واضح في عينها، اتحرجت انها قالت كدا دلوقتي، لع*نت تفكيرها ان الوقت بيغير، بيحبب... لكن ما فيش فايدة.
بعدت وكانت هتقوم، لكنه مسك دراعها وقربها منه تاني بهدوء قائلا :اهدي... تعالي هنا.
نظرت له، وهو وضع يده علي خدها ويحرك ابهامه عليه وقال:مش متضايق.
بصتله بحزن واحرا*ج ودموعها تلمع وقالت:ه هو ا انت...
مقدرتش تكمل ونظرت للاسفل.
اعاد شعرها لخلف اذنها قائلا بهدوء:مش هقدر اديكي رد دلوقتي...بس اقدر اقولك...اني مش هسمح انك تبعدي عني.
رفعت عينها وبصتله وقالت بأبتسامة مزيفة:ا انا اصلا كنت بهزر، ههه ا انت صدقت.
كان عارف انها بتكدب، دموعها متجمعة في عينها، رعشة شفا*يفها لسة موجودة...ملامحها بتقول انها بتكدب.
قامت وقعدت علي حرف السرير وعطته ضهرها وقالت :ا انا جعانة...ممكن ناكل.
اتنهد وقام مسك هاتفه وقال:عايزة تاكلي ايه؟!
فالت:اي حاجة.
وقامت فوراً ودخلت الحمام، وهو عينه عليها.
قفلت الباب وراها وقعدت علي الارض وضهرها للباب اخدت نفس اوي، وفجاة تساقطت تلك الدموع المحبوسة.
وضعت ايدهاعلي فمها تكتم صوت شهقاتها وانفاسها. تناثرت خصلات شعرها علي وجهها الباكي.
كانت تتحدث مع نفسها قائلة :لاول مرة اكتشف ان هدوءه دا حل، مكانش لازم اتسرع... انا ال انغمست في عالم الرويات والحب....افتكرت اهتمامه حب...غِيرته حب...قربه حب... انا غلط وهو صح، انا ال جبت الوجع لقلبي، هو ملوش ذنب...انا السبب انا ال عملت كدا في قلبي.
وبرغم اهتمام جدها بيها لم تحتاج لاهتمام احد اخر... الا ان اهتمام ذالك الرعد كان مختلفاً، اهتمام مميز...اهتمام بسيط بسببه بقي مالك قلبها... بسببه بقي حُب،من طرف واحد.
في الخارج.
كان سامع صوت شهقاتها، اتنهد بضيق وحده.
وقام مسك تلفونه وخرج من الغرفة.
...... بعد مدة
خرجت من الحمام وملقتهوش...كانت غاسلة وشها عشان تخفي اثر الدموع.
خرجت من الغرفة ونزلت للاسفل، لقته قاعد علي السفرة وامامه بعض الطعام، ال واضح انه من مطعم غالي وهو طلبه.
نزلت واتنهدت وابتسمت بتزييف تاني وقعدت علي السفرة ببراءة وقالت:الله، دا انا جعانة.
وبدإت تاكل ومبصتش ليه، بس هو كان ينظر لها.
اخرج سيجارة وو*لعها وبدأ ينفث الد*خان.
سعلت بقوة وقالت بصوت مخنوق:ايه دا... انت بتدخن؟!
طفي سيجاذرته ونظر لها وقال:مالك؟!
قالت بتعب:عندي ضيق تنفس.
مسك ايدها وقومها، قربها منه وقعدها علي رجله ومسك كوب مياه...وقربه منها.
بصتله وهي بتحاول تمنع دموعها، واخدت الكوب برجفة وبدأت تشرب وهو بيمسح علي ضهرها.
شربت ونظرت له ببطيء، وهو اخد الكوب ووضعه علي الطاولة.
ونظر لها قائلا :كدا احسن...اسف،مكنتش اعرف انك بتتحسسي من ريحة الدخا*ن.
نظرت له وكانت ساكتة، نظراتها حزينة.
نظر لها ،وفجاة تساقطت دمعة من عينها....حضنته بسرعة وهي بتلف ايدها حوالين رقب*ته وبتعيط.
اتنهد بضيق من نفسه، وحاوط ظهرها وقال:اهدي.
قالت وسط دموعها:متعاملنيش كدا تاني، متهتمش بيا...مش هقدر اسيطر علي مشاعري.
كانت بتقولهم بصدق، بدموع...بو*جع في قلبها المنقبض.
سابها تبكي، كان سامع صوت نحيبها.
كان بيمسح علي ضهرها، لم يقل سوى كلمة:اسف.
يتأسف لها علي كل شيء، يحدث وسيحدث...بيتأسف علي و*جع قلبها ال مش هيقدر يمحيه...بيتأسف علي ضعفها امامه... يتأسف لها هي، الوحيدة الذي استطاعت سماع كلمة الاعتذار من فمه...هي ملاذه الوحيد، لن يتحمل بعدها عنه، لكن لا يريد الاعتراف لنفسه...ما حدث في ماضيه يجعله يخاف من مشاعره.
تركها كما هي تبكي بحزن ووجع كا طفلة صغيرة لا تجد الحب من احد، كا طفلة تتأ*لم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
وتحديدا في غرفة زيدان.
كان قاعد علي سجادة الصلاه وبيبكي... اجل لقدي بكي ذالك الرجل الصارم.
فتح ذلك الدرج بجانبه واخرج صورة وظل ينظر لها بدموع قائلا :لي كدا يابنتي... ليه كدا! ال عملتيه غلط وجر*يمة ضيعتنا كلنا... دلعي هو ال خلاكي حقو*دة علي غيرك، ومش عايزة حد احسن منك.
نظر للاعلي وقال :سامحني يارب... سامحني انا ال دعمتها... لانا ال بوظتها بحبي الزيادة ليها، خربت بيوت كتيرة بسببي.
رجع نظر للصورة، كانت صورة فتاه شابة ترتدي دريس من الطراز القديم....مبتسمة،كان بها بعض ملامح حياه، بعض الملامح البسيطة.
نظر للصورة بدموع وضيق:سبتي كل حاجة ومشيتي...حتي بنتك سبتيها لوحدها....ليه كدا يا بنتي... ليه كدا ياعايدة!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
في فيلا رعد....بعد الفجر.
كانت ناسمة علي السرير وضامة نفسها، وملامحها باهتة ومتعبة من كثرة البكاء.
اتقلبت، وفتحت عينها ببطء، نظرت للسقف...وبعدين نظرت جمبها.
ملقتهوش،قامت قعدت واستغربت انه مش موجود في الوقت دا.
قامت وخرجت من الغرفة، لقت ضوء خفيف يأتي من غرفة اخري قربت من هناك.
فتحت الباب ببطيء، واندهشت بخفة...لقته بيصلي... قاعد علي سجادة الصلاة وبيصلي.
يمكن اندهشت لانها اول مرة تشوفه كدا، اول مرة تشوفه يستقبل ربه.
ابتسمت بخفة وهدوء في عينها.
لقته بيسلم ثبتت مكانها.
وهو لمحها وقام وقف بهدوء وقرب منها.
نظرت له مبتسمة وقالت:اول مرة اشوفك بتصلي.
قال:يمكن عشان مش بتشوفيني كتير.
ولاول مرة تستوعب بأنها لا تعرفه، يوجد الكثير في حياته يظهر بالدريج.
نظرت لسجادة الصلاة وقالت:طب انا عايزة اصلي انا كمان.
قال بهدوء:روحي البسي اسدالك.
قالت:بس مفيش ليا هنا هدوم.
ابتسم بخفة وقال:روحي ياحياه...هتلاقي ال انتي عايزاه في الدولاب.
ابتسمت، ولفت وجريت للغرفة.
وهو ابتسم عليها بهدوء، ولف جاب سجادتين صلاه...واتحرك لغرفتهم.
خرجت بعد ما اتوضت وهي لابسة اذدال سماوي عليه رسومات زهزر خفيفة بالون الابيض والازرق.
لفت الطرحة وبصتله.
شافت سجادين الصلاه وبصتله وقالت:انت مش صليت.
قال:هصلي معاكي تاني.
ابتسمت واقتربت منه قائلة :رغم ال يشوفك يقول انك زعيم عصا*بة.
ضحك بخفة وقال:انا مجرد رجل اعمال وبس.
وضر*ب رأسها بخفة وقال:الرويات لحست عقلك.
اتنهدت وقالت:اه صحيح.
اقتربت من السجادة ووقفت، وهو وقف علي سجادة الصلاة التانية أمامها.
كانت سامعة صوته وهو بيتلوا القرأن، صوت هادي وجميل.
ابتسمت ابتسامة خفيفة وهادية وسط صلاتها، وهي مركزة في صوته وماشية وراه علي الخطوات.
....... بعد مدة.
خلصوا وسلموا.
ونظرت له ،لف وبصلها وقرب منها مسك رأسها وبا*س جبينها،ودعي دعاء.
قالت ببراءة:بتقول ايه؟!
ابتعد وقال:بدعي.
قالت:ليه؟!
ابتشم بخفة وقال :موضوع بيني وبين نفسي.
قالت:يعني مش هتقولي؟!
قال بهدوء:قومي نامي ياحياه.
اتنهدت وقامت وقل*عت طرحتها.
واتجهت للسرير وقعدت عليه.... قام ولم السجادتين.
واتجه للسرير وقعد عليه.
نظرت له وقالت:هو احنا هنشوف جدي امتا؟!
اتنهد وقال:مش دلوقتي.
سكتت ،بل تعبت من المناهدة...تعبت من كتر الحديث.
استلقت علي السرير،وهو استلقي كمان.
نظرت للسقف بهدوء حزين وساكتة.
نظر لها قليلا، وقرب منها وشدها لعنده واخدها في حضنه، وهي سكتت بهدوء، ويدأت تغمض عينها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مطار مصر....في الصباح.
خرجت من المطار وهي بتبص حواليها بخوف ولابسة نظارة شمسية.
لقت ذالك الشخص ال كان مع روز...ابتسم اول ما شافها وقال:وحشتيني يا عايدة.
ابتسمت بتوتر وقربت منه ونظرت للجو وقالت:ياه بقالي ست سنين برا مصر...لاول مرة احس اني اشتقتلها.
الشخص ببرود:ايطاليا احسن.
نظرت له وقالت:دي بلد امك، يعني بلدك يا لوكا.
اتنهد وقال بزهق:المهم، يلا بينا.
ركبت العربية معاه، وهو انطلق.... لكن يوجد من رأهم، وامسك هاتفه واتصل بأحد.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر، وتحديدا في غرفة سعاد.
كانت قاعدة بتفكر بشك وماسكة تلفونها وجابت صورة ليهم في الافتتاح وحياه كانت معاه... قعدت تتدقق في ملامحها بشدة.
اتصدمت وقالت:معقول...في ملامح منها برضوا، ولا بتوهم؟! بس لا في حاجة اكيد.
قامت وفتحت دولابها، وفي درج معين فتحته بمفتاح، وطلعت صورة لامرأة.
بصت في التلفون والصورة، وظهرت ملامح الصدمة علي وشها.
اتفتح الباب ودخل حافظ، وهي ملاحظتش دخوله.
قرب منها وشاف الصورة في ايدها، شد الصورة منها بحده وقال:انتي لسة محتفظة بصورتها ليه...ها!!!
بصتله وهي لسة مصدومة وبتفكر وسكتت.
حافظ بحده:احنا مش قولنا ميبقاش في حاجة تخصها هنا...وانتي معاكي صورتها.
قربت منه وقالت:بص كدا يا حافظ.
استغرب وقربت منه بالتلفون وتحديدا علي صورة حياه وقالت:ركز كدا في ملامحها...مش شبه اختك.
حافظ ركز في التلفون وفي الصورة، وبالفعل لقي ملامح بسيطة منها.
قال :اكيد صدفة.
سعاد:مفيش حاجة اسمها صدفة، ابوك لحد دلوقتي مقالش هو جاب حياه ليه...دا حتي مقالش انه جايبها صدقة.
حافظ:قصدك ايه؟!
سعاد:قصدي ان ممكن حياه تكون بنت عايدة.
اتصدم حافظ وقال:ب بس قبل ما عايدة تمشي، قالت ان ال في بطنها ما*ت.
سعاد بشك:ما انت عارف اختك، الشيطا*ن يتعلم منها...دي خربت حياه ناس كتيرة اوي.
سكت حافظ وقعد علي الكرسي وهو بيفكر، هل معقول، ابوه جاب ثمرة خطأ اخته.
قعدت سعاد قصاده علي الكنبة وقالت:انت عارف ان ابوك كان بيحب عايدة قد ايه...ووقف معاها كتير،لدرجة انها قت*لت.
نظر لها حافظ،نظراته كانت شك، غضب، حده... عدم تصديق.
قالت سعاد:كل ال حصل في حياه خديجة كان بسبب عايدة....وابوك راح يجيب بنتها.
قام حافظ وقال بحده:اقفلي علي الموضوع لحد ما اتصرف...واوعي تقولي لحد.
اومأت ليه، وهو خرج.... لكن ابتسمت بخبث وقالت:ما انا مش بقدر اسكت.
وقامت وخرجت من الغرفة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الفيلا.
كان واقف امام المرآه ولابس بدلته، وبيرتدي ساعته.
خرجت وهي ترتدي دريس واسع، وطرحة.
اقتربت منه ونظرت له وسكتت.
شافها في المراية ولف ونظر لها قائلا بهدوء:محتاجة حاجة؟!
نظرت للاسفل، وحركت رأسها بمعني لا.
فجاة،تلفونه رن... وكان اسم والدته.
بصت حياه للتلفون، وبعدها نظرت له.
وهو مسك هاتفه وبص قليلا للرقم، بس مردش.
قربت ومسكت ايده وقالت:خلينا نروح هناك، مش هينفع نسكت.
نظر لها قليلا وهو ساكت.
قالت:انا عايزة اشوف جدو.
اتنهد وقال:حاضر.
ابتسمت بخفة ،واتحركت عشان تخرج من الغرفة، كانت عينه عليها بيفكر...هل يقولها الحقيقة ولا يسكت.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
وتحديدا في غرفة عصام.
كانت سهير بتطبق في بعض الملابس، وعصام قاعد حاطت ايده علي خده بحده وبيفكر في ال حصل، وفي حياه.
الباب خبط،وسهير راحت فتحت.
دخلت اسماء وبصت لاخوها وقالت:عاوزاك في موضوع.
قال عصام بضيق:مش وقته.
قالت بحده:قوم يا عصام...دا هيفيدك اكتر مني.
بصلها باستغراب، وقام وقف وقال:تعالي.
واتجه للبلكونة،ووراه اسماء.
وسهير واقفة مستغربة،لكن الشكوك دخلت قلبها.
ووقفت بعيد تتسمع.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا ما.
قعدت عايدة بهدوء،وقرب منها لوكا وقعد جمبها.
نظر لها قليلا وقال:انتي عارفة بنتك عايشة مع مين دلوقتي؟!
استغربت وقالت:مع عامر.
ابتسم وقال:تؤتؤتؤ، مع جدها.
اتصدمت بتوتر وقالت:م مع ابويا.
اومأ لها وقال ببرود وهو ينظر امامه:عامر ما*ت.
اتصدمت وقالت:ما*ت!!!من امتا؟!
لوكا:من زمان....خمس سنين.
صدمتها زادت وقالت:خمس سنين!!! وبنتي عايشة مع جدها.
قال لوكا:خدي الصدمة الاكبر، ابوكي مفهمها انها زي حفيده، وي لاجئة ليهم يعني...حياه متعرفش انه جدها.
قالت عايدة بصدمة:ايه!!! قال لوكا وهو بيبتسم ابتسامة باردة:بصراحة حقه...يعني هيقول ازي ان دي بنت بنته ال فضحته، وقت*لت ابن ابنه و...وان حياه تبقي بنت حر*ام.
سكتت وهي تنظر للاسفل، مصدومة وخايفة غير مستوعبة ال سمعته.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر... وتحديدا في الصالة، بعد مرور وقت.
كان قاعد زيدان لوحده وهو بيفكر في حياه.
فجاة سمع صوتها ال بيحيه :جدووووو.
ابتسم بفرحة ونظر ناحية الباب لقاها بتضحك ضحكتها البريئة، وبتجري عليه.
قام وقف وحضنها بحب.
دخل رعد وكان واقف بجمود.
زيدان:وحشتيني يا اروبة.
ابتسمت بخفة وسكتت.
شافتهم سعاد من فوق وجريت علي اوضة خديجة.
نظر زيدان لرعد وقال بجمود:هو دا كان اتفاقنا!!!
نظر له رعد بجمود ومتكلمش.
نظرت حياه لجدها وقالت:لا ياجدو...رعد كويس علي فكرة، وكان اكيد هييجي يوم وكل حاجة تنعرف.
بصلها زيدان قليلا بغموض.
قال رعد بهدوء:لازم تقولها الحقيقة.
استغربت حياه وقالت:حقيقة ايه؟!
بصله زيدان بخوف وسكت...لكنه اتنهد ولسة هيتكلم.
خديجة بعصبية:ررررعد.
نظروا كلهم للاعلي،ولقوا خديجة واقفة والعصبية علي وشها، وجمبها سعاد.
نزلت خديجة بعصبية وقربت من رعد وبصتله بحده وعصبية وقالت:بتتجوز بنت عد*وتكككك.
سكت وهو ينظر لها بصدمة ولكن بجمود في نفس الوقت.
حياه اتصدمت واستغربت، وهي مش فاهمة حاجة. باقي العيلة نزلت علي الصوت، ما عدا سهير.
قال رعد:اهدي، وتعالي نتكلم فوق.
ومسك ايدها لكنها بعدته بقوة وقالت ودموعها في عينها:ابعددد، حصلت!حصلت تتجوز ال قت*لت اخووووك، ال دمرت حياتنا.
حياه بصت لجدها بأستغراب:هو في ايه؟!
بصتلها خديجة بكر*ه وعصبية وقربت منها ومسكت دراعها بقوة وقالت بحده:شبهها، لاول مرة ادقق في ملامحك... لاول مرة اشوفها فيكي يا شيطا*نة.
خافت منها حياه وبصتلها بقلق وقالت:ا انتي كويسة؟!
قالت بكر*ه:انا هبقي كويسة، لما اخلص عليكي... زي ما امك خلصت علي ابنيييي.
وحطت ايدها علي رقب*تها بتحاول تخنقها، لكن جه رعد وبعدها عنها بقوة ووقف حياه وراه ال بتسعل.
ونظر لوالدته بغضب وقال:هي ملهااااش دعوة.
قالت خديجة بعصبية:لا، ليهااااا...بسبب خلفة البنت دي كل حاجة اتد*مرت...ابني راح بسبب امهااااا.
وبصت لزيدان وقال بعصبية:بتجيبها بيتك، بتربيها زي بنتك...معيشها معانا خمس سنين واحنا زي البها*يم مش عارفييين حااااجة....معيش معانا حفيدتك من ورانااا.
اتصدمت حياه وبصت لجدها، ال بصلها بصدمة وتوتر وسكت.
قالت خديجة بغل:بتعيش معانا بنت حر*اااام.
رعد بغضب:خلاااااص.
قالت خديجة:لا مش خلاااص...البنت دي مش هتعيش معاناااا.
كانت حياه في عالم تاني، بتبص لذالك الرجل الذي رباها بصدمة، الذي كان جدها بالفعل،دموعها اتجمعت في عينها وهي بتتذكر ذالك اليوم الذي اتي فيه ال منزلها....لكن لحظة، دي خديحة قالت عليها بنت حر*ام. ماذا تقصد.
بص رعد لوالدته بحده وقال:هي ملهاش ذ*نب... ال حصل مش بسببها.
عيطت خديجة وقالت:مش بسببها!!! حر*ام عليك، دا انت اكتر واحد شوفت كسرتي ودموعي علي اخوك... فهد، نسيد فهد يا رعد... فهد اخوك،ال كان ابوك وصاحبك... انت مكنتش بتحب حد قده.
سكت بصدمة خفيفة، وهو بيفتكر اخوه، صاحبه، قبض علي ايده... ونظر للاسفل.
نظرت حياه لجدها بصدمة ودموع وقالت:ه هو انت جدي بجد!!! ا انا ب بنت مين؟!
قالت سعاد بجمود:بنت بنته، عايدة... بنت جت بالحر*ام.
وقف الكلام في حلق تلك الفتاه، الغصة ضر*بت قلبها، ونظرت لجدها بدموع وقالت:ح حر*ام...انا بنت حر*ام؟!
سكت زيدان ونظر للارض بحزن.
قالت حياه بصوت خافت صوت مخنوق:ا انا حفيدتك؟! ط طب مقولتليش ليه، اتكلم، فهمني.
قالت سعاد ببرود:هيقولك ايه ياعيني، هيقولك انك حفيده ال جت نتيجة غلطة...بنت بنته ال حطت وشه في الطين...غلطت مع ابوكي، وهربت وسابت كل حاجة وراها... بعد ما قت*لت فهد ابن العيلة.
بصتلها بصدمة، دموعها بتنزل لوحدها، عينها بتحر*قها من حرارة الدموع وغزارتها.
قالت خديجة بحده:ربناكي وسطينا، وانتي بنت حية...بجد مش مصدقة اني كنت بكلمك وبقرب منك، وانتي بنت واحده شيطا*نة.
قالت حياه بدموع:ط طب وانا مالي...ا انا مكنتش عارفة حاجة.
اتجننت خديجة وقربت منها ورفعت ايدها عشان تضر*بها.
لكن رعد وقف قدامها ومسك ايدها.
بصتله بحده وصدمة وقالت:بتقف في وشي عشان دي، بتقف مع ال كانت السبب في مو*ت اخوك.
قال بحده وعيون حمراء:مش هي السبب.
قالت بحده:بتدافع عنها! بقيت ضعيف يا رعد...لتاني مرة اشوفك ضعفت...فين ال كان بيقول هنت*قم، فين ال كان بيقول هاخد حق اخويا.
رفعت حياه نظرها وبصتله، الخوف ضر*ب قلبها معقول! معقول بيقرب منها عشان ينتقم، ممكن... دي اعترفت بحبها ليه امبارك...وسكت،افتكرت كلامه وهو بيقول
"خايفة من المكان...ولا مني"
"لا...انا واثقة فيك"
"متعرفنيش غير من فترة قصيرة، يبقي بتثقي فيا ليه؟!"
"انت مش غريب... انت جوزي"
" مينفعش تثقي في حد...حتي نفسك"
افتكرت كلامه الغامض، كلامه ال حبها كان بيبعده علي جنب، عشان بتعشقه...مش عايزة تشوف فيه اي غلطة، اي كر*ه... عايزه حي واهتمام بس.
خديجة بحده وعيون حمراء:طلقها... طلقها حالا.
قال بحده:مش هطلق.
قالت بحده:انا، يا هي يا رعد...شوف مين ال اعز علي قلبك.
بصلها بصدمة وحده وسكت.
قالت بحده:هتطلقها، وهتتجوز اسماء.
نظر لها برفعة حاجب.
واسماء اتصدمت وبصت لعصام ال ابتسم بخبث.
قال رعد بحده:انتي بتقولي ايه...دي مراتي،وانا قولت مش هطلق.
قالت بعصبية:وانا مش هقبل البنت دي في حياااتك...مش هتفضلها علي امك يعني... مش هتفضل بنت ال قت*لت اخوك.
نظرت له حياه، نظرتها خوف ودموعها مغرقة وشها، نظرتها صدمة عدم استيعاب مما حدث، كل حاجة زمان كانت تمام، دلوقتي مشا*كل، خناق... حقيقة مُرة.
بصت لجدها ال لسة ساكت وبيبص في الارض.
قربت من جدها وقالت بصوت عالي ودموع :ا انت ساكت ليه...اتكلم، ا انت... ا انت عملت ليه كدا، ق قول اني مش حفيدك... انا متقبلة اني اكون لاجئة، مش عايزة اكون حفيدتك... قولي، ساااكت ليه...انت اخدتني من ابوياااا لييييه.
رعد مسك دراعها وقال:حياه.
بعدت دراعها عنه بعصبية وقالت:ابعددد، ا انت كمان كنت عارف ومقولتليش... م معني كدا انك كنت بتنت*قم مني،بتنت*قم من امي فيااااا، قربت مني وخلتني احبببك وانت اصلا بتفكر انك تنت*قم، ابعد ا انت بقيت تخوف، ك كان لازم اركز في كل كلامك.... بس انا ال غبية ومشيت ورا قلبي.
قال بحده:حياااه.
رجعت خطوة للخلف وهي بتبص ليهم كلهم، ناس غريبة عنها... متعرفش حد... نظرت لرعد بدموع وخوف وقالت:ا انا مليش ذ*نب... ا انا معرفش حاجة.
وجريت للخارج،بصلها بصدمة وقلق وقال:حياااه، استنييي.
ولسة هيجري وراها، قالت سعاد:خديييجة.
لف وبص ولقي والدته وقعت علي الارض وسعاد واسماء بيسندوها، وكانت شبه مغمي عليها.
قرب من والدته بقلق ونزل علي ركبته يسندها.
وقفت حياه عند الباب ولفت وبصتله، دموعها بتحر*ق قلبها قبل عينها....لفت ومشيت فورا وهي بتجري، خبطت في ست مبصتش ليها حتي وكملت جري، مش شايفة حاجة بدموعها.
في الداخل، اسماء بصت لاخوها وغمزت وهو اومأ وخرج من غير ما حد يلمحه.
زيدان وقف وقال بقلق:حياه...حد يلحقها.
سعاد بعصبية:كفاية بقي... البنت دي مينفعش تعيش معانا.
زيدان بغضب:دي حفيدتييي.
رعد كان بيبص لوالدته بقلق، هي ال ربته، هي ال فضلت معاه...حضنها هو ال كان بيحميه من العالم وهو صغير.
جريت اسماء وجابت مياه وعطتهت لرعد، اخد الكوباية ورش شوية علي وجه والدته اا بدإت تستوعب وتفتح عينها فعلا.
بصلها وقال:انتي كويسة، اجبلك الدكتور!
حطت ايدها علي ايده وقالت بدموع:متسبنيش يا رعد، متسبنيش يابني...مش هستحمل فرا*قك انت كمان.
عينه احمرت، مش من الغضب من تلك الدمعة الذي تريد الخروج، ولكنه يمنعها بكل قوته.
حضنها،وبعدها قومها وسندها ووقفت.... نظر للباب، كان عايز يشوفها لكنها مشيت، قلبه خاف... خاف عليها لتعمل حاجة في نفسها.
قالت خديجة وهي بتبص لرعد :طلقها يارعد...عشان خاطري.
نظر للاسفل وسكت.
مسكت ايده وقالت:لو بتحبني يابني، طلقها.
رفع عينه ليها،وكانت الدهشة.
دمعة علي حرف عينه الحمراء، نظرته حا*دة لكن ضعيفة وقال:مقدرش....بحبها.
اتصدمت من كلامه، بل الكل اتصدم....ذالك الرعد لاول مرة يقول ما بداخله...دائما كتوم، لا يبوح بمشاعره لاحد، ولكن ياترا هل هو صادق ام يكذب لإسكات والدته.
قالت خديجة بصدمة وحده:بتحبها يا رعد... بتحب! ،بتحب بنتها...بنت عايدة.
نظر للاسفل وسكت.
فجاة سمعوا صوت يقول:السلام عليكم.
نظروا كلهم لمصدر الصوت، الصدمة حلت علي وجوههم.
قالت سعاد بحده:انتي بتعملي ايه هنا!!!
ابتسمت تلك السيدة والذي اسمها جليلة وقالت:مش ترحبي بسلفتك كويس برضوا يا سعاد.
قامت خديجة وعينها حمرا وهي بتبصلها بحده وقالت:بتعملي ايه هنا؟!
جليلة ببرود:جيت اشوف بيتي يا ضرتي.
جت رسالة في تلفون اسماء، مشيت فورا لكن من باب المطبخ.
زيدان بصرامة:اطلعي برا.
جليلة:انا جاية اخد حق جوزي.
سعاد:حق ايه ياخد*امة....انتي فاكرة ان ليكي حاجة هنا.
زيدان:مش ابني ساب كل حاجة عشانك، يبقوا اشبعوا ببعض.
خديجة حطنت ايدها علي قلبها بتعب، ومسكت في دراع رعد. نظر رعد لجليلة وقال بحده:اطلعي برا.
جليلة:اهلا يارعد...سمعت عنك كتير بصراحة.
قال بحده:مش هعيد كلامي واقولك اطلعي.
قالت بعصبية:مش هطلع، انا ليا حق هنا....مش معني خديجة.
رعد بغضب وصوت عالي:يا مسعوووود.
دخل الغفير وقال:اوامرك يابيه.
قال بغصب:طلع الست دي برااا.
مسعود قرب منها ومسكها بحده، وهي قالت بزعيق:اوعييي سيبني، دا بيتي وبيت جوزي وانا ليا حق فيييه.
اخدها وخرج للخارج.
قعد زيدان علي الكرسي بتعب وحط ايده علي رأسه بحزن وقال:انا مش عارف ايه كل المصا*يب دي بس يارب.
نظر رعد لامه، وبص لسعاد وقال:خلي بالك منها.
قربت سعاد ومسكت خديجة، ولف رعد عشان يخرج.
لكن خديجة مسكت ايده وقالت بتعب وبنظرة حادة:هتطلقها؟!
بعد ايه عنها بضيق وقال:لا...وحاولي تتقبلي انها بقت جزء في حياتي.
وقام وخرج وهي بتبصله بضيق وحده...وحزن.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
عند حياه، كانت ماشية في الشارع مش عارفة تروح فين.
بتعيط وبتشهق وبتفتكر كل ال حصل، كانت ماشية خايفة خايفة وهي بتتخيلهم وهما بيزعقولها وبيهنوها وبقوله عليه كلام كتير... بنت حر*ام.... الصدمة شلت لسانها، مكانتش قادرة ترد عليها، هي مش مصدقة مش عارفة حاجة... ملهاش ذ*نب.
كان الشارع شبه فاضي، رجلها مقجرتش تشيلها، قعدت علي الرصيف وهي بتفتكر كلامهم وقالت:ب بنت حر*ام...كان بيتصدق عليا وهو جدي، مكانش قادر يقول اني حفيدته، عشان انا غلطة....
كملت بدموع ونحيب:ر رعد....اههه،ك كان بيضحك عليا؟ك كان بنتق*م؟... م مش عارفة،مبقتش عارفة حاجة.
ومسكت رأسها بدموع وهي بتحاول تهدي....شهقاتها كانت مرتعشة ومخنوقة، بتحاول تفكر تفهم...تبرر.
فجاة لقت عربية قدامها، مرفعتش رأسها كانت فكراه رعد.
قرب منها الشخص ال نزل من العربية، رفعت رأسها ببطء ودموع، وشافته اتصدمت وقبل ما تتكلم رش حاجة في وشها وعينها وجعتها وبقت دايخة في لحظة.
مسك دراعها وقومها وشدها، وهي مبقتش شايفة قدامها وبتحاول تبعد عنه لكن ماسكها بقوة، ركبها العربية...وعينها بدأت تقفل وتفتح.
وهو مسك تلفونه وبعت رسالة لحد، وبعدين قفل التلفون ولف ركب العربية ونظر لها وابتسم بخبث لما لقاها خلاص بتفقد الوعي، وبعدها انطلق.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في شقة مهجولة....بعد مرور نصف ساعة.
فتحت عينها ببطيء وتعب، لقت نفسها نايمة علي سرير في غرفة....قامت قعدت وهي ماسكة رأسها، خصلة شعرها جت علي عينها استغربت فين طرحتها.
بصت علي نفسها ولقت انها لابسة هدومها، بس متبهدلة.
نظرت امامها واتصدمت وقالت:عصام!!!
كان قاعد علي الكرسي مبتسم وهو بيبصلها بقذ*ارة،وبيقط*ع تفاحة وبياكل فيها.
قالت بعصبية:ا انت عملت ايه....ا انت جبتني هنا ليه يا حيوا*ن.
قال ببرود:ششش، اهدي انا لسة معملتش حاجة، دي تصبيرة بس... وتآملتك بعيني.
اتصدمت بخوف.
وهو قام وقف وقرب منها وقال:همو*ت عليكي من زمان...ومحبتش اقرب غير وانتي فايقة.
قالت بعيون حمراء وبحده:اياك... لو قربت مني هقت*لك...ياخي خاف من ربنا بقي.
ضحك بفة وقال:هتقت*ليني، ازاي وانا مقتو*ل بسبب حبي ليكي.
زقته من صد*ره بقوة وعصبية:ابعددد يا زبا*لة...انا مرات اخوك، افهم بقي يا بني ادم.
قال بغضب:واتجوزتيه ليييه، انتي ليا انا....مش هو ياخد كل حاجة وانا لا، مش معني هو واناااا لا.
قرب منها ومسك معصمها بحده وقال:انتي ليا انا، جس*مك كله ليا... انا وبس.
بقت تضر*به علي صد*ره بقوة وعصبية قائلة :اوعييي بقي ياخي، حرااام عليك.
قال بحده:مش هبعد وهتبقي ليا يا حياااه.
ونظر لمكان زاوية في الغرفة وبعدين بصلها وقرب منها.
وقرب ودفن وجهه في رقبتها.
صر*خت وبقت تزق في صد*ره بكل قوتها، لحد ما قدرت تبعده وقامت وقفت.
قرب منها بغضب، لكنها ضر*بته ضر*بة تحت الحزام ووقع علي الارض، ومسكت المزهرية وقالت بعصبية:اوعييي يا مقر*ف، لو قربت اكتر ولله هقت*لك، وارتاح من قر*فك...من وانا صغيرة وانت مش راحمني وانا زي العبيطة ساكتة... بس كفاية، انا هفضحك وهقول لرعد ووريني بقي هتنجد من تحت ايده ازاي.
وقربت وضر*بت المزهرية علي رأسه، واتحركت عشان تطلع لكنه مسك رجلها ووقعها علي الارض وقال بغضب:مش هسمحلك، وهاخد ال انا عايزه برضوا.
واعتلا*ها وقرب منها وهي تصر*خ وتعيط ومفيش حد سامعها.
قالت بصر*اخ ودموع:اتقي الله حرام عليك ابعددد بقيييي.
بصلها وابتسم بخبث وقال:في ايه بس...في النهاية انتي بنت حر*ام، يعني كلك علي بعضك حر*ام.
وقرب تاني ودفن وجهه في رقبتها بعن*ف.
عينها احمرت من الدموع والصدمة، بسبب كلامه.
مستوعبتش هي بتعمل ايه، غير لما مدت ايدها علي التربيزة واخدت السكينة بعيون دامعة وحادة.
وفجاة ضر*بتها في معدته بقوة وهي بتبص في عينه وبتتنفس بقوة وعينها حادة من القهر.
اتصدم وبصلها وهو مبرق ووضع ايده علي معدته، وهي زقته ووقع علي الارض والد*م بيخرج من بقه وبيبص للسقف، والد*م غرق الارض، وهو يضع يده علي معدته الغا*رقة في دما*ءه.
اتصدمت وبعدت فورا وهي شايفة السكينة لسة مستقرة في معدته.
حطت ايدها علي بقها وهي بترتعش ومبرقة ليه وهي شايفة ملامحه حتي مبتتحركش وووووو
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
رجعت للخلف وهي علي الارض حتي التصقت بالحائط، مش مصدقة ال عملته....انفاسها كانت سريعة ومرتعشة، كانت بتعرق من الخوف....حاطة ايدها علي فمها بصدمة وخوف، وهي شايفة الد*م علي الارض، والاكثر رعباً عصام وهو ينظر للصقف بأعين مفتوحة ومش بيتحرك.
عينها جت علي معدته...علي تلك السكين المستقرة داخل معدته.
ابتلعت ريقها بالعافية، ودموعها نزلت بخوف...بصت لايدها المرتعشة وهي مش قادرة تتحكم بيها.
قربت منه بخوف ورجفة تسري في جس*دها بالكامل.
حركت ايدها قادم عينه ومرمش...الخوف كان بينهش فيها، معقول ما*ت.
بعدت بسرعة وخوف بصت للخارج، عند باب الشقة، وبعدين بصت عليه بتفكر تبلغ ولا تمشي... لسانها مبقاش قادر ينطق من صدمتها.
بصت حواليها، لقت طرحتها وشنطتها، مسكتهم بسرعة واتحركت لباب الشقة وهي بتبص علي عصام بخوف....فتحت الباب وخرجت قفلت الباب وراها ونزلت مكانتش قادرة تجري، يادوب رجلها شايلاها كانت بتمشي مرتعشة...ملامحها خايفة ومرعوبة.
نزلت الشارع،مكانش في ناس كتير منطقة شبه فارغة.
اتحركت ووقفت علي حافة الطريق، ولحظها لقت تاكسي وقفته بسرعة وركبت، وانطلق السائق.
وقال:علي فين يا هانم؟!
بصتله، صدمتها وخوفها لسة موجدين علي ملامحها، منظر عصام وهو غرقان في د*مه مش عايز يبعد عن دماغها.
كرر السائق سؤاله وقال:يا هانم...علي فين؟!
ردت بسرعة وقالت العنوان وبعدين بصت للاسفل، وهي حاطة ايدها علي صد*رها، بتحاول توقف نبضات قلبها السريعة، ال قادرة تسمعها كمان.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
علي الطريق....في سيارة رعد.
كان ماسك تلفونه وبيتصل بيها وبيسوق...مكانش في رد، تلفونها صامت.
ضر*ب علي الدريكسيون بغضب قائلا :روحتي فييين بس!!!
كمل طريق وهو بيبص في الشوارع عليها.
فجاة تلفونه رن وكان ايمن رد وقال:انا مش فاضي ياايمن بعدين.
ولسة هيقفل لكن قال ايمن بسرعة وصوت عالي:عايدة رجعتتت.
ثبت مكانه التلفون في ايده وبيبص قادمه بحده واندهاش.
فجاة وقف العربية بقوة وحط التلفون علي ودنه وقال بحده:انت قولت ايه؟!
قال ايمن:واحد من رجالتنا شافها وهي خارجة من المطار.
قال بسرعة:وراحت فين؟!
ايمن:طلعت مع لوكا ادوارد.
قال باستغراب:ايه علاقتها بيه؟!
ايمن:لسة مش عارفين، بس هنعرف...ولسة مكانها مش معروف.
قال بغضب:اتصرف يا ايمن، هاتلي مكانها بسرعة.
ايمن:بليل كل حاجة هتبقي عندك.
قال:بسرعة.
وقفل معاه وبص قدامه بحده وهو بيضغط علي اسنانه، افتكر... افتكر كل حاجة... الماضي.
فلا_____________ش با_____________ك
قبل 19 سنة..... في المساء، وتحديدا في القصر.
كل العيلة موجودين، زيدان قاعد بيتكلم مع عادل ابنه، وحافظ.
والاولاد بيلعبوا....رعد وهو عنده 10 سنين واخوه الكبير... فهد 12 سنة وعصام 6 سنين، وشهد واسماء تؤام لسة سنة ونص.
قربت منهم خديجة بابتسامة ومعاها صينية عليها عصير.
الاولاد جريوا عليها، وابتسامة رعد منورة وشه.
عصام اخد كوبايتين وجري.... بصله رعد بغضب وقبض علي ايده، لكن ايد فهد اتحطت علي كتفه، واخد الكوباية التالتة والاخيرة وعطاها ليه.
رعد:دي بتاعتك، انا هروح اخد بتاعتي من عصام.
فهد بابتسامة هادية:خلاص يارعد، مش عايزين مشا*كل.
رعد بضيق:بس هو اخد حقي...لازم اضر*به.
قعد فهد واخد رعد جمبه وقال بهدوء:عمر الضر*ب ما كان حل لكل المشا*كل...هو عيل سامحه.
قال بضيق:مبحبش اسامح.
ابتسم فهد وقال:اتعود.
وعطاه الكوباية.
بصله رعد واتنهد بضيق واخدها، بس قام جاب كوباية فاضية وحط فيها نص العصير ومده ايده لفهد.
ابتسم فهد واخد الكوباية وابتسم رعد وقعد جمبه.
خديجة كانت مبتسمة عليهم بمحبة وقالت:روحوا صلوا العشا.
قام فهد ومسك ايد رعد بابتسامة:حاضر.
واخد رعد وخرجوا عشان يصلوا في الجامع.
فجاة جت سعاد بسرعة وقالت والصدمة علي وشها:تعالو شوفوا الهانم، طلعت حامل من ورانا.
بصولها بصدمة ،وخرجت عايدة وراها ولابسة عباية واسعة، وعلي ملامحها الضيق.
قام زيدان وقال بغضب:ايه الحديد الما*سخ ديييه؟!
قالت سعاد:دي بطنها قدامها، وبتخبيها بالهدوم... وانا اقول ليه مش عايزة تطلع من اوضتها الفترة دي، وبقت بتلبس واسع وهي لبسها كله ضيق ومفتوح.
بص عادل لاخته بغضب وقرب منها وبالفعل، شاف بطنها.
قالت عايدة بجمود:انتي مالك اصلا و....
مكملتش كلامها لما نزل كف قوي علي وشها من اخوها عادل.
حطت ايدها علي خدها وبصتله بحده.
عادل بغضب:دا انتي باردة اوي....عرفنا انك حامل ولسة برودك فيكي.
قالت بعصبية:انا معملتش حاجة غللللط، انا متجوزة.
سعاد بسخرية:هه، عرفي.
بصتلها عايدة بتوعد وسكتت.
قرب زيدان وبص لبنته بصدمة قائلا :عملتي ايه!!! ايه ال انتي عملتيه دا.
تساقطت دموعها وقربت منه وحضنته وقالت:سامحني يابابا، ا احنا هنتجوز ولله...انا عارفة اني غلطت، سامحني.
عادل يغضب:كله بسبب دلعك ليهاااا، حطت رأسنا في الطييين... شوف دلعك ليها وصلنا لفين.
قرب منها حافظ بغضب ومسك دراعها وقال:انطقي يابت...مين ال عملتي معاه العملة الو*سخة دي.
بعدت دراعها بعصبية وقالت:اوعييي، انا معملتش حاجة غلط، انا حبيت واتجوزت.
عادل:انتي فاكرررررة ان دا جوااااز....دا حراااام، اناي حامل في الحراااام.
قالت بعصبية:لا مش حراااام، بقولك اتجوزنا... ح حبنا كفاية.
حافظ بسخرية وغضب:هه، شوف العبط.
بصلها زيدان بغضب:هتقعدي هنا في البيت لحد ما تولدي، دا انتي خلاص واضح ان مش باينلك كتير....اما ال عمل معاكي كدا ييجي ويتجوزك عشان نخلص من الفضايح...ادخلي اوضتك.
عادل بغضب:انت هتسيبها كداااا....دي لازم تتربي.
زيدان بصرامة:خلاص يا عادل....اسكت.
بصت عايدة لعادل بنظرات غريبة وحقو*دة، وبعدين دخلت اوضتها.
عادل بحده:مش هرتاح غير لما اقت*لها، دي جابت لنا العا*ر.
سكت زيدان واتجه لاوضته.
_________بعد شهرين
عادل قاعد، وجمبه خديجة ال بتكلم رعد.
خديحة:مينفعش تعمل مشا*كل في المدرسة يارعد... كدا عيب.
رعد بضيق:هما ال بيستفذوني وانا مش بسكت لحد.
خديجة:تقوم تفتح دماغ صاحبك...انت كنت هتجبلنا مصيبة يابني.
قال عامر بحده:ولد فاشل مش عارف الصح من الغلط.
بصله رعد بضيق وغضب وسكت.
بصتله خديجة باستغراب من تحوله الفترة دي.
فجاة جت الخا*دمة ومعاها كوباية قهوة وقربت من عادل وقالت بدلع:اتفضل يا بيه.
بصلها عادل وابتسم بخفة، كانت تلك جليلة.
شافتها خديجة وشافت نظراتها لجوزها وقالت بحده:ادخلي جوا.
بصتلها جليلة ببرود،ولفت ومشيت للمطبخ، وعاجل عينه عليها.
دخل زيدان ومعاه حافظ وكانوا بيتكلموا في الشغل.
زيدان بجمود:روحي نادي عايدة يا خديجة.
قامت خديجة واتجهت لغرفة عايجة لكن ملقتهاش، رجعت وبصت لزيدان بتوتر وقالت:مش هنا... مش في القصر.
اتصدموا، ولسة زيدان هيتكلم... لقوا ال داخلة عليهم وهي بتتسند علي الحائط، بصوا علي بطنها مفيش، رجعت عادية تاني.
قعدت علي السرير بتعب، وبصولها.
زيدان بحده:كنتي فيين؟!
بصتله بتعب وقالت:ر روحت للدكتورة... و وسقطت.
خديجة بصدمة:انتي اتجننتي...خلصتي علي ابنك.
قالت عايدة:لا، ه هو ما*ت في بطني...ما*ت.
اتصدموا ونظروا لها بشدة.
قرب منها عادل بغضب بس وقفته خديجة وقالت:اهدي.
بصلها عادل بحده:اوعي.
قالت خديجة:دي تعبانة، مينفعش تضر*بها.
مسكها عاصم من جراعها وزقها قائلا اوعييي.
وكادت تقع لكن حافظ مسكها وبصلها،وكانت هتعيط.
حافظ وقفها ورعد قرب منها وحضنها، وقرب حافظ من اخوه وقال:انت اتجنننت....دي كانت هتقع.
بصله عادل بعصبية:وانت ماااالك...اه ،نسيت اصل هي حبيبة القلب ال كنت عايز تتجوزها، بس النصيب غلااااب.
حافظ بغضب:لو مكنتش اخويا الكبير كنت قليت منك دلوقتي.
قرب منه عادل بغضب وقال:هتعمل ايه يعنييي، هااا.
زيدان بغضب:بطلوااااا عبط بقيييي...انتوا مبقتوووش صغيرييين.
عادل بغضب:دا حاطط عينه علي مراتي، ملوش دعوة، اعاملها حلو وحش ملوووش دعوة....فاكر نفسه جوزهااا.
حافظ بغضب:انا لو كنت جوزها مكنتش عانلتها بالطريييقة دي يا غبييي.
بصتله خديجة بصدمة،وفي الوقت دا خرجت سعاد من المطبخ وسمعت كلام جوزها.
قرب منه عادل بحده وقال:خدها، مبقتش بطيقها اصلاً.
الصدمة وقعت علي خديجة، والكل بصله بذهول.
عادل بغضب:شكلكوا اصلا لسة بتحبوا بعض...انا بقيت شاكك ان العيال دول مش عيااالي.
فجاة وقع كف اوي علي وشه من خديجة وبصتله بعيون دامعة وبحده وقالت:اخر*سسس...اياك تتكلم بالطريقة دي في شر*في...انت فاكر نفسك مين عشان تتكلم معايااااا كدا.
بصلها عادل بغضب، وبدإوا يتخا*نقوا ورعد في النص بيبص عليهم بخوف...وجليلة واقفة عند العمود تبص عليهم ومبتسمة بخبث، لكن عينها جت علي عادة ال ابتسمت ليها برضوا وغمزت، فاكانت تلك خطتها.
قال عادل بغضب:انا مبقتش طايقك، وهمشي وهتجوووز.
قالت بعصبية:ولله، ومين ال هتقبل بيييك؟!
بص لجليلة وقرب منها ومسك ايدها وقال بصوت عالي:هتجوزهاااا.
ابتسمت جليلة.
والكل بصله بصدمة،ما عدا عايدة طبعاً.
عادل:هسبلكم كل حاجة...همشي ومش هتشوفوا وشييي تاني، اشبعوا ببعض.
عيون خديجة دمعت، بل تساقطت تلك الدموع بحر*قة.
واتحرك عادل عشان يخرج وفي ايده جليلة، بس لقي ال مسك في رجله، بص للاسفل كان رعد وهو يحتضن قدم والده ويبكي قائلا :لا يابابا...متمشيش، انا بحبك.
زققه عادل بغضب، وخديجة قربت من ابنها ومسكته قبل ما يقع. وبصت لعادل وهي قاعدة علي ركبتها وحاضنة ابنها.
وجه فهد وشاف كل حاجة واتصدم.
عادل بغضب:وانا لا بحبك ولا بطيقك...انت ولد فاشل، بتعمل خناقات ومشا*كل علي طول...محدش بيحبك بسبب دماغك الناشفة.
زعق فهد لاول مرة بغضب وقال:متكلمش اخويا كداااا...انت ال اب فاشل، مش بتفكر غير في نفسككك.
ضر*به عادل بالقلم، ولسة فهد بيبصله بحده... اتحرك عادل وشد جليلة ال بتضحك بدلع من ايدها وخرج، واخد عربيته الكلاسيكية ذات الطراز القديم وانطلق.
قرب فهد من اخوه وحصنه وقال:متزعلش، انا معاك...متزعلش
حضنه رعد،ملامح كانت حزينة وهو بيبص علي والده وكلامه بيتردد في ودنه.
ابتسمت عايدة وقامت واتسندت ودخلت اوضتها.
زيدان بغضب:يغور في دا*هية...احسن انه مشي... ادخلي بيتك يا خديجة يابنتي... دا بيتك... ولو جه يوم ورجع، انتي ال هتقرري يبقي ولا يمشي.
بكت خديجة وبصت علي رعد وفهد وقامت وزلعت لاوضتها علي طول.
سعاد بصدمة:لا وباصص للخد*امة.
حافظ بضيق:اطلعي اقعدي معاها يا سعاد.
اومأت سعاد وطلعت لفوق.
فهد بص لرعد وقال:متزعلش، انا صاحبك يا رعد...احنا مش محتاجينه،متردش عليه...انا بحبك يا صاحبي.
بصله رعد وسكت.
_____________بعد مرور 10 سنين.
في الحديقة....قاعد رعد بعد ما تم العشرين سنة، كان قاعد في الحديقة ومعاه فهد ال بقي 23 سنة، واسماء وشهد وعصام ال عنده 15 سنة.
حاطينة تورتة علي التربيزة وقاعدين حوالين بعض.
كان رعد يرتدي تيشرت اسود وبنطال اسود، رغم صغر سنه الا انه كان يعمل كثير مما اعطاه عضلات...وفكه حاد، وعنده دقن خفيفة جدا...ووجه حاد.
ابتسم رعد ابتسامة جانبية خفية وبسخرية قال:انتوا بتهزروا صح، بلاش العبط دا انا مبحبش كدا.
حضنه فهد ولف ايده علي كتفه وحرك ايده علي رأسه وقال بتلك الابتسامة الهادية:دا عيد ميلاد اخويا، ولازم احتفل بيه، دا اليوم ال نورتنا فيه.
رفع رعد عينه وبصله بهدوء.
ابتسمت اسماء بخجل وقالت:يلا يارعد بقي.
ابتسم بخفة وقال:ماشي ياستي.
شهد:دي صغيرة لسة معجزتش عشان تقولها ياستي.
ضحكوا عليها بخفة.
قال فهد وهو بيطلع من جيبه حاجة:ودي هديتك يا عم.
كانت علبة صغيرة بها ساعة غالية كلاسيكية لونها رمادي.
ضحك رعد بخفة وقال:تُشكر ياعم.
ضحك فهد وحرك ايده علي رأسه وقال:عايزك هادي كدا علي طول.
رعد:طب سيب شعري بقي بهدلته.
عصام:ما تخلصوا بقي، انا عايز اكل التورتة.
رعد:طفس وهمك علي بطنك.
ضحكوا، وقال فهد:طب انا هروح كدا اشوف جدي وامي، وباقي العيلة، محدش يمد ايده علي التورتة لحد ما ارجع.
رعد بسخرية :مد شوية، الواد عصام عينه هتتقلع عليها.
ضحك فهد واتحرك.
في غرفة زيدان....كانت واقفة عايدة جمب الخزنة وبتاخد فلوس ودهب وتحط في شنطتها، من كتر حب والدها ليها،كان قايل لها علي كلمة السر عشان تاخد ال هي عايزاه.
رن تلفونها وردت وقالت:جاية، قابلني في المطار.
:.......
قالت بجمود:متهمنيش، هي عايشة مع ابوها...مش هعيش انا مع واحد تعبا*ن...خليها عايشة مع ابوها افضل...مني.
:.........
قالت:تمام،اقفل.
قفلت وبدأت تلم في باقي الدهب والفلوس، لقت مسد*س، بصتله شوية بس اخدته كمان.
لفت وخرجت ورقة من جيبها وحطتها في الدرج الذي بجانب سرير ابوها، ولفت عشان تمشي.
وفتحت الباب، وهي بتدفس الفلوس والدهب في الشنطة وفي ايدها التانية المسد*س.
لكن اتصدمت لما لقت فهد قدامها وهو بيبصلها بصدمة واستغراب وقال:ا انتي بتسر*قي!!!
قالت بحدع:ابعد يا فهد.
وجت تمشي مسك ايدها بحده وقال:انتي ازاي كدا، دا مال ابوكي، وانتي بتسر*قيه!!!
صر*خت بغضب وقالت:قولتلك ابعععععد.
الكل سمع صوتها، وهي استوعبت انها صر*خت.
باقي العيلة اتلمت، وقال زيدان بصدمة:انتي بتعملي ايه!!! وايه ال في ايدك دا؟!
بصت للمسد*س وبعدين بصتلهم.
رعد:انتي بتسر*قي!!!
خديجة:انتي اتجننتي يا عايدة، دا ايه ال فيكي دا؟!
عايدة بعصبية:محدش ليه دعوووه، وانتي مالك اصلا ياخديجة، ها انتي مالك...خليكي في جوزك ال مشي وسابك.
زيدان بغضب:عااااايدة.
قالت بعصبية:بسسس بقي، انا مش غلطانة، ومش شايفة نفسي غلطانة، كل شوية تقولو عليا فاشلة ومتدلعة وانا اسكت.... واه انا ال زقيت جليلة علي عادل، عشان يتجوزها ويسيبك وبيته يتخرب، لازم يدفع تمن ضر*به ليا لما كنت حامل.
حافظ بغضب:انتي اتجنننتي، دا ايه الشررر ال فيكي دااا؟!
سعاد بصدمة:دا انتي شيطا*نة يا شيخة.
قالت عايدة بجنون:اه، شيطا*نة، وابعدوا عن وشي لاقت*لكم بقيييي.
وبصت لفهد ال لسة ماسك ايدها وقالت :سيبنييي.
بصت خديجة للمسد*س وبعدين بصت لفهد وقالت بخوف:ابعد يا فهد، ابعد.
قال بحده:مش هبعد، كل ال بتعمله غلط...لازم تعقل بقي.
قالت عايدة بعصبية:وانت بقي ال هتعلمني يابن اخويااا.
قرب منها رعد بغضب وقال:انتي مش صغيرة، اعقلي بقي...ال انتي بتعمليه غلط....محدش فينا اذاكي عشان تعملي كدااا.
بصتله بحده وقالت:قول لاخوك يبعد عنييي.
ورفعت المسد*س ناحية رعد والكل اتصدم، وضر*بت ناحيته بعصبية واطلقت ناحيته... لكن فهد ساب ايدها ووقف قدام اخوه بسرعة واخد الطلقة.
سكو--------ت حل بالمكان....الزمن وقف، وبقي مشهد رعد وهو قاعد علي الارض وحاضن اخوه وبيصر*خ بصوت جهوري، وبيعيط، وعروق رقبته ظاهرة....ود*م فهد علي ايديه.
وقعت خديجة علي الارض وهي بتبص علي فهد بصدمة ودموعها بتنزل، مع صدمتها وثبات ملامحها.
الكل فقد النطق من الصدمة، حتي عايدة استوعبت هي عملت ايه ووقع المسد*س من ايدها وبصتلهم بصدمة.
فهد وهو يأخذ انفاسه الاخيرة، حط ايده علي خد رعد وقال بأ*لم ودموعه تتساقط، ولكنه ابتسم تلك الابتسامة الهادئة وقال بصوت مبحوح يخرج من قلبه قبل فمه:بحبك ياصاحبي.
ووقعت يداه الذي مازالت يحاوطها الدفء حتي تلك اللحظة.
واغمض عينيه، وصر*خ رعد صرخة مدوية افزعت الجميع، وحضن اخوه.
رفع عينه الحادة،الذي يطق منها الدموع والنيران وبص ناحية عايدة، ال اترعبت من نظراته وعادت خطواتها للخلف.
سمعتخ يقول بصوت حاد مخيف ارعب الجميع قبلها:هقت*لك...هخليكي تتقت*لي كل يوم علي عملتك دي، انا يا انتي يا عايدة الجبالي.
ومسك ذالك المسد*س الذي وقع منها اوضاً ووجه ناحيتها، وهي اترعبت وزيدان وحافظ مسكه دراعته بحزن وقوة عشان يمنعوه.
وعايدة مسكت الشنطة بقوة وجريت للخارج.
لكن طلع من المسد*س رصاصة، عدت من جمب ذراعها وخدشتها...اتألمت ومسكت دراعها لكنها كملت جري وخرجت.
صرخ بقوة وغضب:سبووووني....فهههههد.
تركوه وهو انهار ووضع يده علي الارض وهو ينظر لاخوه، ولد*مه ال علي ايده....وانهار من البكاء والغضب والحزن قائلا بصوت مهزوز :فهد.
با_______________________ك
وكأنه اتشل، كان ماسك الدريكسيون وينظر للاسفل دموعه في عينه، وبيضغط علي اسنانه بحده وغضب مكبوت...غضب يريد الخروج ليحر*ق العالم.
نظر امامه واتحرك بالعربية، وهو متجه للقاهرة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في تلك الشقة.... بعد مرور وقت.
دخلت اسماء واستغربت الهدوء، وقالت:عصام؟!
اتجهت للغرفة زوقعت عليها الصدمة.
اتصدمت ودموعها اتجمعت، وجريت عليه بسرعة وقعدت علي ركبتها وبقت تهز فيه وتقول:عصام!!! قوم يا عصام، مالك بس فيك ايه قوم.
عينها جت علي دمه، علي السكينة، علي ملامحه المتجمدة الباردة.
اتصدمت اكتر وحطت ايدها علي فمها ودموعها تساقطت بغزراة وقالت:مين ال عمل فيك كدا؟!قوم يا عصاااام، قوم والنبي.
عيطت بحر*قة عليه وهو مش راضي يصحي.
بصت غفي الغرفة، وشافت الزاوية، قامت بسرعة وجابت الكاميرا ال هناك.
وصلتها بتلفونها وشافت ال حصل، الصدمة ضر*بتها بقوة، وانفاسها ذادت.
عيطت علي اخوها ال نفسه اتقطع وقالت:اسفة... دي كانت خطتي سامحني يا عصااااام،سامحنييي.
وبعدين قالت بدموع وحده:هاخدلك حقك منها....ولله لوجع قلبها زي ما وجعت قلبي عليك، قنت*قم منهااااا.
وقامت ومسكت تلفونها واتصلت بالبوليس، وهي بتبص لاخوها وبتعيط.
ومسكت تلفونه ومسحت الرسالة ال بعتها ليها علي التلفون، وخبت الكاميرا في شنطتها... ورد الشرطي وهي اتكلمت.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المساء.
دخل رعد الفيلا، بعد ما الحارس اتصل بيه وقاله انها رجعت.
دخل للداخل وملقهاش، طلع فوق ناحية غرفته وفتح الباب ولقاها قاعدة علي السرير و كانت هدومها مليانة مياه وشعرها مبلول، وكإنها غرقت في بحر... كانت ضامة نفسها وبترتعش وبتبص للاسفل ودموعها محبو*سة في عينها.
قرب منها وقعد قدامها وبصلها، رفعت عينها وبصتله....مقدرتش تكتم دموعها اكتر من كدا.... وقربت منه بسرعة وحضنته وانهارت من العياط.
حاوطها وضمها لحضنه، وهو فاكر انها بتعيط علي ال حصل الصبح.
مسح علي ضهرها بهدوء وقال:اهدي...انا معاكي.
عيطت اكتر وشهقاتها متقطعة ودموعها بتحر*ق خدودها ولكن قالت:م متسبنيش يارعد... وتلنبي ما تسيبني، ا انا بحبك... م متسبنيش والنبي.
ضمها اكتر لحضنه وقال:مش هسيبك، اوعدك...انتي ملكيش ذ*نب، مش هسيبك.
حضنته بقوة وهي لسة بتعيط بخوف، كالطفلة الصغيرة.
استغرب منها.
وابعد وجهه وحاوط خدها بايده وهو بيعيد خصلات شعرها للخلف قائلا :في ايه؟! ايه ال حصل!!!
بصتله وعيطت اكتر وبخوف ورجفة واضحين عليها.
قال :اهدي يا حياه، واحكي.
حركت رأسها بمعني لا وقالت وهي بتعيط:م مكنتش اقصد، ه هو السبب... ا انا مكنتش اقصد ولله.
قال برفعة حاجب وقلق:اهدي، وقولي انتي بتتكلمي علي ايه بالظبط؟!
سكتت وبقت ترتعش بخوف.
بص لايدها ال بترتعش بطريقة غير طبيعية، رعشة سريعة وواضحة.
فجاة الباب خبط،ورعد سمح بالدخول.
دخلت الخادمة وقالت:عد بيه... البوليس تحت، وعايزين الست حياه.
اتصدمت حياه والخوف دب علي قلبها....وانفسها بقت سريعة ومتقطعة.
بص رعد لحياه وهو يعقد حواجبه باستغراب وقلق:عملتي ايه؟!
بصتله بتلك الصدمة، الخوف واضح في عينها جدا.... وووووو
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
الخوف ضر*ب كيانها وبصتله.
نظر لها وقال بقلق :عملتي ايه؟!
سكتت صوت انفاسها المرتعشة مسموعة.
بص للخادمة وقال:طب انزلي انتي دلوقتي.
اومأت له ولفت ومشيت.
بص لحياه وقال:قولي ياحياه...عملتي ايه؟!
انكمشت، وضمت ايدها علي صد*رها...دموعها اتجمعت، ونظرت للاسفل.
مسك ايدها بحده خفيفة وقال:انطقي ياحياه...ايه ال حصل.
مردتش.
اتنهد بحده وقام وشدها معاه قائلا :يبقي ننزل ونفهم.
شدت ايدها بخوف وقالت:لا...لا ا انا معرفش حاجة، ا انا معملتش حاجة.
قال بحده:يبقي قومي.
ومسك ايدها تاني وقومها وهي عيطتت وبقت تحاول تبعد :لا يا رعد، ارجوك...مش عايزة ارجوك ابعد.
مردش عليها واخد طرحتها وحطها علي رأسها واتحرك عشان يطلع...لكن شدت ايدها منه وقالت بأنهيار:قت*لللت.
ثبت مكانه الصدمة خلته يتشل، لكن لف رأسه ليها وبصلها منتظر تكمل حديثها.
قالت بدموع وانهيار:ق قت*لت عصام.
عينه ضاقت بصدمة،مش مستوعب ال هي قالته وقرب منها ومسك ايده وقال:انتي بتقولي ايه؟!
نزلت دموعها بغزارة وخوف ورفعت رأسها وبصتله وقالت برجفة:م مكنتش اقصد...ولله ما كنت اقصد.
حاول يهدي، حاول يستوعب، لكن بصلها بحده وقال:قول...حصل ايه.
بقت خايفة منه، خافت ليتغير معاها....لكن قالت وسط دموعها:و ولله ما كنت اقصد....ه هو السبب، ه هو ال خطفني واخدني هناك....ك كان عايز يلمسني، ب بس غص*ب عني م معرفش....معرفش حصل ازاي.
عينه اسودت،ضيقه ان ابن عمه ما*ت، لكن كان عايز ينقض علي عرضه، علي مراته.
بصتله وقالت: س سامحني، و والنبي ما تسبنيش ا انا ب بس...ولله ما كنت اقصد، ا انا مكنتش عارفة اهرب منه...ه هو ال....
فجاة لقته حضنها، ورأسها علي صد*ره...اتصدمت لكن دموعها نزلت...مش من الخوف، من الامان....لما حست انه فعلا مش هيسيبها.
بعد وحاوط خدها وقال بضيق:مكانش لازم تطلعي من القصر، بس ال حصل حصل...انا معاكي، انتي كنتي بتادفعي عن نفسك وشرفي.
لمست ايده ال علي خدها بتستشعر حنانه ليها...عينها وملامحها بهتانة ومتعبة.
قال:يلا.
ومسك ايدها واتحرك لكنها وقفت بخوف وتعب ودموع :م مش قادرة.
قرب وقال:قولتلك انا معاكي... مش هسيبك.
واخدها وخرج من الغرفة ونزل للاسفل.
كان الظابط ومعاه العساكر تحت.
قال الظابط:اهلا بحضرتك يا رعد بيه....احنا جايين نقبض علي مدام حياه...مراتك.
قال رعد بجمود:ايه التهمة؟!
سأل يمكن سوء تفاهم مثلا، وهما مش عارفين حاجة عن الجر*يمة.
لكن الظابط حطم اماله لما قال:بتهمة قت*ل عصام الجبالي، بالطعن.
اتنهد وبصلها،كانت ماسكة في دراعة وواقفة وراه منكمشة وخايفة، ودموعها علي خدها.
الظابط:دا شغلنا... وانت عارف القانون كويس.
ابتلع ريقه من تلك الغصة وقال:تمام.
قالت حياه بدموع وهي بتمسك فيه:لا يا
رعد....ارجوك،متسبنيش...م مش عايزة امشي، ا انا خايفة ولله... ا انت وعدتني.
بصلها وحاوط خدها بكف يده وقال:اهدي، انا جمبك مش هسيبك...بس احنا لازم نمشي معاهم.
حركت رأسها بمعني لا وهي بتعيط قائلة :لا م مش عايزة والنبي.
بصلها الحزن كان في عينه، مضايق علي تلك الصغيرة المتشبثة به....ومضايق من ابن عمه ال كان عايز ينه*ك في عرضه.
كانت منهارة وبتعيط بشدة وجس*مها كله بيترعش، مكانتش شايفة قدامها مكانتش قادرة تقف...لكنه مسك ايدها وحاوط كتفها، وطمنها بعنيه واتحرك للخارج، ومعاه الظباط.
كانت ماشية ودايخة ومش قادرة تقف، انفاسها بدأت تتضعف، وعينها تقفل وتفتح بتعب.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
خديجة وسعاد وسهير قاعدين، سعاد وخديجة بيتكلموا....وسهير قاعدة بتبص قدامها تايهة وكأن في حاجة في عقلها.
سعاد:خلاص بقي يا خديجة، متضايقيش نفسك.
خديجة بضيق:مبقاش بيسمع كلامي...هيكمل معاها انا عارفاه هيمشي ال في دماغه....ولا وزفته اسمها ايه جاية هي كمان.
سعاد:دي معندهاش حياء، ياختي دي باردة وجاية تقول عايزة حقي.
سكتت خديجة بضيق في قلبها وهي بتفتكر الماضي.
فجاة دخلت اسماء وهي بتعيط ومنهارة:ماااامااا.
بصوا ناحيتها واتصدموا من حالتها.
نزلت شهد وشافتها وقرب منها بسرعة وقالت بقلق :في ايه يا اسماء، بتعيطي ليه كدا؟!
قعدت اسماء علي الارض وانهارت.
قامت خديجة وسعاد قربوا منها.
سعاد بقلق:في ايه يابت...انطقي، مالك؟!
اسماء بانهيار:ع عصام.... عصام ماااااا*ت.
اتصدموا كلهم،كانوا ساكتين، وبصوا ناحية سعاد.
:انتي بتخرفي بتقولي ايه؟!
بصوا ورا ولقوا حافظ ال سمع اخر جملة.
سعاد قربت من بنتها بعصبية ومسكت كتفها وقال:انتي مجنونة يابت...ايه ال بتقوليه علي ابني دا!!!
اسماء بدموع:ا اتقت*ل يا ماما...قت*لته.
وقعت سعاد عليالارض وهي بتبص لبنتها بصدمة، ودموعها بتتجمع في عينها بحر*قة.
حافظ اتصدم وقرب من بنته وقال:قومي اقفي... ا اتقت*ل ازاي؟!، ايه الحديد الما*سخ ديه!!!
اسماء:ولله ما بكدب يابابا، انا شوفته بعيني.
سعاد بأنهيار:لااااا، انتي كد*ابة....ابني عاييييش،انتي كداااابة.
قربت منها خديجة وحضنتها، فا هي جربت ذالك الوجع من قبل.
حافظ اتصدم، لكن بص لبنته بحده وقال:مين ال قت*لته....مين ال عمل في ابنييي كداااا؟!
قالت بدموع:حياااه.
اتصدموا،والكل بصلها.
قالت سهير:حياه!!!
سعاد بانهيار :شوفتي ياخديجة، امها قت*لت ابنك، والبنت قت*لت ابني....دول لعنننة علينا، دي طالعة زي امهاااا.
اتصدمت خديجة وبصتلها وهي بتفتكر ال حصل.
حافظ بغضب:وهي فين دلوجتييي.
اسماء:انا بلغت عنها، واكيد الحكومة اخدوها دلوقتي... في القاهرة.
شهد:وانتي عرفتي ازاي انها حياه ال قت*لته.
اسماء بعصبية:احنا في ايه ولا في ايه...وانتي بتسألي ليه اصلا، كانت مب باقي اهلك... وعلي العموم يا ستي هما شالوا البصمات من علي السكينة، وعرفوا انها هي.
حافظ بغضب:مش وقته الكلااام دا.
وخرج قامت سعاد وخديجة وخرجوا وراه بسرعة، عشان يروحوا معاه.
سهير دموعها كانت في عينها، وبصت ناحية اسماء، لكن بخوف.
وشهد قعدت تعيط....وجمبها اسماء ال بتبص قدامها ملامحها باردة لكن دموعها بتتساقط.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القسم.
دخلوا وهي لسة ماسكة في رعد بخوف.
دخلوا مكتب الظابط، وقعد رعد.
وقال الظابط:مدام حضرتك متهمة في قت*ل عصام الجبالي، ابن عمك.
رعد بهدوء:ممكن اعرف مين ال بلغ.
الظابط:اخته، اسماء الجبالي.
اتصدمت حياه ،معني كدا ان اسماء كانت عارفة.
دخل المحامي، ال رعد بعتله رسالة قبل ما يطلعوا من الفيلا وقعد.
قال رعد:حضرتك دا كان عايز يعت*دي علي مراتي، كل ال عملته كان دفاع عن النفس.
بص الظابط لحياه وقال:ممكن تحكي ال حصل.
قعدها رعد جمبه وقال:احكي.
بصت لرعد وبعدين بصت للظابط برجفة وقالت:خ خطفني، و وحاول يعت*دي عليا، ب بس غص*ب عني عملت كدا.
بص المحامي للظابط وقال:زي ما سمعت حضرتك، دا خطفها يعني قضية اختطاف ومحاولة اغتصا*ب، وهي كانت بتدافع عن نفسها وشرفها.
الظابط:للاسف،عايزين دليل...علي الاقل انه خطفها.
الرعب دب في قلب حياه وقالت بسرعة:ط طب وانا مالي، ب بقولك كان هيعت*دي عليا، ال عملته كان بدون ارادتي.
رعد مسك ايدها وبص للظابط وقال بجمود وضيق:حضرتك احنا منكرناش ال حصل، وهي حكت...فهمني هيكون معاها دليل ازاي!
الظابط:لازم يكون في دليل انه خطفها فعلا، اصل يعني...دا يبقي ابن عمك، يعني هي عارفاه وممكن تكون مشيت معاه بإرادتها.
قام رعد بحده:هو ايه دا ال تمشي معاه بإرادتها، بتقولك خطفها، مفيش تعامل بينهم...يبقي هتمشي معاه ليييه؟!
المحامي:اهدي يارعد بيه مش هينفع. الظابط:انا مفيش حاجة في ايدي، القضية لابساها، بصمات ايدها علي اداة الجر*يمة... ومحدش من سكان العمارة شافوه وهو طالع بيها، دا غير كاميرات المراقبة كانت بايظة.
اتنهد رعد بحده وسكت، وقفت حياه ومسكت دراعه بدموع وصوت مبحوح:ر رعد...ا انا خايفة،متسبنيش والنبي.
بصلها رعد قليلا وبعدين بص للظابط وقال:مينفعش نخرجها حاليا بكفالة.
الظابط:حاليا مينفعش، لازم نحقق معاها، ونشوف امر النيابة.
سكت رعد،وبصتله حياه وبعدها للظابط، وللمحامي الخوف سيطر عليها وعينها بقت مش شايفة قدامها وفجاة رعد حس بتقلها، وبصلها وكانت هتقع، وهي حاطة ايدها علي دماغها ومغمضة عينها نص نص.
قال بقلق:حياه!!!
قام الظابط وقال:اتفضل حضرتك، قعدها علي الكنبة.
رعد بص للمحامي وقال:اتصل بالدكتورة.
اومأ له محاميه ومسك تلفونه، وهي كأنها فقدت الوعي مبقتش قادرة تشوف حاجة، لحد ما غمضت عينها، ورعد شالها وحطها علي الكنبة ومسك ايدها بيحاول يفوقها.
............ بعد مدة.
بتكون الدكتورة قاعدة بتتفحصها، وحياه بتفتح عينها ببطء.
رعد واقف وراها منتظر يعرف مالها، والمحامي وراه....اما الظابط ساب ليهم المكتب وخرج، هو يعرف رعد وعارف نفوذه كويس.
اتنهدت الدكتورة وقامت وقفت وهي بترتب اشياءها وقالت:كويسة، دي حاجات طبيعية من فرط الحركة والتؤثر النفسي....لازم تاخد بالك منهم كويس يارعد بيه.
استغرب وقال:منهم.
ابتسمت وقال:المدام حامل، مبروك.
اتصدم ،حتي حياه اتذهلت...مكانتش متوقعة، دي كانت بتاخد حبوب، يبقي ازاي بقي في حمل.
قامت حياه وقعدت وبصت لرعد ال بيبص للاسفل وشارد، كأنه مش فرحان بحملها.
قالت حياه بتوتر:ب بس انا كنت باخد حبوب.
الدكتورة:احيانا مفعول بعض الادوية بيكون مش مؤثر، او اخدتيها في وقت غلط...او اخدتي برشامة لشيء تاني توقف المفعول.
سكتت حياه ونظرت للاسفل بحزن، فا ها قد وصل بها الحال، في قسم الشرطة.
خرجت الدكتورة،وقال المحامي:هنقدر نخرجها بكفالة بسبب حملها، بس مش دلوقتي.
مسمعش رد من رعد، ال لسة زي ما هو ثابت.
حياه رفعت رأسها وبصتله، مسكت ايده وقالت بصوت خافت:رعد.
حرك عينه وبصلها وساكت تماماً....كانت تنظر في عينه، شايفة خوف، قلق...بس متكلمش،حزنت، مكانش فرحان بحملها فعلا.
اتنهد ولف وجهه ونظر للمحامي بجمود وضيق وقال:اتفق مع الظابط انها هتنام الليلة في المكتب، مش هتنام في السجن.
اومأ له المحامي وخرج، وهو ملفش وشه، ولا بصلها.
بصتله وقالت بحزن:انت مضايق؟!
مردش عليها.
قامت وقفت وقالت :رعد...ا انا مكنتش اعرف ولله، ص صدقني كنت باخد الحبوب.
اتنهد بحده وقال:خلاص يا حياه...خلاص.
سكتت بحزن ومسكت ايده ووقفت قدامه نظرت له وهو كان بيبص قدامه، عينه مجاتش في عينها، عاقد حواجبه بخفة وضيق وساكت.
قربت منه ببطيء، وحطت رأسها علي صد*ره بحزن وتعب، ولم يحا*وطها هو حتي.
نزلت تلك الدمعة الدافئة منها، حتي هو شعر بها علي قميصُه.
الباب خبط،وهي بعدت ومسحت دموعها ووقفت جمبه.
دخل الظابط وقال:اهل عصام الجبالي، هنا.
اتنهد رعد وقال:تمام، تقدر تدخلهم.
خرج الظابط بهدوء...وحياه بصت لرعد بخوف ووقفت وراه.
دخل حافظ وسعاد وخديجة.
شافوه، وشافوا طيفها وراه.
قربت سعاد منها بغضب ودموع وهي عايزة تمسك فيها، لكن رعد مسك ايدها بحده ووقفها.
قالت سعاد بأنهيار وعصبية:اوعيييي، دي قت*لت ابني، ولسة بتدافع عنها...دي قت*لت ابن عممممك.
رعد بحده:ابنك ال وا*طي، وهو ال خطفها بسبب وسا*خته...مكنتش صدقتها لولا اني عارفه.
حافظ بغضب:اسكت يارعد...ابني ميعملش كدا،انت ازاي بقيت كدا...ازاي بقيت واقف معاها هي.
سعاد بانهيار :دا ابني...دي زي امهااا، انت مش بتفهم، دي بنت عد*وتك...امها قت*لت اخوك، ودلوقتي بنتها قت*لت ابني، الظا*لمممة.
قربت خديجة من رعد بحده وقالت:الماضي عاد نفسه، بس المرة دي انت واقف معاها...مش ضدها.
قال بضيق وحده:هي ملهاش ذنب.
قال خديجة بعصبية:هي ليها كل الذنب...انت مش عايز تفهم ليه، دي قدامك...المفروض ترميها وتنت*قم لابن عمك...واخوك.
نظرت حياه لرعد وعيطت ومسكت في طرف بدلته باطراف اصابعها.
قال بحده:دي مراتي.
سعاد بعصبية:دي قتااااا*لة...مراتك ايه بس، دي شيطا*نة زي امها.
حافظ بحده:مش مصدق انك بقيت كدا، عصام ابن عمك، يعني اخوك الصغير.
رعد بغضب:وهو مفكرش ليه بكدا لما فكر يطعني في عرضي، ويقرب من مراااتي.
سعاد بعصبية:هي ال بتلف عليه، دي حيه عايشة وسطينا.
قال بغضب:خلي بالك من كلامك...متنسيش انتي بتكلمي مييين.
خديجة بعصبية:لا بقي، كفاية لحد كدااا...دي كلت عقلك خلاص، دي قت*لت ابن عمك.
بصلها بحده ومردش.
حافظ بحده:انا مش هسكت، وهاخد حق ابني...مش هتنجدها مني يارعد.
رعد بحده:اعمل ال عندك.
خرج حافظ وشد سعاد وخرجوا.
نظرت خديجة لحياه، وبعدها بصتله وقالت بحده:انت لابني ولا اعرفك، لحد ما تتطلق البت دي.
بصلها بشدة وقال:متخليش اتجبر اختار ما بينكم.
قال بحده:ميهمنيش، ال يهمني اني مش عايزة البنت دي في حياتك.
قال بحده:دي حااامل.
بصتله بصدمة،وبعدين بصت لحياه، وخاصة علي معدتها....رجعت بصتله وقالت:انت قربت منها!!! ب بس جدك قا....
قاطعها بجمود:قربت...دي حقي، وانا معملتش حاجة غلط.
رجعت خطوتين للخلف وبصتله بخذلان وقالت:انا لسة سايبة ليك القرار،انا...يا هي.
ولفت وخرجت.
اتنهد بحده وقعد علي الكنبة وهو ساند ذراعاته علي رجله وماسك رأسه وبينظر للاسفل بحده.
بصتله حياه،قربت خطوة منه....وحطت ايدها علي كتفه وقالت بصوت خافت:رعد.
مردش عليها،وقعدت جمبه وقال بحزن:انا اسفة، م مكنتش اقصد ان كل دا يحصل... ا انا...
قاطعها بحده وهو علي وضعه:نامي يا حياه، نامي...يُستحسن متتكلميش في حاجة دلوقتي.
سكتت وبعدت عنه شوية بحزن وقعدت علي اول الكنبة، وهو في الناحية الاخري. كانت بتبص ناحيته كل شوية...علاقتهم اتوترت بسبب المشا*كل دي كلها، هو مبقاش عارف يعمل ايه، يراضي والدته ولا يهتمبحباه وبالقضية ولايدور علي عايدة....ولا يجيب دليل.
اتنهد وقام وقف، وهي وقفت بسرعة وخوف وقالت:رايح فين؟!
قال:مشوار وراجع.
دموعها اتجمعت وقالت:بس انا خايفة...ا انت هتسيبني.
بصلها،عينه في عينها ظل ينظر لها قليلا حتي اتنهد وقال:مضطر، اهم حاجة قولي دلوقتي هو خطفك منين؟!
بصتله ونزلت دمعة من عينها.
قرب منها وحاوط خدها ومسح دموعها بإبهامه وقال:مش هسيبك، ولا هتخلي عنك...بس لازم اتصرف عشان تطلعي من هنا.
اخدت نفس مرتجف وقالت:ع عند شارع ال****
اتنهد وقال:محدش هيدخل عليكي، انتي ارتاحي...وانا مش هتأخر.
لف عشان يمشي لكن بصتله وقالت:رعد.
لف وبصلها ،وقالت هي وقالت بصوت باهت:ه هو انت مضايق اني حامل؟!
اتنهد بضيق ونظر بعيد عنها وقال:هنتكلم بعدين.
لف وكاد ان يتحرك، لكن قالت:دا ابنك...المفروض تكون فرحان.
قبض علي ايده،ومردش عليها وخرج...وهي تنظر له بعيون باهتة وحزينة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا لوكا.
كانت عايدة قاعدة وماسكة تلفونها.
فجاة دخل لوكا وهو بيضحك.
بصتله باستغراب وقالت :في ايه؟!
بصلها قائلا :بنتك....اتحبست.
اتصدمت عايدة.
كمل لوكا:متهمة في جر*يمة قت*ل... ومش هتصدقي مين! عصام الجبالي.
اشتدت الصدمة عليها وقامت وقفت.
قال لوكا:انتي قت*لتي فهد زمان، وبنتك خلصت علي ابن عمه دلوقتي.
قالت:لا، اكيد مستحيل، انا متبعاها من زمان، هي متعملش كدا.
قرب منها لوكا وبص في عينها وقال:ليه، هو انتي مش عملتي كدا زمان...طبيعي بنتك تبقي زيك.
قال بعصبية:لااا، هي مش زيي...دي مُختلفة.
ضحك لوكا بخفة وتراجع للخلف وقال:المهم، لازم تروحي تشوفيها.
قالت بخوف:ايه!!! اشوفها؟!
قال:ايوا، كفاية لعبة الاستغماية دي....بنتك دي هي ال هتنجدك من تحت ايد رعد.
سكتت ونظرت للارض.
قرب لوكا وقالت:لازم تشوفيها، وتواجهي الكل برجوعك.
نظرت له وهي صامتة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الصباح، في القسم.
كانت نايمة علي الكنبة في المكتب، كانت نايمة وهي قاعدة وضامة نفسها.
فاقت علي خبط علي الباب، اتخضت وفتحت عينها وقامت وقفت وقالت:اتفضل.
دخل الظابط وبصلها وقال:لازم ننقلك الحجز دلوقتي، انا مضطر ولله ومحتاج المكتب.
قالت بحوف وتوتر:ط طب هو رعد فين؟!
الظابط:ماجاش من امبارح.
بصت في الارض وانفاسها ذادت...بلعت ريقها ولقت ست ال داخلة عليها ومسكت دراعها بهدوء.
الظابط:اتفضلي معاها، هي هتوصلك.
اخدتها الست الشرطية،واتحركت وحياه ماشية معاها بخوف وهي بتبص حواليها، وهلي كل الناس ال رايحة جاية.
اخدتها في ممر طويل كله زنزانات، وفتحت سجن منهم ودخلتها، كان في ستات جوا بس مش كتير.
اتر*عبت واتحركت للزاوية ووقفت عندها وبصت في الارض ودموعها بتتجمع في عينها بخوف،وهي بتفكر فيه، وانه ازاي سابها، بس عطته اعذار وانه اكيد بيدور علي دليل.
قالت بصوت مبحوح:يارب.
كان بعض الستات بيبصوا عليها وهي شاردة. قربت منها ست بابتسامة وقالت:بتعملي ايه هنا ياشاطرة؟!
سكتت حياه ومردتش.
الست:ايه الطرحة الحلوة دي.
ومدت ايدها ولمست الطرحة، لكن حياه بعدت وشها بضيق.
الست بصتله بكبرياء قائلة :انتي هتتشطري علينا، ما انتي قاعدة زينا اهو...يا ترا بقي سرقة ولا نصب ولا ايه؟!
رفعت حياه راسها وبصتلها بعيون حمراء وقالت:قت*ل.
الكل بصلها، وفجاة ضحكوا.
قالت الست بضك:قت*ل ايه يابنتي، دا انتي مش باين عليكي اصلا سرقة كيس شبسي.
وقعدوا يضحكوا عليها.
بصتلها الست وقالت:وياترا بقي قت*لتي مين؟!
سكتت حياه وبصت للاسفل.
بصتلها الست بحده ورفعت وشها من عند فكها وقالت:لما اكلمك تردي عليا يا يابت، انتي مش قدي.
زقتها حباه بعصبية وضيق:ابعدي...انتي مالك بيا اصلا.
الست بصتلها بشر، وخرجت من جيبها مشرط صغير وقربت منها قائلة :انتي بتستعبطي، بتزقيني ليه كدا يابت.
خافت حياه،والست قربت منها، لكن حياه صر*خت بدموع وحاوطت بطنها وقالت:لا والنبي انا حامل، ارجوكي ابعدي.
بصولها بصدمة، وقالت الست:قولي بقي دي قضية اداب وطلعتي حامل.
عيطت حياه وقالت:لا، ا انا متجوزة ولله...متحوزة علي سنة الله ورسوله.
بصولها باستغراب ،وبعدت الست وقالت:رغم اني مش مصدقاكي...بس صعبتي عليا.
قعدت حياه علي الارض وهي بتعيط، مش متخيلة الوضع ال وصلته، صعبت علي الناس ال في السجن، ومصعبتش علي ال عاشت معاهم.
ضمت لها رجلها وخبت وشها، ودموعها بتحر*ق عينها قائلة بهمس:رعد.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مكان ما.
نزل رعد من العربية هو والمحامي صديقه بعد ما المحل اتفتح.
دخل وقال:السلام عليكم.
رد الرجل العجوز ال وقف:وعليكم السلام يابني، أومر.
رعد بهدوء:لمؤاخذة يا حج، بس انا عايز اشوف كاميرات المراقبة...من امبارح.
الرجل :ولله يابني معنديش مانع، بس في بنت جت امبارح بليل وقالت نفس الكلام، ولقيتها اخدت الفيديو علي تلفونها وبعدين حذفتهم من الشاشة... انا استغربت وسألها عملت ليه كدا، بس هي مردتش عليا ومشيت.
استغرب رعد وقال:طب متعرفش هي مين؟! مش معاك طيب اي نسخة لتسجيل الكاميرات.
الرجل:للاسف،معرفش هي مين...ودا محل صغير يابني، قليل لو حد جه اشتري منه حاجة فا مش بيبقي في نسخ.
اتنهد رعد بحده وخرج ووقف قدام المحل.
قال محاميه:طب مين الست ال جت دي؟!
نظر رعد للاسفل بحده:مش عارف...معرفش،وايه ال هيفيدها اصلا و....
وقف فجاة من الكلام لما افتكر كلام الظابط "اسماء الجبالي".
قال بحده وشك:اسماء، اسماء ال بلغت...يعني هي ال...
ولف ورجع للمحل بسرعة وخرج تلفونه وجاب صورة عائلية وتحديدا كبر علي صورة اسماء ووراها للراجل وقال:هي دي؟!
الراجل عدل نظارته ودقق في الصورة وقال:ايوا هي، هي دي ال جت وحذفت الفيديو.
عيون رعد اسودت من الغضب وقال:مُتشكر يا حج.
وخرج بسرعة ووراه المحامي وركبوا العربية، وانطلق رعد بسرعة البرق...متجه ناحية القصر.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قسم الشرطة.
كانت قاعدة حياه لسة علي نفس وضعها، ملامحها باهتة جدا، ومتعبة.
فجاة جت الشرطية وقالت:حياه الجبالي، تعالي زيارة ليكي.
بصتلها حياه بلهفة وقامت فورا وهي فاكراه رعد، خرجت وهي مبتسمة.
عايزة تشكيله، تحكيله، تتكلم معها في اي حاجة، عايزة تشوفه وتتأمل منه...منتظرة يقولها هنروح لبيتنا.
دخلت المكتب ومكانش في غير ست قاعدة علي الكرسي وعطاياها ضهرها، والظابط مش موجود.
استغربت وقالت:انتي مين؟!
قامت عايدة وبصت لها بفرحة ومبتسمة... وقربت منها وحضنتها.
استغربت حياه وقالت:مين حضرتك؟!
ابتسمت عايدة وقالت:طلعتي حلوة اوي....وانتي صغيرة كنتي بريئة جدا.
استغربت حياه وقلبها اتقبض.
قالت عايدة بحزن:عارفة اني قصرت معاكي...ب بس كل حاجة هتتصلح، انا معاكي.
رجعت حياه لخلف خطوتين وقالت بشك:انتي مين؟! ابتسمت عايدة ابتسامة ولكن حزينة:ا انا عايدة... امك.
اتصدمت حياه،وبصتلها من فوق لتحت.
قربت عايدة لكن حياه حطت ايدها في وشها والصدمة لسة علي ملامحها وقالت:لا، ا ارجعي... متقربيش.
عايدة بحزن:انا امك يا حياه.
حياه بعصبية:متقولييش كدااا... انا معرفكيش، انتي متقربيش ليا...ا انا اول مرة اشوفك اصلا.
عايدة:اسمعيني بس انا....
قاطعتها حياه بحده:اطلعي برا، ا انتي عايزة مني ايه... جيتي ليه اصلا!!!
اكملت بدموع:كل ال انا فيه بسببك، انتي السبب في كل ال حصل....ا انتي مستحيل تكوني ام، ا انتي مش بني ادمة.
عايدة:حياه... انا امك، دي حقيقة مش هتقدري تنكريها.
حطت ايدها علي رأسها وقالت:لاااا، مش امييي...اسكتيي بقي،اسكتي انا مش طايقة نفسي، ايه ال فكرك بيا.... ايه ال جابك!!!
تجمعت دموع عايدة وقالت:جيت عشانك، عشان اشوفك...انتي بنتي.
حياه :افتكرتي دلوقتي...ما انا كنت بنتك زمان، مقعدتيش معايا ليه... جاية تفتكري دلوقتي ان ليكي بنت، رمتيها مع ابوها المر*يض وبعدها عاشت مع شخص كانت فاكراه بيعطف عليها وانها مجرد بنت يتي*مة وفي الاخر يطلع جدي... ابوكييي!!!
عايدة بدموع:انا اسفة...ا انا مكنتش عارفة ان دا هيحصل، ك كنت فاكرة انك عايشة مع عامر...و وبابا بيطل عليكي بس، م معرفش انك عايشة معاه.
حياه بدموع وعصبية:بس بقي، بس بقي...مش طايقة اسمع صوتك....ا انتي قت*لتي، ف فهد ابن اخوكي... و وانا... انا بقيت زيك... ق قت*لت.
وبصت لايدها وهي بترتعش وبتفتكر عصام:ا انا بقيت زيك، ب بس لا... ا انا مكنتش اقصد... ا انا كنت بدافع عن نفسي... انما انتي عشان ايه، ها.... عشااان اييييه!!!
سكتت عايدة وبصت في الارض.
حياه بدموع:حرام عليكي... د دا انا بقيت زي البنت ال بحاول الم شوية اهتمام من الكل...بسببك بقيت كدا،بسببك انا وصلت لهنا... بسببك بقيت بالضعف دا، مبقتش قادرة اتكلم في وشهم... اقول ايه وكل الحق معاهم، انتي قت*لتي ابنهم... د دول بيقولو عليكي شيطا*نة، ب بيقولو عليا اناااا... بنت حر*ام.
اتصدمت عايدة وبصتلها،مكانتش مستوعبة انهم يقولولها.
حياه بأنهيار:ا انا... انا غلطة...جبتيني علي الدنا وانا غلطة، غلطة متستحقش الحياه.
عايدة بدموع:لا، متقوليش علي نفسك كدا...ا اوعي تقولي كدا تاني.
حياه حطت ايدها علي قلبها بتعب وبقت تاخد نفسها بصعوبة وساندة علي الباب.
عايدة كانت هتقرب لكن حياه حطت ايدها تاني في وشها وقالت بحده وتعب:امشي... امشي،ومتخلنيش اشوفك تاني... ارجوكي امشي.
سكتت عايدة ودموعها مغرقة وشها.
حياه فتحت الباب وخرجت بتعب، والشرطية سندتها واخدتها للحبس تاني.
عيطت عايدة لكن لبست نظارتها الشمسية واخدت شنتطتها وخرجت وهي بتبص في الارض،خبطت في شخص ولكنها كملت مشي، والشخص بصلها بأستغراب وبعدين بص ناحية الظابط ال بيكون في الاستقبال دا....كان زيدان، ال بنته خبطت فيه ومشافهاش... جي يشوف حفيدته.
ذهب زيدان لتلك الزنزانة، ووقف امام تلك القضبان الحديدية.
شافته حياه ووقفت قدامه.
زيدان بحزن:سامحيني يا بنتي، سامحيني... انا جيت اول ما عرفت ولله.
سكتت كانت باصة في الارض وملامحها باهتة وساكتة.
زيدان:متقلقيش،انا معاكي... وهحاول علي قد ما اقدر اخلي نفوذي تتدخل... انتي مش لوحدك، جدك معاكي.
لا رد.
حِزن ونظر للاسفل وقال:رغم اني زعلان علي حفيدي، بس عارف انك ملكيش ذنب ودا حصل بدون إرادتك، ا انا عارف انك....
سكت وبصلها،وكأنها مش معاه اصلا.
اتنهد وقال:انا همشي، بس اعرفي انك مش لوحدك... دي فترة وهتعدي.
لف وكاد ان يتحرك لكنها قالت:جدي.
لف وابتسم بحزم وقال:نعم؟!
رفعت نظرها وبصتله بعيون دامعة، عيون باهتة مشافتش الراحة وقالت:ابقي قول لرعد اني عايزة اشوفه.
اتنهد واومأ لها ومشي.
وهي رجعت مكانها، عند تلك الزاوية وقعدت وهي بتبص لفوق بملامح هادية، لكن دموعها بتتساقط لوحدها.
غمضت عينها وابتسمت رغم دموعها الحا*رقة، وقلبها الخائف... ابتسمت رغم الظروف وحطت ايدها علي بطنها وقالت في سرها:مش هيسيبنا....انا متأكدة، هو بيحبنا...بس بيكابر.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد مرور يومين.
كانت قاعدة مكانها ضامة رجلها وبتبص ناحية القضبان، منتطرة الشرطية تيجي وتقولها في زيارة، بقاله يومين ماجاش، بقالها يومين مشافتهوش، قلبها كان واجعها وقلقانة عليه خافت ليكون جراله حاجة.
قرب منها احد الستات ومعاها تفاحة وقالت:خدي دي، يعني بدأت اصدق انك حامل...وانتي لازم تتغذي انتي وال في بطنك، خدي.
ابتسمت لها حياة ابتسامة صغيرة وباهتة واخدتها منها وقالت:شكرا.
ابتسمت الست بخفة ورجعت قعدت مكانها.
بصت حياه للتفاحة وحطت ايدها علي بطنها وتجمعت دمعة علي رمشها السفلي وابتسمت بخفة، واكلتها بهدوء.
________بعد وقت.
جت الشرطية وقالت:حياه الجبالي، زيارة.
قامت بسرعة وهي بتبتسم وبتتنفس بسرعة، وخرجت معاها.
دخلت غرفة مكتب الظابط وهي مبتسمة، لقته واقف وعاطيها ضهره وحاطت ايده في جيبه، اخدت نفس بقوة ودموع، ارتاحت انها اخيرا شافته، جريت عليه وحضنته من ضهره، وهي تضع رأسها عليه.
قالت مبتسمة ولكن مدمعة:اتأخرت اوي، ا انا كنت خايفة، بىبس سكت... ب بقالك يومين مجتش، انت كويس؟!....ا انا معملتش مشاكل ومتكلمتش مع حد...رعد، متسبنيش تاني.... ه هو انا هخرج من هنا امتا؟! انا واثقة فيك، واثقة انك هتخرجني من هنا... صح ياحبيبي!
قبض علي ايده بحده، واتنهد ولف وبصلها، ملامحه كانت متجمدة وحادة في نفس الوقت.
رفعت رأسها وبصتله بأبتسامتها البريئة وقالت:انت كويس؟!
حطت ايدها الصغيرة علي خده وقالت:وحشتني اوي.
حطت ايدها التانية علي بطنها وابتسمت قائلة :وحشتنا احنا الاتنين.
حطت رأسها علي صد*ره وقالت:لقيت الدليل؟!
سكت،نظرت له وقالت بحزن لكنها ابتسمت بخفة وقالت:ط طب هتعمل ايه؟!
:هنتجوز.
استغربت من ذاك الصوت، ولفت ولقت ال بيدخل من الباب وبيقفله وراه...
كانت ال داخلة اسماء مبتسمة بكبرياء وقالت:انا وهو....هنتجوز.
اتصدمت حياه وبصتلها بعدم تصديق، ورجعت بصت لرعد ال لقت ملامحه باردة وكان بيبص علي اسماء،وكأنه بيأكدلها ان كلامها صحيح.
قالت بصوت مبحوح باكي :ر رعد.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
اسماء بكبرياء:ايوا... زي ما سمعتي، هنتجوز.
بصت حياه لرعد انفاسها تتعالا منتظرة منه رد، لكنه ساكت...سكوته بيقت*لها.
قالت بصوت مخنوق:ر رعد...ه هي بتقول ليه كدا؟!
بصلها بنظرة جافة من المشاعر وقال:انتي طالق.
اتصدمت، الكلام وقف في حلقها، مش قادرة تصدق ال قاله، لكن قالت بصوت متقطع موجو*ع: ر رعد، ا ايه ال قولته دا، ا انت واعي علي ال بتقوله.
ابتسمت اسماء بنصر وبعدين قربت منها و حطت ايدها علي كتفها وقالت:كلميني انا.
زقتها حياه بعصبية قائلة :اوعيييي، ملكيش دع....
لكن سكتت بخضة لما صرخ هو فيها قائلا بغضب:حياااه...التزمي حدودك.
بصتله بصدمة قلبها نبضاته بتضر*ب داخل صد*رها، مش مصدقة انه زعقلها عشانها.
ابتسمت اسماء وبصتلهم.
قالت حياه ودموعها تكاد علي الخروج:ا انت بتزعقلي!!! عشانها؟!
نظر لها بحده وجمود قائلا :دي هتبقي مراتي...مينفعش تعامليها كدا،وانا موجود.
علت صوتها بعصبية وقالت:انت كداااب، انا مراتك... مش هييي، ا انت بتقول ليه كدا!!!
مردش عليها، وقربت هي منه بدموع وقالت:رعد...قول ان دا مش صح، قول ان دا مش حقيقة، ا انت مستحيل تعمل كدا... ا انت مش هتسيبني، ا انت وعدتني.
بصلها بجمود قاتم وقال:هعملها، وهتجوزها.
حست بتلك الغصة، لكن في قلبها، كأن سكينة طعنت فيها وقالت بصوت مرتجف مبحوح:ا ا انت بتقول ايه!!! ب بتقول ايه؟!ط طب ليه، انا... ان
كانت بتتنفس انفاسها المرتعشة بالعافية كانت بتختنق، وهو واقف بارد، قاسي...مفيش رحمة في عينه.
قلبها حر*قها قبل دموعها وقالت:ر رعد...ا انا حامل....اانت...
قاطعها بحده قاسية قت*لت كل ما فيها:مش عايزه.
اتصدمت وضمت ايدها علي قلبها، بتلملم ال اتكسر....او ال بيحتضر.
واكمل هو بوجه بارد ونبرة حادة:انا مكنتش عايز عيال اصلا...وانتي ال حِملتي...وانتي اصلا كنتي مجرد نز*وة.
ضر*ب كل احاسيسها بكلامه دموعها بتنزل بغزارة وألم وقالت:رعد.
اكمل بتلك الحده الجافة:انتي فاكرة نفسك مين! انتي بنت واحده عايز انتق*م منها وبس...انا كنت عارف الحقيقة من الاول، وسِكت...سِكت عشان افكر اخد حق اخويا ازاي.
عادت بخطواتها من نظراته المخيفة وهو بيقرب منها وبيكمل كلامه وقال:اتجوزتك عشان جدي... قربت منك عشان نفسي... مكانش ليكي اي اهمية في حياتي، ولا في حياه حد.
اسماء كانت واقفة مبتسمة بشما*تة واعتلاء.
اما حياه كانت بتبصله بخوف، بخذلان، بكسرة....حطم كل مشاعرها...بقت واقفة مصدومة منه...مش مصدقة ان دا الشخص ال كانت بتستخبي في حضنه، ال كانت شايفة ضهره حِصن...بيبعد عنها الالم قبل العدو.
لكنها حاولت تبررله، تكدبه، وقربت منه وحطت ايدها الاتنين علي خدوده بحزن وقلبها بيصرخ وقالت بصوت مبحوح:ا انت اكيد بتكدب، بتقول كدا عشان حاجة، ا انت مش رعد ال اعرفه.
مسك ايدها بنظرة حاده خالية من المشاعر وقال:انتي عمرك ما عرفتي رعد ياحياه.
ابتسمت بخفة وقالت:لا، عارفاه...انت شخص مسجون بين حبك والزامك وانتقامك...مش عارف تختار بينهم، او توزنهم صح.
رجع خطوة للخلف وقال بجمود:بس انا اختارت فعلا...اختارت انتقم،مش هأذيكي وكل واحد يروح لحاله...كفاية عليكي السجن.
قالت وسط دموعها المشتعلة:متقدرش، متقدرش تعمل كدا...ا انت ،انت بتحبني انا.
قال بنبرة كسرتها:وانا من امتا كنت شايفك...انا عمري ما حسيت بذرة مشاعر معاكي...يبقي هحبك ازاي.
بصتله بدموع وانفاسها مخنوقة، وبتخرج بالعافية...صد*رها بيضيق علي قلبها وكأنه بيخنقه.
اكمل بحده اكبر وكأنه بيكسر اخر ذرة امل ليها في حبه:انتي زي امك بالظبط، مجر*مة....اخويا راح بسببها، ودلوقتي ابن عمي برضوا....بسببك،متنسيش انتي مين.
قالت بدموع وحده وهي بتحط ايدها علي بطنها:انا فعلا مش ناسية انا مين... انا مراتك، ام ابنك....ا انت متقدرش تغير الحقيقة...دا ابنك، دمك بيجري في عروقه...دا جزء منك...هتسيبه هو كمان!!!
قال بحده قاسية:- نزليه، انا مش عايزه...دا غلطة.
اتصدمت مش مصدقة انها وصلت معاه لكدا :-انت بتقول...غلطة!!! دا انت عارف ربنا، وعارف ان دا حرام.
قال بسخرية جارحة:وانتي ال هتفهميني الحلال من الحرام! ...انتي مكانش لازم تيجي علي الدنيا اصلا، مكانش علي الاقل حد قالك انك بنت....
مقدرش يكمل...ابتلع ريقه وبصلها بضيق.
نظرت للاسفل وجهها باهت دموعها بتتساقط كأنها بحر بركاني مش مائي وقالت: معاك حق...مكانش لازم اجي فعلا، انت الوحيد ال قدرت تقنعني بالكلام دا...دلوقتي.
غصة في حلقه خنقت روحه وهو ينظر لها، وجهه حاد ولكن بالداخل شخص يلعن نفسه الف مرة.
رفعت عينها وبصتله، قربت منه وقالت بصوت باهت:ارجوك، ارجوك متعملش انا فيا كدا....ا انت عارفني، انت عارف ضعفي قدامك بيبقي عامل ازاي... ارجوك يا رعد،متكسرنيش زيهم...مش هستحملها منك انت....من حبيبي.
بص امامه بجمود وسكت بضيق.
قربت منه اكتر ومسكت في منتصف قميصُه باطراف اصابعها وقالت بتعب:انت بتعمل ليه كدا؟!اط طب انا عملت ايه؟ ا انت قولت بنفسك...انا مليش ذنب.
لا رد......
كانت بتبصله وهو بينظر للامام ، عينها فيها اسئلة كتير، كلام اكتر...وجع في قلبها لا يُحتمل...كانت بتنظر لملامح وشه الباردة، القاسية، مبقتش شايفة تلك اللمعة في عينه لما بيشوفها، كأن كل حاجة ما*تت.
قالت بذالك القلب المحتر*ق :- ه هتسيبني؟! هتتخلي عني؟! ط طب وابنك، مين هيربيه؟! د دا حتة منك.
نظر لها وظل صامت...عينه حمراء حابس شيء جواه، مش قادر يخرجه.
قربت اسماء ووقفت جمب رعد ومسكت في دراعه وقالت بهدوء بارد:مش فاضيين لكلامك دا دلوقتي يا حياه، خلاص مبقاش في حاجة بينكم دلوقتي، انتي طليقته....لازم نمشي عشان نحدد يوم الفرح، متقلقيش، مش هنطول.... اقل من اسبوع بس، وهبقي مراته...علي سنة الله ورسوله.
نظرت لها حياه بعيون متعبة،وبعدين نظرت لرعد ال ساكت بجمود.
ابتسمت له بخفة خلف قلبها الذي يضر*بها بقوة من أ*لمه وغيرته وقالت:مبروك....مبروك يا رعد.
بصلها...
واكملت هي بنفس الملامح الباهتة والعيون الميتة وقالت بصوت يختنق من الالم :بس اوعي تنساني، اوعي تنسي حياه، البنت ال انت كسرت حُبها...البنت ال انت قت*لتها وهي حيّا بكلامك وقسوتك...البنت الضعيفة ال دوست عليها بدم بارد....
كملت بنبرة ضعيفة مطعونة بسكينة حامية:- احنا بقينا قصة حُب ملهاش آمل...ملهاش حياة.
عينه في عينها شاف عينها ال كانت بتلمع زمان ينتشر بها الظلام الان...مبقاش في اي روح بتتحرك جواها...قت*لها وقت*ل مشاعرها، قت*ل البنت الصغيرة بالداخل.
اسماء بصتله،وبعدين نظرت لحياه وقالت بجمود:احنا جينا عشان بس متقعديش منتظرة،وتعرفي ال هيحصل....سلام يا حياه.
حياه مبصتش ليها حتي عينها كانت علي عين رعد بثبات ونظرة ميتة.
واسماء بصتلهم، شدته بهدوء وخرجوا من المكان تحت نظراته للارض الغاضبة...المكبوتة، صوت وحش جواه بيخبط علي جدران صد*ره بقوة ليخرج....ولكنه محبوس.
نظرت له ملامحها ثابتة وباهتة ومتعبة، ولكن دموعها تعلن خروجها.
عينها علي الباب، وحطت ايدها علي بطنها.
قائلة بنبرة مكسورة من المشاعر، نبرة باهتة من اي الوان:- "غلطة، كانت مجرد غلطة...لازم تنتهي".
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القصر...بعد وقت.
دخلوا القصر هو واسماء وهو لسة بيبص للاسفل، بيفتكر دموع تلك الصغيرة...دموعها ال كانت زي سكاكين بتخترق جس'ده.
اسماء حطت ايدها علي كتفه وقالت بضيق:كفاية يارعد.
نظر لها بحده مخيفة ارعبتها، ومسك ايدها بقوة واتجه للمكتب، حاولت تبعد ايدها ال هتتكسر تحت ايده، لكنه كان اقوي.
دخل المكتب وقفل الباب، وضهرها بقي للحيطة، فجاة لقته بيمسك رقبتها بأيد واحده، وكان بيضغط بقوة وغضب....وكأنه بيخرج جزء من ثنايا صد"ره...جزء شرس بداخله.
كانت هتمو*ت تحت ايده وهي بتحاول تبعد ،وهو بيضغط اكتر لدرجة انه رفعها قليلا للاعلي وهي خلاص، كادت تفقد النفس،واعينها تتجحظ وتحمر من الخنق.
لكنه تركها ووقعت علي الارض تسعُل، تركها عندما تذكر بأنه يجب ان يجعلها حيا بعد....
كانت تَسعل بقوة وهي تأخذ انفاسها المتقطعة.
فجاة نزل لمستواها وامسك فكها بقوة كادت ان تكسرها قائلا بنبرة غليظة حادة:ال حصل دا...مش هيعدي بالساهل.
ابعد وجهها بقوة وقر*ف وقام وقف.
دخلت خديجة واتصدمت وبصت لرعد، وبعدين قربت من اسماء بتربت علي ظهرها بخفة.
نظر لهم بأعين حمراء حادة مشتعلة مثل البركان.
واتحرك وخرج من المكتب وخرج من القصر.
بصت خديجة لاسماء وقالت:ايه ال حصل؟!
ابتسمت اسماء وسط سُعالاها وخنقتها وقالت:طلقها.
اتنهدت خديجة وملامحها باردة،وكأنها لا فرحت ولا حزنت.
قامت خديجة وقالت:انا اقنعت امك...وهي هتلم ابوكي،عشان الفرح.
_______________________-
في العربية، خارج القصر....كان قاعد بضيق، مش بيسوق، بيفكر وبس.
بيفكر فيها وهي بتترجاه ميسبهاش....بيفتكر دموعها ال كانت زي إسهُم بتغزوا عليه.
نظر للاسفل وهو ماسك الدريكسيون بقوة، انفاسه عالية وثقيلة، عروق يده ورقبته ظاهرة، مش قادر يبعد ذكرياته وهو بيفتكرها، مش قادر ينسي كلامها....
"دا ابنك...دمك بيجري في عروقه، دا جزء منك"
"متكسرنيش زيهم... مش هستحملها منك...من حبيبي"
"احنا بقينا قصة حُب ملهاش آمل...ملهاش حياة"
كلاماتها كانت زي الرصا*ص بنسبة ليه، رصا*ص حارق يخترق قلبه المتحجر.
فجاة تجمعت دمعة علي حرف عينه تساقطت علي قدميه.
غمض عينه بقوة وتعب، حزن بينهش فيه.
رفع عينه الصقرية الحاده افتكر ال حصل.... افتكر هو عمل ليه كدا.
__________- قبل يومين -_________
دخل القصر بغضب قائلا :اسمااااااء.
مكانش في حد في القصر كلهم في المقابر بيدفنوا عصام.
لكن نزلت اسماء من فوق وقالت:كنت عارفة انك هتيجي هنا...عشان كدا مروحتش.
قرب منها بغضب وقال:وصلت بيكي لكدا....جبتي منين الخباثة دي، عارفة الحقيقة وساكتة.
كانت بتبصله بحده، بخوف...كانت متماسكة وقالت:انا معملتش حاجة غلط.
قال بغضب:انتي كُلك علي بعضك غلط...فاكرة بكدا هتستفادي ايه؟!
ابتسمت بجنون وقالت:هستفاد...هستفاد كتير اوي، هستفاد بأنك تكون ليا.
قال بحده مخيفة: الساكت عن الحق شيطان اخرس.
ابتسمت قائلة :تؤ...انا مسكتش، انا بس بحقق احلامي ال اتحرمت منها...وهي غلطت ولازم تدفع التمن.
شد اكثر علي ذراعها ال التوى تحت ايده وقال:فين الفيديوا؟!
بصتله بنظرة قوية وقالت:مش هتاخده...دليل برأتها في ايدي، وعايز تاخده مني!!!
قال بحده:الفيديو يا اسماء....حياتك هتبقي قصاده.
اتنهدت وقالت:تمام، تمام... حاضر،ال انت عايزه.
خرجت تلفون من جيبها ورفعته قدامه وشغلت فيديوا...
اتصدم بشده من محتواه كان عصام يعت*لي حياه علي الارض ومقرب منها ووجهه في رقب*تها وهي بتصرخ وبتعيط.
رعد قبض علي ايده بغضب جحي*مي.
كمل الفيديوا، لما عصام قال حاجة لحياه وبعدين رجع يكمل عملته لكن حياه مسكت السكينة من علي التربيزة وضر*بتها في بطنه.
جه بعدوا بالظبط فيديوا في الشارع لما عصام رش في وش حياه المخدر واغمي عليها واخدها في عربيته... دا دليل كافي علي برائتها.
قبل ما يمد ايده وياخد التلفون، وقعته اسماء علي الارض وداست علي التلفون برجلها بقوة، لدركة انها كسرته.
بصلها بغضب وقال:انتي اتجننتيييي.
قالت بحده:انا معايا نسخة اخيرة منه...توافقعلي شروطي وانا مش هعمل فيه زي التلفون.
بصله بغضب قادر يحر*قها، لكنه اتنهد وقال بحده:اي هي؟!
ابتسمت وقالت بثقة:نتجوز.
قال:شكلك اتجننتي بقي.
قالت:فعلاً مجنونة بيك انت...وبس.
قربت وقالت :هتتجوزني، دليل براأتها في ايدي...يعني لازم تعمل ال انا عايزاه عشان تاخده.
قال بحده:هقت*لك.
ابتسمت وقالت:مش مهم، حتي لو حاولت انا مش هديك حاجة...دا غير اني لو مُت انت مش هتوصل للدليل.
بصلها بغضب،دي ربطتت ايده ربطت تحكماته.
اكملت بخبث وغل واضح :وهتطلقها...انا مش هقبل اكون زوجة تانية.
قال بنبرة متجمدة:وايه ال يخليني اوافق...ايه ال مخليكي واثقة من انك هتسيطري عليا.
ابتسمت وقالت:هتتعدم...حياه هتتعدم لو انت مجبتش الدليل يارعد، هتستحمل تشوفها ميتة.
قبض علي يده ونظر للاسفل بغضب.
قربت من اذنه قائلة :هتقدر تشوفها بتمو*ت...هي وال في بطنها.
رفع عينه وبصلها بشده وتحدث بنبرة حاده:عرفتي منين؟!
بعدت وقالت:طنط خديجة....عرفت الكل.
نظر لها بعيون مشتعلة، وهي قربت منه وقالت:اكيد هتوافق، في روحين انت متعلق بيهم...هيا،وابنك...لازم تضحي شوية.
رفع عينه الرصا*صية ونظر لها قائلا بحده:ايه ال يخليني اقصدق انك هتديني الدليل.
ابتسمت وقالت:وعد مني، اني هديك الدليل بعد جوازنا...وقتها هتبقي ملكي، مش هحتاج حاجة تانية....بعد اول ليلة بينا، الدليل هيكون في ايدك.
سكت، لازم يعطي حاجة قصاد انه ياخد حاجة، دي مش عايزة جوازه منها وبس، دي بتطالب قربه وعلاقة بينهم كمان.
انفاسه كانت ثقيلة ومخنوقة، ونظر لها.
اسماء:انا مش شايلة اي دليل هنا، انا عارفة تفكيرك برضوا....فا قولت ايه؟موافق ولا....
بصلها بحده وقال:موافق.
ابنسمت بفرحة وقالت:وهتطلقها....قدامي... ولازم تخليها تصدق دا فعلا من كلامك.
بصلها وسكت، وهي لفت واتحركت تجري مكالمة.
وهو... هو كان بيغرق في بحر قراراته... كان بيغرق في بحر ملهوش عُمق.
تاني يوم قالو للعيلة، وحافظ موافقش نظرًا لوفاة عصام...سعاد ال كان كل تفكيرها تقهر حياه زي ما قهرتها علي ابنها.
وخديجة ال كانت موافقة، ومترددتش في الكلام.
با___________ك
فاق من شروده وعيونه الملتهبة من تلك الدموع الذي تتطالب بالتحرر....قال بصوت رجولي مبحوح :حياه...
اعاد رأسه للخلف،ومسح علي شعره بضيق وهو بيفكر فيها، بيفكر في حالتها دلوقتي.
نظر امامه بحده، شغل العربية وشد القير في السيارة وانطلق.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
____بعد اربع ايام...
في قسم الشرطة....في المساء.
كانت مستلقية علي الارض، ضامة نفسها كالطفل الرضيع، نايمة علي جمبها ووجهها للحائط.
وشها بقي شاحب جدا... التعب سيطر عليها، كانت فاتحة عينها وبتبص قدامها بلا هدف.
كانوا الستات قاعدين بيتهامشوا عليها.
-بقالها اربع ايام مش بتاكل كويس...اصلها حامل.
-دي قالت انها متهمة في جر*يمة قت*ل...يعني اعدام.
-لا يابت...دي ممكن يسبوها لبعد الولادة بسنتين وبعدين تتعدم.
-هي مش قالت انها متجوزة...امال فين جوزها دا؟!
-شكله كدا سابها ومش سائل فيها...هما الرجالة كلهم كدا.
تساقطت دمعة مكومة من ذكريات كثيرة علي خدها،ملامحها ثابتة، لكن دموعها بتعبر عن ما بداخلها.
كانت بتفتكر كل حاجة...بتفتكر ايامها معاه، ضحكها، ابتسامتها، نشاطها...حبها.
كله اختفي في لمح البصر، كل حاجة اتبخرت...ما*تت.
دموعها كانت بتنزف....بتنزف وجع، وقهر، وكسرة... كانت بتتخيل انه في حضن غيرها دلوقتي...كانت فاكرة انه خلاص، اتجوز...كانت فاكرة ان حضنه بقي لواحده تانية، مكانها، امانها... بقي لغيرها.
قلبها كان بيصر*خ من الوجع والغيرة...صوت انفاسها اتكتم، روحها بقت جثة هامدة.
فجاة سمعت صوت مشرفة السجن بتقول:حياه الجبالي...يلا اطلعي، التهمة وقعت من عليكي....براءة.
قامت قعدت وبصتلها بشده، قامت بسرعة والستات بيبصوا عليها.
خرجت مع السجّانة، واتجهوا لمكتب الظابط.... مكانتش مصدقة،هي خلاص...هتطلع من هنا، مبقاش في سجن تاني.
حاجة جواها قالتلها رعد، ونبض قلبها رجع تاني، لاخر مرة حست ان في امل.
اتفتح الباب، ولقت الظابط قاعد وشخص واقف امامه وعاطيها ضهره.
نطقت اسمه من بين شفايفها، بصوت خافت ومبحوح:رعد.
لكنها اندهشت واستغربت لما لف لها وبصتله.
ابتسم لها وقرب وقال :فاكراني...انا جون، ال كنت جاي اتقدملك.
بصتله وهي مصدومة،مش عارفة تعمل ايه...بل مش فاهمة حاجة.
اتنهد الظابط وقال: في شخص جه وقال ان هو ال قت*ل عصام الجبالي...رغم اني مش مقتنع، بس الاستاذ جون بين ادلة ان حضرتك ملكيش علاقة بال حصل...والمفاجاة،اننا كشفنا علي البصمات تاني، ولقينا بصمات الراجل ال عليها.
اتصدمت وبصت لجون، بيلبّس غيرها التهمة...عشانها.
كانت هتتكلم بس جون منعها بنظراته، وبعدين لف وبص للظابط وقال:اظن هي دلوقتي مش مجر*مة عشان تتحبس...لازم تخرج.
اتنهد الظابط قائلا :تمام، هتمضي بس علي شوية حاجات هنا.
جون مسك ايدها وبصلها وقعدها علي الكرسي امام الظابط وقال:امضي يا حياه....يلا امضي.
بصتله ،كانت مترددة، خايفة...مش عارفة تعمل ايه.
لكن جون خلاها تمسك القلم، وبالفعل نظرت مطولا للورقة وبعدين مضت بيد مرتعشة.
خلصت وجون قومها ونظر للظابط وقال:مُتشكر لحضرتك.
الظابط:بصراحة انا مش متأكد في ال حصل....بس هدور،وهعرف.
ابتسم جون وقال:ودا شغل حضرتك برضوا...عن اذنك.
جون مسك ايدها وخرج.
________امام القسم.
قالت بحده:انت مجنون، انت مُتخيل ال عملته...ا ازاي تظلم حد عشان تخرجني.
اتنهد وقال بهدوء:وانتي كنتي عايزة تفضلي كدا...في المكان دا، فوقي ياحياه...انتي كنتي عايشة في قصر، وفي الاخر تبقي في السجن.
دموعها اتجمعت في عينها، لكنها قالت بحده:-ملكش فيه...مكانش لازم تتدخل اصلا.
قال :مقدرش اشوفك في الحالة دي واسكت.
قالت بعصبية:وانت مالك؟! حد اشتكالك... انا اشتكتلك!!!
قال بحده:لا...بس مينفعش اسيبك في الحالة دي....مش معني ان رعد اتخلي عنك يبقي انا اعمل زيه.
بصتله بشده وضيق،ونظرت للارض، كأنه واجهها بحقيقة مُرة، حاولت تنساها معرفتش.
اكمل وقال:تبقي انتي محبوسة، وهو ولا شاغل باله....وبيتجوز.
نظرت له.
وهو بصلها قليلا وبعدها اخرج تلفونه وشغله علي حاجة.
قال:بصي كويس، دا بث مباشر علي ال بيحصل في بيت الجبالي دلوقتي.
نظرت للشاشة، كان من الخارج، في الجنينة....البيت متزين بأنوار خفيفة وفي ناس موجودة.... وفي المنتصف كنبة وطربيزة عشان كتب الكتاب.
شافت اسماء واقفة مع خديجة وكانت مبتسمة، ولا كأنها واحده اخوها الكبير لسة مي*ت من اسبوع....كانت لابسة فستان زفاف ابيض انيق.
كانت عينها بتروح للزاوية، عايزة تشوفه، وبالفعل لمحته واقف بكل هيبة وجمود ببدلته السودا، وواقف وراه ايمن.
كان واقف وكأنه مش شاغل بال بحد... لا بيها، ولا بأبنه ال بينمو داخل رحِمها.
تساقطت تلك الدمعة الصا*رخة من اعينها، حطت ايدها علي بقها بتحاول تمنع صوت شهقا*تها الموجوعة.
بصلها جون وقال بجمود:هو بيستعد لكتب كتابه، وانتي هنا قاعدة ايدك علي خدك....انا لو مكانك....هأذيه زي ما اذاكي.
رفعت نظرها وبصتله، كلامه دخل عقلها قبل قلبها، نار الغيرة بتحرق في صد*رها..
اخدت نفس وبصت قدامها بعيون حمراء مكسورة، ولكنها حادة.
لفت ومشيت.
نادا عليها جون وقال:حياه...طب تعالي هوصلك.
قرب منها،لكنها حطت ايدها امامه وقالت بنبرة جافة:مش عايزة حد...سبني لو سمحت.
سكت ووقف مكانه، وهي كملت طريقها في الشوارع مش عارفة تروح فين...لكن جه مكان في دماغها...هتنهي بيه كل الحكاية.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
واقف رعد وايمن وراه.
همس له رعد بحده وقال:بسرعة يا ايمن....انا مش هقدر اكمل، لاقي الفلاشة بسرعة.
ايمن:الرجالة عند بيت صاحبتها...لسة في الطريق.
قال بحده واضحة:قولهم ينجزوا.
اومأله ايمن وبعد.
قرب زيدان من رتد وقال بحده:اتمني تكون عارف انت بتعمل ايه كويس.
بصله رعد ببرود:عارف، مش هاخد اكيد النصيحة منك...ياجدي.
اتنهد زيدان بحده وقال:دي مسخرة... يبقي ابن عمك مكملش اسبوعين في قبره واحنا هنا عاملين فرح.
:خلاص ياجدو...متبوظش فرحتي.
بص زيدان خلفه وكانت اسماء بصلها بقر*ف وقال:مش مصدق انك حفيدتي...مش مصدق انك من عيلة الجبالي اصلا.
ومشي من قدامهم، وهي بصت لرعد وقربت منه مبتسمة وحطت ايدها علي كتفه وقالت:مبروك يا عريس.
مسك معصمها بحده وقال:متخلنيش اتصرف تصرف مش هيعجبك.
ابتسمت وقالت:متقلقش، هخليك تحبني بعد الجواز....اهدي عليا انت بس.
بصلها بحده ولف،لكنها قالت:رعد...كتب كتابنا بعد دقايق، خليك هنا.
مردش عليها واتحرك، خرج ووقف قدام القصر بغضب، طلع سيجا*رته وبدأ ينفث الدخان بحده، وهو بيفكر...مش هيقدر يتجوزها،مش هيقدر يلمسها، هو ملك لواحده تانية...حياه.
فجاة جت شهد بسرعة وهي بتنهج ودموعها متجمعة في عينها.
استغرب وقال:في ايه؟!
رفعت ايدها وكان بها شيء....نظر ليدها وكانت فلاشة حمراء.
بصلها.
وهي قالت بصوت مبحوح:ا انا لقيت دي في اوضة ماما... وشوفت ال فيها، دليل برأة حياه.
مسك الفلاشة بسرعة وبصلها وقال:شكرا يا شهد...انتي عملتي معايا معروف عمري ما هنساه.
ابتسمت بحزن.
وهو كاد التحرك ولكن وقفته مكالمة من هاتفه، مسك تلفونه واستغرب لما قرأ الاسم وكان الظابط.
رد وقاا:الو.
اتاه الرد:اهلت بحضرتك يا رعد بيه...احب اقولك ان المدام حياه خرجت.
استغرب وقال:خرجت ازاي؟!
قال الظابط:في شخص جه واعترف علي نفسه وانه هو القت*ل عصام الجبالي، رغم اني مش متأكد...بس الادلة بتقول عكس كدا، وهي خرجت براءة.
قال رعد :خرجت لوحدها؟!
قال الظابط:لا...مع جون وُولف.
اتصدم ،وقفل التلفون بسرعة، وجري لعربيته بسرعة....حراسه كانوا هييجوا معاه لكنه شاورلهم بحده محدش يلحقه.
ركب العربية وانطلق بسرعة، مسك تلفونه واتصل بجون ال مأخرش في الرد.
قال رعد بغضب:فين مراااتي؟!
سمع تنهيدته وقال بهدوء:مش معايا.
قال رعد بغضب: هي خرجت معاك، هتنطق ولا اجي اسحب روحك.
قال جون بحده:عايز تعرف هي فين!...هي دلوقتي قدام عيادة.
استغرب رعد وقاا بحده:عيادة ايه؟!
قال جون:عيادة نسا...بس للاجهاض.
اتصدم ، الكلام وقف في حلقه، وقلبه وقع اتشل مبقاش قادر يتحرك من الصدمة....لدرجة انه كان هيعمل حا*دثة لكنه لف بسرعة ووقف العربية.
قال جون:راحت تخلص من اخر ترابط بينكم.
قلبه وقف للحظة،مكانش قادر ينطق، لكنه اتكلم بكل قوته وبصوت رجولي مبحوح:فين، العيادة؟!
سكت جون قليلا ولكنه قال:عيادة****،حاول تلحقها بقي و....
ملحقش يكمل عليه لما رعدقفل بسرعة ورمي التلفون جمبه علي الكرسي وداس فرامل بقوة ولف العربية وهو متجه لهناك، المكان بعيد لكنه هيعافر عشان يلحقها قبل ما تنفذ تفكيرها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
امام عمارة قديمة في حي قديم فارغ، منور بتلك الانوار الصفراء الباهتة.
كانت واقفة قدامها تبص عليها رفعت عينها وجت علي الافتة الخارجة لمكان معين، وكان مكتوب عليها اسم دكتورة.
اتنهدت ودخلت للداخل وصعدت علي السلالم الفارغة، واتوجهت لداخل العيادة.
لقت السكرتيرة قاعدة.
قربت حياه وقالت بنبرة جافة:عايزة اعمل العملية.
السكرتيرة:تمام، هتدفعي دلوقتي؟!
نظرت حياه للاسورة الماسية ال في ايدها قلعتها بدون تردد وحطتها علي التربيزة قائلة :دي تكفي.
اندهشت السكرتيرة واخدت الاسورة وبصت عليها وكانت معجبة جدا بتصميمها.
ابتسمت لحياه وقالت:اتفضلي يافندم، من هنا.
اتحركت حياه واتجهت للغرفة، دخلت ولقت مكتب والدكتورة قاعدة عليه.
قامت الدكتورة وقالت:اتفضلي حضرتك.
قالت حياه بصوت مبحوح:انا مستعجلة، مش فاضية...خلينا نعمل العملية بسرعة لو سمحتي.
اتنهدت الدكتورة وقالت:تمام...طب انتي موافقة علي العملية؟! ابو الطفل موافق؟!
سكتت حياه ونظرت للاسفل، اتجمعت دموعها لما افتكرت كلامه... لكنها مطولتش وبصت للدكتورة وقالت:ايوا...مش عايزينه.
جابت الدكتورة ملف وقالت:تمام، امضي هنا...ولازم نعمل فحوصات الاول عشان نشوف هتستحملي ولا لا.
اخدت حياه الملف ومسكت القلم، عينها معلقة علي مكان الامضاء، ابتلعت ريقها، ايدها بترتعش....نظرت للاسفل برعشة في جس*دها بالداخل.
تساقطت دمعة دافئة من اعينها، ولكنها كانت محتر*قة بالنسبة لها.
ولكنها مضت بالفعل، والدكتورة اخدت الملف، واتجهوا لغرفة صغيرة فيها سرير وبعض الادوات المعدنية تخص العملية.
استلقت حياه علي السرير، وبدأت الدكتورة تتفحصها.
وحياه كانت بتبص للسقف، دموعها بتتساقط لوحدها، بحر دموعها مش بيخلص...كانت خايفة، مرتبكة، مترددة.
مش عارفة ال بتعمله صح ولا غلط.
لكنها افتكرته لما قالها"دا غلطة".
اختفت اخر ذرة ضوء في عينها، الظلام سيطر عليها...عينها اتكسرت خلاص، كل حاجة اتكسرت
قالت في سرها بصوت مؤلم:مش هخليك تعيش ال انا عيشته... احنا غلطة...لازم كل حاجة تنتهي.
______بعد وقت.
قالت الدكتورة:تمام...هنعمل العملية،نقسيتك متدمرة الطفل مش هيكون بحالة كويسة لو كملتي، فا الاحسن انك تخلصي منه، دا غير ان عمر الجنين مش كبير....ونسبة الخطر مش كبيرة
اومأت لها حياه بروح فارغة من الاختيار، من المشاعر، من الامان.
اتنهدت الدكتورة ولفت وجابت بعض الادوات المعدنية عشان تبدأ العملية.
______________بعد ثلاث ساعات.
نزل من عربيته بسرعة وهو واقف امام العيادة.... وصل في رقم قياسي.
ماستناش وجري بسرعة ودخل، كان بيطلع علي السلالم، المكان فارغ واضواءه خفيفة، مكان باهت من كل حاجة.
طلع علي فوق وشاف السكرتيرة ال اتخضت منه ومن منظره وعروقه البارزة.
قال بغضب:هي فين؟!
قالت بتوتر:مين؟!
قال بحده:حياه الجبالي.
شاورت علي غرفة الطبيبة، بصلها وجري علي الغرفة فورا ودخل من غير ما يستأذن حتي.
لقي الدكتورة قاعدة علي كرسي مكتبها.
قال بغضب:فين حياه الجبالي؟! مراتي.
قامت الدكتورة وقالت بأسف:انت والد الطفل.
قلبه وجعه وقال بقلق:ايوا...هي فين؟!
شاورت ناحية تلك الغرفة وقالت:مدام حضرتك هناك.
نظر ناحية الغرفة، اتحرك هناك بخطوات بطيقة وثقيلة.
كان قلقان وخايف... خايف عليها وعلي ابنه من تفكيرها... ابنه ال مكانش متقبله في البداية بسبب ماضيه، لكنه استوعب انه هيبقي اب... يعني سند.
ايده كانت بترتعش لاول مرة، اتحرك هناك ومسك مقبض الباب وفتحه.
دخل واتصدم، شافها قاعدة علي الارض بتعيط وماسكة معدتها بألم،وبتبص في مكان معين في الغرفة...كانت منهارة وكأنها ندمانة، مقهورة.
ابتلع ريقه من تلك الغصة القا*تلة....عينه اتحركت ناحية المكان ال بتبص عليها.... كانت تربيزة معدنية عليها علبة معدنية كبيرة.
عينه جت علي ال في داخل العلبة واتصدم، الزمن وقف،الانفاس اتقفلت، الاحاسيس ما*تت.
كانت كتلة حمراء، مليئة بالدم الدافيء... كتلة ميتة،روح مقتو*لة.
اتصدم ،صدمته ضر*بت قلبه المتحجر بقوة جعلته يتحرك بألم.
حرك رأسه وبصلها هي، مكانتش شايفاه، عينها بس علي التربيزة وبتعيط.
عيونه اسودت، وعروق ايده ورقبته ذادت بروزاً... قبض علي ايده بقوة وهو ينظر لها، استوعب انه خطئهم هما الاثنين، لكن خطئها كان اكبر...كان تدمير لكل حاجة، لكل لحظة لكل وقت....
صدق كلامها فعلا....
وكما قالت"قصة حُب ليس لها آمل...ليس لها حياة".
↚
شاف ابنه الذي لم الذي لم يكمل الشهرين في رحمها، بقي كتلة دما*ء...ملامح غير واضحة، غير مكتملة.... وقف الزمن، الحركة وقفت والوقت ثبت، كل شيء اتبخر في الهواء الذي يخنقهم لا يحييهم.
بصلها،كانت لسة بتعيط بصوت مكتوم، دموعها بتنزف كأنها شلال غزير.
دموعه اتجمعت في عينه الحادة....انفاسه بدأت تثقل وتتعالا في نفس الوقت.
قبض علي ايده بقوة وقرب منها بخطوات ثقيلة.
وقف قدامها، ونزل علي ركبته وهو ينظر لها....اخيرا لاحظت وجوده ورفعت عينها المتورمة من البكاء ونظرت له.
اول ما تقابلت عيونهم، تساقطت تلك الدموع منه....ذالك الرجل الذي يظهر بروده وجموده امام الجميع، بكى امام تلك الصغيرة، دموع رجل حقيقية، لم تكن دمعة او اثنتين، بل كانت كالبحر الغائر، الذي انتفضت مياءه.
شاور بيديه المرتجفة ناحية تلك الكتلة الحمراء وهو مازال ينظر لها...
قال بصوت ضعيف، وملامح مكسورة:- د دا ابني؟!
كانت تنظر له توقفت عن النحيب، لكن لم تتوقف دموعها...سكتت مردتش.
كان منتظر ردها، قلبه بيتقت*ل من الفضول، كان عايز يسمعها بتقوله لا لكن....سكوتها كان هو الاجابة.
حط ايده علي الارض ونظر للاسفل، كان بيعيط،مكانش مصدق ال عملته...ابنه جزء منه كان في رحمها بينمو...لكنه ما*ت، فقد حياته قبل رؤيته للعالم.
سمعته بيقول بصوت مبحوح:ليه؟! عملتي ليه كدا!!!
سكتت،كانت تنظر له وبس.
رفع عينه الحادة ليها، ومسك دراعها بقوة وقام وقف ووقفها معاها، ضهرها كان للحيطة وهو بيضغط علي دراعها بقوة وهي حاطة ايدها علي بطنها بأ*لم.
قال بصوت حاد مكسور: عملتي ليه كدا؟!...مكانش لازم تعملي كدا ...انتي اتجننتي،بتقت*ليييه.
زقته في صد*ره بعصبية ونظرت في عينه بقهر قائلة :اوعييي...وانت مهتم ليه اصلاااا، مش انت ال كنت عايزه ينزل...مش انت السبب، انا مليش ذنب... انت السبب في كل حاجة، انت ال وصلتنا لهناااا...انت ال سبتنا من الاول، مش هو دا ال انت عايزه، مش دا ال قولته....
اتبدلت ملامحه للغضب قائلا :عشااانك...عملت كدا عشااانك انتي...مكنتش عارف انك غبية وهتعملي كدااا فعلااا...مكنتش متخيل انك تفكري حتي في كدا...دا ابنننك.
قربت منه وضعت صباعها علي صد*ره وهي بتضغط وهي تنظر له بكر*ه قائلة بنبرة باردة :مفيش غبي هنا غيرك...انت ال كنت فاكر ان كل حاجة هتمشي بدماغك...مش هيكون في حد خسران...غيري انا معملتش غير ال يفيدني.
قال بغضب قاتم:-هو دا ال هيفيدك؟!
شاور علي ذالك الجنين وقال: تقت*ليه...تقت*لي ابننا!!!
ملامحها كانت متجمدة،لكن مرتعشة وباهتة، دموع في عينها قاسية بتطعنه.
مسك كتفها وقال بنبرة ضعيفة:انا عارف اني غلطت بكلامي معاكي، بس انا عملت كدا عشانك...مكانش لازم تعملي كدا، دي روح بتجمعنا سوا.
بعدت ايده وقالت بضيق وحده:انت عملت كدا عشان نفسك...افكر فيك ليه وانت رمتني وبتتجوز النهاردة، رمتني زي شيء ملوش قيمة في السجن، سبتني اواجه مصيري لوحدي وانت عارف ضعفي....وفي الاخر ييجي الغريب يخرجني، وانت قاعد مع السنيورة.
نظر لها صوته الحاد كان بيخترق قلبها :- فرحانة اوي يعني!!! دا لبّس غيرك عشان تطلعي، ضميرك مش مأنبك...واحد غيرك بيدفع تمن غلطتك.
صرخت به قائلة بانهيار:مش غلطتييي، ابن عمك هو ال شخص زبا*لة...دايما كان بيحاول يقرب مني ويلمسني وانا صغيرة، وانا اسكت...محدش كان شايفني، محدش كان حاسس بيا، انا مش مضايقة انه ما*ت لازم يدفع تمن اعماله الو*سخة.
نظر لها بشده وقال:كان بيقرب منك؟!
ضر*بته في صد*ره وقالت:كلكم زي بعض...كلكم نفس التفكير مش بتفكروا غير في نفسكم وبس...ب بسببك قت*لت ابني.
سكت نار بركانية بتاكل فيه، من ابن عمه...ومنها.
قرب منها اكتر وقال بصوت مكسور ولكنه حاد: تمام... بس ال عملتيه غلط...غلط هيدفعك كتير...دا ابننا،روح ملوش ذنب في ال حصل.
بصتله بثبات وقالت بعيون مكسورة:دا غلطك انت...مكانش لازم تقرب مني من الاول...كل ال حصل غلطة، حياتنا غلطة، ابننا غلطة...مفيش حاجة صح.
نظرت للاسفل بدموع وقالت بصوت مخنوق :-مكنش لازم نكون مع بعض من الاول... حكايتنا وقفت في طريق مسدود.
عينه احمرت بغضب،وجهه بقي حاد بشده، ال حصل هينهي كل حاجة.
قربت منه اكتر وشاورت علي الجنين وقالت:انت اتخليت عنه...يبقي احتفظ انا بيه ليه... يمكن عشان انا الهبلة الطيبة الضعيفة، ال هضحي ومش هقدر اعمل كدا...صح؟!
قال وهو بيضغط علي اسنانه بحده:دا ابني.
ابتسمت بسخرية ووجع قائلة :ولله!!! دا انت حتي مفرحتش لما عرفت بوجوده، جاي دلوقتي تقولي ابني...زعلان عليه؟! حسيت بالضعف ال انا حسيت بيه دلوقتي، حسيت بالكسرة.
سكت، عينه في عينها، شايف برودها ال ظاهر امام وجعها وصراخها من الداخل.
كملت وقالت:انت قولتلي نزليه...وانا سمعت كلامك اهو، انت ال رميته...انا قاعدة في السجن ابكي وقلبي يوجعني وبمو*ت، وحضرتك!!!...حضرتك بتتجوز واخر شياكة.
قربت منه ومسكت البدلة وقالت بابتسامة خفيفة لكنها مكسورة : متشيك ومظبط نفسك وبتستعد لكتب كتابك مع مراتك المستقبلية، وانا زي الزبا*لة في السجن، دموعي علي خدي وبس.
مسك معصمها بحده وقال:كنت مجبور، عملت كدا عشان براءتك.
ابتسمت لتاني مرة بسخرية قائلة :عشاني...وكنت مجبور!!! ال اعرفه انك رعد الجبالي ال ميقدرش عليه حد غير ربنا، ايه؟! بقيت مجبور دلوقتي!!!
ابتلعت ريقها بألم وقالت بصوت مبحوح باكي:مبقتش عايزاه، عشان كدا نزلته...مبقتش طايقاك،ولا طايقة اي حاجة تربطك بيا، خلصت منه، مبقش طايقة نفسي، كان افضل ليه يروح...دا غلطة....انت كمان، كان باين في عينك انك مش عايزه، عشان كدا اجهضته...قبل ما انت تفكر في كدا.
مسك ذراعها بحده :وانتي ال هتقرري يمو*ت ولا يعيش...بقيتي بتقرري في حياه غيرك دلوقتي.
نظرت في عينه وسكتت.
قال بحده ولكن بصوت مكسور:انا مكنتش عايزه في البداية، ب بس مكنتش هخلص منه...مكنتش هقت*له.
رفعت عينها وبصتله بنظرة باهتة ومكسورة وقالت:بس انت قت*لتني انا...يبقي هيعيش ازاي؟!دا بياخد انفاسه مني انا، وانت خنقتني بأيدك، انت ال كسرت اخر حاجة بينا.
ساب دراعها ورجع خطوة للخلف بضيق في قلبه، ضيق بيخنقه...بيقبض علي ايده بقوة وبينظر للارض، ميقدرش ينكر انه غِلط فعلاً...غِلط بكلامه معاها، بس دا كان طلب من شخص اناني.
قالت بدمعة دافئة تساقطت من اعينها المتعبة.
وقالت:خلصنا...مبقاش في حاجة تربطنا، كل واحد يروح لحاله، مبقناش ننفع لبعض...كل حاجة اتدمرت...انا وانت من البداية القدر كان مسيطر علينا...وهو نفسه ال فرقنا، مكانش في حب اصلا...دي مجرد علاقة مكسورة كنا بنحاول نلم فيها، لكنها هتفضل مكسورة للابد.
ابتلع ريقه من تلك الغصة القوية، ورفع نظر ليها كانت نظرة غاضبة، حاده... ضعيفة.
قال بذالك الصوت الرجولي المكبوت من الغضب:عندك حق...مبقاش ينفع،حكاية مقتو*لة مينفعش تعيش.
لف وعطاها ضهره،نظر لتلك الكتلة الدموية بحزن ووجع في قلبه الباكي المسجون.
قالت بنبرة كسرته اكتر، نبرة ضعيفة وباكية:انا مليش ذنب، انا مجرد بنت اسمها حياه...مأخدتش في الدنيا دي غير المو*ت.
قبض علي ايده بحده ونظر امامه وقال بنبرة متجمدة:صح...الغلط كله عليا...انا ال غلطت من البداية.
لم تفهم ماذا يقصد بهذا الكلام....
لكنها قالت بنبرة باهتة:سلام يارعد...لاول مرة بقولك...بتمني اننا منتقابلش تاني.
مردش عليها.... وبعدها اتحرك بخطواته الثقيلة الغاصبة للخارج، كل شيء انتهي....لن يروا بعضهم مجددا....وقد انتهي ذالك الحب.
قعدت تاني علي الارض وهي تنظر له...كان ملامحها ثابتة، لا تبكي لا تتحدث ولكنها مخنوقة.
وبعدما ذهب واغلق الباب وراءه....انفجرت في البكاء غص*ب عنها....حطت ايدها علي قلبها وكإنها بتمنعه من الخروج للحاق بِه.
حطت ايدها التانية علي فمها بتكتم صوت شهقاتها العالية، كانت بتكتم روح مكسورة بتصر*خ وعايزة تخرج.
لسة بتحبه، لكنها تماسكت، مبقتش عايزة تعيش العيشة دي....كرامتها اتهانت كتير،منه...او من اهله، مش عيلتها قررت انها تنهي كل حاجة وتبعد...يمكن البعد يشفي الجروح.
ضمت رجلها ليها وحضنتها زي الطفلة المحبوسة.
قالت بصوت خافت مرتعش، بدموعها الغزيرة وقالت:مش هينفع...لازم كل حاجة تخلص، مش هقدر استحمل اكتر...هصبر، نصبر وكل حاجة هتمُر مع الوقت...كل حاجة هتعدي...اهه قلبي،هدفنه جوايا...كل حاجة هتتدفن.
انهارت اكتر قائلة بوجع:مش كل حاجة زي الرويات...مش كل حاجة بترجع احسن من الاول...مفيش حاجة ميتة بترجع.
دفنت وشها علي رجلها وانهارت بألم... وجع في قلبها لا يُحتمل، صداع في عقلها يقت*لها...وجع في عينها بيحرقها.
فجاة اتفتح الباب، ودخل شخص.
حياه خبت وشها بين ايديها وهي بتحاول تتماسك.
قرب منها الشخص ومسك دراعها بهدوء وقومها ووقفت وهي بتبص في الارض بتعب وملامح ميتة.
دخلت الدكتورة، وبصلها الشخص وقال:حسابك وصلك.
اومأت له الطبيبة وقالت:تمام يا مستر جون.
نظر جون لحياه وقال:يلا ياحياه...خلينا نلحق الطيارة.
واتحرك وهو يمسك ذراعها بيسندها... وهي ماشية معاه جثة هامدة، مش شايفة حاجة قدامها....لكنها عارفة رايحة فين.
اتحركوا ولكن قبل ما يطلعوا، عينها جت علي العلبة المعدينة، وتحديدا علي الجنين الذي في العلبة.
افتكرت ملامح رعد وهو بيعيط...وكأنه اتهزم في معركة.
حطت ايدها التاتية علي بطنها ونزلت دمعة موجعة...دمعة تختم كل شيء... وبعدها اتحركت مع جون.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد ساعات....في القصر.
كل العيلة متجمعة، والمعازيم مشيت.
اسماء كانت رايحة جاية والعصبية علي ملامحها، رن تلفونها وردت بسرعة وقالت:ها، راح فين؟!
: خرج بقاله خمس ساعات من عمارة قديمة في القاهرة، وماشي بالعربية اهو وقرب يوصل القصر.
قالت بحده:كان بيعمل ايه في العمارة؟!
قال:معرفش، بس طلع ووشه مضايق اوي.
اتنهدت وقالت:طب اقفل انت.
حافظ باستغراب:بتكلمي مين؟!
سكتت اسماء بضيق.
قالت سعاد بعصبية:يمشي ويسيب كتب الكتاب كدا...فضحنا قدام الناس.
زيدان بحده:ولما قررتوا تعملوا فرح وابنك لسة ميت يا سُعاد، دا كان ايه؟!
سكتت بضيق ومردتش.
كانت سهير بتبص لاسماء بشكل غريب...كانت عارفة السر.
_______بعد وقت.
دخل رعد البيت، لكن ملامحه كلها حزن وضيق، بيبص في الارض قابض علي ايده بحده...وداخل مش شايف حد وبيتحرك متجه للسلم.
وقف حافظ وقال بحده:كنت فين يارعد...هو دا ال هتتجوز وبتاع، ازاي تسيب بنتي في الحالة دي.
مردش عليه وكمل مشي لحد ما وصل لدرجة السلم.
لكن اسماء مسكت دراعه بغضب وقالت:استني هنا، رد عليا.
لف وجهه ونظر لها، نظر ليديها الذي تمسك به، وبعدين بصلها ملامحه اتبدلت للشر.
وهي كملت بعصبية:ازاي تسي....
صفعة قوية جنونية نزلت علي خدها، اوقعتها ارضا.
سكو____ت تام... الكل بقي في حالة صدمة من تغيره المفاجيء.
اسماء رفعت وشها وبصتله بخوف وصدمة، وايدها علي خدها ونقطة دم كانت علي شفايفها.
قرب منها ومسكها من شعرها من الخلف وقومها بقوة وهي بتصر*خ من الالم.
نظر في عينها، وهي بصتله عينه كان فيها شيطان بيستعد للقتل.
قال بنبرة غليظة مخيفة:وعزة وجلالة الله، لاخليكي تندمي علي اليوم ال فكرتي تُروّضي فيه شخص زيي...هتدفعي تمن كل لحظة خلتيني امشي فيها ورا الكلامك الو*سخ.
حافظ بغضب:سيب بنتي يا رعد...ماسكها ك....
قاطعه رعد بصوت غاضب:محدش يدخلللل.
سكتوا، خصوصا خديجة ال كانت بتبصله بدهشة.
نظر رعد لاسماء بحده مليانة شر، وخبث وقال:مش انتي بتحبي الابتزاز...انا هعلمك بيبقي عامل ازاي...مش عبيطة زيك ال تيجي وتلعب معايا.
نظرة الخوف كانت علي ملامح اسماء، لكنها قالت:اياك تتهور، متنساش ان انا معايا ال....
سكتت بصدمة لما رفع الفلاشة قدامها وهو بيبصلها بحده، بداخله وحش يريد التحرر للانقضاض.
قال بنبرة رعبتها وخلتها مش قادرة تقف:مبقاش حاجة اخسرها...يبقي استعدي بقي...ولو علي ال فيها، كل حاجة راحت للبوليس خلاص.
اتصدمت وانفاسها تعالت بخوف، وهو لسة ماسك شعرها الذي كاد الخروج في يده.
بعد عنها وقال بحده:يا انا، يأنتي يابنت الجبالي.
ولف وطلع لفوق...سابها واقفة مكانتش مرتاحة انه سابها دلوقتي، الخوف كان مسيطر عليها...معني انه سابها دلوقتي يبقي ال جاي يخوّف.
خديجة لاول مرة كانت خايفة من ابنها وتصرفه، دايما كان شخص عاقل، لاول مرة تشوف النظرة دي في عينه.
قرب حافظ من بنته وقال:انتي عملتي ايه؟!
شهد :انا هقولكم عملت ايه؟!
نظرو لها وهي بصت ناحية اسماء بضيق وحكت كل حاجة.
قام زيدان بغضب وبص ناحية اسماء:بقي كل دا يطلع منك.
سعاد بعصبية:هو ايه دا كل ال يطلع منها!!!...في النهاية دي قت*لت ابني، دي حاجة قليلة عليها.
زيدان بحده:بطلي غل وحقد بقي...البت معملتش حاجة ليكوا طول حياتها،من يوم ما جت وانتي معاكي مشكلة معاها، ايه هي! الله اعلم.
بصت سعاد لحافظ وقالت بعصبية:انت هتسيبوا يكلمني كدااا...مش هترد؟!
بصلها حافظ بحده وقال:كل ال بيحصل مسخرة...مبقتش عارف اقف مع مين ولا مين!!!
ولف وطلع علي اوضته، وشهد وسهير طلعوا.
زيدان دخل اوضته، وخديجة نظرت للاعلي وطلعت.
سعاد بصت لاسماء وقربت منها وقالت:يلا روحي اوضتك.
اسماء كانت بتبص في الارض بتوتر وقالت:ا انا خايفة ياماما. سعاد:مش هيقدر يعمل حاجة...هقول لخديجة وهي هتهديه.
سكتت اسماء...والخوف علي وشها، لكنها اتحركت مع امها.
_____________________
في غرفة رعد.
دخل بغضب،لكن اول ما قفل الباب قناع ضعفه ظهر.
ق*لع جاكت بدلته، اتجه ناحية الكنبة ال كانت قدام النافذة بالظبط.
قعد علي الارض وسند ضهره للكنبة ووجه للنافذةينظر لضوء القمر الذي اصبح معتم.
رفع ركبته ووضع عليها ذراعه....ملامحه باهتة وحزينة.
افتكرها، افتكر كل حاجة وصلتهم لهنا.
نزلت دمعة حزينة من عينه الحادة.
نظر لذالك القمر،افتكر ايامهم سوا لما كانوا علي الجبل.
."انا واثقة فيك".
."انت مش واحد غريب...انت جوزي".
."رعد".
كلامها مش قادر يفارق دماغه...هاجمته تلك الذكري وهو شايف كتلة الدم الحمراء...
غمض عينه بوجع وهو يتذكر طفله الذي لم يكتمل نموه حتي داخل رحمها....حس بسكينة بتغرز في قلبه، وكأنه هو ال بيشدها ناحيته.
كتم انفاسه من الخنقة ال فيها...رفع رأسها ونظر للاعلي... بكى، بكى من الفراق...كل حاجة خلصت، كل حاجة انتهت...مش عارف هيشوفها تاني امتا...
"مبقتش طايقاك...مبقتش طايقة حاجة تربطك بيا"
كان بيتذكر كلامها ال بيغزو عليه...مكانش شايف لمعة الحُب تاني في عينها، يالا السخرية... لقد انهت علي طفلهم، علي اخر خيط ترابط بينهم...كيف سيكون لهذا حُب!!!
اخرج شيء من جيبه ورفعه قدامه...كانت تلك الاسورة ال اعطاها اياها،شافها مع السكرتيرة واخدها ووضع مكانها مبلغ مادي.
نظر للاسورة ال لسة ريحتها فيها...احتضنها بكف يده ونظر للبلكونة.
شافها...شافها واقفة ومبتسمة ابتسامتها البريئة، لكنها بترجع للخلف... لفت واتجهت للسور وتدريجيا بتختفي من امامه، وكأن العقل والقلب يخبروه بأن كل شيء ذهب...لم يعد يوجد مفر من الواقع.
خديجة فتحت الباب بخفة، وشافته...شافت ابنها مكسور، لاول مرة...حتي بعد مو*ت فهد مكانش كدا، كا ثابت وبيفكر ينت*قم وبس... دلقوتي الانتقا*م جه عليه هو، هو ال اتكسر في الاخر...بس مش لوحده.
لفت وخرجت بحزن وقفلت الباب، اتجمعت دمعة علي طرف عينها ومشيت.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في اوضة اسماء.
دخلت سهير والحده واضحة علي ملامحها.
اسماء كانت لسة بالفستان الابيض، وقاعدة بترتعش وحاطة ايدها علي رأسها وبتنظر للارض.
قربت سهير وقالت بحده:وفي الاخر، كل حاجة باظت اهو...استفدتي ايه بقي؟!
بصتلها اسماء بحده وقالت:ملكيش دعوة...امشي.
سهير قربت منها قائلة :انا كنت عارفة كل حاجة، وسكت...كنت عارفة خباثتكم وبرضوا سِكت...وفي الاخر، عصام راح...وانتي هتروحي.
بصتلها اسماء بشدة.
كملت سهير بنظر قوية:اومال!!! انتي فاكرة رعد هيسكت...هو يبان هادي وبارد، بس وراه حاجة تخوّف وانتي عارفة كدا كويس.
انفاس اسماء تعالت وسهير كملت قائلة:بصراحة مش زعلانة علي مو*ت عصام...هو يستاهل، بس انتي صعبانة عليا...حياتك هتتدمر...مش بعيد يقت*لك.
قالت اسماء بعصبية:اطلعي براااا.
ابتسمت سهير وقالت:طالعة اهو...واشبعوا بيها،انا خلاص هاخد حق جوزي وامشي اشوف حياتي...كفاية قذ*ارة لحد كدا.
ولفت وخرجت من الاوضة، واسماء مسكت مزهرية ورمتها علي الباب بغضب وخوف.
قعدت علي السرير تفكر هيعمل فيها ايه ياترا؟!
لكن جه في بالها حاحة واستغربت قائلة :بس فين حياه دلوقتي؟!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
___________بعد اربع سنوات______في فرنسا"باريس"
في فيلا فخمة...وتحديدا في المساء.
نزلت علي السلم وهي ترتدي هودي ابيض بدون قبعة وبنطال جينز ازرق...وسايبة شعرها.
نزلت وظهرت ضحكتها البريئة.
كان في راجل قاعد علي الارض وعاطيها ضهره...وطفل صغير في بداية الرابعة من عمره...وكانو يلعبون سوياً،وحوليهم العاب كتيرة.
قربت وقعدت معاهم وابتسمت وقالت:كل شوية هلم من وراكم كدا...ما تعقل شوية يا يونس.
نظر لها وكان جون، ولكنه دخل الاسلام واصبح اسمه"يونس".
ابتسم وقال:معلش ياحبيبتي، مش بشبع منه.
نظرت للطفل وابتسمت، وهو قرب منها واخدته في حضنها تضمه علي صد*رها.
قالت الطفل بابتسامة:انا جعان يا ماما.
ابتسمت وقالت:طب اجري في المطبخ عند دادة صوفي.
قام وجري متجه لهناك، لكنه وقع، بس قام تاني.
قالت بقلق:عديّ خلي بالك.
ابتسم واتحرك للمطبخ.
قامت وقفت ومعاها يونس.
ضحك يونس بخفة وهو ينظر له:الواد دا شقي علي فكرة.
ابتسمت وسكتت وهي تنظر ناحية المطبخ.
قرب يونس من خلفها وحضنها، لكنها اتخضت وبعدت فورا وبصتله قائلة بحده :يونس.
نظر لها بضيق وقال:ايه؟! متنسيش اني جوزك.
ابتلعت ريقها واتنهدت ونظرت له بضيق وتوتر وقالت:مش دلوقتي. قال بضيق واضح:لحد امتا يا حياه...بقالنا تلت سنين علي الوضع دا، محدش بيقرب من التاني.
قالت بأنفعال:قولت مش دلوقتي.
سكت، نظر لها وبعدين اتحرك واتجه للمطبخ.
نظرت لايدها، رجعت الحالة الرعشة المستمرة...انفاسها ذادت وكأن قربه منها بيفكرا الماضي.
لفت واتحركت ناحية المطبخ وشافت عديّ بياكل عادي، ويونس بيجيب حاجة من التلاجة.
ونظرت تحديداً لعديّ
____________بعد وقت.
في غرفتها، كانت ترتدي بيجامة زرقاء اللون، قاعدة علي السرير وعديّ قاعد علي رجلها وبيتفرجوا علي كرتون في الاب توب.
بصلها عدي وقال:ماما...هو بابا يونس مش بينام معانا ليه؟!
اتنهدت بضيق وقالت:عديّ قولتلك متقولش بابا، اسموا عمو يونس.
سكت عدي بضيق ولف وجهه ونظر للاسفل وعقد ذراعيه.
اخدت نفس وحضنته من الخلف بقوة وقالت:في ايه تاني؟!
قال بضيق:الولاد في الحضانة بيسألوني مين باباك، وبخاف اقولهم عمو يونس عشان انتي متزعليش.
سكتت ،الحقيقة ال مش قادرة تواجهها بتهاجمها كل يوم بمجرد كلام بسيط.
قالت:متردش عليهم ياحبيبي.
حاولت تلطف الجو وقالت:واه صح، مش قولنا تقول التشايلد كير...مش الحضانة، احنا هنا في فرنسا.
قال بغي*ظ:كلهم مكان للتعليم وخلاص هو لسة ناقص لعبكة.
ضحكت عليه وشدته لحضنها اكتر.
قعدت تلعب معاه وفي النهاية...نام.
كان مستلقي جمبها وهي بتعيد خصلات شعره الصغيرةالناعمة للخلف وبتتأمل ملامحه.
فجاة ،شافت فيه شخص تاني ملامح شخص تاني مطابقة لملامح ابنها.
بعدت بخوف ،انفاسها عالية بشدة.
ابتلعت ريقها ،قامت من علي السرير واتنهدت وحاولت تهدي.
خرجت من الغرفة ونزلت للاسفل، المكان كان شبه مظلم، كانت بتمسح علي جبينها.
دخلت المطبخ وفتحت التلاجة ال عطي نور للمكان.
اخذت زجاجة مياه وقفلت باب الثلاجة، ولفت غطا الزجاجة ولفت.
صرخت بقوة وخوف ووقعت الزجاجة من ايدها.
شافت قدامها مشهد، مشهد لتلك الكتلة الحمراء، لكن مش بتبصلها هي...كانت بتبص لذالك المكسور وهو ينظر للصندوق ويبكي، كانت شايفة ضعفه ودموعه.
نزلت دمعة من عينها، وبقت زي المغيبة... فجاة لقت ال حط ايده علي كتفها.
اتخضت ورجعت خطوة للخلف.
قال يونس بأستغراب :في ايه؟!
ابتلعت ريقها وبصتله بتوتر ومسحت دمعتها وقالت:لا مفيش حاجة.
قال:عديّ نام؟!
اتنهدت وقالت:ايوا.
قال:انتي هتروحي مكتبك بكرا؟!
قالت:ايوا...هروح.
ابتسم وقال:القضية رقم تلاتة مبروك.
ابتسمت بخفة وقالت:لسة متخرجة ومكنتش متوقعة كدا بصراحة.
قال:انا اصلا عايزك تبقي المحامية عندي في الشركة.
قالت:لا، عايزة اشتغل لوحدي، مع نفسي كدا.
اتنهد وقال يونس:احم...تمام،طب هتنامي فين؟!
استغربت وقالت:مع عديّ، هنام فين يعني.
قرب منها وقال:طب ما نامي معايا الليلة.
سكتت بضيق ونظرت للاسفل.
اتنهد بضيق قائلا :حياه...مش هينفع كدا،لازم نتأقلم كويس مع بعض، ولازم نقرب واحدة واحدة.
نظرت له وقالت:ارجوك يا يونس...معلش،سيبني علي راحتي.
اتنهد ونظر لها وقال:تمام يا حياه...ال يريحك.
ونظر للارض وشاف الزجاج المكسور وقال:خلي بالك لتتعوري، اطلعي وبكرا صوفي تنظفهم.
مسك ايدها وخرجها من المطبخ، لكن هي تفكيرها في شيء تاني...ومكان تاني...وشخص تاني.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مصر، وتحديدا في القاهرة...فيلته.
دخل في وقت منتصف الليل، الفيلا كانت ظلام، مش فيها اي روح او حركة...هدوء قا*تل.
طلع بخطواته الثقيلة للاعلي ودخل تلك الغرفة.
قلع جاكت بدلته، وبعدها ساعته.
اتجه لطرف السرير وقعد ووضع هاتفه علي الكمود بجانبه.
رن الهاتف، حرك اعينه الصقرية له وكان رقم متسجل"امي"
اغلق الهاتف... وقلع جزمته الجلد.... واستلقي علي السرير، نظر للسقف.
ملامحه كانت كما هي لكن بقت قاسية اكتر، حادة زيادة...تعب اكبر.
كان وحيداً، من عمله للبيت ومن البيت للعمل...حتي انه يقضي اكثر اوقاته في العمل، كي يستطيع النسيان.
اخرج تلك الاسورة الذي مازال يحملها في جيبه دائما كي يتزكرها...قد علم بأنها ذهبت للابد...ذهبت ولن تعود.
اغمض عينه قائلا بتنهيدة قوية:يارب.
ولم تمر دقيقة وقد اتاه اتصال.
امسك الهاتف بهدوء وكان ايمن.
رد بدون ان يتحدث.
قال ايمن:جاهز؟!...افتتاح الاسواق بعد يومين...لازم تسافر الليلة.
اتنهد رعد وقام قعد علي طرف السرير وقال بجمود:تمام...جهز الطيارة.
ايمن:ماشي،انا هستناك في المدرج....انا واثق فيك.
سكت رعد.
قال ايمن محاولا المزاح:انت هتكسر فرنسا يا جدع.
↚
اتنهد رعد وقال:اقفل يا ايمن...اقفل.
حمحم ايمن وقفل.
قام رعد واتجه للحمام، كي يستحم ويستعد.
"وها قد بدأ القدر بخطوته"
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
خديجة قاعدة علي الكرسي ووشها حزين...ماسكة التلفون في ايدها وبتبص عليه.
خرجت سعاد من المطبخ وعلي ملامحها الضيق ايضا...وقعدت جمب خديجة.
بصتلها خديجة وقالت:في ايه يا سعاد؟!
سعاد بحزن:البت اسماء، من يوم ما اتجوزت وحالها مش عاجبني.
خديجة باستغراب:ليه؟!
سعاد:بحس ان جوزها بيضر*بها، بس لما بواجهها بتنكر.
خديجة:وايه ال مخليكي حاسة كدا؟!
نظرت سعاد لها قليلا بغموض وقالت بنبرة متضايقة:في النهاية دا صاحب ابنك...حاسة ان ال بيحصل انتقا*م.
قالت خديجة بحزن:علي اساس بقينا بنشوف رعد يعني...كل شوية يسافر اميركا ويرجع مصر...ولا مرة فكر لما بينزل مصر ييجي يبص عليا...مبقاش بيكلمني، مبقتش بشوفه.
نظرت سعاد للقصر وقالت: كل حاجة اتغيرت في القصر دا، حتي صحابه...حاسة بضلمة بتحاوطنا.
سكتت خديجة ونظرت للاسفل.
دخل حافظ القصر ونظر لسعاد بجمود وقال:ابويا نام؟!
قالت:ايوا، اخد الدوا ونام.
اتنهد واتجه لفوق في غرفته.
نظرت له سعاد وقالت:حتي هو اتغير.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الصباح ____في فرنسا.
نزلت حياه وهي لابسة بدلة نسائية لونها اسود...وعاملة شعرها ديل حصان... اجل لقد نزعت الحجاب.
كانت بتفتش في شنطتها قائلة بصوت عالي قليلا:يلا ياعديّ...هنتأخر علي الحضانة.
نزل وهو يرتدي بنطال اسود وقميص ابيض وقال بغي*ظ:مفيش في يوم كدا تاخديني اجازة.
لفت وبصتله ونزلت لمستواه وقرصت خدوده وقالت:لا يا حبيبي، لازم تتعلم.
قال :هو انا كدا بتعلم، دا العيال هناك يحرقوا الدم...لازم اتكلم معاهم بلغتهم.
ضحكت عليه وشالته وقالت:طب يلا يا لِمض.
نزل يونس وهو بيعدل بدلته وقال:ها، يلا لبست خليني اوصلكم.
عديّ وحياه بصوا لبعض وضحكوا.
يونس بشك:في ايه؟! شعري بايظ؟!
ضحكوا عليه، وحياه نزلت عديّ وهو قرب من يونس وقال:بنطلونك يا يونس.
نظر يونس للاسفل واتصدم كان لابس شورت واسع زي بتوع الكورة.
قالت حياه بابتسامة: انت اتفرجت علي مباراة امبارح ولا ايه؟!
جري بسرعة من قدامهم وطلع لفوق.
ضحكوا عليه، وعديّ جري علي حياه ومسك ايدها وخرجوا من الفيلا ينتظروه بالخارج.
___________بعد وقت
في السيارة.
نزلت حياه وهي واقفة امام التشايلد كير وبتشاور لعُديّ ومبتسمة...وهو دخل.
لفت وركبت العربية. قال يونس:في بعد يومين حفلة، افتتاح الاسواء وشركتي ضمن منهم.
قالت وهي بتخرج هاتفها من الشنطة:وهو ضروري اجي يعني؟!
قال بهدوء:اكيد...كل رجال الاعمال هييجوا،مع زوجاتهم...لازم تيجي انتي كمان.
نظرت له وقالت:خلاص ماشي.
ابتسم واتحرك بالسيارة يوصلها لمكتبها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مطار فرنسا، وتحديدا في مدرج خاص.
نزل رعد من الطيارة بجمود، يرتدي بدلتهُ الرسمية السوداء، بنظارة شمسية سوداء قاتمة.
وراه ايمن وبعض موظفين شركته من اميركا.
اتحرك لعربيته، وكاد السواق يفتح الباب...لكن رعد اخد منه المفتاح ولف وركب السيارة وساق هو.
استغرب السائق، وقرب منه ايمن قائلا :اذهب انت.
اومأله السائق ومشي.
نظر ايمن ناحية السيارة الذي تختفي من امامه واتنهد، رن تلفونه.
ورد قائلا :ايه ياسكرة؟!
قالت شهد:ياعم اسمي شهد بقي، بطل تقولي كدا.
ضحك بخفة قائلا :انا مش شايفك غير كدا.
ضحكت بكسوف وقالت:المهم...هو انتوا هتتأخروا في السفرية دي؟!
ابتسم وقال:قلقانة علي زوجك المستقبلي ولا ايه؟!
قالت:لا يا خفيف...بس عايزة اعرف.
اتنهد وقال:اسبوع مثلا، او اقل.
قالت:طب متتأخرش، عايزين نلحق تجهيزات الفرح.
قال:ولله علي حسب، انا اهو ماشي ورا ابن عمك.
قعد يتكلم معاها كتير ويضحكو.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مكتب حياه...كان مكتب حالته كويسة.
دخلت وقعدت علي مكتبها، وكان في ست قاعدة.
قالت حياه باللغة الفرنسية:انا اسفة علي التأخير. _Je suis désolé d’être en retard.
الست:لا مشكلة.
خرجت حياه الاوراق وقالت:اذا اخبريني، ما اسم الذي سرق نقودك؟!
قالت السيدة:زوجي...بيننا خلاف شديد، ولكي ينتقم مني سرق مالي...اريد الطلاق منه.
حياه:حسناً، سنحتاج بعض الاوراق فقط...وانا سابحث خلف الموضوع...وسأقدم طلباً بالانفصال.
وحطت قدامها ملف وقالت:وقعي هنا رجاءً.
قربت الست ومسكت القلم ووقعت.
حياه:هل معكم اطفال؟!
السيدة:لا.
حياه:هذا افضل.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في شركة يونس،او جون.
كان قاعد في مكتبه وبيشوف شغله.
دخلت السكرتيرة وقالت:سيد يونس... هذا ملف سيعرفك من منافسينك في الافتتاح.
مسك يونس الملف وبدأ يشوف الاسماء وهو مبتسم بخبث، لكن عينه وقعت علي اسم جعل الابتسامة تختفي من علي ثغره.
اتبدلت ملامحه للتوتر قائلا بصوت مهزوز:رعد الجبالي!!!
قام وقف انفاسه ضاقت، خاف... خاف لياخد منه كل حاجة، خاف ياخد منه عيلته.
نظر للسكرتيرة وقال:يجب ان تعرفي اذا كان رعد الجبالي اتي ال فرنسا ام لا؟
اومأت له وخرجت.
وهو قعد تاني علي الكرسي، مسك تلفونه وجاب صورة ليه مع حياه وعُديّ...
قال بحده:مش هسمحله ياخدكم مني...انتوا ليا انا بس...مينفعش يعرف بوجودكم... بوجود عُديّ خصوصاً.
دخل صديقه الانتيم وقال:جون، كنت فين ياجدع؟!
اتنهد يونس وقال:ليو، قولتك اسمي يونس... انطقه عدل بقي.
قرب ليو ونظر له بخبث:لا يليق عليك الاسلام.
ابتسم يونس بخفة وسخرية وقال:عندك حق، بس مش مشكلة...هتعود.
ضحك ليو وقعد علي الكرسي وقال:اظن بأن الاسلام يمنع المحا*رم.
يونس بحده خفيفة:خلاص بقي.
ليو:المهم،رعد الجبالي جاي الافتتاح.
يونس بضيق:عرفت.
ليو:وهتعمل ايه...هيشوفها كدا.
يونس:دا ال خايف منه.
ليو رجع ضهره للخلف وقال:انا لو مكانك مش هقلق، دا هيكون كا تحدي بيني وبينه وانا ال كسبت، واطلع قدامه بمراتي ال هيا كانت مراته السابقة.
سكت يونس قليلا وبعدها قال:تفتكر كدا؟!
قال ليو:انت هتكسره يابني...تبقي حب حياته بين ايدك، تخيل رده هيبقي عامل ازاي!!!
قال يونس بضيق:طب وليو، اكيد هيصمم ييجي مع حياه.
ابتسم ليو بخبث وقال:دا ابنكم...لازم برضوا يشوف ثمرة حبكم.
سكت يونس قليلا،والفكرة عجبتوا بالفعل وابتسم ونظر لصديقه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في غرفة فخمة جدا...في افخم واكبر فندق في باريس.
كان قاعد وفي يده كوب قهوة، وينظر من ذالك الزجاج الشفاف، ينظر لبرج ايفل العالي... ولكن عقله في ناحية اخري.
الباب خبط ورعد سمح بالدخول.
دخل ايمن ومعاه بعض الاوراق ووقف وراه وقال:مش هتصدق مين ال هييجي الحفلة.
قال بهدوء:مين؟!
ايمن:جون وُولف... وال بقي اسمه يونس دلوقتي.
لف رعد ونظر له برفعة حاجب وقال:دخل الاسلام!
ايمن:حاجة غريبة صح...واحد بيتاجر في الابيض، بقي مُسلم.
سكت رعد قليلا، شيء داخله شك بالموضوع....افتكر اليوم ال جه فيه عشان يتقدم لحياه، وكان مقرر انه هيأسلم عشانها.
ازاح الافكار من عقله، لا يريد التخيل اكثر من هذا.
لف واخد جاكته من علي الكنبة واتحرك للخارج.
ايمن:رايح فين؟!
قال بصوت متجمد:هخرج شوية.
خرج بالفعل،وايمن بيبص بحزن علي صديقه، فا من يوم تركها له...اخذت معها حياته... لم يكن يوماً هكذا، حتي بعد وفاه اخيه الكبير، لم يكن هكذا... وكأنها هي من اخذت قلبه معها.
نزل رعد وركب عربيته وانطلق بيها، مش عارف هيروح فين، كل ال عايزه ميفكرش فيها ميفكرش في الماضي، حالته هتسوء لو فكر.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في حضانة عُديّ، كانت واسعة جدا، شبه المدرسة.
كانو في الحديقة بتاعة المدرسة، قريبا من البوابة الخارجية.
كان واقف مع أصدقائه فتاة وصبيين.
قال طفل اسمه مايل:Hier, mon père m’a apporté une petite voiture.__احضر لي والدي البارحة سيارة لُعبة.
قالت الفتاة واسمها جولي:Mon père m’emmènera au parc d’attractions la semaine prochaine.___سيأخذني والدي الملاهي الاسبوع المقبل.
نظرو لعُديّ وقالو في نفس واحدOù est ton père Uday_اين والد يا عُدي؟!
سكت بضيق ونظر للارض.
ضحك مايل قائلا :ليس لديه اب.
ضحكوا عليه كلهم.
وقالت الفتاة:هل انت يتي*م؟!
قال الصبي الثالث لويس:لديه عم اسمه يونس، ولكن لا احد يعلم من والده.
مايل ضحك اكتر وقرب من عُديّ وخبط في كتفه وقال:ليس لديه اب... ليس لديه اب.
قبض عُديّ يده بحده وفجاة، ضر*ب مايل بقوة علي وجهه ووقعه علي الارض.
الكل بصله بصدمة، ومايل قعد يعيط.
اتخض عُديّ،ونظر ناحية مبني المديرة، ولقاها خرجت فعلا ترتدي نظارة كبيرة وسايبة شعرها البرتقال، وواضح عليها كبر السن ووشها لا يُبشر للخير، وماسكة في ايدها عصاية كبيرة.... وبتقرب منه هو بالتحديد.
خاف عُديّ، وجري بسرعة متجه لبوابة الحضانة، ال كانت مفتوحة... الحارس حاول يمنعه، لكنه فلت منه وجري للخارج وعيونه مدمعة...
لم يتوقف وجري في منتصف الطريق عايز يوصل للجهة الاخري.... لكن جت عربية مسرعة امامه.
اتصدم عُديّ ورجله اتشلت عن الحركة وهو بيبص ناحية عجلات السيارة والصدمة علي ملامحه... حتي اقتربت منه السيارة....لكن.....
وقفت السيارة بقوة فظيعة، لدرجة ان عجلاتها علمت علي الطريق والصوت اخرس الجميع...والمديرة والطلاب واقفين بيتفرجوا ومصدومين.
عُديّ وقع علي الارض وهو لسة مصدوم وينظر للسيارة.
فجاة نزل منها شخص.... كان رعد.
قرب من عُديّ ونزل علي ركبته قدامه وقال بقلق واضح:انت كويس؟!
نظر له عُديّ وعينه جت علي الطلاب زمايله خاصة علي مايل.
نظر لرعد تاني وقام بسرعة وحضنه وهو متشعلق في رقبته قائلا بصوت طفولي عالي:بااااباااا.
اتصدم ،بل كل الطلاب والمديرة كمان اتصدمت، لم ترى والد عُديّ من قبل، كانت حياه بس ال بتيجي.
اما رعد، الصدمة كانت علي ملامحه فعلا، لكن حصل شيء غريب...
اشتم ريحة حياه ال عمره ما قدر ينساها في هذا الطفل الصغير.
لم يشعر علي نفسه الا وهو يضم يده ويحتضنه.
قال عُديّ بصوت هامس ومترجّي:والنبي يا عمو اعمل نفسك بابا.
اندهش رعد، دا بيتكلم مصري... وعُديّ مركزش بأي لغة بيحكي.
ابتسم رعد بخفة،وبعد اربع سنوات استطاع الابتسام اخيرا، كانت ابتسامة مليئة بالحنان بالفعل...ابتسامة عمره ما جربها غير مع تلك الصغير، او التي كانت صغيرة.
قام رعد وهو شايل عُدي ال متشبث في رقبته.
قربوا منه الطلاب والمديرة ال اندهشوا من ضخامة وطول رعد.
نظر عُديّ للاسفل وبص لمايل وقال:هذا هو والدي _C’est mon père.
قالت المديرة باللغة الفرنسية بابتسامة اعجاب:تفضل من فضلك...تفضل.
اتحرك وراها رعد وهو شايل عُديّ، مكانش عارف بيعمل ليه كدا...بس شعور مميز دخل احاسيسه، وقرر يكمل.
دخلوا لمكتب المديرة وقعد رعد علي الكنبة وعُديّ علي رجله، والمديرة قاعدة قدامهم... والطلاب وبعض المدرسات والمدرسين برا بيحاول يستمعوا للبيحصل.
قال المديرة بابتسامة:هل يمكننا التشرف بمعرفة اسمك؟!
قال بجمود:رعد.
ابتسمت اكتر وقالت:تشرفنا بمعرفتك مستر رعد...
قال رعد بهدوء:Qu’a fait mon fils ?_ماذا فعل ابني؟!
ابتسم عُديّ فجاة من كلمة ابني، ونظر ليد رعد الكبيرة جدا بالنسبة له ذات العروق البارزة، وحط ايده الصغيرة عليها بابتسامة.
قالت المديرة:حسنا كل ما حدث بأن عُديّ اصبح عدواني جدا...لقد اوقع زميله اليوم.
قال رعد:وهل تعلمين سبب دفشه لزميله؟!
قالت بتوتر من نظراته رغم هدوءه:لا، لا اعرف.
قال رعد بحده خفيفة:اذا يجب ان تستفسري وتفهمي اولا قبل الفعل.
اتنهدت المديرة بحرج وقالت:ا انا اعتذر.
كانت بتتكلم معاه بأحترام، هيبته وبدلته بيوضح هو ايه.
قال بهدوء:هل يمكنك الخروج قليلا...اريد التحدث معه لمعرفة السبب.
اومأت بسرعة وقامت خرجت وقفلت الباب.
نزل عُديّ علي الارض ولف ونظر لرعد وقال بابتسامة:Merci mon oncle_اشكرك يا عمي.
ابتسم رعد ابتسامة جانبية خفيفة ومال قليلا وقال بصوت رجولي:ما انت كنت بتتكلم عربي من شوية.
اتصدمت عُديّ وفتح فمه وعينه وقال:انت بتتكلم مصري!!!
ابتسم رعد عليه.
وقال عُديّ باحراج وهو ينظر للاسفل:انا اسف اني دخلتك في كل دا.
اتنهد رعد ومسك ايده وقربه منه وقال:وعملت ليه كدا؟!انت مش عارف انه ممنوع وخطر اوي تجري علي الطريق.
قال عُديّ بحزن:ما هما ال اتريقوا عليا.
قال رعد:صحابك؟!
اومأ عُديّ وسكت.
اتنهد رعد وقال بهدوء:قالولك ايه؟!
نظر له عُديّ بعيون مدمعة:بيقولو اني معنديش اب...عشان كدا كدبت وخليتك تمثل مكان بابا.
حس بنغزة في قلبه...وقال:وفين ابوك؟!
قال عُديّ :مش عارف...ماما مش بتقولي.
اتنهد رعد قائلا :خلاص ياعم...هكمل التمثيلية معاك.
ابتسم عُديّ بفرحة،لكن اختفت ابتسامته ورجع خطوة للخلف وقال بشك طفولي:بس انت غريب، وماما قالت مأكلمش حد غريب.
ضحك رعد بخفة وقال:بعد كل دا فاكرني غريب، ياعم دا انا بقيت ابوك.
ضحك عُديّ وقرب منه تاني....رعد كان بيبص لضحكته البريئة استغرب كل انش وحركة في الطفل دا شبهها هي.
قال عدي وهو بيمد ايده الصغيرة:صحاب؟!
ابتسم رعد بخفة ومد يده الذي هي اضعاف يد ذالك الشبل، وسلم عليه قائلا :صحاب.
ابتسم عُديّ وقرب منه ورفع نفسه وحضنه تاني وهو يلف يده حوالين رقبته.
قلب رعد وجعه، مقدرش يمنع احساسه، وافتكر ابنه...ضم عُديّ بقوة وهو بيستشعر احساس الابوة بالفعل.
ابتسم عُديّ، كان فرحان وكإن ال معاه يبقي ابوه فعلا، رغم ان معاه يونس لكن كان شايفه صديق، حياه دايماً بتمنعه انه يتخيل ان يونس ابوه.
بعد عُديّ وقال:ممكن تبقي تيجي بكرا برضوا...عشان الكل يصدق كلامي اكتر.
اومأ له رعد وقال:انت توأمر ياباشا.
ابتسم عُديّ ابتسامة واسعة، وكأن قلبه الصغير يرفرف.
الباب خبط ودخلت المديرة وقالت:هل علمت السبب سيدي.
نظر رعد لعُديّ ال بصله، غمز رعد ل عُديّ وقام ووضع ايده في جيبه ونظر للمديرة بحده قائلا بلغتها:ان ابني يتعرض للتنمر هنا...وانا لن اسمح بهذا، استطيع ان أُمحي هذا المكان في دقيقتين انتي لا تعرفين من اكون.
اتوترت المديرة كلامه لوحده وثقته في نفسه كفيلة انهم يصدقوا، قالت :حسنا سيدي، نحن نعتذر...لن يتكرر الامر.
قال رعد بحده:احضري الاطفال لهنا، لن يمر كل هذا الا بأعتذار.
اومأت لهوخرجت جابت الاولاد ما عدا الفتاة، ووقفتهم قدام عُديّ ال كان مندهش وبيبص علي رعد ال واقف بكل جمود وجبروت.
قال مايل بضيق:اعتذر عُديّ.
ونفس الكلام ينطبق علي الفتي الاخر.
ابتسم عُديّ بانتصار وتقبل اعتذارهم.
نزل رعد لمستوي عُديّ وابتسم بخفة قائلا :عايز حاجة يا بطل؟!
ابتسم عُديّ وقال:لا يابابا...شكرا.
وكأن قلب ذالك الرعد استيقظ من تلك الكلمة... ابتسم ليه وقام وقف وكاد ان يتحرك.
لكن عُديّ حضن رجله وقال:هتوحشني يابابا.
ابتسم رعد بهدوء ونظر له حرك ايده علي شعره بلطف، واتحرك للخارج...كان يريد البقاء لكن لا يجوز.
خرج عُديّ وفضل يبص عليه وابتسامته علي ثغره.
وكل الطلاب بيبصوا علي رعد وهو بيركب عربيته السوداء الفخمة وبينطلق بيها ومندهشين، وبيبصوا ل عُديّ.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مصر______في منزل ما في القاهرة.
كانت قاعدة اسماء في الزاوية مرتعشة بخوف وهي بتبص علي الباب، علي وجهها علامات داكنة.
شعرها مبهدل وهدومها مبهدلة، ودموعخا علي خدها... كانت قاعدة في غرفة نوم في شقة كبيرة وواسعة.
اتفتح الباب ودخل شخص لابس بنطلون اسود وتيشرت زيتوني... نظر لها بحده وقرب منها ونزل لمستواها.
ابتسم وقرب ايده واعاد خصلات شعرها للخلف، وهي بتبصله والخوف مخليها ترتجف بقوة.
قال بخبث:عملتي ايه ياحبيبتي؟!
قالت بخوف:ف فياض... و ولله ما كنت اقصد...مش هعمل كدا تاني.
قعد جمبها وقال :انا مش قولت ممنوع خروج من الشقة، ممنوع نكلم الجيران.
قالت بخوف وهي حاطة ايدها امام وشها:ا اسفة... م مش هعيدها.
ابتسم وقال:انتي خايفة ليه كدا!!!هو انا بعمل فيكي حاجة؟!
نزلت دموعها، وحركت رأسها بمعني لا خوفاً منه.
قرب ايده وحطها علي خدها ومسح دموعها وقال بسخرية:غريبة!!! بتعيطي دلوقتي بعد ما بكيتي غيرك.
انكمشت بخوف ودموع وسكتت.
مسك ايدها بحده وقومها ووقفوا وقال:يلا ياحبيبتي، وقت العقاب.
وشد ايدها بقوة واتجه للمطبخ، شغل شعلة البتوجاز وقرب ايدها منها.
صر*خت وقالت:لا يا فياص، ارجوك... ولله ما هتكلم تاني وهسكت ارجوك.
فضل يقرب ايدها وملمسش النار، بيخوفها بس.
صرخت وعيطتت بخوف وحضنته وهي حاطة رأسها علي صد*ره قائلة بصوت مبحوح:والنبي ما تعمل كدا...ندمت ولله ،سامحني مش هعمل كدا تاني ولله.
نظر لها قليلا،ساب ايدها ورجع للخلف وهو ينظر لها بضيق، ولف وخرج.
وهي قعدت علي الارض وضمت رجلها وبقت تعيط بصوت مكتوم، صوت خائف علي التحدث.
______________
↚
في المساء، في فيلا يونس.
كانت قاعدة حياه في الاوضة علي الاب توب بتاعها وبتشتغل بتركيز...ترتدي هودي بيشي وبنطال واسع ابيض...وشعرها كعكة.
دخل عُديّ وهو مبتسم وفي ايده لعبة.
قرب من حياه وقال:ماما.
ردت حياه وهي لسة مركزة في الاب توب:اممم ياحبيبي؟!
قال بنظرة بريئة :هو انا اسم بابا ايه؟!
سكتت ايدها اتشلت عن الحركة، حركت عينها وبصتله ببطيء.
قال :يعني عايز اعرف اسمه بس.
اتنهد بضيق وقالت:احنا مش قولنا منفتحش السيرة دي تاني.
قال:طب ليه؟! هو ما*ت؟!
قال بسرعة:لا...
استوعبت قلقها وسرعتها في الارض، حطت ايدها علي رأسها ونظرت للاعلي وقالت:عُديّ روح نام دلوقتي، انا تعبانة وعندي شُغل.
بصلها بزعل ولف واتجه للسرير واستلقي عليه واتغطي كويس.
بصتله حياه عينها في حزن عتاب، ندم...بس متقدرش تتكلم.
قامت واتجهت للبلكونة نظرت للقمر بحزن قائلة :مبقاش ينفع...الوقت مش بيصلح حاجة.
لفت ونظرت لعُديّ نظرات غامضة وحزينة وقالت:انت بالنسباله ميت.
وانقضت تلك الذكريات عليها في لحظة وكأنها فيلم يُعرض امامها.
فلا_________________________ش
-----قبل خمس سنين___في العيادة.
لسة الدكتورة هتقرب منها وفي ايدها المعدات.
لكن حياه عينها بقت تبص حواليها وبتتحرك بعشوائية وخوف.
بصت للدكتورة... وبعدين قامت قعدت بسرعة.
استغربت الدكتورة وقالت:انتي كويسة؟!
حياه كانت قاعدة علي السرير الطبي ماسكة بإيدها بقوة في اطرافه، كانت تنظر للارض بشده رعشتها ذادت بقوة، وتتصبب بالعرق.
اعادت الطبيبة سؤالها قائلة :يا مدام؟! انتي كويسة؟!
قالت بصوت مرتجف خافت جدا:م مش هنزله؟!
الدكتورة:ايه؟! مش سامعاكي.
رفعت صوتها قليلا ونظرت للدكتورة وقالت وهي بتحرك رأسها بمعني لا وصوت باكي:م مش هنزله.
نظرت لها الطبيبة قليلا، وهي شايفة دموعها ال بتتساقط وملامحها المرتعشة الخايفة.
اتنهدت الطبيبة وقال:تمام...بس اهدي حضرتك...هو يعني، لمؤاخذة هو جاي بعلاقة غير شر...
قاطعتها حياه قائلة :ل لا...متجوزة.
اتنهدت الدكتورة وقالت:خلاص اهدي، مانا مش هقدر اعمل حاحة بدون إرادتك.
نظرت حياه للاسفل وهي بتعيط، حطت ايدها علي بطنها وانهارت بصوت مكتوم...ابتسمت وسط دموعها وقال:ا اسفة...اسفة.
فجاة اتفتح الباب وكان جون، نظر لها وللطبيبة وبعدين قرب من حياه وقال:رعد جاي.
رفعت رأسها ونظرت له بشدة.
قال بنبرة غريبة:عايزة تكملي معاه؟!...عايزة تفضلي هنا بعد ال عمله؟!
سكتت ونظرت للاسفل.
كمل جون:انا هساعدك تربي ابنك بعيد عن الكل...هساعدك تمشي من البلد دي...القرار قرارك.
رفعت نظرها وبصتله عينها فيها تردد...في احتيار، لكن في جزء عايز ينت*قم، عايز يبعد ويكسر زي ما اتكسر.
نظرة عينها اتحولت لجمود، رغم لمعة الدموع ال في عينها... قالت بنبرة غريبة لم تجربها من قبل:موافقة...بس لازم اعمل حاجة الاول.
ابتسم وبعدها قال:بس في حاجة...عشان اوراقك القانونية تتم... لازم نتجوز.
نظرت له،كانت هترفض...بس افتكرت رعد.
"انتي طالق"
"انتي كنتي مجرد نذوة"
طلقها خلاص...مبقتش علي زمته... افتكرت لما زعقلها عشان اسماء....وخلاص هي افتكرت انه اتجوز، يبقي هي تقعد ليه؟
كل دي افكار دخلت عقلها بتعدي كأنها زمن.
اتنهدت وقالت:بما انها انتهت بالطلاق...يبقي مفيش تبرير، وكل حاجة انتهت.
نظر لها جون وقال:- انا هعمل كل ال انتي عايزاه، هتكملي تعليمك...هاخدك فرنسا ونتجوز وتحققي كل ال نفسك فيه...وعشانك انتي بس هدخل الاسلام، ومش هقرب منك، كل حاجة هتكون بأمرك واختيارك.
نظرت للاسفل مسحت اعلي انفها بخفة بعدما فكرت وقالت بصوت مخنوق:-موافقة...بس ابني، هيفضل ابني...مش هتكون ابوه.
ابتسم وقال بخفة:وانا موافق.
ابتلعت ريقها من تلك الغصة الخانقة...وافتكرت كل حاجة.... كل حاجة حصلت من اول يوم شافت فيه رعد لحد النهاردة...افتكرت لما جرحها بكلامه لما كانت بتترجاه ميكسرهاش وهو مترددش حتي...افتكرت اسبوعها في السجن وهي عايشة زي الميتة، افتكرت عصام، افتكرت العيلة....استوعبت انها متنفعش تعيش مع ناس زيهم...ناس تخوّف، افتكرت لما قال لها
"نزليه، انا مكنتش عايز عيال اصلاً"
كل شيء مر عليها، مر عليها زي الاسهم النارية ال بتضر*ب في قلبها.
اخدت نفس مخنوق و نظرت للدكتورة وقالت:-محتاجة منك مساعدة.
استغربت الدكتورة وقالت:ايه؟!
بصت حياه جون وقالت:هحتاج منك مبلغ.
ابتسم وقال:اطلبي ال انتي عايزاه.
نظرت للطبيبة بملامح مترددة وخايفة، لكنها ثابتة.
با____________________ك
كانت حاضنة نفسها وهي بتبص للسماء...عينها حزينة.
مقدرتش تمنع افكارها لما جه وشاف تلك الكتلة، كان فاكره ابنه.
افتكرته لما عيط، كانت اول مرة تشوفه كدا... اول مرة تشوفه ضعيف لدرجة البُكى...مكانش نفس الشخص ال قالها نزليه.
صد*رها ضاق علي قلبها...مسكت نفسها عشان دموعها ال كِرهتها متنزلش.
اخدت نفس،ولسة هتدخل لقت عربية يونس، نزل من العربية وهو بِيطوّح.
استغربت واتحركت بهدوء وخرجت من الغرفة.
نزلت لتحت وكان داخل وبيضحك...وقفت امام السلم،وهي مستغربة حالته.
اول ما شافها اتصدم ووقف ثابت وحط ايده علي فمه.
قالت بأستغراب:انت كويس؟!
اومأ من غير ما يرد.
شكت وقربت منه وقالت:يونس...انت شارب حاجة؟!
بعد ايده بتلقائية وقال:لا... مش شارب واكل.
شمّت ريحة فمه...اتقر*فت وحطت ايدها علي انفها.
حط ايده تاني علي بقه وقال بصوت شبه واضح:ا انا بس....
نظرت له بضيق وقالت:متنساش انك أسلمت...الحاجات دي حرام، مينفعش تشرب.
نظر للاسفل وقال:اسف، صحابي صمموا واصرّو عليا.
قالت بضيق:انت مش صغير عشان حد يصرّ عليك يا يونس.
سكت، وهي لفت وكادت ان تذهب ولكن لقته حضنها من الخلف مقرباً وجهه من عنقها وقال:طب خليكي معايا شوية.
زقته بحده ولفت وبصتله وقالت بقر*ف من ريحته:اياك تقرب مني تاني وانت بالشكل دا...انت مش شايف نفسك!!!
نظر للارض بضيق وقبض ايده بحده.
بصتله من فوق لتحت بضيق، وبعدين لفت وطلعت لفوق.
نظر لها بعيون متضايقة وحادة، وعدل بدلته بحده وبعدين طلع لفوق متجه لغرفته هو.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في ذالك الفندق... وتحديدا في جناح رعد.
كان قاعد علي الكرسي امام النافذة الزجاجة والمكان مظلم ما عدا ضوء القمر...يرتدي قميصُه الابيض ومتني اكمامه ومحرر ثلاث ازرار....ويرتدي بنطالاً اسود.
كان بجانبه طربيزة طويلة وصغيرة وعليها كوب قهوة سادة...وفي ايده سيجا*رة مشتعلة.
كان مبتسم بخفة وهدوء وهو يتذكر ذالك الطفل الشقي.
وكأن قلبه ارتاح معاه...شعور غريب كان بينتشر داخله...لكن عقله بيقفل مشاعره وبيقوله "مش ابنك، فوق"
اتنهد ورجع رأسه للخلف ونظر للاعلي، قلبه كان بيغطي علي أفكار عقله، وبيفكره بكل ال حصل.
"باااابااا"
" لا يابابا...شكرا"
"هتوحشني يابابا"
ابتسامته كانت مضاءة وجهه.
ضحك بخفة لما قاله بشك طفولي
"بس انت غريب...وماما قالتلي مأكلمش حد غريب"
اغمض عينه لما افتكر سلامهم.
"صحاب!"
فضل كما هو، مُعيد رأسه للخلف ومبتسم بهدوء، لم يهتم حتي بتلك السيجا*رة المشتعلة بيده.
ظل هكذا،يتذكر كلامته وحركاته...لا يستطيع الانتظار للغد لرؤيته مجددا...اكل عقله مثل تلك الصغيرة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
_____في مصر___وتحديدا في بيت فياض.
كان قاعد علي الكنبة وامامه ال لاب توب الخاص به وبيشوف شغله بجمود.
قربت اسماء وملامح التوتر علي وشها ومعاها كوباية قهوة، حطت الكوباية علي التربيزة.
وهو رفع عينه ونظر لها.
اتوترت من نظراته وبلعت ريقها، وسابت كوباية القهوة واتجهت للغرفة.
اتنهد ومسك كوب القهوة وبدأ يرتشف منه...لكن جرس الباب رن.
قام واتجه للباب وفتحه بهدوء، لق واحد جارهم كبير في السن.
قال الراجل بحده:هو في ايه يابني!!!
اتنهد فياض بحده وقال:ايه تاني ياحج؟!
الراجل بحده:سمعنا صوت مراتك وهي بتصر*خ النهاردة، انت بتضر*بها؟!
قال فياض بحده:يا عم بضر*بها مش بضر*بها انت مالك؟!
قال الراجل بحده:انا ممكن ابلغ عنك علي فكرة.
اتنهد فياض وقال:صدقني مجتش جمبها.
قال الراجل بصرامة:اشوفها واتأكد منها الاول.
بصله فياض بحده ولسة هيتكلم لكن لقي ال حطت ايدها علي كتفه من وراه ووقفت جمبه وقالت:لا يا حج، دا جوزي ومش هيأذيني...وشكرا لسؤالك.
نظر لها فياض واندهش بخفة، كانت لابسة روب واسع لونه اسود مغطيها من فوق لتحت ومعاه طرحة لفاها اي كلام....ومكياج خفيف لكن يخفي علامات وجهها.
اتنهد الرجل وقال:تمام يابنتي...لو احتاجتي حاجة متتكسفيش تقوليلي.
ابتسمت واومأت له، والراجل مشي وفياض قفل الباب وبصلها.
لفت عشان تمشي،لكن لقت ال شدها من خصرها وقربها منه وضهرها بقي امام صد*ره العريض.
اتخضت والخوف ظهر علي وجهها.
ابتسم بجانبية وقرب من رقب*تها وقال بصوت هامس خطير:جوزك ها! طب انا عايز حقي بقي.
اترعبت، وانفاسها ذادت وسكتت.
رفع ايده ونزل الطرحة من علي شعرها.
قرب ايده ناحية حزام الروب...لكنها بعدت بسرعة وجريت علي الاوضة.
ابتسم بخبث ومسح بإبهامه اسفل فمه وتحرك لهناك.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
___في الصباح____في فرنسا___فيلا يونس.
كانوا قاعدين علي سفرة الفطار، وعُديّ قاعد علي رجلها وهي بتأكله ومبتسمة.
ويونس كمان قاعد ومش قادر يرفع وشه في وشها.
عُديّ بسرعة:يلا يا ماما عايز امشي.
اندهشت وقالت: ايه دا!!! اول مرة...ايه ال حببك في الحضانة كدا؟!
اتوتر وقال :ا اصل في مسابقة للغني وانا عايز الحقها.
قالت:وانت من امتا بتحب الغُنا؟!
قال بغيظ:يوه بقي ياماما...يلا بقي هتأخر.
ابتسمت عليه ونزلته ووقف علي الارض...وهي قامت ومسكت شنطتها.
قام يونس بسرعة وقال:هوصله انا.
بصتله حياه وبهدوء ولكن ضيق:لا شكرا...هوصله انا.
عُديّ اخد شنطته وجري للخارج وهي كادت التحرك...لكن قال يونس بضيق:حياه، انا اسف علي ال حصل امبارح...م مكنتش اقصد.
اتنهدت وقالت:كل واحد عارف هو غلط في ايه...وانت عارف ان ال عملته حرام...وعارف انك لما تدخل الاسلام يبقي الحاجات دي مُحرمة عليك.
اتنهد وقال:اسف.
مردتش عليه ومشيت،خرجت وركبت عربيتها ذات اللون الابيض ومعاها عُديّ ال بيبص قدامه ومتحمس.
اما بالداخل، اتنهد يونس بضيق وقعد... رن تلفونه ورد.
:.......
يونس بحده:خلي بالك...لو اتمسكنا هروح في دا*هية.
:......
يونس:خلاص، هاجي الليلة البا*ر وهتفق انا معاه علي التمن.
:.....
يونس:النوع دا غالي...بس تأثيره حلو، تمام هفكر وابقي اشوف.
وقفل معاه واتنهد وخرج، ركب عربيته وانطلق للشركة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الفندق، عند رعد.
ارتدي ملابسه الرسمية كالعادة... واقف قدام مرايته يرتدي ساعته الحديثة الغالية.
خبط ايمن ودخل...ومعاه ملف. قرب من رعد وقال:في خمس اجتماعات النهاردة، في رجل اعمال فرنساوي عايز يدخل معاك في صفقة كبيرة.
:الغيهم.
نظر له ايمن بصدمة وقال:ايه؟!
لف رعد ونظر له بجمود قائلا :الغيهم.
ايمن بدهشة:ط طب ليه...دي صفقة كبيرة اوي، هنفتح موانئ زيادة بسببها.
قال رعد:مش فاضي النهاردة.
ايمن:خلاص هأجلهم...بس كدا هنقعد فترة اطول في فرنسا.
اتنهد رعد وقال بهدوء:تمام...معنديش مشاكل.
ايمن بغيظ:ايوا ما انت رايق...انما انا ال عايز افلسع ومش عارف.
نظر رعد لساعته وبعدين ربت علي كتف ايمن وقال:سلام.
استغرب ايمن وقال:رايح فين؟!
اتحرك رعد للخارج ومردش عليه.
نظر ايمن للملف وفتحه ومسك القلم وبدأ يكتب ملاحظات وهو بيبرطم بغيظ:يرميني انا في الطين، وهوب منعرفش ليه اثر.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
امام حضانة عُديّ.
نزلت حياه ومعاها عُديّ وهي ماسكة ايده.
وكانت متجهة للبوابة اي للداخل.
اتوتر عُديّ لَحد يوقلها وقف قدامها وقال بتوتر:خلاص ياماما روحي انتي شغلك.
استغربت وقالت:طب هدخلك.
زق رجلها بخفة وقال:لا لا، روحي انتي وانا هدخل.
قالت بشك:اممم...شكلك مخبي حاجة.
وقف بتوتر وقال:ايه!!! لا، اني ثكاكة زيادة عن اللزوم.
ضحكت بخفة وقالت:شكاكة.
قال بغيظ:ايوا، ايوا كدا....يلا امشي بقي.
نزلت لمستواه وابتسمت وقالت بخبث:مش همشي غير لما اعرف في ايه!
قال بغيظ:يا ماما انتي وراكي شُغل.
لسة هتتكلم لكن تلفونها رن، خرجته من شنطتها وجاوبت واتوترت قائلة بسرعة:اه اسفة، اتية...ا اجب جهز الملف، لن اتأخر، وداعاً.
قفلت وبصت لعُديّ وقالت:ادخل انت، انا عندي شغل مش فاضية.
ابتسم ببراءة وقال:حاضر ياماما.
مشيت وهي بتبص في التلفون وركبت العربية وانطلقت.
ابتسم عُديّ واخد نفس قوي وفضل واقف مكانه متحركش وهو ينظر للطريق.
لم يمُر الكثير من الوقت...وعُديّ لسة واقف...قربت منه المديرة وقالت بحده:عُدي هيا ادخل.
بصلها بتوتر وقال:بابا جاي.
قالت:هل سيأتي كل يوم!هيا ادخل.
لسة هيدخل لكنه وقف مبتسم بفرحة لما شاف عربيته ال حفظها جاية.
وقفت تلك السيارة الحديثة ذات اللون الاسود القاتم...ونزل رعد بهدوء.
لكنه ابتسم بخفة لما شاف عُديّ.
عُديّ اول ما شافه جري عليه، ورعد شاله بقوة ورفعه للاعلي وهو بيبتسم، عُديّ بيضحك بفرحة.
شاله رعد ونظر للمديرة قائلا :Le quoi؟! _ماذا؟!
ابتسمت المديرة بتوتر وقالت:لا شيء.
نظر عُديّ لرعد وقال:Tu vas m’emmener au parc d’attractions, papa, n’est-ce pas ?_ستأخذني للملاهي ياابي صحيح؟
نظر له رعد برفعة حاجب، لكنه نظر للمديرة وقال:لن يداوم اليوم.
اومأت له المديرة بابتسامة ودخلت للداخل.
رعد نزل عُديّ ونزل لمستواه وقال بهدوء:ايه ال انت قولته دا...طب افترض والدتك عرفت.
عُديّ بإحراج:بصراحة مش عايز اروح الحضانة النهاردة...ونفسي افضل معاك.
ابتسم رعد وقال:وانت مش عارف ان ممنوع تمشي مع غرباء؟!
ابتسم عُديّ وقال:بس انا واثق فيك.
سكت رعد، بمجرد سماعه تلك الكلامات تذكرها هي.
"انا واثقة فيك"
نظر لعُديّ وقال:بالسرعة دي!!!
قال عُديّ: بصراحة يعني...انا شايف انك طيب.
قال رعد بهدوء:مش كفاية.
سكت عُديّ بحزن ونظر للاسفل.
اتنهد رعد وابتسم قائلا :بصراحة يعني خايف علي نفسي منك...فا اثق فيك ازاي؟!
بصله عُديّ وضحك ضحكته البريئة وقال:هو انا قدك يسطا.
اندهش رعد بخفة وقال:يسطا!!! جبتها منين دي؟!
عُديّ:جبتها من مطرح ما جبتها، يلا خلينا نمشي.
وقرب منه ومسك ايده واتحرك ورعد ابتسم باستغراب علي هذا الطفل.
رعد فتح باب العربية، وركب عُديّ بفرحة.
ولف رعد وركب نظر لعُديّ وابتسم قائلا :عايز تروح فين ياعم؟!
قال عُديّ:معايا خمسة يورو...نجيب بيهم ايه؟!
ضحك رعد ضحكته الخفيفة ذات الصوت الرجولي وقال:خليها عليا...انا عازمك علي ال انت تقوله.
ابتسم عُديّ وقال:شكرا ياعمو...قصدي بابا، لازم نتقن التمثيل كويس.
ابتسم رعد ونظر له قليلا وقال:هتفرحني لما تقولي بابا.
نظر بعدها للطريق وشغل العربية وانطلق.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في شركة يونس.
كان قاعد ومعاه صديقه ليو.
قال ليو:في شخص ما*ت بسبب جرعة زيادة...من شحنتنا.
اتنهد يونس وقال:ملناش فيه، مش هما ال بيختاروا.
ليو:المهم...انت هتاخد الشحنة الجاية؟!
قال يونس:لسة بفكر.
ليو:دي كبيرة، نقلها للمصنع هيكون صعب.
يونس:عارف...بس دي نوعية غالية ومزاجها عالي، الطلب عليها هيبقي كتير.
ليو:اعلم...اذا متي ستذهب لكريستفر.
قال يونس:مش دلوقتي...بكرا الحفلة،هركز عليها دلوقتي، وبعدين نشوف الشحنة.
اتنهد ليو وسكت.
يونس:ابقي عدل لغتك العربية دي شوية، مش مرة كدا ومرة كدا.
ليو بابتسامة:ال قدرت اتعلمه.
الباب خبط ودخلت السكرتيرة وقربت قائلة :كما طلبت مني سيدي...رعد الجبالي هنا في باريس.
سكت يونس وهو ينظر امامه بحده وضيق.
ليو:اهدأ...كل شيء علي ما يرام.
خرجت السكرتيرة.
قال يونس:القلق بينهش فيا...هو مش سهل، هيعمل اي حاجة عشان ياخدها
قال ليو:هي لن تعود له،لا تنسي ما حدث في الماضي... واه كمان، بقولك انت هتكسره...هي مراتك دلوقتي.
اتنهد يونس واعاد رأسه للخلف وهو بيفكر.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مول كبير.
وتحديدا في دور خاص بالاعاب الالكترونية او ال 3D
واقف عُديّ وهو بيلبس بدلة مخصصة لدخول الحر*ب فوق ملابسه.
قال رعد:انا مش هدخل.
عُديّ :هتدخل.
رعد:وانت هتمشيني بكلامك ولا ايه؟!
نظر له عُديّ وقال بنبرة طفولية صارمة:هتدخل معايا برضوا...مينفعش ادخل لوحدي لازم اب وابنه وانت ابويا دلوقتي، يعني تحارب عشاني.
سكت رعد وابتسم بسخرية.
عُديّ :يلا اقلع الجاكت دا والبس دي.
اتنهد رعد وقال:انا مش عارف ساكتلك ازاي!!!
وقلع رعد جاكت بدلته، ولبس الدرع الواقي، او مثل سترة النجاة.
ومسك مسد*س كبير لعبة، ومعاه عدي ال بيبتسم بنصر قبل ما يبدأ حتي.
قال عُديّ وهو ينظر للاطفال والاباء:متكسفنيش يارعد.
نظر له رعد ولسة هيتكلم بدأت اللعبة والكل دخل بسرعة واستخبوا في اماكن وبدأوا يطلقوا علي بعض بالرصا*ص البلاستيك.
______________بعد نصف ساعة.
خرج عُديّ من المول وهو فرحان وماسك جايزته وال هي سيارة صغيرة لعبة.
كان وراه رعد وقال:بقي عملت كل دا فيا عشان اللعبة دي!!! دا انت خلتني اضر*ب الراجل في عينه.
قال عُديّ :ما انا بحبهم اوي...والراجل هو ال عبي*ط هو وابنه واقف قدامي زي العمود.
رعد:يابني انت لو قولتلي كنت اشتريتلك واحدة احسن من دي.
عُديّ بتمثيل التواضع:مش بحب التبزير.
رعد بسخرية:اه ما هو واضح.
ركبوا العربية وقال عُديّ :ما تخليني كدا اجرب اسوق.
ضحك رعد وقال:مش لعبة دي.
ابتسم عُديّ وقال:لما اكبر هجيب عربية زيها...وهوصلك المكان ال انت عايزه.
ابتسم رعد وشاله وقربه منه وقعده علي رجله، وعدي ضحك ومسك الدريكسيون بأيديه الاتنين... ورعد مسك الدريكسيون بيد واحده بجانب النافذة.
وضغط رعد علي الفرامل واتحرك بهدوء...وهو وعُديّ من كمية السعادة ال هو فيها هيطير.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد ساعات، امام الحضانة.
وقف رعد ونزل ومعاه عُديّ ال كان شايل بعض الالعاب معاه.
قال عُديّ بابتسامة:شكرا يا عمو علي الهدايا دي.
نزل رعد لمستواه وقال:انت توأمر وانا انفذ.
عُديّ :هو انت عندك ولاد؟!
سكت رعد قليلا وبعدين قال بنبرة مخنوقة:لا...معنديش.
قال عُديّ :خلاص يا عم، هعطف عليك واناديك بابا.
ابتسم رعد بجانبة وقال:هو انا بشحت منك؟!
ضحك عُديّ وقرب من رعد ورفع نفسد وحضنه.
ضمه رعد ليه بقوة وحب لاول مرة يظهروا عليه.
بعد عُديّ وفتح شنطته المدرسية وحط فيها الالعاب وقال:هخبيها من ماما، اصلها لماحة اوي ماشاء الله عليها...هيبقي سر بيني وبينك يا صاحبي ماشي؟
اتنهد رعد بهدوء وقال:ماشي...عايز حاجة تاني ياباشا.
عُديّ رفع رأسه وبصله وقال بابتسامة:سلام.
ابتسم ليه رعد ولف واتجه لعربيته وركب...نظر لعُديّ وشاور ليه.
قال عُديّ بصوت عالي وهو بيشاور ليه:بحبببك يا بابااااا.
ولف ودخل الروضة ينتظر والدته.
حس رعد بشعور مختلف بيسري في جس*ده كالكهرباء...ظل ينظر لعدي قليلا وهو ماشي للداخل وهو فرحان،كان بيفكر لو ابنه عايش كان هيبقي في نفس عمر هذا الطفل...اختفت ابتسامته لما تذكر ذالك اليوم المشءوم...يسأل نفسه، هل كنت انا السبب ام هي...ام الظروف ام الوقت...ام القدر؟!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المساء، في فيلا يونس.
في اوضة حياه... قاعد عُديّ علي السرير وهو بيلعب بالالعاب ال جابها مع رعد، العاب صغيرة لكنها غالية.
مسك الطائرة وشغل جهاز التحكم والطيارة بدأت تطير وعُديّ بيبتسم بفرحة قائلا :ولله ولقيت الدلع يا واد يا عُديّ، لو عايز اب فعلا...يبقي رعد.
وابتسم بسعادة وهو بيفتكر كل ال حصل النهاردة.
فجاة سمع صوت حياه.
قام بسرعة ومسك الطيارة وباقي الالعاب ورماهم تحت السرير، وقعد علي السرير وهو ماسك كتاب وقلم وعلي اساس بيذاكر.
دخلت حياه وهي تنظر خلفها قائلة :لا يادادا...ليس اليوم، يمكنك الذهاب الان.
ودخلت واندهشت من عُديّ وقالت:الله اكبر، ايه ال حصل...لا فيك حاجة متغيرة النهاردة.
قال عُديّ :ايه ياماما، غلط اني اذاكر؟!
ابتسمت وقعدت جمبه قائلة :لا مش غلط، بس الضمير صحي ليه كدا مرة واحدة...دا انت كنت بتنشف ريقي عشان تقعد تذاكر.
قال عُديّ :عادي، قولت انا كبرت ولازم اعقل بقي.
ضحكت حياه بسخرية وقربت منه وبا*ست خده وقالت:يخلاثي علي العاقل بتاعي ياناس.
وقامت ودخلت غرفة الملابس عشان تغير هدومها.
وهو اخد نفس براحة... واستلقي علي السرير وهو بيبص للسقف وبيضحك علي المواقف ال حصلت في المول.
خرجت حياه وهي ترتدي بيجامة بنص كم وبنطال...قربت واستلقت جانبه وقالت:مبتسم علي ايه يا عُديّ؟!
اتخض من وجودها وبصلها وقال:ها، ولا حاجة؟!
لفت وبصتله وهي تتسند علي كوعها وقالت بشك:فيك حاجة غريبة.
قال:لا مفيش، بطلي شكشكة بقي.
ابتسمت بسخرية وبعدن قعدت وقال:بكرا في حفلة، هروحوفيها انا وعمو يونس...متبقاش شقي وخليك هنا مع دادة صوفي.
قال:حاضر ياماما.
ابتسمت وحركت ايدها علي شعره وقالت:يارب تسمع الكلام كدا علي طول.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
_______في اليوم التالي___في المساء.... في الحفلة.
نزلت حياه من العربية ومعاها يونس، كانت لابسة دريس اسود ستان بأكمام واسعة وشبه شفافة...وسايبة شعرها ورجعت خصلتن علي شكل ضفيرة للخلف متشبكين ببعض... وفي بعض الخصلات علي وجهها.
وشوذ اسود قاتم.
يونس كان لابس بدلة بيشي فخمة.
دخلت معاه وهو ماسك ايدها امام الصحافة.
دخلو للداخل ويونس اخدها يعرفها بالحضور ورجال الاعمال.
فجاة ابتسم يونس عندما اقترب منه مساعده وعرفه بوصول رعد.
الصحافة اتقلبت وجريت علي البوابة، وكل رجال الاعمال عينهم علي الباب بحماس لرؤيته.
دخل ووراه ايمن واتنين بودي جارد ضخام يرتدون الاسود.... كان هو يرتدي بدلة غالية وفخمة مصنوعة بجودة عالية... لونها اسود ومن الصوف.
كانت هيبته مسيطرة علي المكان بملامح وجهه الحادة المتجمدة.
ولكن في ذالك المكان كانت الصدمة في اعين من رأته...عينها الذي كانت تلتمع بالكسرة سابقاً، اصبحت تلتمع بالاشتياق...والخوف.
اتحرك وهو ينظر امامه لكنه وقف بصدمة عندما لمحها...حرك عينه ونظر لها عينه مصدومة وهو يراها الان امامه بعد سنوات عدة...شعر بنبضات قلبه الذي تضر*ب صد*ره بقوة.
وكأن الزمن توقف تحت نظراتهم لبعض، وكأن الحب استعاد قوته للعودة وعدم الاستسلام...مبقاش شايف غيرها في المكان...وقد سرقت كيانه واحاسيسه مرة اخري.
يونس شاف نظراتهم لبعض، ومسك ايد حياه وقرب من رعد قائلا :اهلا بحضرتك يا رعد...نورت باريس... احب اعرفك...مراتي حياه يونس الوُولف.
لم ينظر له، كان ينظر لها هي، ولكن اذانه مسموعه ما قاله.
قبض علي ايده وظهر الغضب وذالك الوحش الذي بداخله وهو يري املاكه بين يد رجل اخر.
حرك عينه الحادة المشتعلة ناحية يونس قائلا بصوت هادي ولكنه حاد وثقيل لدرجة الرعب...صوت يبح منه الشرار والخطر :بس دي مراتي...وعلي زمتي.
وهنا كانت الصدمة..........
↚
:بس دي مراتي...وعلي زمتي.
الكل وقع عليه الصدمة...يونس لسانه اتشل، كان بيبص لرعد بصدمة وحده في نفس الوقت.
اما حياه كانت عينها علي رعد مصدومة من رده ومستغربة، دا طلقها اصلا ازاي تبقي مراته؟
انفاسها ذادت وصد*رها بدأ يعلو ويهبط بسرعة وهي تنظر للاسفل.
اكمل رعد بنفس نبرته القا*تلة:تتجوزها ازاي!...وهي علي زمتي.
قال يونس بحده:انت طلقتها.
رفع رعد حاجبه بحده قائلا : نفس اليوم ال طلقتها فيه...رديتها.
الصدمة وقعت عليهم.... سكوت ملء المكان.
حياه مكانتش قادرة تقف وانفاسها تتعالى... بصت ناحية يونس بصدمة، مستغربة...يعني ايه؟! يعني كل دا هي ويونس جوازهم باطل...لا يجوز.
قال يونس بغضب والكل انتبه ليه:انت اتجنننت، هو ايه دا ال رديتها...انت خلاص طلقتها وبقت مراااتي دلوقتيييي.
نظر له رعد بعيون تشتعل بها النيران قائلا :لو قولت مراتي تاني...هدفنك مكانك.
يونس بغضب:انت متقدرش تعمل حاجة...انت فاكر اني هصدقك ولا هسيبهالك.
وبص لحياه ولسة بيمد ايده عشان يمسكها، لكن لقي ايد قوية امسكت يده وتتضغط عليها لدرجة الكسر.
نظر لرعد وقال بحده:سيبني.
قال رعد بقوة:هكسرها.
نظر له يونس بجنون وسكت....الصدمة لما قربت حياه ومسكت ايد رعد وقالت بحده:سيبه...سيبه يا استاذ.
نظر لها بعيون حادة تأكلها قائلا :بتدافعي عنه؟!
نظرت في عينه بقوة وحده وقالت:دا جوزي...سيبه.
ضغط اكتر علي ايد يونس ال بدأ يتألم...وكان ينظر لها هي عيونه في عيونها مندهش من جرأتها وقوتها...وقسوتها ال ظهرت.
رجالة يونس جُم ،لكن رجالة رعد وقفوا في وشهم بجمود.
ساب اخيرا ايد يونس ال بصله بحده وتوّعد.
ونظر رعد لحياه قائلا بحده:تعالي معايا.
وقرب منها وامسك ايدها، لكنها بعدت ايدها بعصبية قائلة :اوعييي...سبني،انت فاكر نفسك ايه!!! انا مبقتش صغيرة عشان تمسكني كدا.
نظر لها بحده قائلا :اقصري الشر،وتعالي معايا.
مردتش عليه واتحركت عشان تخرج، لكن لقته مسك دراعها وقربها منه، ووجه ووجها بقوا مقابلين لبعض...
قائلا بنبرة حادة ولكن من خلفها ضعف:ارجعي يا حياه...مش وقت نشفان دماغ...انا لسة عايزك...لسة بحبك.
اكملت بنبرة ساخرة وحادة وهي تضع اصبعها ناحية قلبه:حب!!! حُب ايه يارعد؟! قلبك دا عمره ما جرب الحُب ولا شعوره، انت قلبك ميت مبيعرفش يعيش...انت ال رميت كل حاجة من الاول، انت ال مشيت...كل حاجة انتهت.
_نظر لها ،عينه حمراء، لكن ليس من الغضب بل من الكتمان... قلبه نبض معاها هي...لكن لم يبادر بالاعتراف.
بعدت عنه ووقف قدامه يونس وقال بغضب:ايه ال يخلينا نصدق انك رديتها....انت سايبها اربع سنين، جاي تفتكرها دلوقتي.
قال رعد بحده وهو يحاول عدم ضر*به:مش مضطر اثبتلك، كلمتي لوحدها دليل.
نظرت لهم حياه، حست انها هتبكى وبتمنع نفسها...كانت هتبكي خوفاً، خوفاً علي ابنها، خوفاً من ان ينكشف السر....نظرت لرعد وبعدها اتحركت وخرجت فوراً للخارج.
نظر لها يونس وبعدين بص لرعد بحده واتحرك وخرج وراها.
نظر رعد للباب وهو شايفهم خارجين محاولش يوقفها، عارف انها مش هتستمع ليه...دي كبرت مبقتش صغيرة مبقتش نفس البنت ال كانت بتقوله حاضر...ذادت قوة وانوثة وجمالا، كبرت طفلته البريئة....
وجه كلامه لايمن بحده وقال:عنوانها...حالاً.
اومأ له ايمن بسرعة، وشاور للرجالة ال انطلقوا بسرعة للخارج.
اتحرك رعد للخارج،لم يهتم بأي حفلة بأي افتتاح...كل ما يريده فتاته...كل ما يريده إمرأته...كان يقبض يديه الذي اذدات بها عروقه البارزة بشدة، وملامح الغضب علي وجهه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا يونس___بعد وقت.
دخلت الفيلا وهي خايفة ومش مستوعبة ال حصل.
قرب منها يونس وقال بحده:انتي كنتي عارفة؟!
مردتش عليه ومسكت رأسها وهي بتبص فوق، وتحديدا علي غرفة عُديّ.
قرب منها يونس ومسك دراعها وقال بحده:حياه.
صر*خت فيه وبعدت قائلة :ايييه؟! انت مجنون، هوافق اتجوزك ازاي الا مكنتش متأكدة انه طلقني...معرفش انه ردنييي.
سكت ونظر للارض بضيق.
قالت بتوتر وضيق وهي تنظر بعشوائية :انا مكنتش هاجي الحفلة...انت ال اصريت...مكنتش هاجي،مكنتش هشوفه.
اكملت بغصة في حلقها:عُديّ، لو عرف بوجود عُديّ هضيع، ه هينت*قم مني...هياخده.
قرب منها يونس ومسك دراعخا قائلا :عُديّ ابني...مش هسمح لحد ياخده مني.
بعدت عنه بحده قائلة :متكدبش الكدبة وتصدقها...دا ابنه في النهاية وعلي اسمه.
قال بغضب:قولتلك انقليه لنسبي اناااا.
قالت بحده وهي ترفع اصبعها امامه:متزعقش...انا مش هقدر اكدب مرتين...اقوله ابنك ما*ت...ومعرفش ابنه انه عنده اب....انت مش ابوه يا يونس، فوق.
سكت يونس بحده وهو هيتجنن قبض يده ونظر للارض وبيفكر، مكانش لازم يسمع كلام صاحبه، مكانش لازم ياخدها معاه الحفلة...كانت هتفضل مستخبية عن اعين ذالك الرعد، ولن يكن سيبقي كثيرا في فرنسا....ولكن الان كل شيء تغير، عالمه بيدمر قدام عينه.
قال بحده:انا ال ساعدتك...لولايا مكنتيش عرفتي تكتبي عُديّ علي اسم رعد.
اتنهدت بضيق قائلة :عارفة...انا مقدرة ال انت عملته عشاني...ب بس....
نظر لحياه وقرب منها ومسك ايدها قائلا :حياه...انا اسف، خلاص ا احنا هنمشي من هنا...هنروح بلد تاني، ا انتي مراتي انا و....
قاطعته لما شدت ايدها من ايده قائلة بعيون حمراء ونبرة حادة:بس يايونس...خلاص،ا انت مش جوزي...كل حاجة باطلة، دا لاا يجوز.
قال بغضب وجنون:لا يجوووز...انتي بتاعتي انا... ومراتي انا ،وعُديّ يبقي ابني انااااا.
بصتله بضيق ورجعت بخطواتها للخلف وقالت بصوت مخنوق:كفاية يا يونس...كفاية، وانا مش همشي...مش ههرب،كفاية لحد كدا...لازم اواجه.
عينه احمرت وبصلها بشدة قائلا :هتعرفيه ان عُديّ ابنه؟!
قالت بسرعة ودموع تلتمع في عينها:لا...م مش هقدر... م مش لازم يعرف بوجود عُديّ...م مينفعش يعرف.
قرب منها وقال:يبقي خلينا نمشي من هنا...انتي اكتر واحدة عارفاه مش هيسكت.
بصتله وقالت:ليه؟! مش هتقدر تحمينا؟!
سكت، وكأنها اجبرته انه يسكت، ويبطلوا هروب...وكأنها بتقوله لو تقدر.
اتنهدت وابتلعت ريقها ولفت قائلة :مينفعش نعيش مع بعض يا يونس...مينفعش... الحمد الله اننا مقربناش من بعض، كل حاجة كانت غلط من الاول.
نظر لها بشده وقال بسرعة:حياه...لا يا حياه، ا انا مش هعمل حاجة ولله بس خليكم معايا هنا...انا مليش حد غيركم.
سكتت، لا تنكر بأنها شفقت عليه لكن مبقاش ينفع فعلا تعيش معاه.
اتنهدت وطلعت لفوق،متجهة لغرفتها، عند عُديّ.
ونظر لها يونس، بعد ما دخلت الغرفة مسك المزهرية ورماها علي الارض بغضب...قرب من التربيزة الصغيرة وقلبها والغضب علي ملامحه.
وقف ياخد انفاسه السريعة قائلا :لا...مش هياخدها مني...هي ليا انا...محدش يهمني غيرها.
قبص يده ونظر امامه بحده قائلا بصوت ثقيل:رعد الجبالي...حياتي،قصاد حياتك.
اخد نفس حاد ولف وخرج من الفيلا.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الفندق____عند رعد.
دخل بغضب وقف امام تلك التسرحة ذات اللون الاسود والذهبي.
وضع يده علي الحافة ونزل رأسه للاسفل ينظر بعيون حادة، ولكنها مليئة بالغضب...غضب يحر*ق فيه هو.
قبض بيديه علي حافة التسريحة بقوة.
رفع رأسه ونظر للمرأه عيونه سوداء من الغضب...امامه ذكريات فظيعة.
افتكرهم في الحفلة...ماسكة ايده،ويونس ماسكها كأنها مراته فعلاً.
ضر*ب علي التسريحة بقوة وغضب وافكاره السيءة تحاوطه...الخوف والغيرة بياكلوا في قلبه...خوفه من انه يكون لمسها...لمسها وجوازهم باطل...هي مراته هو مش زوجة يونس...يعني ملكه هو، حقه هو... ليست لغيره.
افكاره كانت بتيجي قدامه كأنها عاصفة بتحاوطه في مكان معزول.
انفاسها بتتعالى،رغم ان انفاسه بتضيق، وكأنها بتتخنق.
افتكر شكلها، قلعت الحجاب....ال هو قالها البسيه.
للدرجادي بتكر*هه، لدرجة انها قلعت الحجاب لمجرد انه هو ال خلاها تلبسه.
لم يعي علي نفسه الا وهو يصر*ب بقبضة يده علي المرآه في المنتصف، حتي تفتّت امامه.
نظر لوجهه المكسور المعاكس في المرآه...قلبه وجعه حتي بعد ال عملته عايز يرجعها... عايزها... حتي بعد ما قت*لت ابنهم مش قادر يعيش من غيرها....لا احد يعلم بما مر به طوال هذه السنوات.
فجاة الباب خبط ودخل ايمن و........
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا يونس____وتحديداً في غرفة حياه.
دخلت ونظرت لعُديّ بعيون حزينة، اعين يظهر من داخلها الخوف.
قلعت جزمتها وقربت من وجلست بجانبه وهو نائم حركت ايدها علي شعره بخفة... وقربت وبا*ست جبينه بمحبة.
نظرت لملامحه تتأمله...شافت فيه رعد، متقدرش تنكر انها بتشوف صورته كل يوم في ابنها...وبتخبي.
اتجمعت دموعها، وحضنت عُديّ بقوة، ندمانة انها خبت علي رعد، لكن خايفة تقوله وياخد ابنها منها.
مسحت علي شعره وطبعت قبلة علي رأسه قائلة :اسفة يا حبيبي....ب بس مش هقدر اتكلم...صدقني مش عايزاك تبعد عني....مش كل حاجة بتبقي في صالحنا.
قعدت ومسكت رأسها ونزلت دموعها مبقتش عارفة ليه بيحصل معاها كل دا، لما تفتكر انها خلاص هتمشي في حياتها تحصل حاجة وتقف في وشها وكل حاجة تتغير.
اتنهدت بقوة وقامت ودخلت لغرفة الملابس، غيرت هدومها ولبست بنطلون جينز واسع لونه رمادي....وهودي واسع بيشي في رمادي، وكوتش....وجابت شنتطين سفر كبار لمت هدومها وهدوم ولعُديّ اخدت اوراقها واوراق ابنها...نادت علي الدادة ال جت واخدت الشنط للخارج.
قربت حياه من عُديّ وشالته وهو نايم، وغطت شعرها بقبعة الهودي...واتحركت للخارج اتنهدت بهدوء لما عرفت ان يونس خرج، دا يكون افضل عشان مش قادرة تتناقش معاه.
خرجت والدادة حطت الشنط في العربية من الخلف وودعت الدادة وركبت العربية، ونيمت عُديّ في الكرسي الخلفي المخصص للاطفال، وشغلت العربية وانطلقت في الطريق الفارغ الذي لا ينيره سوى اضواء الشارع.
______________بعد وقت.
بتتحرك بالسيارة في طريق فارغ...تتجه لشارع اخر كي تذهب لشقتها...كانت حريصة ان تُأمن لنفسها ملجأ دائماً تحسباً للظروف.
كانت متعبة وبتفكر في ال حصل في الحفلة، استغربت من نفسها مش مضايق انها لسة علي زمته، هي خايفة بس ليعرف سر عُديّ.
فجاة_____توقفت امامها سيارة سوداء...اتصدمت ونظرت للسيارة لا ترى سائقها بسبب الاضواء الساطعة للسيارة.
نزلت من العربية بعصبية قائلة :Êtes-vous stupide ? _هل انت غبي.
لكن لسانها اتشل لما رأته ينزل من سيارته.
رجلها وقفت ومش قادرة تتحرك من الصدمة،بدأت تتصبب بالعرق وانفاسها ارتعشت...عينها جت علي عُديّ النائم ،وبعدين نظرت لذالك الرعد الذي يقف بجانب سيارته ينظر لها بأعينه الحادة.
قبل ما يخطوا خطوة عشان يتقدم ناحيتها، اتقدمت هي ليه بسرعة علي امل ان لايري عُديّ.
وقفت قدامه قائلة بحده:ايه ال جابك...انت بتراقبني؟!
نظر في عينها...شافت داخله الغضب والحزن...مشاعره مختلطة مش عارف يفرح انه شافها ولا يضايق.
قرب منها خطوة...خطوة واحدة جعل الكهرباء تسري في جس*دها رعباً.
اتماسكت امامه وقالت:عايز ايه؟!
لم يتفوه الا بكلمة واحده، بصوت هاديء ولكن حاد:لمسك؟!
رفعت حاجبها بأستغراب قائلة :ا ايه؟! مش فاهمة.
رد قائلا بأعين حاده تتفحص اعينها:جون...لمسك؟!
قلبها اتقبض من نبرة صوته...وكأنه بيستعد لاجابتها...عشان يروح يقت*له هو.
اخدت نفس وبصتله بثبات رعم انفاسها المرتعشة:اولا اسمه يونس...ثانياً بقي...انت مالك دي حاجة تخصني انا وهو...وفي النهاية دا جوز....
لم تسطيع التحدث واتخضت لما مسك دراعاتها الاتنين ولفها وضهرها بقي امام السيارة بتاعته....نظرت له بشدة... وهو ظل ينظر في اعينها بحده بتق*تله هو.
قال وهو بيضغط علي اسنانه :اياكي تنطقيها...انا ومفيش غيري...انا جوزك، وانتي مراتي.
بصت لدراعها ونظرت له بحده وهي بتحاول تبعد قائلة :اوعي يارعد...اوعي متمسكنيش كدا.
ضغط علي دراعها اكتر وقرب وجهه منها قائلا :انا اقرب منك زي ما انا عايز،م...
سكت لما شاف انفاسها المتعالية ودموعها ال بتتجمع في عينها، والخوف ظاهر عليها منه.
عينه بقت تبص عليها بعشوائية...بندم
بِعد ايده عنها ورجع خطوة للخلف.
نظرت له بضيق ومسكت دراعها بأ*لم.
اتنهد وهو يحاول الهدوء، وقرب منها وحاصرها عندما مال قليلا و وضع يديه حواليها علي حافة السيارة.
قال بصوت غريب وكأنه لا يصبر :لاخر مرة...وعايز اسمع جواب...لمسك ولا لا؟!
نظرت له قليلا وهي متضايقة وقالت:ابعد يارعد...عايزة امشي.
ضغط علي اسنانه وقال:ردي عليا الاول.
حاولت تزقه من صد*ره قائلة بعصبية:ملكش دعوة...اوعي بقي.
ضر*ب بقبضة يده علي السيارة بقوة، لدرجة انها اتخضت وانكمشت واضعة يدها علي وجهها.
نظر لها انفاسه عالية ومرتعشة نظر لاسفل قائلا بصوت حاد، لكنه ضعيف:ارجوكي...اتكلمي.
نظرت لها ،وبعدها ننظرت بعيد عنه مقدرتش تكدب اكتر من كدا وقالت:لا يا رعد...ملمسنيش.
رفع عينه وبصلها،حس بهدوء تلك النيران في قلبه...ولكن لم تنطفء.
فجاة..... صوت صغير تحدث
:ماما.
اتصدمت وتوسعت عينها قلبها بقي بيضر*ب داخل صد*رها لا ينبض....انفاسها وقفت...والزمن وقف،الحقيقة بتدق علي الابواب.
اما هو استغرب من ذالك الصوت، ولف وجهه وهنا كانت الصدمة...طفل صغير ينزل من باب السيارة وهو يحرك يده علي عينيه قائلا :ماما...احنا رايحين فين؟!
اتصدم رعد لما شاف الرؤية اوضح...انه ذالك الطفل.
نطق اسمه من بين شفايفه، ولكنه يخرج من قلبه:عُديّ!!!
اتصدمت حياه وبصت لرعد...لكن صدمتها الاكبر ال خلت روحها تتسحب منها، لما عُديّ شاف رعد وابتسم بفرحة وجري عليه قائلا تلقائية :بابااااا.
رعد لف بج*سمه وابتسم غص*ب عنه...وكأن قلبه المتحكم دلوقتي.
شاله رعد بسعادة وكذالك عُديّ ال اتعلق في رقبته وهو فرحان...وكأنه طفل شاف ابوه بالفعل.
اما حياه كانت واقفة وساندة علي العربية، رجليها مكانتش قادرة تشيلها من الصدمة والخوف وهي بتبص عليهم...الخوف كان مسيطر عليها دول عارفين بعض، دا غير رد عُديّ... الفكرة لوحدها بتخلي انفاسها المرتعشة تتقطع.
نظر عُديّ لرعد وهو مبتسم بقوة قائلاً:انت بتعمل ايه هنا؟!
كان رعد مبتسم ليه، لكن عقله بدأ يقود، اختفت ابتسامته تدريجياً ونظر للسيارة ال نزل منها عُديّ...عربية حياه.
كان مستغرب وهو ينظر للسيارة بشده عقله بقي يروح وييجي، نظر تاني لعُديّ...طفل في عمر ابنه...مش عارف ابوه... مع حياه.
الشريط رجع قدامه تاني، اليوم ال شاف فيه حياه، من اربع سنين...العيادة، كلامها، الكتلة الدموية، المشهد بيعيد نفسه تاني.
ملامحه ولسانه اتشلو...كان مصدوم، افكاره عمالة تظهر قدامه كأنها شلال.
لكنه لف ببطيء ونظر لها...ملامحها المرعوبة هي ال اكدت ليه تفكيره.
وهي...هي عقلها وقف مبقتش عارفة تكدب مبقتش عارفة تفكر بحجة وتقوله انه مش ابنه.
الزمن وقف بين تقابل عيونهم لبعض...الالسنة عجزت عن الكلام، صوت الهواء بقي اقوى...مفيش نفس حواليهم...صوت السماء بتطبل وكأنها هتمطر.
لكن عُديّ هو ال قطع كل ده قائلا :انتي تعرفي عمو رعد ياماما.
نظرت له،الخوف لسة علي ملامحها...ابتلعت ريقها، وبصت لرعد ال بينظر لها بعيون حمراء.
صوت الرعد بدأ يعلي تحت نظراتهم.
واخيرا تحدث رعد بصوت هاديء ولكنه غامض:ابن مين؟!
قلبها انكمش من الخوف ولسانها اتشل...لكنها قربت وحاولت تاخد عُديّ منه لكنه بعد قائلا بحده:ابني!!!
وقفت، وقفت وهي تنظر للاسفل بصدمة.
عُديّ كان مستغرب لكنه ساكت.
اعاد رعد كلامه وقال بصوت اقوى:عُديّ يبقي ابني؟!
دموعها اتجمعت في عينها وقبضت علي يدها وساكتة.
قرب منها بخطوات ثقيلة ومسك دراعها ولفها لعنده قائلا :ردي...هو مماتش، صح؟!
كانت لسة ساكتة، صمتها بيخليه يتأكد من كلامه لكنه عايز يسمعها منها...عايز قلبه يرتاح.
قال بصوت مبحوح:مكنش ال انا شوفته في العيادة...صح؟!ردي ياحياه.
الصمت كان بيقت*لها هي اكتر، تساقطت دموعها مع سقوط قطرات المطر.
صر*خ بها قائلا بغضب:رديييي....
نظرت له بسرعة وانهيار:ايوااا...ابنننك.
صوت الرعد غطي المكان وهو ترك دراعها وبصلها.
عُديّ مكانش فاهم حاجة، لكنه بص لرعد وكأنه شايف ابوه امامه بالفعل.
عيون رعد احمرت من تلك الدموع الذي تتجمع بها وهو يتحصر علي تلك السنوات...اربع سنوات ولم يلمح طفله...اربع سنوات وهو يظنه ميت...اربع سنوات وهو وحيد ينتظر رجوعها لتكوين اسرة مجددا....ولكنها كانت تكون اسرة بالفعل بعيدا عنه...تكون اسرة بأبنه الذي يسير دمه في عروقه.
نظر لعُديّ وتساقطت تلك الدمعة علي خده مع قطرات المطر التي علي وجهه.
نظرت له حياه وهي بتعيط، وشايفه دموعه.
ابتسم رعد بخفة وقرب يده من عُديّ وحطها علي خده وهو يستشعر ابنه...طفله الذي كان يبكي عليه كل ليلة في الظلام وهو ينظر ليده ويتخيل بها الدماء.
عُديّ كان بيبصله بأستغراب وقلق وينقل نظره لوالدته.
قربت حياه بدموع وخوف وحطت ايدها علي دراع رعد وهي بتقول :ر رعد...خ خلينا نتكلم في مكان تاني...ع عُديّ هيبرد.
نظر لها رعد كانت نظراته قلق، نظر لعُديّ وشاف المطرة الذي تتساقط عليهم، حضن ابنه بقلق خوفا عليه من قطرات المياه فقط.
لم يعي علي نفسه الا وهو يتحرك لسيارته وهو يحتضنه...حياه خافت لياخده منها فا مشيت وراه...وركبت العربية وهو ركب.
بصتله بتوتر ممزوج بالخوف وقالت:ط طب هاته، هشيله عشان تعرف تسوق.
نظر لها قليلا ثم نظر لعُديّ والقلق في عينه، لكن بعدها نظر لها هي و اتحولت عينه للحدة مع نبرة صوته وانفاسه الذي ثُقلت وقال:كلامنا لسة مخلصش.
الخوف دب في عروقها...ومدت ايدها واخدت عُديّ بهدوء تحتضنه بين اذرعتها.
نظر رعد للطريق بحده وهو بيفتكر الماضي، وفعلتها الان...يُفكر في ما سيفعله.
اما عُديّ نظر لرعد وبعدها نظر لحياه نظرات حزينة لقد استنتج من كلامهم انه يكون والده الذي يحُلْم به ويسأل عنه كثيراً....سِكت ووضع رأسه علي صد*ر والدته وهو ينظر لرعد.
ورعد الذي يتحرك علي الطريق وكل دقيقة ينظر لابنه ويضع يده علي رأسه ليتأكد من ان كل هذا ليس بِحُلْم.
ثم يرفع نظره بحده لتلك الخائفة الذي اخذت منه سعادته، دون تفكير.
وهي نظراتها للامام بخوف وهي تراه بطرف اعينها ينظر لها، وتري لمساته الحنونة لابنه الذي تحتضنه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا يونس.
دخل البيت وهو في حالة يُرثى لها كان سكيراً.... ظل يتحرم وهو يتطوح في المكان.
نظر للسلم وتحديدا للاعلي عند غرفة حياه.
صعد علي السلم وكاد الوقوع كثيرا لكنه اكمل للاعلي.
طلع وقرب من الباب وفتحه ونظر للداخل بس ملقاش حد، استغرب ودخل قائلا :حياه...حبيبتي، انا اسف اني زعقتلك، انا مش ههرب...وهتجوزك تاني...رعد الجبالي مش هيقدر يقربلك وانا موجود.
دخل غرفة الملابس وملقهاش برضوا، ولا عُديّ... اتجه للحمام ومفيش حد....قِلق.
واتحرك للخارج ونزل تحت وقع علي السلم لكنه قام تاني منادياً بغضب:صوفيييي.
جت الخا*دمة فورا وقالت:نعم سيدي.
قال بغضب:اين حياه؟!
توترت وقالت:ذهبت.
اقترب منها قائلا بحده:ماذا تقصدين بذهبت.
قالت بخوف:لقد اخذت حقائبها ومعها عُديّ وخرجت من المنزل.
قال بغضب:الي اين ذهبت؟!
قالت:لا اعرف.
صر*خ بغضب ومسك المزهرية رمعاها علي الارض.الخا*دمة خافت منه ومشيت فورا.
كان بيتنفش بقوة صد*ره يعلو ويهبط بغضب...مسك تلفونه واتصل بيها لاكن لا رد...تلفونها مفتوح وبيرن لاكن لا احد يرد.
رما التلفون علي الارض بغضب...لكنه جري عليه تاني ومسكه بقلق قائلا بجنون:ل لا...لا لا...ه هتتصل بيا،مش هتسيبني كدا اكيد...ا انا بحبها،ا اكيد مش هتبعد عني...و عُديّ ابني، م مش هتبعده عني اكيد...يلا ياحياه اتصلي يلا.
ترك الهاتف علي الارض وقعد جمبه وهو يضم رجله وينظر للهاتف بطريقة غريبة، منتظر اتصاله.
كان زي الطفل ال منتظر والدته...لكن بطريقة جنونية شوية.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
امام عمارة....بعد ما حياه اقنعت رعد يروحوا شقتها.
نزل رعد من العربية ولف فتح الباب وقرب عشان ياخد عُديّ.
قالت حياه بتوتر:ط طب سيبه شوية.
نظر لها بحده قائلا :معاكي اربع سنين...مش كفاية.
نظرت له بتوتر...وهو قرب واخد عُديّ ال نام في حضنها.
مسح علي شعر ابنه وهو يضمه له.
نزلت حياه...وكان معاها مفاتيح الشقة في جيبها، لكن تلفونها وحاجتها في العربية ال تركتها علي الطريق.
اتنهدت ودخلت العمارة وهي كل شوية تبص علي رعد، خوفا من انه ياخد عُديّ من وراها.
طلعت للدور الرابع فتحت باب الشقة بالمفتاح...كانت شقة كويسة جدا.
دخلت ووراها رعد.
نظرت له وقالت:ه هاته هنيمه جوا.
نظر للغرفة ولم يرد عليها، بل تحرك من نفسه واتجه لهناك.
دخل الغرفة وحطه علي السرير بخفة وهو خائف علي ازعاجه....دخلت وراه حياه وغطت عُديّ كويس.
لكن فجاة، مسكها رعد بحده من دراعها وخرج للخارج.
وقفوا في الصالة ونظر لها بغضب، قائلا بصوت حاد وهادي حتي لا يسمعهم طفلهم :ازاي توصل معاكي لكدا...مخبية عني ابني اربع سنين!!!
سكتت ونظرت له بحزن وضيق.
كمل وقال بصوت مخنوق:اربع سنين وانا فاكره ميت...كل يوم كنت بأنب نفسي واقول انا السبب...كل يوم كنت بحطلك الف عُذر.
نظرت له وشافت دموعه المحبوسة في عينه.
قرب منها وقال بعيون حاده:جالك قلب تعملي كدا ازاي...حرمتيني من ابني وحرمتيه من ابوه...لا وايه! عايشة مع راجل غريب وسايباني انا زي الكللللب.
لم ينتبه لنبرة صوته العالية الغاضبة.
وهي اتجمعت دموعها في عينها وبصتله قائلة :كنت عايزني اعمل ايه...انت كنت شوية وهتتجوز، وانا!...انا مش مهمة اتفلق.
قرب ومسك دراعها بحده وانفاسهم بقت مسموعة، وقال:عملت كدا عشانك... بس تصدقي...انا ندمان اصلا اني فكرت فيكي.
حطت ايدها علي صد*ره وهي بتحاول تزقه قائلة بعصبية:وانا مقولتلكش تعملي حاجة...شوف يونس ساعدني من غير ما اطلب منه ح...
زقها للخلف حتي التصقت في الحائط وهو قرب منها وحاصرها قائلا بغضب مكبوت:فرحانة بعمايله اوي...دا تاجر مخد*رات، فخورة بأل عمله وكأنه عمل خيري.
نظرت له بشده.
وهو كمل بحده قائلا :عايشة معاه هو...وابني في حضنه هو...وانا!...ولا مرة فكرتي بيا؟!
كتمت انفاسها حتي لا تتساقط دموعها ونظرت للجنب بعيد عنه.
قرب وجهه منها قائلا بصوت حاد ولكنه مبحوح:خلتيني افتكر اني مستحقش...مستحقش اكون اب، ولا زوج...بقيت زي الضايع في بحر فاضي.
قال بحده:ردي عليا...عملتي ليه كدا؟!عشان تنتق*مي مني!عشان توجعي قلبي قلبي عليه العمر كله.
نظرت له بحده مع تساقط دموعها وقالت:انت مكنتش عايزه.
رد بغضب:كنننت عايييزه...عارف اني غِلطت معاكي في الكلام وقتها...بس كنت بكدب.
قال:ودا ميبررش ال انا حسيت بيه برضوا وقتها.
بصلها بغضب وهو بيتنفس بقوة من عِنادها معاه.
ابتعد ومسك رأسه بغضب محاولا ان يهدأ لكن لا يستطيع.
وقف وشاور ناحية الغرفة وبصلها بحده قا*تلة وقال: فهمتيني انه ما*ت...انا كنت هموت وقتها...كنت عامل زي الاهبل وانتي بتضحكي عليا.
سكتت ونظرت للاسفل.
قرب منها وقال:طب وياترا بقي...كتبتيه علي اسم مين؟!جون!
نظرت له وقالت بضيق وارتباك :ب بأسمك.
قرب اكتر ووضع يده علي الحائط وقال بنبرته الرجولية الحادة:ازاي؟!
ابتلعت ريقها وقالت:ي يونس ساعدني...و ا انا ال طلبت كدا، ف ف....
قاطعها قائلا :رشوة!
سكتت ونظرت للاسفل.
اتنهد بحده قائلا :اممم...كتر خيرك ولله.
رفعت نظرها له بعيونها الباكية وقالت:ر رعد...ا ارجوك،خ خلينا ننسي ال حصل، و ومنحطش اللوم علي التاني...انا مش هقدر ابعد عن عُديّ، و ولا هو هيقدر يبعد عني و....
قرب وجهه منها قائلا بنبرة هادئة ولكن خطيرة:خايفة؟!...خايفة اخده منك.
غصة في حلقها منعتها عن الكلام، نظرت في عينه وهي بتعيط.
واكمل هو بنفس النبرة: انتي عارفة اني اقدر اخده...ومحدش هيقف في وشي.
اتكلمت بصوت مبحوح قائلة :ا انا هخليك تشوفه وقت ما تحب... ب بس والنبي متعملش كدا.
نظر لها قليلا ورفع ايده ونزل قبعة الهودي من علي رأسها ونظر علي شعرها قائلا :قلعتي الحجاب كمان!
سكتت ونظرت للاسفل بخنقة.
حرك يده علي خصلة شعرها قائلا بحده:للدرجادي جون أثر عليكي!
اتنهدت وقالت:دا قراراي انا...هو ملوش دعوة.
عض علي شفتيه السفلية بحده قائلا :اممم...قلعتيه مجاكرة فيا.
رفعت رأسها ونظرت له قائلة:مبقاش في حاجة بينا عشان اجاكر.
نظر لها قائلا :لا بينا...بينا العيل ال جوا دا....قدرنا رجعنا لنفس الطريق....كدبتك مكانتش هتصبر، اليوم الاول ال جيت فيه فرنسا قابلت عُديّ، تسميه ايه دا؟!
سكتت...اما هو الغضب عماه وهو بيفتكر كل حاجة، كدبتها، وجوازها من يونس، وايدها المتشبكة في ايده في الحفلة.
ضر*ب بقبضة يده علي الحائط بجانب وجهها، وهي اتخضت وبصتله بصدمة.
قرب وجهه منها قائلا بصوت خانق:ال حصل مش هيعدي بالساهل.
وبعد عنها واتجه للغرفة عند عُديّ، وهي نظرت جمبها للحائط لقت شرخ بسيط...اندهشت،لكن فجاة استوعبت انه دخل اوضة عُديّ خافت لياخده ويمشي وجريت وراه بسرعة.
شافته بيتجه بخطواته الثقيلة ناحية عُديّ خافت وجريت عليه قائلة :لا يارعد....
وقربت بسعرة عشان تقف قدامه لكنها اتشنكلت في رجله ووهتقع ولكنها مسكت في ياقة بدلته ووقعته معاها علي السرير بجانب عُديّ، وبقي فوقها.
اتصدمت ،وهو بصلها بشدة....ايده كانت علي خصرها وهي ماسكة في ياقة البدله ووشوشهم قريبة جدا من بعض.
انفاسها ذادت وصد*رها بدإ يعلو ويهبط.
اتحرك عُديّ وهو نايم....وهما استوعبوا وضعهم، وقام رعد علي طول ووقف يعدل بدلته.
قامت وقفت وبلعت ريقها بتوتر وإحراج، ونظرت للاسفل بعشوائية.
اتنهد وقال بحده خفيفة:كنت جاي اشوفه.
رجعت خصلة شعرها للخلف بتوتر قائلة وهي بتبعد عن طريقه:ا اه...ا اسفة.
نظر لها ،وقلع جاكت بدلته وقرب من عُديّ وقعد جمبه علي السرير وابتسم ابتسامة شبه ظاهرة...ومسح علي شعره.
نظرت له قليلا...لاول مرة تلاحظ جانبه الحنين، دا مش شخص مكانش عايز يخلف او يكون عنده طفل.
رجعت للخلف قائلة بتوتر:ط طب نكمل كلامنا بكرا...ا انا هقعد في الاوضة التانية، ل لو عُديّ صحي...ابقي ناديني.
لم ينظر لها وقال بجمود:مش هحتاج حاجة...تقدري تمشي.
سكتت بضيق واتحركت للخارج وقفلت وراها الباب...اتنهدت، وخافت تنام في الاوضة التانية احسن ياخد ابنها ويمشي.
قربت من الكنبة وهي قريبة من الباب....قعدت عليها ورجعت ضهرها للخلف وهي تنظر للغرفة...استلقت وعينها برضوا علي الغرفة، كانت نعسانة لكنها فضلت صاحية لوقت طويل....لكن النوم غلبها وبدأت تغمض عينها لحد ما نامت بالفعل.
_________________في الصباح.
اتقلبت وبدأت تفتح عينها ببطيء...نظرت ناحية الغرفة قليلا...وفجاة قامت قعدت بصدمة باب الغرفة كان مفتوح.
قامت بسرعة وجريت ناحية الغرفة...واتصدمت ملامح الخوف والتوتر علي وشها....ملقتش حد،الاوضة كلها فاضية.
وكأن روحها اتسحبت منها، انفاسها توقفت...الهواء انعدم من حواليها، مبرقة وهي بتبص للغرفة، بقت زي الغريقة ال محتاجة حد ينقذها.
فجاة.... سمعت صوت وراها، لفت بسرعة ووووو.
↚
:- ماما!
لفت بسرعة وقلق ولقت رعد وراها بيبصلها بجمود وهو شايل عُديّ.
بصت لرعد ولسة ملامح الخوف والتوتر علي وشها.
قال رعد بنبرة حادة وبأعينه الصقرية:اهدي...مش هعمل زي ما انتي عملتي...لو هعملها! هعملها قدامك، مش من وراكي.
صد*رها اتقبض علي قلبها لكن نظرت للارض بضيق وسكتت وهي بتاخد انفاسها الثقيلة المرتعشة.
نظر لها رعد قائلا :مش عايز غير اجابة واحدة....هتيجي ولا لا؟!
استغربت ونظرت له قائلة :قصدك ايه؟!
قال بنبرة باردة :هرجع مصر...مع ابني،هتيجي ولا لا؟!
اتصدمت وبصتله بعصبية مكبوتة وقالت:مش هينفع ننزل مصر...عُديّ حياته هنا، وتعليمه هنا....م مش...
قاطعها قائلا بحده:في الحالتين، انا هاخده...وكفاية اني بقولك لو عايزة تيجي.
قال عُديّ :يلا ياماما...انا عايز نكون سوا.
شاور رعد لعُديّ وهو بيبصلها بحده قا*تلة قائلا :لولاه...كنت مشيت وسبتك، وكنت اخدته معايا...بس هو عايزك.
قربت عشان تاخد عُديّ بعصبية قائلة :مش هنمشي، ومش هتقدر تاخده مني...انا محامية و....
رجع خطة للخلف ونزل عُديّ ووقفه جمبه ناظراً لها بحده وقال:مش محتاج اعرفك انا هاخده ازي...وانتي عارفة، اني هقدر اخده، ولا انتي ولا غيرك يقدر يوقفني.
بصتله بشده ولا تنكر بأنه لا يكذب، وكل كلمة تخرج منه ليست مُزاحاً.
اتحرك عُديّ عشان يروح لحياه، لكن وقفه رعد وقرب منه وشاله تاني ناظراً لها وقال:اختاري...وانا مش هعيد كلامي تاني.
ولف واتحرك وبصلها عُديّ بخوف وهو يكاد علي البكاء رافعاً يده لها، وهي خافت...
قالت بسرعة ورجفة في كلامها:طيب، طيب...م موافقة،هاجي معاكم.
وقف ولم ينظر لها حتي...وبعدها اتحرك وخرج من الشقة وهي مشيت وراه بسرعة وهي بتبص لعُديّ.
نزلوا للاسفل وسيارة رعد كانت موجودة، لكن وراها عربيات حراسه.
استغربت... وقال عُدي بابتسامة:واو...هما مين دول؟!
ابتسم رعد بخفة وقال:حراسك.
ابتسم عُدي بثقة وشاور بيده الصغيرة لاحد الحراس قائلا :تعالي يابني شيلني.
نظر له الحراس بتوتر وهو بيبص شمال ويمين مش عارف يروح ولا ييجي.
ضحك رعد بخفة وقال:اهدي عليهم شوية.
قربت حياه من رعد ونظرت له بحده واخدت عُديّ في حضنها واتحركت تركب العربية تحت نظراته المجمدة لها.
ركب العربية ،وهي قعدت عُدي علي رجلها ونظرت من الشباك بضيق.
نظر عُدي لرعد قائلا :انا عايز اسوق يابابا.
ورفع ايده عشان رعد يشيله، لكن شدته حياه قائلة:بس يا عُديّ.
نظر لها رعد قليلا، وسِكت...نظر للطريق وقاد.
قال عُديّ :هو انتي مقولتليش ليه ان بابا يبقي رعد؟!
سكتت ونظرت من النافذة... لكن قال رعد بصوت شبيه للحده:جاوبي...مينفعش تسكتي هنا.
نظرت له بضيق وبعدين بصت لعُديّ قائلة : نتكلم بعدين ياحبيبي.
سكت عُديّ بضيق ونظر قدامه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا يونس.
كان نايم علي الارض مكانه، جمب التلفون...شعره متبهدل وهدومه غير مرتبة.
شافته الخادمة واستغربت انه نايم كدا.
قربت منه قائلة :سيدي!
فضلت تنادي عليه كدا لحد ما صحي، وفتح عينه ببطء.
نظرت له قائلة :هل انت بخير؟!
قام قعد وبصلها باستغراب من تأثير النوم...فجاة استوعب وبص للتلفون مسكه بسرعة وهو بيتنفس بسرعة قائلا :ح حياه.
قالت الخادمة بحزن:لقد ذهبت.
قام وقف بسرعة وهو بيبص حواليه وهيتجنن، عينه احمرت والجنون سيطر عليه.
خرج جري من القصر ونظر للحراس بغضب قائلا :كنت فين انت وهو لما مشيييت!!!
سكتوا ونظروا للاسفل، لانهم اصلا ميقدروش يمنعوها من الخروج.
بصلهم بغضب قائلا :مش عايز اشوووف وش حد فيكم...امشوااا.
اتنهدوا وبعدوا عنه، وهو مسك تلفونه اتصل بصديقه.
وبعدما اتاه الرد قال يونس:ليو!...تيجي انت والرجالة، وتخليهم الاول يدورا علي حياه ويعرفوا مكانها.
ليوا:ليه؟! هي راحت فين؟!
يونس بغضب:اعمل ال بقولك عليه...كله بسبب شورتك الطين، يا رتني ماسمعت كلاااامك.
وقفل الخط فوراً وجري علي عربيته، ركبها وانطلق متجه لمكتبها علي امل انها تكون هناك...
انفاسه عالية بشكل جنوني وعيونه حمراء وهو ينظر للطريق لا يردد سوى كلمة واحدة:انتي بتاعتي.
وضغط علي الفرامل بقوة واعين حادة يطق منها الهوس والجنون.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المدرج الخاص بالمطار.
بيتحرك رعد وهو شايل عُديّ وحياه ماشية وراه وبتبص حواليها بتوتر، كانت قلقانة علي يونس وعايزة تطمنه عليها هي و عُديّ، بس تلفونها مش معاها.
طلعوا علي سلم الطائرة الخاصة برعد، وهي وراه.
لكن قالت بسرعة:ط طب اوراقي واوراق رعد...احنا نسيناها.
مردش عليها وكمل في طريقه، لانه اصلا جاب كل الاوراق من عربيتها.
دخلوا للداخل واتقفل الباب...اتجه رعد لذالك الكرسي الواسع وقعد عليه وجمبه عُديّ.
اتنهدت حياه بضيق وقعدت علي الكرسي ال قصادهم او ال جمبهم بمسافة.
ابتسم عُديّ بفرحة قائلا :اول مرة اركب طيارة.
نظر له رعد وابتسم بخفة، وبعدها نظر لتلك المتوترة وواضح علي ملامحها الخوف.
همس عُديّ وقال:اصلها بتخاف من الطيران.
نظر له رعد وسكت.
الباب اتفتح ودخل ايمن وقفلوه تاني لانهم علي وشك الانطلاق.
نظر ايمن لحياه وقال بابتسامة:اهلا يا حياه، اتشرفت بمعرفتك.
اومأت له بتوتر وسكتت.
قرب ايمن من عُديّ وقال:انا ابقي صاحب ابوك ياعم.
اعاد رعد رأسه للخلف قائلا بسخرية:ولا اعرفه.
بصله ايمن بغيظ، وضحك عُديّ.
نظر ايمن لحياه وبعدها نظر لعُديّ وابتسم بغمزة قائلا :ما ايه رأيك نبدل المقاعد وتيجي انت معايا.
ابتسم عُديّ واومأ له.
ايمن شال عُديّ واتجه لحياه وقال:معلش بس عايزين نقعد هنا في الصف الاول.
اتنهدت حياه وقامت وهي جس*مها وايدها بيرتعشوا اصلا ودايخة.
قال عُديّ :روحي اقعدي جمب بابا ياماما.
نظرت لرعد الذي ينظر من النافذة بجمود، لكنه سامع كل كلمة.
قالت بضيق:لا، هقعد ورا.
ووقفت وكادت التحرك لكن الطيارة اتهزت حاجة بسيطة خلتها تقع علي الارض بسبب دوختها،ايدها وركبها كانوا علي الارض، وهي مسكت في الارض بخوف وهي بتتعرق وبتبص للاسفل.
قام رعد وقرب منها وقومها وهي مش نستوعبة حاجة اصلا، اخدها وقعدها في الكرسي ال جمبه ال ملتصق بكرسيه اصلا.
ابتسم ايمن وضر*ب كفه في كف عُديّ وقعدوا علي الكراسي وربطوا الاحزمة.
اما رعد،قعدها علي الكرسي وقرب منها عشان يربط حزام الامان، لكن وجوههم كانت قريب، وعيونهم اتقابلت وهو شايف التوتر والحزن في عينها.
ربط الحزام وبِعد ونظر امامه قائلا بصوت حاد ومخنوق:لما جيتي اول مرة كنتي كدة برضوا!...يمكن لا، بسبب احاسيسك ال اختفت وقتها.
سكتت بضيق ولم تنظر له.
بدأت الطائرة بالتحرك...وهي انفاسها عليت وصد*رها بيعلوا ويهبط...ارتفعت الطائرة، وغص*ب عنها لفت جس*مها ومسكت في دراعه بقوة وهي تغمض عينيها.
نظر لها بهدوء وسكت، وبقي يفكر...لا ينكر بأن مشاعره مازالت موجودة...ولكن ما فعلته به يجعل الغضب يشتعل داخله....لا ينكر ان ما فعله خطأ، ولكن هي...خطئها كسره وخلاه زي الميت في الحياه...خلته يأنب ضميره طوال هذه السنوات وهو يرى نفسه السبب...كان بيقعد بيلوم نفسه علي كل حاجة، علي وفاة فهد، وعلي ابنه، وعلي حبسها في السجن...كان بيأكد لنفسه كل يوم ان هو السبب في كل حاجة حصلت في حياته.
غمض عينه وهو يكتم انفاسه الضعيفة، قلبه كان ينقبض حتي المو*ت...لا يريد ان يَضعُف مجدداً.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مصر____وتحديدا في قصر الجبالي _في غرفة زيدان.
كبر السن ظهر عليه، ومستلقي علي السرير وبيسعل.
فجاة تلفونه رن،مسكه وكان رقم مجهول.
استغرب لكنه رد ووضع الهاتف علي اذنه ولم يتحدث.
سكوت طويل، لا يوجد رد...لا احد يتحدث.
زيدان استغرب اكتر وافتكرها خدعة ولسة هيقفل الخط لكن....
:بابا.
ايده ثبتت واتصدم،قلبه نبض بسرعة كبيرة...ونظر للهاتف.
كان صوت بنته، عايدة.
وكأن كل شيء يعود اليوم.
وضع الهاتف علي اذنه، وسمع صوت امرأة تبكي قائلة :بابا.
لم يتحدث...ظل يستمع، ولكن هي كانت سامعة صوت انفاسه وعارفة انه سامعها.
اكملت بتلك النبرة:انا اسفة يابابا...سامحني...ا انا عايزة اشوفك.
قال بنبرة متجمدة تكبُت غضبه:انا معنديش بنات.
ولسة هيقفل الخط لكن سمع صوت صراخ...اتصدم ووضع الهاتف تاني علي اذنه.
قالت عايدة بنبرة اعلي :ارجوك يابابا...انا محتاجاك، ساعدني.
سكت.
وكملت هي بنبرة باكية:ارجوك...دا عنواني، انا في مصر ****.
لم يرد وهي كملت قائلة :انا ندمت ولله، م مش عايزة امو*ت قبل ما تسامحني.
اندهش وقلبه حن فعلا.
قفل الخط وهو بيفكر يعمل ايه؟...يروح ولا لا؟ يسامحها ولا لا؟... لكن السماح بعيد جدا.
اتنهد وقام بتعب وجاب جلبابه وعصايته يستند عليها، واتحرك للخارج مكانش في حد في الصالة.
كمل طريقه وخرج....لكن سعاد كانت خارجة من المطبخ وشافته، استغربت انه خارج وهو تعبان.
اتحركت وراه ببطيء وهي شافته ركب العربية والسائق بدأ يقود.
نادت علي احد الغفر وقالت:خد العربية التانية والحقه واعرف هو رايح فين.
اومأ لها واتجه للعربية وركب وانطلق.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
____في فرنسا___في الطريق.
وقف يونس العربية بغضب، وعربيات رجالته جت ومعاهم ليو.
يونس بغضب:ها لقتوها؟!
ليو:لا، لم نجدها...ولكن...
نزل يونس من العربية ومسك في ياقة قميصُه بغضب قائلا :اتكلم...وايه؟!
قال ليو:تتبعنا رعد الجبالي، ومش في الفندق، و...وواضح كدا انه مشي.
استغرب يونس، لكن فجاة اتصدم وقال:مشي...مشي كدا بعد ال حصل امبارح، ا اكيد في حاجة...ايوا.
ونظر لليو بحده وقال:تعرفلي حالاً هو رجع مصر ولا لا.
اومأ له ليو...ولف يتحدث مع احد الرجال.
اما يونس مسك تلفونه وتتبع تلفون حياه....اتصدم لما لقاه مقفول.
عينه احمرت وقبض بيده علي الهاتف بقوة، كل تفكيره انها هربت مع رعد وسابته هو وهي عارفة انه بيحبها، بل مهووس بها.
اتجه لعربيته وركب.
فتح الدرج الصغير ال بيكون في العربية واخرج منه مسد*س... نظر للامام والشر يطق من عينه.
شغل العربية وانطلق بسرعة...وليو والرجالة استغربوا، لكن انطلقوا بسيارتهم معاه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
____في مصر___وبعد خمس ساعات.
نزل رعد من العربية وهو يقف امام فلته...معاه حياه وهي ماسكة ايد عُديّ.
عُديّ اتزهل من الفيلا وحجمها الواسع قائلا :الله، دا بيتي!!!
قرب منه رعد وابتسم وشاله قائلا :دا بيتك...ايه رأيك؟!
حضنه عُديّ بابتسامة وسكت....ورعد اتجه للداخل.
حياه كانت بتبص عليهم وعلي تناسقهم كا اب وابنه...نظرت للفيلا بل نظرت للشارع كله...بعدما هربت من هذه البلد عادت مجددا...كل ذكرياتها من يوم ما وعت علي الدنيا لاخر يوم سافرت فيه رجعت....كل حاجة عدت قدامها...
نظرت للفيلا وافتكرت لحظاتها هي ورعد فيها...قلبها وجعها....لكنها اتحركت ودخلت وراهم.
دخلوا وكان في بعض الخد*م واقفين بأحترام.
طلع رعد لفوق ووراه حياه.
طلع لاوضته هو وقال:انت هتنام معايا من هنا ورايح.
ابتسم عُديّ وقال:انا وانت وماما.
بصتله حياه بشده ولقت رعد بيبصلها بجمود.
اتحرجت وقالت:ل لا...انا هنام في الاوضة التانية.
قال عُديّ بضيق:ليه...طب ما دا بابا....مش عمو يونس.
نظرت له حياه بضيق وقالت:كفاية يا عُديّ...انزل يلا عشان تستحمي.
نزلو رعد بهدوء وجري عُديّ علي حياه ال اخدته ومشيت متجهة لغرفتها...تحت انظار ذلك الرعد.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
امام منزل ما في القاهرة...كان بيت كبير ولكن مش فيلا.
دخل زيدان وسيارته برا مع السواق.
رن الجرس...وقف قليلا،واتفتح الباب.
كانت عايدة اول ما شافته عينها التمعت بالدموع.
نظر لها بجمود وضيق وسِكت.
قربت منه عايدة عشان تحضنه، لكنه وضع يده امامها قائلا :اياكي...انا مجتيش عشانك، عايز اعرف انتي عايزة مني ايه وبس.
تساقطت دمعة من عينها وشاورتله عشان يدخل.
نظر للداخل ودخل...المكان متبهدل ومتكسر، رغم جماله من الخارج، لكنه متبهدل جدا من الداخل دا غير الحائط ال مش مدهون وكأنه بيت قديم جدا او تحت الانشاء.
اندهش وقال:ايه ال جابك هنا!!!
نظرت للارض ودموعها تساقطت بغزارة قائلة :د دا قدر ربنا...بعد ال عملته فيكم عشان الفلوس، ربنا جابني هنا...بقت حالتي كدا.
نظر لها قائلا :حسيتي بعمايلك دلوقتي...وازاي اصلا وصلتي لهنا.
اكملت قائلة بصوت مبحوح:ال عملت كدا عشانه رماني...رماني بعد ما دمرت حياتي وعيلتي عشانه.
بصلها زيدان بحده قائلا :جاية تندمي دلوقتي!!! انتي دمرتينا كلنا، حتي بنتك ال من لحمك ودمك مسلمتش من تحت ايدك.
سكتت وهي بتعيط بندم.
اكمل زيدان وهو بيقعد علي الكرسي بتعب:مش مصدق انك بنتي...انا ندمان ولله اني ربيت واحدة زيك.
نظرت له وسكتت بحزن وضيق.
قام وقف وقرب منها ناظراً في عينها وقال بحده غامضة:لو زبيدة مأخدتكيش من الشارع...مكنتش شوفتك ولا اعتبرتك بنتي.
نظرت له بشدة.
واكمل هو بنبرة غاضبة:ربيتك في بيتي...وحطيت في عقل عيالي انك بنتي...وكلتي وشربتي وفي الاخر...تطنعيني في ضهري وتسر*قيني وتقت*لي حفيدي.
سكتت وبصت في الارض فا هي تعلم الحقيقة، هي وهو والمرأة الذي ربتها.
اكمل بنبرة حاده:اخص عليكي...دلعتك وخليتك احسن من ولادي، وتتطلعي كدا....دا حتييي بنتك سبتيها زي اليتي*مة تواجه مصيرها، بقالي خمس سنين معرفش عنها حااااجة.
نظرت له بدموع قائلة :س سامحني يابابا انا....
قاطعها قائلا بحده:ششش...انا مش ابوكي، متنسيش...انا معرفكيش.
سكتت بضيق في قلبها...لكن رفعت نظرها ليه قائلة بصوت مبحوح:عايزة منك طلب...لو شوفت حياه...اطلب منها السماح مكاني، وقتها مش هكون انا موجودة.
استغرب لكنه محبش يتكلم اكتر واتحرك وخرج من الباب، وهي نظراتها عليه بحزن وتعب.
فجاة خرج شخص من الغرفة ال وراها في يده إبرة، اقترب منها و.......
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا رعد____في وقت قبل المساء.
في غرفة حياه.
كان عُديّ واقف علي السرير بينشف شعره ويرتدي بنطالاً اسود.
قربت منه حياه وهي في ايدها تيشرت صغير رمادي.
قال عُديّ ببراءة:ماما...هو احنا هنعيش مع بابا علي طول، صح؟!
نظرت له وسكتت.
قال بضيق:هو انتي مقولتليش ليه ان بابا يبقي رعد؟!
اتنهدت وقالت بتوتر:ه هو انت مش مشتاق لعمو يونس؟!
سكت قليلا بتفكير وقال:هو واحشني، بس انا عايز اقعد مع بابا دلوقتي.
قالت بصوت مخنوق:هو انت عايز تعيش هنا؟!...يعني مش عايز ترجع فرنسا؟!
قال عُديّ بغيظ:لا...مش بحب الولاد هناك، وكل الناس مختلفة عني...انا بتكلم عربي احسن من الفرنساوي.
سكتت وقربت منه ولبسته التيشرت.
قال عُديّ :انا كنت بسألك علي بابا كل يوم وانتي مش بتردي...هو سابني بجد؟!
نظرت له بشده وفضلت ساكتة.
قال بحزن:هو انا وحش عشان يسيبني!
قالت بسرعة:لا...لا ،اوعي تقول كدا تاني، هو بيحبك...ب بس الظروف ال فرقتنا.
نظر لها وقال:انا مش عايز ابعد عنه...ولا عنك، ارجوكي خلينا نعيش معاه.
نظرت للاسفل وهمست بضيق:علش اساس اني هعرف امشي منه.
نظر لها عُديّ وقال بابتسامة:انا رايح عنده تعالي.
مسك ايدها،لكن هي بعدتها بهدوء وقالت:محتاجة اغير هدومي الاول.
ابتسم وقال:ماشي هستناكي.
ونط من علي السرير وجري للخارج متجه لغرفة والده.
اتنهدت بقوة واتجهت للدولاب الواسع الحديث ذات اللون الابيض والرمادي.
فتحت الدولاب، كان في ملابس ليها، كان مجهز كل حاجة قبل ما يرجعوا مصر....كان جايب ليها ملابس واسعة ومقفولة، بس مفيش طرح...وكإنه مبقاش مهتم تلبس ايه متلبسش ايه، بقت علاقتهم جافة جدا.
اتنهدت بضيق واخدت دريس منهم واتجهت للحمام.
____________بعد وقت_
خرجت وهي ترتدي دريس طويل فضفاض بأكمام واسعة وشبه شفافة، لونه ازرق ووردي.
قربت من المراية ونظرت لنفسها وتحديدا علي شعرها حركت رأسها بمعني لا بضيق وسرعة قائلة :محدش ليه دعوة بيا...انا حرة، واعمل ال انا عايزاه.
اخدت نفس عميق، ولفت وخرجت من الغرفة عشان تدور علي عُديّ.
قربت من غرفة رعد بتردد وارتباك، لقت الباب مفتوح حاجة بسيطة.
نظرت للداخل واتصدمت.
لقت رعد عا*ري الصد*ر وبيلعب ضغط و عُديّ قاعد علي ضهره بيضحك بطفولية.
نظرت تحديدا لرعد ابتلعت ريقها، لم تره من سنوات هكذا...عضلاته برزت اكتر بنيته بقت اقوي، كان يتصبب بعض قطرات العرق الخفيف مما ذاده اثارة.
قلبها نبض بقوة...مشعرها بدأت تخرج من ذالك القفص مجددا...نظراتها عليه هو وبس.
لكن فجاة قال عُديّ بفرحة:ماماااا.
اتصدمت بل اتخضت بشدة، ونزل عُديّ من علي ضهر رعد وجري عليها، ورعد اتعدل وقعد ناظرا لها بأعينه الصقرية الهادئة.
كانت هتمشي بس عُديّ مسك ايدها وهو بيشدها للداخل قائلا :تعالي شوفي عضلات بابا، دي كبيرة اوي.
اتوترت بشده،و عُديّ شدها ودخلوا للداخل.
ورعد قام وقف وامسك المنشفة كي يمسح رقبته وجبينه.
وعُديّ وقفها قدام رعد بالظبط، ووقف علي السرير في المنتصف بينهم.
كان رعد ينظر لها في اعينها بجمود....وهي هي التوتر كان مخليها مبرقة وانفاسها بتتقطع من الاحراج وهي تنظر له محاولة عدم النظر لجس*ده المعضل.
عُديّ بابتسامة ثقة:شوفتي بابا عامل ازاي...انا كدا اتطمنت علي نفسي، هبقي زيه لما اكبر.
بص رعد ليه وابتسم بخفة وهدوء وقرب منه وشاله قائلا :هتبقي اقوي مني كمان.
ابتسم عُديّ ونظر لحياه وقال:قربي ياماما.
نظرت له وانفاسها عليت بتوتر وقالت:ي يلا تعالي عشان تاكل.
واتحركت بسرعة وخرجت من الغرفة وهي بتتنفس بسرعة.
نظر لها عُديّ بأستغراب وبعدين بص لرعد وقال:يابني استر نفسك.
ضحك رعد ونظر لابنه وقال:انت بتجيب الكلام دا منين؟!
ضحك عُديّ وقال:من الانترنت.
ضحك رعد بخفة ونزله واتجه للداخل كي يغير ملابسه وينزل....اما عُديّ اخد نفس براحة وبعدين لف وخرج من الغرفة ونزل للاسفل.
___________في الاسفل.
كانت حياه واقفة وبتساعد الخدم وبتاخد منهم الاطباق وتحطها علي السفرة وهي متوترة بسبب تفكيرها.
نزل عُديّ وطلع علي الكرسي وقعد علي التربيزة وقال:دا انا جعااان جدا.
بصتله حياه وابتسمت بخفة.
وعُديّ قال:ماما...هو انتي مش بتكلمي بابا ليه؟!
سكتت وهي بتحط الطبق...لكن اخدت نفس ونظرت له قائلة :لا ياحبيبي، بنكلم بعض...ب بس مش اوي.
اومأ لها بتفهم وسكت.
وهو ينظر للطعام ال كلهم اكل مصري وكان نفسه يذوقه من زمان، حياه كانت بتعمل ليه بعض الوصفات فقط في فرنسا.
اما حياه كانت بتحط الطبق امام مكان رعد، وفجاة الطبق كان هيقع.
اتخضت وقربت تمسكه بسرعه لكنه كان هيقع لولا الايد ال مسكته.
حركت رأسها ونظرت للاعلى لقت رعد...وكان قريب منها جدا.
كتمت انفاسها بخجل واحراج وبعدت بسرعة.
اتنهد رعد بهدوء وحط الطبق علي السفرة، وكل الخدم مشيوا ودخلو المطبخ.
نزل عُديّ وقرب من رعد ال ابتسم وشاله وقعده علي رجله.
قعدت حياه في الكرسي ال جمبهم.
ونظرت لرعد بتوتر وقالت:م مش هتعرف تاكل، هاته عنك.
نظر لها بجمود قائلا :سبيه.
سكتت ونظرت لطبقها بضيق.
عُديّ كان ساكت، ورعد بيأكله...وحياه بتاكل بس بتفكير...ياترا كل دا هياخدهم لفين لسة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
عند يونس ____في فرنسا.
كان واقف في فيلته زي المجنون، رايح جاي وفي ايده مسد*سه.
دخل ليو ومعاه احد الرجال.
ليو:دا سافر فعلا...واظن راح مصر.
بصله يونس بعيون حمراء وغضب وقرب منه بخطوات ثقيلة لكن مخيفة قائلا :يعني خدها معاه...ومقدرتش اوقفه...خد حُبي معاه...وكله بسببك.
ليو بلع ريقه وقال:جون، اهدأ...انا لم أكن اعلم بأنها مازالت زوجته.
يونس بغضب:اخرررس...دي مراتي انااااا، دي ليا انااا...هي مش هتبقي لغيري.
ليو بتوتر:حسنا...اهدأ قليلا،سنجد حلاً، س سنسافر لمصر وسنذهب للتحدث معها لكي تعود.
يونس بنظرة مخيفة:تؤتؤتؤ، لن نذهب! بل انا سأذهب.
استغرب ليو، لكنه اتصدم لما لقي يونس رفع عليه المسد*س.
ليو بخوف:جون، هل جننت؟! ا انا صاحبك.
يونس بحده:انت السبب لو مسمعتش كلامك مكانش حصل كل دا.
ليو بتوتر:جون انا لم اكن اعلم بأن هذا سيحدث صدقني...انا اخيك لا تفعل بي هذا.
نظر له يونس بنظرة مرعبة قائلا بنبرة جافة: قولتلك...حَسّن لغتك العربية يا ليو...انا معنديش اغلى منها هي.
كاد ليو علي التحدث لكن صوت رصا*صة دوّى في المكان، استقرت في قلب ليو الذي ينظر ليونس بصدمة ويضع يده علي قلبه الذي ينتشر حواليه الدماء الدافئة....ووقع ارضاً.
وايد يونس لم ترتعش حتي، بل كان ينظر له بحده واعين مفتوحة ويطق الشر والدماء منها.
حتي الحارس اتصدم من فعلته ولم يتكلم.
نظر يونس للحارس قائلا بنبرة غليظة:ارميه في اي حتة...واحجزلي علي اول طيارة لمصر...حالاً.
اومأ له الحارس بخوف وقرب من ليو المقتو*ل علي الارض وبدإ يجره للخارج.
ويونس لف وقعد علي الكرسي بجمود وهو ينظر لجثة ليو بكل برود...وفي ايده المسد*س، وعلي وجهه بعض قطرات الدم.
ابتسم بجنون وسط فعلته واعاد رأسه للخلف يضحك بطريقة مجنونة ومرعبة...لدرجة ان الخدامة كانت واقفة عند المطبخ بتبصله بخوف.
توقف عن الضحك، لكنه لسة مبتسم ونظر للسقف قائلا :اههه...حياه،اسم علي مُسمي، بس...يإما هتبقي حياتي يا إما...مو"تي.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مصر____في المساء___في فيلا رعد.
وتحديدا في غرفته.
كان قاعد علي السرير ويرتدي تيشرت اسود يبرز عضلاته وبنطال رمادي واسع.
كان قاعد جمبه عُديّ وحواليه بعض العاب وبيلعبوا سوا.
ضِحك عُديّ وقال:فاكر اليوم ال ضر*بت في الراجل.
ضِحك رعد بخفة وقال:اه.
ضحك عُديّ بقوة وهو بيفتكر اليوم، ورعد ينظر له بابتسامة هاجية لكن جواها مشاعر كتير.
الباب خبط ودخلت حياه بتوتر وهي معاها بيجامة صغيرة، وكانت هي لابسة بيجامة حرير بنص كم وبنطال، ولونهم وردي.
دخلت بتردد وقالت:يلا يا عُديّ غير هدومك.
قام وقف علي حرف السرير امامها وهي قربت منه عشان تغير ليه ملابسه.
تحت نظرات ذالك الرعد لها بهدوء من اعلي لاسفل.
كانت لامحة نظراته بس ساكتة لكن ايدها بتترعش من التوتر.
خلصت، ونظرت لعُديّ بعد ما قفلت ازرار البيجامة وقربت منه وبا*سته من خده بابتسامة هادية.
قال عُديّ بحزن:تعالي نامي معانا...انتي كدا هتنامي لوحدك.
ابتسمت بضيق وقالت:عادي...نام انت وارتاح، وبكرا ابقي نام معانا.
نظر لها بحزن وقال:بس انا عايزك تنامي هنا، مينفعش تنامي لوحدك بيبقي في عفا*ريت.
ضحكت بخفة وقالت:بس انا كبيرة ومش هخاف.
قرب وحضنها قائلا :لا خليكي هنا...نامي معايا انا وبابا.
اتنهدت وقالت:بس بقي يا عُديّ يلا روح نام.
حرك رأسه بمعني لا ونظر لرعد قائلا :ما تقول كلمة يابابا.
نظر له رعد، وبعده نظر لها وقال بجمود:براحتها...عايزة تيجي! تيجي انا مش هاكلها يعني.
بصتله حياه بضيق وقالت:لا شكرا، مش عايزة منك حاجة.
نظر لها وقام وقف وقرب منها قائلا بحده خفيفة :انا مش بعزم عليكي اصلا.
رفعت رأسها وبصتله قائلة بضيق:انا مقولتش حاجة عشان تكلمني كدا.
قرب اكتر وقال:ولله!!!وايه بتاعت مش عايزة منك حاجة دي؟!
بصتله بعصبية خفيفة وقالت:اه قول بقي انك عايز تتخانق وخلاص.
قال بحده:انا ال عايز اتخانق برضوا!!! يعني مش سامعة كلامك المستفز؟!
وقفت قدامه ببرود قائلة :انا هادية اهو...ولا قولت حاجة مستفزة ولا بتاع.
كل دا وعدي قاعد علي السرير في النص مبتسم بسعادة، وكأنه بيجرب شعرو خناق اهله قدامه، كان متحمس يشوف ال صحابه بيتكلمه عنه.
قرب رعد منها اكتر ومبقاش منهم مسافة قائلا بحده:متتكلميش معايا كدا.
قالت بغيظ:انا اتكلم زي ما انا عايزة، مش بمزاجك علي فكرة.
وفجاة بتلقائية شدها بدراعه من خصرها بقوة لعنده،لدرجة بأن يده لمست جس*مها فعلا.
اتصدمت والكهرباء عادت تاني تجري في جس*دها...ايدها علي صد*ره المعضل، وعينها عمالة تروح وتيجي عليه هو.
سمعوا صوت ضحكة عُديّ ال استلقي علي السرير من كتر الضحك ومغمض عينه.
نظروا له...وبعدين رعد بصلها، واستوعب قربهم اتنهد بحده وبِعد عنها بضيق.
وهي بِعدت كمان وبلعت ريقها ونظرت للاسفل بضيق.
بصلهم عُديّ وقال:والنبي كملوا الخناقة.
نظروا له هما الاتنين، ورعد ابتسم بخفة وقرب منه وهو بيدغدغ معدة ذالك الصغير قائلا :قاعد بتتفرج علي مسرحية انت ولا ايه!
ضحك عُديّ بقوة وطفولة، وبصتلهم حياه وغص*ب عنها ابتسمت بهدوء.
لكنها لفت واتحركت عشان تخرج من الغرفة لكن وقفت لما رعد قال بنبرة هادية:استني...نامي هنا النهاردة، عشان عُديّ ميزعلش.
ابتسم عُديّ ونظر لرعد وبعدها نظر لحياه.
لفت حياه وقالت:لا...عشان تعرفوا تناموا براحتكم.
عُديّ بحزن:والنبي ياماما، تعالي بقي.
نظرت له قليلا وسكتت وهي واقفة مكانها.
نزل عُديّ من علي السرير وقرب منها ومسك ايدها وشدها ناحية السرير، قعدت علي الحرف....وعُديّ ابتسم واتحرك وقعد في النص... بين حياه ورعد.
اتوترت حياه، ومبقتش عارفة تفكر.
اما رعد استلقي جمب عُديّ وهو حاطط ايده علي صغيره.
لفت حياه واستلقت لكن ضهرها ليهم.
نظر لها رعد قليلا بهدوء، افكاره بتروح وتيجي وعقله وقلبه بيكلمه...هل يسامحها ولا لا...بس لازم هو يطلب السماح الاول، كل واحد لازم يعترف بغلطه ويعتذر... ومن بدأ هو من يبدأ....
_________________في منتصف الليل.
اتقلبت حياه في نومها، وكانتش قادرة تنام...فتحت عينها وقامت قعدت نظرت جمبها لقت عُديّ نايم، بس رعد مش موجود.
استغربت ونظرت ناحية النافذة ولقته واقف فعلا ساند ايده علي السور وينظر للاشيء.
اترددت، بس قررت انها تقوم...حان وقت التحدث.
اتجهت لهناك.
وقفت وراه وقالت وهي تحضن نفسها بخفة :الجو برد.
لف بهدوء ونظر لها قليلا وسِكت.
نظرت هي للاسفل وقربت ووقفت جمب السور وهي تنظر للقمر وقالت بصوت خافت:انا اسفة.
نظر لها واتنهد وقرب منها وقال:انا ال اسف...مكنتيش هتعملي كدا لولا كلامي.
لفت ونظرت له بحزن، وضهرها بقي للسور.
اخد نفس عميق وقال:الغلط مكانش علي حد فينا...كان علي الوقت والظروف...قدرنا ال وصلنا لهنا...ب بس متوقعتش انك تبعدي لدرجة انك تتجوزي....وتاخدي ابني مني.
رفعت نظرها وبصتله وقالت بحزن:ا انا...غ غصب عني، عارفة اني حرمتك من ابنك...ب بس انا....
قاطعها قائلا بصوت مخنوق:خلاص...خلاص ياحياه.
نظرت له ولقته ينظر للاسفل، ويقبض علي يديه، وقال:مش هيفيد بحاجة لما نعيد الماضي، كفاية ذكرياتنا.
اخذ نفس قوي وقال بصوت خانق:انا بس...بحاول، بحاول اصلح ال اتكسر، بحاول انسي عشان اعدي واعيش مع عُديّ...مش عايز احرمه من حاجة...عايزه يفضل يحبني، مش عايزه يكر*هني...ك كنت خايف ليضايق اني ابوه.
اترددت وقربت ومسكت ايده ونظرت في عينه بحزن وقالت:متزعلش مني.
نظر لها ،فضل يتأمل ملامحها ال وحشته طوال هذه السنوات...لم يعى علي نفسه إلا ا وهو يضع كف يده علي خدها.
غمضت عينها واستشعرت لمسته لها.
قرب منها اكتر حتي حاصرها عند سور البلكونة، نظر في عينها اشتياق ورغبة حقيقية ظاهرة في عينه...مبقاش قادر يخبي مشاعره عنها...حبه غطي علي نار غضبه منها.
فتحت عينها ونظرت له، لا تنكر بأنها مازالت تُحبه، لا تنكر بأنها مازالت تضعُف امامه، قلبها يتحكم بكل مشاعرها وحواسها بجانبه.
شافت الضعف في عينه، شافت حزن وعِشق يظهرون في ملامحه وعينه.
رفعدت ايدها الاتنين وحطتها علي خده...في نفس اللحظة التي تساقطت دمعة دافئة من عينه...دمعة تُعبر عن اشتياقه لها، تُعبر عن وحدته طوال هذه السنوات، تُعبر عن ضعفه وعدم قدرته علي الابتعاد.
قرب منها وحضنها بقوة وهو يدفن وجهه في عنقها يستنشق رائحتها الذي اشتاق لها...يلف ذراعيه علي خصرها ويقربها منه اكثر.
وهي تلف يدها حوالين رقبته، ومغمضة عينها وسط تلك الدموع الذي تتجمع في اعينها.
كان بيقربها منه اكتر واكتر كأنها هتطير منه....مشاعره غلبته وسيطرت عليه قلبه كان مرتاح جدا...وكأنها ازالت عنه كل الحقد والغضب والانتقام...لم يعد يريد سواها.
"ومَا ادرَاك بِرجلُ نسىَ العالم بإستنشاقهَا"
_______________________________________
↚
_____في اليوم التالي_
كانوا قاعدين علي السفرة، عُديّ ماسك تلفون رعد و قاعد علي رجله، وحياه بتحط قدامهم الفطار بعد ما عطت الخدم اجازة وعملت هي الفطار....
كانت لابسة بلوزة واسعة لونها بيشي في رمادي، وفيها حزام قماشي من المنتصف، وبنطلون واسع بيشي...وعاملة شعرها كعكة.
ورعد لابس بدلته السوداء الرسمية المعتادة....ورعد لابس بنطلون جينز رمادي وتيشرت ابيض وجاكت رمادي.
رعد كان بيسترق بعض النظرات لها خلسة بأعينه الصقرية.
قعدت علي الكرسي وهي ملاحظة نظراته لها، وعلامات الخجل ومحاولة عدم الابتسام علي وجهها.
رعد اخد التلفون من عُديّ قائلا :كفاية كدا...كُل الاول.
وبدأو ياكلوا______
قال رعد:هنروح نشوف حضانة للشقي دا.
عُديّ :وانا ال قولت بلاها تعليم، تقوموا تاخدوني بتاعة تاني.
حياه:يابني اسمها تشايل كير.
بصلها عُديّ برفعة حاجب قائلا :ياثيخة بس بقي...دا انا بتكلم عربي مقطع، وانتي تقوليلي انجليزي.
ضحك رعد بقوة عليه فهو يشبهه في بعض الاشياء.
نظرت حياه لرعد بغيظ لكن ابتسمت تلقائيا علي ضحكته الذي لم تراها من قبل.
نزل عُديّ من علي رجل رعد واخد قطعة بطاطس وجري علي فوق قائلا :هجيب شنطة ماما.
نظر رعد لحياه...ال اتوترت من نظراته وقامت وقفت قائلة :ه هطلع اجيبها، هو مش هيعرف.
ولفت واتحركت عشان تطلع...لكن فجاة لقت ال مسك ايدها وشدها لعنده وقعدها علي قدميه.
اندهشت وبرقت ونظرت له وبعدين علي السلم...خوفاً من نزول ابنها.
نظر لها قليلا وحاوط خصرها بيديه وقربها منه وحضنها ورأسه بجانب عنقها...مغمض عينيه بإستسلام.
نظرت له قليلا واخذت نفس، وحطت ايدها علي شعره من الخلف تحركه ببطء...لم يحدث شيء بينهم البارحة...بل ظلّوا جالسين ينظرون للسماء، والصمت كان سيد المكان.
بعدت عنه بسرعة لما سمعت خطوات عُديّ علي السلم.
وهو فتح عينه وبصلها...عدلت هدومها ووقفت بتوتر وهي شايفة عُديّ نازل علي درجة درجة.
عُديّ :يلا، انا جيت.
اخدت حياه منو الشنطة وقام رعد عدّل بدلته...وخرجوا.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مطار مصر.
نزل يونس من العربية واتحرك ووراه رجالته، خرج وركب عربيته.
كان معاه مساعده ال قال:لقد علمنا عنوان رعد الجبالي.
اتنهد يونس وقال:مش هنروح هناك...عندي مشوار الاول لازم اروحه.
اتنهد المساعد وسِكت.
____________________________
امام فيلا ما.
نزل يونس من العربية واتجه للداخل وواضح ان الحراس عارفينه.
طلع لفوق واتجه لغرفة معينة.
كان يوجد اتنين ممرضين، وجده ويليامز مستلقي علي السرير وحواليه اجهزة طبية...وعلي وجهه جهاز تنفس.
قرب يونس بعدما اخرج الاطباء وجلس بجانب جده ومسك ايده وقال:كيف حالك؟!
سعل ويليامز وبعدها قال بصوت مبحوح جدا:انا بخير....مسألتش عني بقالك كتير.
يونس:كنت مشغول.
ويليامز بابتسامة متعبة:انا سعيد بأنك اتيت.
اتنهد يونس وقال:خلينا نتكلم بالمصري احسن.
ويليامز :اللغة المصرية لم تكُن يوماً لُغتك.
قال يونس:هي لُغتي من النهاردة.
ويليامز:لقد غيرتك تلك الفتاة كثيرا.
ابتسم يونس وقال:اجل، غيرتني بجنون.
اتنهد ويليامز وقال:اذا....ماذا تريد؟!
نظر له يونس وقال بنبرة غريبة:عايزها....رعد الجبالي رجع في حياتي تاني واخد ال يخصني.
ابتسم ويليامز بخفة ونظر للسقف قائلا :بس انت ال اخدت ال يخصه...بما انه رجع، يبقي مش هيسيب ممتلكاته ليك.
قبض يونس علي يده وقال بحده:دي بتاعتي انا...انا ال استحقها، دا انا أسلمت عشانها.
ضحك جده بخفة وقال:انت لم تُأسلم يوماً يا جون...انت لا تعرف شيئاً عن الإسلام اطلاقاً.
نظر يونس للاسفل بحده وضيق وسِكت.
ويليامز وضع يده علي يد حفيده قائلا :اتركها...يكفي لحد الان...هو لن يتخلي عنها.
نظر له يونس بعيون حمراء وقال:انا مش بسيب حاجة تخصني.
اتنهد ويليامز وقال:كفاية يا جون...كفاية احنا مش عايزين حروب.
قال يونس بطريقة غريبة:انا اسمي يونس دلوقتي، متقوليش جون...واذا كان علي الحروب...يبقي هعمل عشانها كتير.
وقام وقف وقال بجمود:بس انا عايز ورثي من ابويا.
بصله ويليامز بشدة وقال:انت اتجننت...مكنتش كدا، ايه ال جرالك.
قرب منه يونس وقال بنبرة مخيفة:انا قولت ال عندي...عايز حقي في الشركة، هبيعها وهحتاج فلوسها.
ويليامز بحده وتعب:انت عبيط...هو ايه دا ال تبيعيها، دي شركتي.
يونس ببرود:مش مهم...انا عايزها، في النهاية املاكك دي هتبقي ليا...بس انا تعبت مش مضطر اخداذن منك كل ما هحتاج فلوس.
ويليامز بغضب:دا علي جثتي...مش هتاخد حاجة مني غير لما تعقل وتبطل ال في دماغك...انت كدا هتدمرنا.
بعد يونس ونظر له بغموض قائلا :علي جثتك!...اممم،تمام...يبقي علي جثتك بقي.
وقرب وازال ذالك الانبوب الصغير المتوصل باسطوانة الاكسجين.
بصله ويليامز بغضب وتعب في نفس الوقت...وانفاسه بتقل بشدة.
ابتعد يونس ونظر له ببرود وكأنه لم يفعل شيئا.
الجد حاول يقوم، يصرخ، يستنجد بحد...بس مافيش فايدة...كان بيبص لحفيده كأنه شايفه شيطا*ن متجسد علي شكل انسان...مكانش يتوقع منه كدا.
رفع ايده ليونس بيحاول يستنجد بيه لاخر مرة بمكن ضميره يرجع...ولكن عينه كانت باردة وقاسيةوكأنه مش مهتم اصلا.
الجد بكى...تساقطت دموعه مع سقوط يده وقد ذهبت روحه لخالقها،الله.
اتنهد يونس وعدّل بدلته ورجع الانبوب لجهاز الاكسجين تاني، وعدل جده علي السرير.
واتحرك وخرج من المكان بهدوء.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
دخل ايمن وهو مبتسم بهدوء، وشهد كانت واقفة مع امها بيتكلموا.
قال ايمن:السلام عليكم.
قال حافظ وهو يدخل من خلفه:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ابتسم ايمن، وشهد بصت له وابتسمت بخجل.
قال حافظ:ادخل يابني يلا اقعد.
قعدوا علي الكنبة.
وقالت شهد بخجل:تشرب ايه؟!
بصلها ايمن مبتسم قائلا :اي حاجة.
اومأت ودخلت المطبخ في نفس وقت خروج خديجة.
قال ايمن:طب ايه رأيكم نقرب ميعاد الفرح شوية.
حافظ بهدوء:ال يعجبك يابني...عايزه امتا؟!
قال ايمن:مش عايز اتأخر بصراحة، يعني لو سمحتوا يبقي الاسبوع الجاي.
قالت سعاد:بس دا بدري اوي.
قال ايمن:فلتي جاهزة...دا غير ان اهلي هينزلو مصر قريب.
اتنهد حافظ وقال:علي بركة الله.
ابتسم ايمن قائلا :واهو بالمرة اعزم رعد وحياه.
الكل بصله بأستغراب وقربت منه خديجة وقالت:حياه؟!
ضحك ايمن بخفة وقال:ايوا، انتوا لسة معرفتوش...رعد لقي حياه وابنه.
الصدمة وقعت عليهم،خاصة زيدان ال كان خارج من اوضته.
حافظ:ابنهم!!!
ايمن:ايوا، عُديّ عنده اربع او خمس سنين دلوقتي...دا واد عسل اوي بصراحة.
خرجت شهد وهي معاها كوب عصير وقعدت تستمع للحديث بسعادة.
قعدت خديجة جمب ايمن وقالت بلهفة:يعني رعد بقي اب...و وهو هنا في مصر دلوقتي!!!
اومأ ايمن بابتسامة.
اما سعاد قامت والنار بتاكل قلبها، نظرت ليهم كلهم بحده واتحركت وطلعت اوضتها.
اتنهد حافظ وقال بهدوء ولكن شبه ضيق:ربنا يريحه.
نظرت خديجة لحافظ وسكتت.
قام ايمن وقف ولسة هيتكلم لقو صوت حاجة بتقع علي الارض.
لفو ولقو زيدان وقع علي الارض، اتصدموا وقاموا جريو عليه بسرعة كان فاتح عينه لكن مش بيتحرك ايده وفمه بيرتعشو.
شالوه واخدوه للداخل بسرعة في غرفته، نيموه علي السرير.
قال حافظ بسرعة وقلق:اتصلوا بالدكتووور.
ايمن لف ومسك تلفونه.
زيدان فضل يشاور بأيده المرتجفة ناحية ايمن وهو مش قادر ينطق.
ايمن لف وبصله وقال:قول يا جدي...مالك؟!
نطق زيدان بصوت مبحوح يخرج من بالعافية وقال:ر...رعد.
استغرب ايمن لكن قال:انت عايز رعد؟! حاضر هتصل بيه.
وخرج ايمن بسرعة عشان يتصل برعد، وحافظ كلم الدكتور وشهد راحت وجابت مياه، وخديجة قاعدة جمب زيدان.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في القاهرة___وتحديدا في حضانة مشهورة وغالية جدا.
دخلوا والمديرة رحبت بوجودهم، واخدتهم عشان يشوفوا المكان.
رعد كان شايل عُديّ وحياه ماشية جمبه بهدوء.
دخلو الغرفة ال المفروض تكون غرفة تدريس، مكانش في حد لان اليوم اجازة اصلا.
كانت واسعة وطفولية جدا وطربيزات قصيرة ومدورة وحواليها كراسي اطفال.
خرجو ولفوا المكان لحد ما وشافوا الملعب وكان واسع وفيه العاب.
قال عُديّ بابتسامة:ما تنزلني العب شوية.
حياه بحده خفيفة:ششش، عيب.
بصلها عُديّ بغيظ وقرب من ودن رعد وقال:انا مث عارف انت كنت مستحملها قبلي ازاي.
ابتسم رعد بخفة وقال بهمس:اسكت احسن تسمعنا.
ضحك عُديّ بصوت خفيف، وكملوا مشوارهم.
بعد ما خلصوا قالت المديرة:تقدروا تفكروا براحتكم دلوقتي.
ومشيت واتجهت لمكتبها.
قالت حياه:مش بطّالة.
عُديّ بهمس :دي مث بيعجبها العجب.
نظر له رعد وكتم ضحكته من ذالك الصغير.
بصتلهم حياه وقالت باستغراب:في ايه؟!
عُديّ ببراءة:بقول يلا نمشي...اصل انا جوعت.
حياه برفعة حاجب:دا انت لسة فاطر.
عُديّ :هو انتي هتبثيلي في اللقمة.
ابتسم رعد وقال:لا طبعا، محدش يقدر...تعالوا يلا نتكلم مع المديرة.
واتجهو لمكتب المديرة، قدموا الاوراق وكل حاجة، وفضلو يتكلموا شوية عن مميزات الروضة.
________بعد وقت.
كانوا واقفين علي الطريق والبحر امامهم.
وعُديّ قاعد علي العربية من الامام وبياكل ايس كريم...ورعد وحياه واقفين جمبه.
رعد عينه كانت علي حياه وهي بتكلم عُديّ ومبتسمة.
اتجه لباب السيارة واخد منها حاجة ورجع ليهم وقرب ايده منها.
نظرت لايده وكان فيها علبة ايفون.
نظرت له،وهو قال بتردد:احم...دا مكان بتاعك ال ضاع.
ابتسمت بخبث ونظرت للهاتف واخدته قائلة :ضاع برضوا، ولا حد ضيعو؟!
نظر لها وحط ايده في جيبه ونظر للامام قائلا بهدوء :الله اعلم.
قال عُديّ بغيظ:طب وانا! فين تلفوني؟!
نظر له رعد وقال:انت لسة صغير يابني.
قال عُديّ :هو مين دا ال صغير، كل دا ومث مالي عينك؟!
ابتسمت حياه بخبث وهي بتطلع الفون من العلبة وقالت:اصل انا مميزة في حياتو...وانا الاولوية برضوا.
بصلها رعد وابتسم بخفة وهدوء، اما عُديّ بصلها بغيظ وبعدين بص لرعد وقال:عاجبك كدا!
نظر له رعد وسِكت.
نظرت حياه لرعد وقربت منه قائلة وهي تنظر لعُديّ :اه عاجبوا.
ووقفت جمب رعد ومسكت دراعه ومبتسمة وقالت :صح يا رعودي.
نظر لها رعد ورفع حواجبه بدهشة:رعودي!!!
نظر لها عُديّ بغيظ وقال:الدلع مش لايق عليه اصلا.
بصتله حياه بغيظ ونظرت لرعد وقالت:شوف ابنك يا استاذ!
رعد كتم ضحكته وقال:هو عمل ايه يعني؟!
بصتله بدهشة، وعُديّ ضحك وقام ونط ناحية رعد واتشعلق في رقبته وقال:حبيبي يابابا.
ابتسم رعد وضمه لحضنه.
وحياه بصتله بغيظ وقالت:بقي كدا!!!طب انا ماشية وابقوا شوفوا بقي هتعرفوا طريقي ازاي.
ولسة هتلف رعد مسك ايدها قائلا :استني بس.
لفت ونظرت له بضيق وهو قربها منه وقال بصوت هادي:وهو انا اقدر استغنى عنك.
قلبها دق بشدة ونظرت في عينه، كانت عارفة انه لسة مضايق انها اخدت منع عُديّ بس سامح عشانها وعشان ابنه.
نظرتللاسفل بخجل وسكتت.
قال عُديّ بابتسامة:انا اسف ياماما.
نظرت له وابتسمت ووضعت ايدها علي شعره.
تلفون رعد رن، وعطي عُديّ لحياه ومسك تلفونه وكان ايمن.
رد وقال:انا مش فاضي يا ايمن.
قال ايمن بسرعة:الحق جدك يا رعد، دا تعبان اوي.
استغرب رعد قائلا ماله جدي؟!
نظرت له حياه واستغربت.
قال ايمن:لازم تيجي حالاً، دا عايز يشوفك، حالته مطمنش.
اتنهد رعد وقال:تمام، انا جاي.
وقفل معاه ونظر للارض بضيق.
قالت حياه:ماله جدو؟!
نظر لها قليلا، وبعدين اتنهد قائلا :بيقولو تعبان، وعايز يشوفني.
قالت حياه بسرعة:طب روح شوفه.
سكت ونظر للاسفل.
بصتله قليلا وقربت منه وقالت:ه هو انت...؟!
اخد نفس وقال:ايوا...مروحتش القصر من خمس سنين.
سكتت واخدت نفس وبعدها قالت بتردد:لازم تشوفه يا رعد...و و انا بصراحة عايزة اشوفه برضوا.
نظر لها رعد وبعدين نظر لعُديّ وسكت.
قالت حياه:هناخده معانا...مش هيحصل حاجة اكيد.
اتنهد بقوة وقال:ماشي...يلا.
ولف وركب العربية وهي ركبت معاه وهي شايلة عُديّ.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في شقة اسماء.
كانت واقفة في المطبخ وبتجهز الاكل، كانت لوحدها في البيت.
تلفونها رن وكانت والدتها.
مسكت التلفون وقالت بصوت هادي ولكنه مبحوح:ازيك ياماما؟!
سكتت سعاد قليلا وبعدها قالت:جدك تعبان يا سُعاد.
قلقت سعاد وسابت ال في ايدها وقالت:فيه ايه؟! ماله!
سعاد:تعب وجبنا الدكتور وبيكشف عليه اهو.
اسماء:طب انا جاية حالاً.
سعاد:فين جوزك؟!
اسماء:برا، ليه؟!
سعاد:مش هتقوليله؟!
اسماء:هبقي اتصل عليه...المهم اقفلي عشان اروح البس.
واتحركت ولسة التلفون علي ودنها منتظرة رد والدتها.
سكتت سعاد قليلا وبعدها قالت:حياه رجعت.
وقفت اسماء عن الحركة ونظرت امامها، وكأنها شبه مصدومة بالكلام.
قالت سعاد:رجعت هي وابنها...ال هو ابن رعد.
اتصدمت اسماء وقلبها وجعها وقالت:ا ابنه!!!
سعاد بضيق:دا انا كنت ارتاحت وقولت دي ما*تت، بس لا...رجعت وكمان معاها عيل، والعيلة سكتت، محدش اتكلم...نسيو عصام وال هي عملته فيه.
سكتت اسماء ودموعها اتجمعت في عينها.
سعاد:قلبي لسة محر*ق علي ابني...قت*لته ولسة ليها عين تيجي....المهم البسي وتعالي شوفي جدك...شكله كدا بيودّع.
اتنهدت اسماء وقالت بصوت مبحوح:تمام...انا جاية يا ماما.
وقفلت معاها، ونظرت قدامها وهي بتفكر في كلام امها...اخدت نفس بقوة واتصلت بفياض كتير بس مردش.
اتنهدت ودخلت الاوضة عشان تغير هدومها وتمشي.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
امام فيلا رعد.
نزل يونس من العربية واتجه لهناك.
وقفه الحارس قائلا :عايز ايه يا فندم؟!
اتنهد يونس ونظر للحارس قائلا بجمود:عايز رعد الجبالي.
قال الحارس:مش موجود.
يونس نظر له قليلا وبعدها نظر للفيلا وقال:مفيش حد في الفيلا يعني؟!
قال الحارس:لا مفيش.
اتنهد يونس قائلا :اممم.
ونظر للخلف ونزل رجالته من العربية وقربوا من الحارس.
الحارس بصلهم بغضب ورفع سلا*حه ونادا علي باقي الحراس واتوا بالفعل.
الحارس بحده :ارجعوا.
بصله يونس بهدوء وقال:اهدأ...احنا مش هنعمل مشاكل، انا عايز اسأل بس.
الحارس بحده:عايز ايه؟!
يونس: عايز اعرف بس، هو رعد عايش لوحده؟!
الرجل بحده:ملكش فيه.
ابتسم يونس بحده واكمل قائلا :طب هو راح فين دلوقتي؟!
الحارس:معرفش، وحتي لو عارف مش هقولك.
اتنهد يونس وبعدها قال بحده وضيق:تمام...مفيش حاجة،انا كنت بسأل بس عادي...سلام.
ولف ومشي وركب عربيته ووراه رجالته وانطلقوا، والحراس عينهم عليهم بحده.
في العربية كان قاعد يونس في الخلف وينظر قدامه بغضب، قال مساعده:ندور عليهم ياباشا؟!
اخد نفس وقال:لا...استنوا،اكيد هيرجعوا.
جالو فكرة انه يروح الصعيد، بس هو عارف ان رعد بقاله سنين مراحش هناك.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الصعيد ____بعد اربع ساعات.
وصل رعد امام القصر، والغفر رحبو بيه بشدة.
اتحرك ووراه حياه ال شايلة عُديّ وهو بيبص للمكان بإستغراب.
دخل للداخل وخديجة وسعاد وحافظ وشهد موجدين، وايمن بالداخل عند جده معاه الدكتور.
الكل بص ناحية الباب، ونظروا لرعد...لكن الصدمة هي لتلك الصغيرة التي خرجت من خلف ظهره العريض وهي شايلة طفلها وبتبص عليهم بتوتر وضيق...كانت بتبص للقصر وبتفتكر طفولتها فيه.
قربت خديجة من رعد وهي مبتسمة ودموعها في عينها، كان بيبصلها بجمود، مبقتش نظرته ليها زي الاول.
بصتله خديجة، ونزل نظرها لحياه ونظرت لها وبعدين عينها جت علي عُديّ ال حاطط رأسه علي كتف والدته وينظر لخديجة.
قربت منها خديجة وهي مبتسمة بخفة وشايفة حفيدها، ال مكانتش عايزاه اصلا.
عُديّ خاف وخبي وجهه في عنق حياه وحضنها بقوة.
سِكتت خديجة بحزن.
وخرج ايمن وشافه رعد واتجه لعنده ووراه حياه.
ايمن بصله بحزن وقال:ادخل.
دخل رعد وحياه ماشية معاه...وبعدين دخل حافظ وشهد وخديجة....وسعاد، فضلت واقفة تبص عليهم بحده وضيق وهي قابضة علي ايدها.
____في الداخل.
نظر رعد لجده المستلقي علي السرير ومغمض عينه.
نظر رعد للدكتور وقال:طمني.
نظر له الطبيب بأسف وبعدها نظر للاسفل وحرك رأسه ب لا....واتحرك للخارج ومعاه ايمن.
نظر له رعد،وبعدين نظر لجده وقرب منه وقعد جمبه، ومسك ايده.
زيدان فتح عينه بتعب شديد، ونظر لرعد بعدها نظر لحياه ولذلك الطفل الذي تحتضنه.
زيدان رفع اصبعه وشاور لحياه، ال قربت منه قائلة بحزن:ازيك ياجدو.
ابتسم ابتسامة شبه ظاهرة وبعدها نظر لعُديّ.
رعد نظر له وبعدين وقرب من حياه واخد عُديّ ال مسك فيه بخوف.
نظر رعد لعُديّ وقال بهدوء:اهدي...دا جدك.
نظر له عُديّ وبعدها نظر لزيدان.
رعد قعد عُديّ جمب زيدان، وزيدان حرك ايده ليه ولمسه.
نظر زيدان لحياه وبعدها نظر لرعد وقال بصوت متقطع:خ خلي بالك منها...ه هي، م...ملهاش ذ...نب.
اتنهد رعد وقال:متقلقش عليها.
اتجمعت دموع حياه، وقربت من جدها وقعدت جمبه ومسكت ايده وقالت:جدو...
ابتسم لها زيدان بخفة ووضع ايده علي خدها وقال:سامحيني يابنتي.
تساقطت دمعة من عينها، ونظر زيدان للاعلي وكأنه شايف شيء وقال حاجة في نفسه وفجاة____
وقعت ايد زيدان وتصلبت اعينه وجس*ده وهو ينظر للسقف، اختفت ابتسامته ووجه بقي متجمد.
الكل بصله بصدمة،ورعد اتنهد بحزن وضيق وشال عُديّ وحضنه وخبي وجهه، وقرب من جده وقفل عينه بهدوء.
حافظ اتصدم ورجله مبقتش شايلاه وكاد علي الوقوع لكن خديجة سندته ونظرت له بقلق.
دموع حياه تساقطت وبعدت بخوف، قرب منها رعد...كانت دموعه محبوسة في عينه، لكن لم تخرج.
نظرت له ،وهو اخدها في حضنه ودفنت وشها في صد*ره وهي بترتعش وبتعيط بصوت مكتوم....رغم ما فعله، الا انه كان الاب والجد لها ولم يحرمها من شيء طوال فترة بقائها، كان يعاملها افضل من الجميع.
سعاد اتصدمت وكانت بتبص ناحية زيدان.
_____________ بعد ساعات.
كل القرية عرفت واتجمعو...كل الناس متجهة للمقابر وهما بيدفنوا زيدان.
في القصر قاعدة سعاد وخديجة وشهد ولا بسين اسود.
وشهد بتعيط، وقاعدة جمبها حياه وهي مقعدة عُديّ علي رجلها.
نظر عُديّ للجميع وبعدها نظر لحياه وقال بصوت طفولي خافت:ماما...هو احنا هنقعد هنا كتير؟!
نظرت له وقالت:لا يا حبيبي...لما بابا يرجع هنمشي.
قال:طب انا جعان.
قالت:شوية كدا يا عُديّ وهبقي اجبلك اكل.
سمعته خديجة وقامت وقفت وقربت من حياه...وعُديّ خاف منها وحضن حياه.
ابتسمت خديجة بحزن وقالت:ممكن اخده، هوكله حاجة من المطبخ.
بصتلها حياه قليلا وبضيق، وهي مش قادرة تنسى كلامها.
اتنهدت وقالت بضيق:لا شكرا...انا هقوم وهبقي اجبله حاجة.
قالت خديجة بحزن:متخافيش عليه...دا عيل ولازم يتغذي، هأكله حاجة واجيبه علي طول ولله.
نظرت لها حياه وسِكتت.
خديجة:معلش،هما خمس دقايق قبل ما رعد ييجي...مش هيرضي يخليني اشيله.
بصتلها حياه، وبعدين اخدت نفس وبصت لعُديّ وقالت:روح معاها يا حبيبي، هتجبلك حاجة تاكلها.
نظر عُديّ لحياه بقلق، وبعدها بص لخديجة ال مدت ايدها بأبتسامة عشان تشيله.
رفع ايده بتوتر وخديجة شالته وابتسمت بسعادة وهي تحمل قطعة من ابنها....اتحركت ودخلت المطبخ تحت نظرات سعاد ال مليانة حقد وهي تراها تحمل حفيدها وهي لم تري حفيدها الذي ما*ت في رحم امه.
نظرت لحياه وقالت في سرخا:بسببها...خسرت كل حاجة بسببها.
اتنهدت حياه وقعدت جمب شهد وحطت ايدها علي كتفها وحاولت تواسيها.
__________في المطبخ.
كان قاعد عُديّ علي التربيزة الرخامية الكبيرة وخديجة مبتسمة وعمالة تحط جمبه انواع واصناف من الطعام و الحلويات.
كان عُديّ بيبصلها بدهشة طفولية.
وهي بصتله وقالت:كُل يا حبيبي متتكسفش.
قال بتوتر:شكرا يا طنت، بس انا عايز اروح لماما.
قربت منه وقالت بنبرة حزينة:قولي يا تيتة...ايه طنط دي!
بصلها بأستغراب وقال:لي هو انتي تيتة؟!
ابتسمت بخفة واومأت له.
سِكت، وهي سِكتت بحزن ولفت للتلاجة تجبله حاجة مسكرة.
_________في الخارج.
اتي المساء، ودخل حافظ وايمن ورعد والتعب والحزن علي ملامحهم، عادوا بعد العزاء.
وقفت سعاد وقالت :احضرلك العشا يا حافظ.
قال بحزن وهو يصعد للاعلي: مليش نفس.
سكتت سعاد وطلعت وراه.
نظر رعد لحياه وقال:يلا.
قمت وقفت وبصت ناحية المطبخ وقالت:استني هجيب عُديّ.
لكن خرجت خديجة وهي شايلة عُديّ ال بياكل بسكوتة بهدوء.
نظر لها رعد بجمود وضيق وسِكت.
قالت خديجة:طب خليكم الليلة هنا...المشوار طويل و عُديّ هيتعب...والوقت اتأخر.
اتنهد رعد وقال:مش مشكله...مش هيحصل حاجة يعني، والوقت لسة مش متأخر...خلينا نمشي احسن.
قالت خديجة:هييجي بكرا ناس كتيرة اوي، مينفعش تسيب عمك لوحده...دا غير انك هتيجي برضوا والطريق طويل اوي.
ايمن:انا عن نفسي هقعد، مش ورايا شغل كتير في الشركة.
بصله رعد واتنهد ونظر لحياه ال بتبص في الارض ومش معروف مشاعرها من ملامحها.
قرب منها رعد ورفع رأسها وقال بهدوء:عايزة تقعدي؟!
اتوترت ونظرت للجميع وبعدها له وقالت:ا اه، م مفيش مشكلة.
سِكت ونظر لخديجة وقرب عشان ياخد عُديّ لكن هي بعدت بحزن وقالت:طب سيبه معايا الليلة.
اتنهد وقال:مش هينفع، بيخاف.
قالت:بس انا جدته.
نظر لها رعد قليلا والحده في والضيق في عينه، فا هي كانت تطلب منه عدم البقاء مع زوجته.
قال عُديّ بخوف:بابا.
نظر له رعد وقرب واخده، وخديجة نظرت للاسفل بحزن ودموع متجمعة في عينها.
طلع رعد لفوق متجه لجناحه، وحياه بصت لخديجة قليلا، وبعدها طلعت ورا رعد.
شهد اخدت ايمن تعرفه اوضته، وخديجة اتنهدت بحزن واتحركت ودخلت اوضتها.
_________________________في جناح رعد.
كان نضيف جدا، وكإنه بيتم تنظيفه وترتيبه كل يوم.
دخل رعد وحط عُديّ علي السرير، واتجه للبلكونة علي طول.
نظرت له حياه وبعدين قربت من عُديّ ال بيبص علي رعد بإستغراب.
نظر لوالدته وقال:ماما...هو بابا مضايق ليه؟!
ابتسمت بحزن وقالت:لا يا حبيبي، مش مضايق...بس تعبان شوية...يلا نام انت.
قال:بس انا مش معايا بيجامة.
اتنهدت وقالت:بكرا هبقي اجبلك هدوم، نام دلوقتي.
قال:طب خليكي معايا، انا خايف.
اومأت له وابتسمت، وهو استلقي علي السرير وجمبه حياه.
غطته وقعدت جمبه وبدإت تمسح علي شعره.
مر وقت، وعُديّ غمض عينه ونام.
دخل رعد ونظر لهم، وحياه كانت لسة صاحية.
ق*لع بدلته وحرر اول ازرار القميص وازرار اكمامه وقعد علي الكنبة بتعب وضيق.
قامت حياه، وقربت منه وقعدت جمبه وفضلت ساكتة.
نظر لها قليلا، ومسك ايدها قومها وقعدها علي رجله.
نظرت له في عينه.
وهو قربها منه اكتر وحضنها وهو يميل ويضع رأسه علي كتفها او علي ترقوتها.
حضنته وبقت تمسح علي شعره من الخلف،ورأسها علي رأسه....غمض عينه وهو يحتضن خصرها بزراعيه...
قائلا بصوت مبحوح:محتاجك...متبعديش.
سِكتت وغمضت عينها بهدوء وتعب ونامت....فتح عينه وشافها قام وشالها واتجه للسرير، وضعها عليه اتجه لغرفة الملابس وقل*ع قميصُه وهدومه كانت لسة موجودة في الدولاب غير بنطاله وارتدي واحد لونه رمادي وظل عا*ري الصد*ر...خرج واستلقي جمبها هي، وحضنها من الخلف.
عُديّ في حُضنِها وهي في حُضن ذالك الرعد.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في شقة اسماء.
كانت قاعدة في الصالة تعيط بعد ما عرفت خبر جدها...ومقدرتش تروح.
قرب منها فياض بحده وقال:اسكتي بقي.
قالت بدموع وعصبية:اوعييي بقييي...مش كفاية مخلتنيش اروح اشوف جدييي.
مسك شعرها بحده وقربها منه قائلا :ششش، وطي صوتك....وايه دا ال عايزة تشوفي جدك؟! عايزة تشوفي جدك ولا الحب القديم.
بصتله بشده وقالت:اوعي يافياض، بطل عبط.
قرها اكتر لعنده وقال بحده:انا ال عبيط برضوا، ولا انتي...فاكرة انه لو شافك هيحبك مثلا...دا يطيق العمى ولا يطيقك.
قالت بأ*لم ودموع:بس بقي...ا انا مش بفكر فيه ولله، ا انا عايزة اشوف جدي بس.
قال بحده:مش هتروحي في حتة...وهنشوف بقي كلام مين ال هيمشي.
قالت بدموع وصوت خافت:سيب شعري يا فياض...ارجوك...كفاية.
نظر لها قليلا، قلبه نغزه عليها....سابها واتحرك وخرج من الشقة وقفل وراه الباب بغضب.
قعدت علي الارض تعيط بأنهيار قائلة :انا السبب في كل ال بيحصلي....انا السبب.
ضمت رجلها وانهارت من البكاء.
_____________________بعد ساعتين.
نامت مكانها من كثرة البكاء قاعدة علي الارض تسند ظهرها علي الكنبة وضامة رجلها ليها.
فجاة صحيت علي صوت المفتاح في الشقة.
فتحت عينها ببطء، وركزت.
اتصدمت لقت فياض داخل ومعاه بنت لبسها مش تمام.
قامت وقفت بحده وصدمة ونظرت له قائلة :مين دي يافياض؟!
نظر لها ببرود وقال:ملكيش دعوة.
قربت منه البنت ووضعت ذراعها علي كتفه وحركت اصبعها علي صد*ره وقالت بدلع:هي مين دي يا بيبي؟!
قال:متهتميش بيها.
ومسك ايد البنت واتحرك متجه للغرفة لكن وقفت اسماء قدامه بعصبية وقالت:انت رايح فين؟! كلمني الاول، البنت دي بتعمل معاك ايه ها؟!
نظر لها بحده قائلا :ابعدي يا اسماء.
قالت بحده وهي بتتنفس بسرعة:مش هبعد...وطلع البنت دي برا، ا انت جايبها ليه اصلاااا؟!
قال بغضب:تكيفني...عندك مانع؟!
قالت بصدمة:انت اتجننت!ط طب ما انا مراتك اهو، ي يبقي جايبها ليه.
قرب منها قائلا بصوت هادي:عشان مبقتيش تملي عيني.
قلبها وجعها ودموعها نزلت، نظرت له وقالت بصوت مبحوح:ا انا!...انا يا فياض.
نظر في عينها، لا ينكر ضيق قلبه ولكنه تماسك وقال:ايوا يا اسماء.
موقفش يسمع ردها، وكمل للداخل والبنت بتبصلها بأبتسامة ما*يعة ودخلوا اوضة النوم...بتاعة اسماء.
بصتله اسماء بكسرة، دموعها بتتساقط وبس قلبها بيحر*قها بشده...كانت فاكرة انها بتكر*هه، غصب عنها حبته رغم معاملته القاسية معاها، رغم اهانته ليها بس قلبها اتحرك...وهو جوزها.
فضلت واقفة مكانها افتكرت اليوم ال رعد في جرح حياه بناءاً علي كلامها هي، وهي ال اجبرته يعمل كدا لان عقوبة حياه كانت الاعد*ام او السجن المؤبد....افتكرت كلامه القاسي ليها، وافتكرتها لما كانت واقفة مكسورة قدامه وبتتراجه ميسبهاش...وهي كانت واقفة مبتسمة وشمتا*نة فيها....وعاد الزمن وحدث ما حصل بتلك الفتاه بها....ولكن اضعاف.
قعدت اسماء علي الارض ملامحها ثابتة ومتعبة لكن دموعها ال بتتساقط علي خدها بتعبر عن حرقة قلبها.
افتكرت حياه البنت ال ما أذ*تهاش في حاجة وعملت فيها كتير، افتكرت رعد وهي بتشوف الحب في عينه لحياه، بس كابرت وقررت تاخده حتي لو بالغص*ب.
زي ما كسرتها...اتكسرت اضعاف....حياه كانت مجبورة تشوف جوزها واقف مع واحده، لكن اسماء مجبورة تشوف جوزها علي السرير مع غيرها بعد علا*قة محر*مة.
وافتكرت بعض الكلمات"يُمهل ولا يُهمل"
__________في الداخل.
كان قاعد فياض علي السرير بضيق، والبنت كانت واقفة بتبصله بأستغراب.
قربت منه وقالت:هو انت جايبني عشان نقعد كدا.
وقف وبصلها بحده وصوت خافت:ششش، مسمعش صوتك...ومش هتعملي حاجة غير انك هتتلقحي علي السرير وانتي ساكتة.
اتوترت منه واومأت واتحركت عند السرير واستلقت عليه وغطت نفسها.
وهو اتنهد بحده وقل*ع التيشرت وقعد علي الكرسي وطلع سيجا*رته وبدإ ينفث الد*خان...والبنت بتبصله بإعجاب لكن توتر من تحذيره.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في اليوم التالي___في الصباح____في قصر الجبالي___في غرفة رعد.
صحي عُديّ ونظر جمبه ولقي والدته، ورعد خلفها يحتضنها.
بصلهم بغيظ وقام قائلا بصوت خفيف:سايبني انا مرمي في الزوقة، وهما نايمين جمب بعض.
وقام ونط علي رعد قائلا بصوت عالي:بابااااا.
رعد فتح عينه ببطيء ونظر ليه، ابتسم بخفة وشاله بذراعيه للاعلي.
حياه فتحت عينها ولفت وبصتلهم.
عُديّ ضحك ورعد نزلت وبدإ يدغدغ فيه وهو مبتسم.
حياه بابتسامة خفيفة:خلاص سيبه هيتعب.
نظر لها رعد و عُديّ وابتسموا بخبث وقربو منها وبدأوا يدغدغوا فيها هي....بقت بتضحك بقوة وبتحاول تبعد او تقوم، بس رعد شدها من خصرها لعنده وظهرها بقي علي صد*ره.
ضمت رجلها وهي بتضحك وبتحاول تفلت لكن مش عارفة.
عُديّ بضحك:خلاص يابابا، سماح المرادي.
ونزل عُديّ من علي السرير ونظر ناحية غرفة الملابس وشاف حاجة صغيرة بتلمع جوا...اتجه لهناك.
ورعد استغل الفرصة وقلب حياه علي السرير وقرب منها واعتلا*ها.
نظر لها ولشفا*يفها...اتوترت وحطت ايدها علي صد*ره وقالت:رعد، عيب مش كدا...عُديّ هنا.
لم يرد عليها بل اقترب اكثر وحاوط خصرها بذراعه وقربها منه بقوة...حتي وضع شف*تيه علي خاصتها يقب*لها بعمض وشوق.
وهي اتصدمت ونظرت ناحية غرفة الملابس... عضته، و زقته بكل قوتها وبسرعة وبعدت عنه وقامت وقفت وهي بتبصله بغيظ.
وهو مبتسم ابتسامة جانبية خفيفة وخبيثة، وهو يمسح علي جانب شفتيه السفلية بإبهامه....وقام وقف.
خرج عُديّ وهو مبتسم وقال:بصي يا ماما.
رفع ايده لفوق ونظرت حياه ليده واندهشت، اخدت تلك الاسورة منه بهدوء رفعتها امام عينيها تتفحصها... لم تنساها ولم تنس تفاصيلها، كانت تلك الاسورة الماسية اول هدية منه لها....ال عطتها للممرضة في العيادة عشان العملية....متوقعتش انه يجيبها.
رفعت عينها وبصتله هو، كانت ملامحه هادية وهو ينظر للاسورة، كان هادي لكن داخل عقله بحر زكريات ينتفض بداخله.
قال عُديّ بابتسامة:لقيتها في بنطلون بابا، شكله كدا جايبها ليكي...صح يابابا.
نظرت له حياه،وبعدين نظرت لرعد...قربت منه وبقت قدامه حضنته بقوة ولفت ايدها علي خصره، ورأسها علي صد*ره.
غمضت عينها ونزلت دمعة دافئة من عينها قائلة :اسفة.
نظر لها وبِعد وشها وحاوط خدودها بإيديه وقال وهو يمسح بأبهامه تلك الدمعة علي خدها:متعيطيش.
نظرت للاسفل بحزن طفولي وعيون لامعة، رفعت عينها ونظرت له وقالت: ممكن اروح حفلة مع صحابي.
ضحك بخفة وقال: لا...مفيش مرواح.
قالت بتمثيل الغيظ الطفولي:بس محدش ليه حكم عليا، وهمشي يعني همشي.
قرب منه وبا*س خدها وقال:اسمي الكلام يا حبيبتي، ها.
ضحكت وهو هو ضحك معاها وهو يتذكر ذلك اليوم.
قالت بضحك:لما كنت في القسم كنت عاملة زي الفار المبلول ولله.
ضحك معها وقرب منها وحضنها ورأسها علي صد*ره وهو بيمسح علي شعرها من الخلف.
بصلهم عُديّ ال واقف كل دا في النص ينظر لهم بغيظ وقال:انا زي الترشة في الثفة.
نظروا له وضحكوا،وقربت منه حياه ورفعته وقفته علي السرير وقالت:اسمها اطرش في الزفة.
قال بغيظ وكبرياء:مث مهم...انتوا بتتكلموا في ايه اصلا؟!
قرب رعد وقال بابتسامة خفيفة:مترميش ودانك جمبنا.
قال عُديّ بصدمة:وداني!!! هي وداني وقعت؟!
ضحك عليه، وحياه ضحكت وضر*بت رعد في كتفه بخفة.
وبصت لعُديّ وقالت:لا يا حبيبي، بيهزر معاك.
نظر رعد لحياه وقال:هنمشي؟
بصتله قليلا واتنهدت وقالت:خلينا فترة...مش هينفع تسيب طنط خديجة لوحدها.
نظر لها رعد بضيق وقال:دي كانت عايزاني اطلقك!
اخدت نفس عميق وشالت عُديّ وقالت:عارفة...بس خلاص كل حاجة خِلصت...وهي مش عايزة تبقي وحيدة...مش هقدر انسي حنيتها معايا وانا صغيرة بصراحة.
قال بحده:بس هي وقتها مكانتش تعرف انتي بنت مين.
قالت حياه بضيق:خلاص يارعد...انا مش زعلانة منها، انا بس مضايقة...ومش هقدر اخليك تبعد عنها...دي ملهاش غيرك.
نظر لها قليلا وبعدها نظر للاسفل.
ابتسمت حياه بخفة وقالت:انت مشوفتش فرحتها بعُديّ كانت عاملة ازاي امبارح.
قال عُديّ :دي جابت ليا اكل كتير اوي وحلويات...كانت عايزة تبوظ الفولمة بتاعتي.
ضحكوا عليه بخفة، وحياه نزلته علي الارض ونزلت لمستواه وقالت:اولا، اسمها فورمة...ثانيا،هي تبقي جدتك، قولها يا تيتة...وانزل دلوقتي وروح ليها وقولها صباح الخير.
نظر رعد لحياه بإستغراب منها ومن تفكيرها.
قال عُديّ بتوتر:ب بس انا....
ابتسمت حياه بهدوء وقالت:متخافش...محدش هيأذيك...وانت زي ابوك، جبل مش بيهده الريح.
ضحك بطفولية وبص لرعد ال مبتسم بخفة وقال:الحق يابابا...دي بتحسدك.
رعد كتم ضحكته بهدوء.
وعُديّ نظر لها وأومأ واتحرك وخرج من الجناح.
قامت حياه وهي تنظر للباب.
قرب منها رعد وحضنها من الخلف وقال:بقيتي عاقلة وهادية دلوقتي يعني.
قالت بغرور:انا طول عمري كدا اصلا.
ابتسم بخبث وقال:ايوا...بأمارة البنت ال ضر*بتيها في المدرسة.
قالت بإحراج:احم...نادين!يلا كانت تستحقها اصلا.
ضحك بخفة وقرب منها....لكن هي بعدت وقالت:بس بقي يارعد، عُديّ ممكن ييجي.
قرب منها بخطواته وهي تعود للخلف وقال بصوت هادي:انا مش قادر اصبر اكتر من كدا.
وقعت علي السرير وهو قرب منها واعتلا*ها قائلا بصوت رجولي و بنبرة هامسة:وحشتيني...وحشتيني اوي.
ابتلعت ريقها واتوترت وخدودها احمروا وقالت :ر رعد...م ممكن...
لم تكمل كلامها عندما اقترب منها واضعاً قبلة قوية علي شفا*يفها...جعلها تستلقي علي السرير وقرب منها وهو يدفن وجهه بها يتعمق بقب*لته اكثر فا اكثر....حتي ادخل يده اسفل البلوزة واضع يده علي خصرها ويحركها ببطيء واشتياق وشغف...لم يعد يستطيع السيطرة علي نفسه بقربها.
اما هي لم تشعر بشيء، كانت تريد الابتعاد لكن وجدت نفسها تبادله وتغمض اعينها واضعة يدها علي شعره من الخلف، واليد الاخري علي صد*ره الصلب...و الكهرباء تسري في جس*دها كالتيار.
_______________________________-
في الاسفل.
نزل عُديّ درجة درجة علي السلم، لكنه خبط في حد، مسك في سور السلم ونظر للخبط فيه وكانت سعاد ال بتبصله ببرود وجمود.
نظر لها وقال:حاسبي يا تنط.
قالت بسخرية:ههه، تنط.
نظر لها بابتسامة وقال:خلاص هقولك يا تيتة.
بصتله قليلا والتوتر بقي علي وشها، بصتله بضيق وقالت:طب يلا شوف رايح فين.
نظر لها وقال:ممكن تنزليني لتحت، انا خايف لااقع.
نظرت له قليلا،كانت عايزة تزعقله او تقوله لا...لكن قربت منه وهي علي ملامحها الضيق لكن شالته ونزلت من علي السلم ووضعته علي الارض.
بصلها وابتسم وقال:شكرا يا سكرة.
ابتسمت غص*ب عنها وهي مستغربة.
دخل حافظ وعلي ملامحه التعب وشاف سعاد وعُديّ استغرب من ابتسامتها ونظر لعُديّ وقرب منهم قائلا :بتعملو ايه؟!
نظر له عُديّ واتوتر وجري علي ناحية المطبخ.
بص حافظ لسعاد قليلا وسِكت وطلع لفوق...وهي اتوترت وبلعت ريقها واستغربت نفسها.
__________________في المطبخ
كانت واقفة خديجة بحزن وهي تقطع الخضار، والخدم حواليها بيشوفوا شغلهم.
:تيتة!
اتصدمت وبصت للاسفل ولقت عُديّ مُبتسم ببراءة وينظر لها.
قربت منه وهي مبتسمة ونزلت لمستواه.
قال بتعب طفولي:لا والنبي شيليني الغضروفة عاملة شغلها معايا.
ضحكت علي حديث هذا الصغير وهي مندهشة، حتي باقي الخدم ضحكوا كلهم...بعدما كان الكل حزين علي فقدان الحج زيدان...ملء عليهم هذا الصغير بالسعادة والنور.
شالته خديجة وخرجت للخارج في الصالة وقعدت علي الكنبة واضعة ذالك الصغير علي قدمها ومبتسمة بحب وقالت:عايز تاكل حاجة.
قال ببراءة:ولله ال تجبوه انا راضي عليه.
ضحكت بخفة، ونزلت شهد وقعدت معاهم وابتسمت بخفة لما شافت عُديّ وقالت:اهلا يا صغير، انا شهد عمتك الصغيرة.
نظر لها وقال:ثانية لا ثمحتي...مين دا ال صغير، هو انا مث مالي عينك ولا ايه؟!
ضحكت بدهشة وهي بتبص لخديجة، وبعدين كتمت ضحكتها نظراً للظروف ال هما فيها.
ابتسمت خديجة بخفة وقالت:دا ال هينور علينا البيت.
قالت شهد:ياريت يفضلو هنا معانا.
فجاة دخل ايمن وفي ايده شنط وقال:خد يا عم، ابوك مصحيني من النجمة عشان اشتريلكم هدوم...من كتر هدومهم هتبقوة دستة شرابات.
ابتسم عُديّ بخبث وقال:عيب يا عمو ايمن...متخلنيش اطلع انادي بابا.
قعد ايمن قائلا :لا وعلي ايه...خليني ساكت احسن.
خديجة بفرحة:معني كدا انهم هيقعدوا!!!
عُديّ :ايوا، ماما قالت هنقعد فترة.
ابتسمت خديجة بحب وندم في نفس الوقت، لم تكن تتوقع بأن تأتي من تلك الفتاة الذي كانت ترفضها سابقاً.
قامت شهد وقفت وقالت :طب هطلع انا الحاجات دول ليهم عشان حياه تبدل.
قالت خديجة:طب هاتي حاجة لعُديّ وانا هغيرله.
قال عُديّ بسرعة:لا انا بتكثف، ماما هي ال تغيرلي.
ضحك الكل... وقالت خديجة:دا انا جدتك برضوا هتتكسف من جددتك؟!
نظر للاسفل بإحراج وسِكت.
قامت خديجة وشالته واخدت شنطة من الشنط واتجهت لغرفتها.
شهد شالت الشنط وكانت لسة هتطلع.....
بس قال ايمن بقلة حيلة:كدا هنأجل الفرح.
قالت شهد بحزن:انا اسفة يا ايمن.
وقف وقرب منها قائلا :ايه العبط ال بتقوليه دا...متتأسفيش انتي ملكيش ذنب...ومن الاصول اصلا نستني.
ابتسمت ليه بحب وقعدت معاه يتكلموا مدة، وبعدين طلعت لفوق.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في بيت اسماء.
كانت قاعدة مكانها علي الارض مفتحة عينها الحمراء المدمعة وبتبص ناحية الغرفة....دمعة ورا دمعة بتنزل بحرقة وكسرة وحزن...نار في قلبها بتاكلها هي....مجبورة وساكتة، ومش قادرة تتكلم.
فجاة اتفتح الباب وخرجت تلك الفتاة وهي بتضحك بمياعة، وماسكة صندلها في ايدها.
قامت اسماء وقفت وهي بتبصلها بحده وضيق، نظرت لها الفتاة من اعلي لاسفل واتحركت وخرجت من الشقة.
دخلت اسماء لداخل الغرفة ولقت فياض قاعد عا*ري الصد*ر علي السرير وبينفث دخا*ن سيجا*رته...قلبها ضر*بها بقوة ودموعها نزلت لما شافت السرير متبهدل.
شافها وقام وقف وقرب منها بجمود ووقف قدامها.
عيطت وقالت بصوت مخنوق:ليه؟!
نظر لعينها وسِكت.
قربت منه وحطت رأسها علي صد*ره قائلة :ط طب انا زعلتك في حاجة؟! ليه تعمل فيا كدا.
استغرب حالتها،كان فاكر انها مش هتهتم بما انها بتكر*هه...كان فاكرها هتتعصب بس عشان مثلا حكاية كرامة، لكن ضعفت قدامه.
رفعت رأسها ليه قائلة :انا اقل منها في ايه؟! ط طب ما انا مراتك وحقك...هي احسن مني في ايه؟!
سِكت علي ملامحه الاستغراب والضيق فعلا.
قربت اكتر وحاوط وشه بإيديها وقالت بصوت مبحوح:كنت تتطلب مني وانا مش هرفض...بس مش تعمل كدا.
قلبه وجعه عليها بس ملامحه جافة....لكن فجاة.... اتصدم لما قربت منه وطبعت قب*لة قوية وعميقة علي شفا*يفه.
فتح عينه وبرق وهي مازالت تقبله...كان يشعر بدموعها الذي تتساقط....وكإنها تفعل هذا رغماً عنها كي يبقي معها فقط.
بِعدت عنه وعينها كانت حمراء وهي بتاخد نفسها بدموع ووجع في قلبها.
لفت ايدها ونزلت سوستة الدريس ونزلته من علي اكتافها وهي تنظر للارض بدموع، نزلته لحد خصرها وظهرت ملابسها الدا*خلية العلوية.
حضنت نفسها بإيدها وقالت بصوت باكي :انا مراتك...وحقك،تيجي ليا انا ومتعملش كدا....ك كدا حرام.
اندهش منها والصدمة علي ملامحه.
قربت منه تاني لكنه بعدها وقال بحده:كفاية يا اسماء...كفاية...طالما انتي مش عايزة كدا يبقي متجبريش نفسك.
نظرت له ولم تستطيع منع دموعها الغزير غير قلبها الباكي المنقبض....شدها لحضنه ورأسها علي صد*ره ويحتضن اكتافها، انهارت من العياط وهي منكمشة وتفن وجهها في صد*ره.
اتنهد بضيق ونغزة في قلبه ومسح علي شعرها كي تهدأ.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي____وتحديدا في غرفة رعد.
خرجت حياه بعد وقت من غرفة الملابس، وكانت لابسة دريس واسع لونه اسود بس كان لايق عليها واكمامه واسعة.
خرج رعد من حلفها وهو يرتدي جلباب صعيدي لونها اسود،يبرز عضلاته وهيبته.
نظرت له حياه بإعجاب وقالت:بصراحة يعني شكلك وسيم اوي.
ابتسم بخفة وقال:بجد!
ابتسمت واومأت له، وقفت قدام المراية ونظرت لشعرها، بصت علي الكنبة وكان في طرحة ليها، جابتها ووقفت تاني قدام المراية ونظرت للطرحة، ورعد بيبصلها.
نظرت لرعد وقالت بتردد:البسها؟!
نظر لها واتنهد وقال:دا شيء يخصك انتي...براحتك.
سِكتت ونظرت للاسفل بحزن.
قرب منها وقال بهدوء: لو اخترتيه، اعرفي انك مينفعش تبعدي عنه....انا مش هجبرك علي حاجة...انتي واعية وعارفة دينك كويس.
نظرت له ،واتنهدت بقوة وقالت:انا فعلا غِلطت لما قلعته من البداية...بس خلاص، هلبسه وربنا يثبتني عليه.
ابتسم وقرب من خلفها وطبع قب*لة علي خدها.
ابتسمت ببراءة ونظرت له، وبعدها نظرت للمرأه وبدأت تلبس الصطرحة بطريقة حلوة ومميزة ذادتها جمالاً...وهو كان ينظر لها مبتسم بهدوء.
_________________________في الاسفل.
نز رعد وحياه....والعيلة موجودة وعدي قاعد علي رجل جدته وبياكل كيك وعمال يضحكهم بكلامه ال اكبر من سنه.
شهد بدهشة:يعني كل البنات هناك معجبة بيك؟!
قال بثقة:انا وسامتي جيباهم الارض.
ضحكوا عليه، وسعاد وشها متخشب لكن من داخلها تحاول كتم ضحكاتها علي هذا الصبي.
شهد:بس انا كمان أُعجبت بيك.
قال عُديّ بغرور:نو صحوبية...مش بصاحب بنات انا شاب محترم.
همست حياه لرعد وقالت:شوف ابنك.
ابتسم رعد قائلا :يعمل ما بداله.
قالت بابتسامة غيظ:انت هتبوظه كدا بسبب دلعك.
نظر لها وقال بهدوء:ولما مإدلعهوش، ادلع مين يعني.
قربت منه وقالت بخجل:دلعني انا مثلا.
ابتسم ابتسامة جانبية خبيثة وقال:حاضر...اطلعي فوق وانا هاجي وراكي.
ضر*بته في دراعه بغيظ وقالت:انت قليل ادب...انا قصدي حاجة تانية.
نظر للامام بابتسامته وقال:ما انا كان قصدي علي حاجة تاني بس انتي ال نيتك بايظ
↚
قال عادل:مش هترحب بيا يا رعد؟!...مش هترحب بأبوك.
حياه اتصدمت ونظرت لرعدال كان ماسك غضبه بالعافية.
خديجة عينها علي عادل، اتغير وكِبر في السن، من الشغل والشقى،جمبه جليلة مراته وطفلة تبلغ من العمر 12 سنة.
قال حافظ بحده:عايز ايه يا عادل؟!
اتنهد عادل قائلا :جاي احضر عزا ابويا...دا غير حقي في الورث، انا عايزه.
قال رعد بحده:اه، قول بقي...جاي عشان الورث.
قالت زوجة عادل جليلة :ايوا هو ليه حق...وزي ما انت ليك حق كمان في الورث، فا بنتي هي كمان ليها.
بصتلها خديجة بعصبية وقالت:حق اما يلهفك... انتي ليكي عين تتكلمي كمان!!!
جليلة كانت هتتكلم بس عادل بصلها بحدة وسِكتت بضيق.
اتكلم عادل وقال:انا ليا ورث...ومحتاجه.
قال حافظ:انت ال رميت كل حاجة، ومن وقتها ابونا طردك من البيت ومن حقك كمان في الورث.
قال عادل بضيق:يعني ايه؟! يعنب هتحرمني من حقي في الورث...متزعلش مني، بس انا ممكن ارفع قضية.
حافظ بغضب:اعلي ما في خيلك اركبه...دي وصية ابويا، انك تتحمل نتيجة قراراك.
قال عادل بعصبية:بس دا حقي، وهاخده.
قرب منه رعد ناظراً في اعينه بحده قائلا بنبرة هادية ولكنها خطيرة:لو في ايدك حاجة تعملها!...اعملها.
نظر له عادل،لا ينكر بأنه توتر من نظرات ابنه، لكنه تماسك وقال بحده:متكلمش ابوك كدا.
قال رعد بحده:انا اتكلم زي ما انا عايز.
قال عادل بحده:تلتزم حدودك معايا...لسة زي ما انت متغيرتش.
رعد قبض علي ايده وقرب منه بغضب مكبوت، لكنه توقف لما سمع صوت عُديّ :بابا.
رعد وقف واتنهد بحدة ورجع خطوتين للخلف.
نظر عادل ناحية الطفل، وبعدين بص لرعد بدهشة وقال:انت بقيت اب يا رعد!!!
نظر له رعد بحده وجمود وهو صامت.
ابتسم عادل واتحرك عشان يروح للصغير، بس رعد وقف في وشه بحده وهو يجز علي اسنانه قائلا :ملكش دعوة بأبني.
وبعدها وجه كلامه لحياه :اطلعي فوق.
نظرت له قليلا بقلق، وبعدها لفت وطلعت لفوق وهي شايلة عُديّ.
نظر عادل لرعد بضيق وسِكت.
قال حافظ :امشي يا عادل...امشي احسنلك.
قال عادل بحده :مش همشي غير وانا معايا نصيبي في الورث.
قال رعد بغضب وصوت عالي وهو ينظر لعادل، لكن يوجه كلامه لصديقه:ايييمن...اتصل بالمحااامي.
اومأ له ايمن بجمود وسرعة ومسك هاتفه.
قال رعد لعادل:ييجي المحامي، وتاخد حقك وتمشي بسُكات.
نظر له عادل بضيق، وبعدها نظر للاسفل بحده.
قال حافظ بدهشة:بتعمل ايه يا رعد!!!
قال رعد بحده:خلاص...انا مش عايز حاجة اصلا، اقدر اصرف علي عيلتي كويس، ومش محتاج اي ورث.
نظر له حافظ وسِكت، فهو يعلم بأنه لن يُغير رأيه.
قعدوا كلهم منتظرين المحامي، لكن محامي زيدان، لكي يعرفوا من لديه نصيب.
جليلة ابتسمت وبصت لبنتها وقالت:قومي يابت، شوفي حاجة من المطبخ تاكليها.
نظر لها عادل بضيق، فهي تحرجه بهذه الطريقة.
قامت البنت وجريت علي المطبخ بسرعة كي تأكل.
وخديجة وسعاد بيبصولها بقر*ف.
_________________________في الاعلي_في جناح رعد.
كانت قاعدة حياه علي السرير وهي تنظر للباب بضيق.
قرب منها عُديّ وقال:انا عايز انزل يا ماما.
قالت:بابا قال لا يا عُديّ.
قال عُديّ :قال لا امتا؟!انا مسمعتوش بيقول كدا.
اتنهدت وقالت:مش دلوقتي، يلا تعالي ذاكر.
قال:اذاكر ازاي؟!الكُتب بتاعتي مث هنا.
اتنهدت وقالت:في هنا اوراق واقلام، هجيبها وتقدر تشاهد من التلفون.
قامت واتجهت لمكتب رعد واخدت دفتر كبير وقلم، وقربت من عُديّ وقعدت جمبه، وجابت من الانترنت بعض الحروف والكلمات لتعليم الاطفال.
خبطت شهد وفتحت الباب قائلة :ممكن ادخل.
ابتسمت لها حياه بخفة وقالت :ادخلي.
دخلت شهد وقعدت معاهم علي السرير وقالت:هيجيبوا المحامي وهيوزعوا التركة علي ما اظن.
اتنهدت حياه وسِكتت.
نظرت شهد لعُديّ قائلة بابتسامة واسعة ورفعت ايدها ليحتضنها:حبيب عمتوا ميييين؟!
بصلها عُديّ من فوق لتحت برفعة حاجب وقال:ثايفني نونة ولا ايه؟!
ضحكت ونزلت ايدها قائلة :يا كسفتك يا حازم...بقي انا اتحرج من عيل طول ايديا.
ضحكت حياه وقالت:معلش، بيتقل علينا.
قالت شهد:ويعني هو طالع لمين! ما هو طالع لابوه.
قال عُديّ بثقة:ثهادة اعتز بها.
نظرت له حياه برفعة حاجب وقالت:طب وانا! مليش ايتها كلمة في الموضوع.
بصلها عُديّ بتوتر وقال:دا انتي الخير والبركة.
بصتله من فوق لتحت قائلة :اممم...كنت احسب.
قال وهو بيمسك القلم:لا متحثبيث.
ضحكت شهد عليهم، وقعدت تتكلم مع حياه وتحكيلها ايه ال حصل في الخمس سنوات دول.
_________________________تحت في الاسفل.
دحل المحامي والقى السلام وقعد.
حافظ:ها يأستاذ مبروك، في وصية ولا ايه الحكاية؟!
قال المحمامي:ايوا يا حافظ بيه...الحج اجاني قبل وفا*ته بيوم وكتبنا الوصية.
رعد بجمود:اقرأها.
اومأ له المحامي وفتح شنتطه وطلع منها بعض الاوراق وابتدي قائلا :بسم الله الرحمن الرحيم.
ورفع الورقة وبدأ يقرأ.
"اولادي واحفادي الاعزاء...اليوم ال هتقرأو فيه الوصية دي، هكون انا قابلت وجه كريم....رعد يابني،متزعلش مني في اي حاجة عملتها غصب عنك، بس حياه طيبة ولله، ودي انسب زوجة ليك...لو لقيتها، قولها تسامحني....انا كتبتلها ارض من الاراضي، حقها علي ال حصل....
اتصدمت سعاد واستمعت للحديث.
اكمل المحامي قائلا "ودلوقتي، انا قسمت ممتلكاتي وهيبقي النص بينك وبين حافظ ابني....بس القصر بإسم بناتي التلاتة اسماء وشهد وحياه....اسماء غِلطت يا رعد...بس هي اختك سامحها دي كانت عيلة طايشة....
نظر رعد للاسفل بحده وهو صامت....وعادل كان هيتجنن هو ومراته، اسمه متذكرش لحد الان.
اكمل المحامي"وانت يا حافظ، رعد وحياه ملهومش ذنب في مو*ت عصام....احنا نسينا نربيه، ونعرفه انه قبل ما يعمل حاجة في بنات الناس، يفتكر اخواته البنات بس هو كان اناني علي طول ومفكرش غير في نفسه، حياه ملهاش ذنب دي كانت بتدافع عن نفسها....لو بنتك مكانها كانت عملت كدا....
حافظ بلع ريقه من تلك الغصة، وكأن كلام والده وعاه وفوقه.
اما سعاد عينها طقت شرار، قلبها اتحر*ق من تلك النيران وتذكرت ابنها، قبضت ايدها وحركت عينها للاعلي عن السلم.
"خلو بالكم من بعض، ومتسيبش امك يا رعد....هي خلاص فهمت ان حياه ملهاش ذنب، بس محتاجة وقت...هي ملهاش غيرك....وانت عقل مراتك يا حافظ، وقولها تبطل كر*ه....خلو بالكم من بعض...عمر الكره والغضب ما كان بيلم شمل ولا عيلة.
وانتهت الوصية ونظر المحامي لرعد وقال:خلاص كدا...كل واحد عِرف حقه.
قام عادل بغضب قائلا :طب واناااا...دا حتي منطقش اسمي خالص.
قام رعد وقف بجمود وحده قائلا :عرفت انك ملكش حاجة بقي...ورينا عرض اكتافك يلا.
بصله عادل بغضب قائلا :قولتلك متتكلمش معايا كدا...وانا مش همشي من بيتي، دا حقي وانا غِلطت زمان لما سبته.
قالت خديجة بسخرية:يعني جاي تكتشف دلوقتي انك غِلطت.
بصلها عادل بغضب وقرب منها لكن رعد وقف في وشه وامه خلفه مبتسمة انها بأمان طول ما ابنها معاها.
قال رعد بحده:اياك تتجرأ وتكلمها كدا تاني...دي امي...يعني كلامها يبقي علي راسك وعلي راس الكل غصب عنك.
قال حافظ بحده:متنساش انك طلقتها....فا متفكرش تقرب او تكلمها حتي.
نظر عادل لرعد،وبعدها لحافظ وقال:بقي كدا....ماشي،بس انا مش هسكت وهاخد حقي يا حافظ.
ونظر لرعد قائلا بحده:وانت، متنساش ان ال واقف قدامك دا يبقي ابوك.
نظر لها رعد بجمود، كان واقف ثابت قدامه ولا كأنه مهتم، جموده وسكوته البارد كان بيخلي عادل ومراته يتجننوا اكتر واكتر.
جليلة شدت بنتها وقالت:هنرجع متقلقوش...ووقتها محدش هيقدر يخرجني من بيتي.
نظر رعد لعادل قائلا ببرود:مش المفروض تعلم مراتك، ان عيب انها تتكلم وسطينا...ولا هي مش بتعرف في العيب والاصول.
بصله عادل بحده ولف ومسك ايد جليلة بغضب وطلع من القصر.
اتنهد رعد بحده وقال:يلا يا عمي، خلينا نشوف اهل القرية.
ابتسم حافظ وقرب منه وربت علي كتفه بفخر قائلا :يلا يابني.
وخرجوا من القصر ومعاهم ايمن وخديجة تنظر لهم مبتسمة بخفة وهدوء وارتياح.
اما سعاد كانت بتغلي، دموعها اتجمعت في عينها من الغضب والكُتمان،اتحركت و طلعت لاوضتها بسرعة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في شقة اسماء.
كانت نايمة علي السرير من التعب، وهو جمبها ينظر لها.
اتنهد بضيق ،قام قعد وهو ينظر امامه.
هو عارف ماضيها كله...اتجوزها دون موافقتها، بأمر من رعد عشان يعلمها الادب وبس، وكان هيطلقها....لكن قلبه بيتحرك معاها، خايف...خايف ليكون حَبها.
قام وقف بضيق وعدّل التيشرت بتاعه وقف قدام النافذة ينظر للسماء.
وهي بدأت تتقلب وتفتح عينها.
لف وبصلها...وهي وضعت ايدها علي عينها، وقامت قعدت وهي تنظر امامها.
حركت عينها ونظرت له...استوعبت ال حصل وال عملته.
ابتلعت ريقها وقامت وقفت بسرعة وكانت لسة هتتحرك عشان تخرج من الغرفة لكنه مسك دراعها بهدوء وقربها منها.
نظرت للاسفل بحزن.
وهو قرب يده ناحية خدها يحركها ببطيء.
نزلت دمعة صغيرة من عينها، وهو مسحها بإبهامه.
رفعت رأسها وبصتله، وهو ينظر في عيونها.
اتنهد بقوة وقال:مقربتش منها.
نظرت له بشده وهي مستغربة وشبه فاهمة.
اومإ لها قائلا :ايوا...مقربتلهاش...عملت كدا عشان انتي بس تتضايقي.
ضر*بته علي كتفه بقوة وبتقول بعصبية:يعني بتضحك علياااا.
بصلها بشده وقربت وضر*بت صد*ره قائلة :دا انت وا*طي...وقليل ادب، ومعفن.
قربت اكتر وبدأت تضر*ب وتشتم فيه وهو مندهش من تصرفها، بس مُستمتع.
قالت بعصبية:يا سا*فل، سايبني اعيط برا وانت قاعد هنا مع الهانم يا بارد، يا جا...
مسك معصمها قائلا :خلاص اهدي شوية.
حاولت تبعد ايدها عنه لكنه لفها وشدها لعنده وحضنها من الخلف قائلا :اثبتي بقي.
مسكتتش وحاولت تبعد برضوا لكن هو مثبتها.
اتنهد وقال:دا ال حصل مع رعد وحياه...بس الفرق اني قولتلك الحقيقة، ومقربتش من البنت...انما رعد كان هيتجوزك عشان براءتها.
وقفت عن الحركة، وكأنه صدمها بالحقيقة ال بتحاول تنساها.
نظرت للاسفل،وهو كمل قائلا :ال عملتيه وقتها كان غلط...مينفعش تجبري حد يقرب منك عشان حُبك انتي.
قلبها اتقبض بوجع.
قال فياض:كل حاجة خلصت خلاص...وانتي لازم ترمي الماضي وراكي.
بعدت ولفت ونظرت له قليلا، وبعدها اتنهدت وقالت بحزن:انا عايزة اروح الصعيد، لو سمحت يعني.
اخد نفس واومأ قائلا :ماشي...غيري هدومك.
لفت واتجهت للدلاوب اخدت دريس لونه اسود واتجهت للحمام، وهو عينه عليها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا يونس.
كان قاعد علي الكرسي في يده سيجا*رة واليد الاخري كأس مشروب.
كان حواليه رجالته يعني خمس اشخاص كدا.
قرب منه مساعده وقال:الراجل الكبير ال اسمه زيدان اتو*في...وهما دلوقتي في الصعيد.
قال يونس بضيق:وحياه؟!
قال مساعده:دي عايشة عادي يابيه، ولا كأن حاجة حصلت.
قبض بيده بقوة علي الكأس وهو ينظر امامه وقال:جهز العربيات، هنروح الصعيد.
المساعد:انا من رأيي منروحش دلوقتي، رعد بيه...
نظر له يونس بحده، والمساعد اتوتر وقال:ق قصدي رعد الجبالي مزود الحراسة اوي، هو اكيد عارف انك جيت مصر.
وقف يونس ورمي الكأس علي الارض بغضب وقال:ملكش دعوة...جهز العربيااات.
اومأ له المساعد وخرج وهو والرجال.
اما يونس عقله اتجنن، بقي زي المهوس ال بيدور علي نهاية خيط ليس له نهاية.
لكنه هدّي نفسه ومسح علي شعره وابتسم وعدل بدلته واتحرك عشان يطلع من الفيلا.
كان يوجد احد الرجال ينظر له...رجع للخلف بسرعة وخرج وطلع تلفونه واتصل بشخص.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي___وتحديدا في غرفة رعد.
دخل الغرفة ولقي حياه وعُدي قاعدين علي الكنبة وعُدي بيذاكر وهي بتقوله بعض الكلمات بالفرنساوي.
قال عُديّ بغيظ:بث بقي انا تعبت.
قالت بحده خفيفة:بس يالاا.
ابتسم رعد وقرب منهم قائلا :هي حصلت ل يالاا.
وقعد علي الكنبة ورجع بضهره للخلف وشال عُديّ ورفعه للاعلي.
قالت حياه:نزله يا رعد، خليه يكمل مذاكرته.
نظر لها قائلا:دا لسة في الحضانة، مذاكرة ايه بس...خليه يرتاح شوية.
عُديّ بفرحة:طب ولله بحبك يا بابا.
ضحك رعد بخفة وقربوا منه وهو يدغدغه بوجهه، وعُدي بيضحك.
وقفت حياه وقالت بغيظ:انت كدا هتبوظه.
نظروا لها، ووقف عُديّ علي الكنبة وقال بغيظ:ياستي انا عايزه يبوظني...انتي مالك بقي؟!
بصتله بدهشة وشاورت عليه وبصت لرعد وقالت:من يوم ما اتلميتوا علي بعض وهو بيكلمني كدا، اتصرف بقي.
رعد كتم ضحكته ومسك عُديّ وقربه منه قائلا :مينفعش تكلمها كدا...كلمها بأسلوب احسن شوية.
ابتسم وقال:حاضر يابابا.
قالت حياه:يا سلام...حاضر يابابا كل شوية، انما انا ولا ليا لازمة.
نظر لها عُديّ ببراءة وقال:بحبك يا ماما.
ابتسمت وقربت منهم وقعدت جمبهم.
نظرت لرعد وقالت:جبل وحشني.
نظر لها.
وعُدي قال بإستغراب:مين جبل دا؟!
قام رعد وشال عُديّ وقال:تعالى اعرفك عليه.
وقامت حياه ومشيت وراهم وخرجوا من الجناح....بس بعد ما رعد غير هدومه ولبس قميص رجالي اسود وبنطال اسود.
_____________________تحت في الإسطبل.
دخلوا والحصان اخرج صوته عندما رأى رعد.
اندهش عُديّ وفرح، ورعد قرب ووضع عُديّ علي الحصان...عُديّ مسك في الحصان بتوتر ولكن بفرحة برضوا.
لف رعد لحياه، وهي بصتله ورجعت للخلف بتوتر وقالت:ايه؟! بتبصلي كدا ليه! انا كبرت خلاص مينفعش ار....
لم تكمل حديثها واتصدمت لما شالها من وسطها ورفعها وقعدها علي الحصان خلف عُديّ.
صر*خت حياه بخفة وتوتر وقالت:لا يا رعد، هقع صدقني...ارجوك نزلني.
ضحك عُديّ عليها، ورعد ابتسم ومسك اللجام بتاع جبل وبدأ يحركه بهدوء في الاسطبل.
ضحك عُديّ وحضن الحصان بطفولية وقال:انا هاخده.
ابتسم رعد بخفة قائلا :هو بتاعك اصلا.
ابتسم عُديّ بفرحة، وقالت حياه بتوتر:نزلني بقي.
قال رعد وهو يتحرك ونظر امامه:عارف ان الحصان دا يبقي صديق والدتك.
عُديّ بدهشة:بجد!
اومأ رعد ووقف ولف واتجه عند حياه ال ميلت للاسفل وحطت ايدها علي كتفه، وهو شالها من خصرها ونزلها وهو ينظر لها وغمز.
اتكسفت ونظرت للاسفل،وبعدين قربت من وجه الحصان وحضنته بابتسامة وهي تحرك يدها علي شعره من الامام بمحبة.
قرب رعد منها وحاوط خصرها...بعدت عنه بسرعة وهي بتبصله وتبص علي عُديّ.
ابتسم بخبث قائلا :ماشي...لما نطلع.
منعت ابتسامتها بخجل وسِكتت.
دخلت خديجة ونظرت لهم وقالت بتردد:رعد.
لفوا ونظروا لها.
قال عُديّ بابتسامة:شوفي ياتيتة.
نظرت له وابتسمت، وبعدها بصت لحياه وقالت:ممكن اتكلم معاكم شوية؟!
اومأت حياه وقالت:اه اتفضلي.
رعد اتنهد وشال عُديّ ونزله علي الارض قائلا :ادخل العب جوا يلا.
اومأ بطاعة واتحرك جري للداخل.
وخديجة بصت لرعد بحزن وقالت:سامحني يارعد.
نظر جانباً ولم يتحدث.
قربت من حياه وقالت:انا عارفة اني غِلطت معاكي انتي بالذات، ب بس حزني علي ابني عماني وخلاني ابقي كدا.
اتنهدت حياه وقالت بضيق:خلاص...ال حصل حصل.
نظرت لها خديجة قائلة :انتي مش زعلانة مني!!!
نظرت حياه لرعد وبعدها بصت لخديجة وقالت: مش اوي...ب بس مش زعلانة دلوقتي خلاص.
ابتسمت خديجة وقربت منها وحضنتها، اندهشت حياه بقوة ونظرت لرعد ال بيبصلهم بهدوء.
بعدت خديجة وعينها ملاينة دموع وقالت:اتمني ننسى ال حصل، وتفضلوا معايا هنا انتوا وعُديّ.
اتوترت حياه وبصت لرعد ال اتنهد وكاد ان يتحدث.
لكن خديجة قربت منه ومسكت ايده وقالت:والنبي يارعد، عشان خاطري.
حياه:بصراحة يا طنط مش هينفع...حضانة عُديّ في القاهرة والمشوار بعيد.
سكتت خديجة ونظرت للاسفل بحزن.
قربت منها حياه وابتسمت بخفة وقالت:بس نقدر نيجي كل اسبوع عشانك.
نظرت لها خديجة وابتسمت برضا وقالت:مفيش مشاكل.
ابتسمت حياه ورعد قربها منها واحتضن كتفها بذراعه.
ابتسمت خديجة قائلة :انا مش عايزة حاجة من الدنيا غير انكو تفضلوا مع بعض.
كادت حياه علي التحدث، لكن فجاة جه عُديّ وهو مبتسم قائلا :ماما، ماما... عمو يونس هناااا.
اتصدمت ونظرت لعُديّ، ورعد عينه احمرت وكاد علي التحرك لكن حياه مسكت دراعه قائلة :استني يا رعد...سيبني انا اتكلم معاه.
قال بغضب:عايزاني اسيبك تتكلمي مع راجل غريب وانا واقف.
قالت بسرعة:بس هو مش غري...ا اقصد انا عارفاه وهقدر اتفاهم معاه.
قال بحده:انتي متعرفيهوش،ولا عمرك عرفتي انتي كنتي عايشة مع مين.
اتنهدت وقالت:معلش يا...
لم يستمع لحديثها، واتحرك واتجه لخارج الاسطبل.
قالت خديجة:مين يونس دا؟!
نظرت لها حياه وسكتت واتحركت للخارج، وخديجة مسكت ايد عُديّ ومشيوا وراهم.
خرج رعد وتحديدا امام بوابة القصر.
واقف يونس بهدوء ووراه رجالته.
قرب منه رعد بحده ووقف قدامه قائلا :عايز ايه؟!
ابتسم يونس بخفة وقال:عايز اشوف حياه.
رفع رعد حاجبه قائلا :وعايز مراتي في ايه؟!
ابتسم يونس، ولكن من داخله يغلي وقبض ايده وكاد ان يتحدث لكن جت حياه.
نظر لها وابتسم بحب....رعد شاف نظراته ومسك ايدها ووقفها وراه وقال بحده:بصلي انا.
نظر له يونس وقال بضيق:هتكلم معاها دقيقة وبس.
حياه وقفت جمب رعد وقالت:خلاص يا رعد...اهدي،يونس دا طيب وهادي متقلقش منه.
نظر لها رعد بحده من كلامها وهي اكملت قائلة :ارجوك سيبنا دقيقة بس.
قال بحده:انتي اتجننتي!!!
جت خديجة ومعاها عُديّ ال جري علي يونس بفرحة.
ابتسم يونس وشاله قائلا :ازيك يا بطل وحشتني.
رعد اتجنن وقبض ايده وانفاسه ثقلت بغضب مكتوم وهو بيحاول يتحكم في اعصابه.
قال عُديّ بفرحة:انا لقيت بابا اهو.
ابتسم يونس ابتسامة مزيفة قائلا :اممم، ايوا ما انا عرفت.
قرب منه رعد واخد منه عُديّ بحده ونظر له.
قالت حياه:معلش يارعد...دقيقة بس، ارجوك.
نظر لها ورفع حاجبه بحده واومأ بغضب مكبوت، وشاور لرجالته بإيده ال اتجمعوا عند البوابة بأسل*حتهم وحوالين يونس وحياه لكن بمسافة.
ابتسم يونس وقال:مش هخطفها متقلقش.
نظر له رعد قائلا بصوت رجولي قوي:مش ضامنك بصراحة.
ولف واخد معاه عُديّ وخديجة ودخلوا.
اتنهدت حياه ونظرت ليونس بضيق وقالت:اسفة اني مشيت من غير ما اقولك يا يونس.
قال:كان لازم تقوليلي يا حياه،انا قلقت عليكي جدا انتي عُديّ.
مسكت دراعها ونظرت للاسفل وعضت شفتيها السفلية قائلة :اسفة ولله ما كنتش اقصد...انا كنت هقولك وهمشي اعيش مع عُديّ وبس...ب بس قابلت رعد وشاف عُديّ وكل حاجة اتكشفت...انا اسفة ولله اني مكلمتكش كل دا، بس تلفوني مكانش معايا.
ابتسم وقال:مش مشكلة يا حياه....انا مش زعلان منك.
نظرت له بدهشة وقالت:بجد!!!
قال بهدوء:بجد...في النهاية رعد كان لازم يعرف ان ابنه عايش، وانا م مش مضايق.
ابتسم بإحراج وقالت:انا صلحت مشاكلي انا ورعد...ورجعنا لبعض، فا م...يعني....
قاطعها يونس قائلا :ربنا يوفقك...بس انا جيت اشوفكم بس...عايز لما احتاجكم متسبونيش.
قالت بسرعة: بجد شكرا علي تفهمك يا يونس.
ابتسم بطريقة هادية وغريبة وقال:انا مقدرش ازعلكم...بس عايزك تبقي تسألي عليا اصل جدي اتو*في ومبقاش ليا غيركم.
قالت بدهشة وحزن:بجد! البقاء لله....ومتقلقش هيكون بينا تواصل دايما، وتقدر تزورنا وتشوف عُديّ وقت ما تحب.
ضحك بخفة وقال:اظن رعد مش هيقبل.
قالت بابتسامة:لما يشوفك كويس، مش هيضايق ولا هيقول حاجة.
وطلعت تلفونها وسجلت رقمه واتصلت عليه عشان يعرف رقمها.
قالت:ورقمي بقي عندك اهو، وقت ما تحب تتصل بيا او بعُدي كلمني.
اتنهد وقال:تمام يا حياه...سلام.
ومد يده كي يودعها.
نظرت ليده وبعدها نظرت للخلف كي لا يراها رعد، وسلمت علي يونس بسرعة وبعدت ايدها.
ضحك ضحكة خفيفة لكنها غامضة وقال:ماشي يا ستي...هعتبرها سلام.
ابتسمت بأحراج وقالت:ما انت عارف رعد بقي.
نظر للرجال بتاع رعد وقال:اه، عارفه جدا.
قالت بإحراج:انا بصراحة عايزة ارجع لك كل الفلوس ال صرفتها عليا و.
قاطعها قائلا :عيب يا حياه...هو احنا بينا الكلام دا.
سكتت ونظرت له وابتسمت بخفة.
وبعدين اخرج قطعة شكولاتة من ذات النوع الغالي من جيبه وقال:ابقي ادي دي لعُديّ مكاني، وسلميلي عليه.
ابتسمت واخدتها منه قائلة :شكرا يا يونس.
ابتسم لها ولف بهدوء وخرج من القصر وقبض علي يده بحده وركب عربيته ورجالته وراه وانطلقوا.
وحياه بتبص عليه وهي مبتسمة ولكن مستغربة وقالت :ال يشوفه يوم الحفلة ميشفوش دلوقتي وهو كدا...بس ربنا يعوضه ويلاقي بنت الحلال،ويهديه دايما.
نظرت للشكولاتة وابتسمت لانه جاب النوع المفضل ليها ولعُدي.
لفت واتحركت ودخلت داخل القصر.
لقت رعد واقف وشايل عُديّ ال بيكلمه لكن راعد ملامحه حادة وبينظر للباب وساكت.
شافها وهي اتحرجت من نظراته ليها.
قرب منه وعطاها عُديّ وقال بحده:ارتحتي يا هانم!اطلعي فوق بقي.
ولف وخرج من القصر وهي بصتله وهي بتمنع ابتسامتها بالعافية بسبب غيرته.
قربت خديجة منها وقالت:دا فضل رايح جاي كدا وانتي واقفة برا.
ضحكت حياه بخفة،وبعدين بصت لخديجة، والاتنين بصوا لبعض.
اتنهدت خديجة وقالت بابتسامة هادية:بتمني انك تسامحيني بجد.
اومأت لها حياه بخفة وكانت هتتكلم بس.
نزلت سعاد وقربت منهم وقالت بحده:بتكلميها ليه يا خديجة...انتي ناسية امها عملت ايه؟!
سكتت حياه بضيق ونظرت لها.
قالت خديجة:هي ملهاش ذنب يا سعاد...عايدة ال غِلطت،مش هي.
سعاد بحده وهي تضغط علي اسنانها:لو انتي نسيتي انا مش هنسي...دي قت*لت ابني وحرمتني منه.
بصتلها حياه وقالت:انا مقت*لتوش...ه هو ال حاول يعتد*ي عليا.
قالت سعاد بحده:اخر*سي...اياكي تنطقي كدا علي ابني.
بصلها عُديّ بعصبية طفولية قائلا :انتي بتكلمي ماما ليه كدا! متكلميهاش كدا تاني.
بصتله سعاد بغيظ ولسة هتلف لكن وقفت لما شافت ال داخلة من باب القصر، ابتسمت وقربت منها بسرعة قائلة :اسماااء.
ابتسمت اسماء، وسعاد قربت منها وحضنتها.
نظرت حياه لها بضيق وعصبية مكتومة.
قالت سعاد:مجتيش ليه من الصبح؟!
نظرت اسماء خلفها ودخل فياض.
ابتسمت سعاد بغيظ:اهلا يا جوز بنتي.
نظر لها نفس النظرة وقال:اهلا يا حماتي.
فجاة نظرت اسماء لحياه، اترددت لكنها قربت منها ونظرت لعُديّ ال مستغرب هي مين دي كمان.
نظرت اسماء لحياه وقالت بإحراج:ازيك يا حياه.
سٍكتت حياه بضيق وحده ولفت وشها.
اتننهدت اسماء بحزن واحىاج وقالت:ا انا عارفة انك زعلانة مني...ب بس انا اتغيرت.
مردتش عليها برضوا.
نظرت اسماء لعُديّ مبتسمة وقالت:اسمه ايه؟!
لفت حياه واتحركت بدون كلام وطلعت علي فوق...نظرت لها خديجة وطلعت وراها.
زعلت اسماء ونظرت للاسفل.
قربت منها سعاد بدهشة وقالت:انتي اتجننتي يابت...بتكلميها ليه كدا!!!
نظرت لها اسماء وقالت:كفاية بقي يا ماما، كفاية...هي ملهاش ذنب في اي حاجة،يبقي اكلمها وحش ليه وانا السبب.
قالت سعاد بحده:لا دا انتي شاربة حاجة بقي...نسيتي ال عملته ف اخوكي.
قالت اسماء ودموعها بتتجمع في عينها وقالت:هي ملهاش ذنب قولتلك...انا السبب في كل دا، انا ال عملت ا....
قالت سعاد بحده:اسكتي بقي...انتوا مش عيالي، كلكم اتغيرتوا.
اسماء:يا ماما بس...
اتحركت سعاد بعصبية وطلعت لفوق، واسماء تنظر لها بحزن.
وقف جمبها فياض وقال بهدوء :حماتي دي لا يُتفاهم معاها.
بصتله بغيظ واتحركت للجنينة تشوف ابوها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في عربية يونس.
كان قاعد في الخلف والسائق ال بيسوق.
كان ينظر من النافذة والغضب والحده علي ملامحه....قابض يده بقوة وهو يتذكرها بقرب ذالك الرعد.
ابتسم ابتسامة حادة قائلا بصوت خافت:بتعتذري بعد ما ترميني وترجعيله...لا وكمان هتعيشي معاه...ماشي يا حياه، ماشي...اصبري عليا....ما انا مش هسيبك بسهولة كدا...انتي مكنتيش تستحقي حنيتي من الاول، لا انتي ولا ابنك...كان لازم اجبركم... مكنتوش استجرأتو ترموني كدا...
اخد نفس واكمل بنبرة مخيفة :بس انا هخليكي تندمي علي حبي ال كسرتيه....هو مش هيحبك قدي، مش هيعشقك قدي...انا وبس...انا بس ال استحقك، حتي لو هضطر اقت*لك... علي الاقل متكونيش لغيري.
تلفونه رن ،ووضعه علي ودانه.
سِكت قليلا وبعدها قال:مش دلوقتي...لازم نهدا شوية، كل حاجة هتمشي بمذاجي...بس شوية.
قفل التلفون ونظر امامه قائلا :مش هتأخر وهتشوفيني تاني...بس شوية كدا.
وابتسم بخبث ونظر من النافذة وهو ينظر للشوارع ولكن عقله في مكان اخر.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المساء، في قصر الجبالي____وتحديدا في جناح رعد.
دخل الغرفة بهدوء ووضع مفاتيح سيارته علي الكمود بجانب الباب.
استغرب لما ملقاش حد، وملقاش عُديّ.
كان هيطلع لكن سمع صوت جاي من غرفة الملابس.
اتحرك واتجه لهناك.
دخل واندهش، كانت حياه واقفة علي الكرسي بتحاول تجيب حاجة من اعلي الدولاب...ولكنه كان مركز معاها هي.
كانت لابسة قميصُه الابيض وواقفة وساقيها ظاهرين، وشعرها مبلل قليلا.
كانت مثيرة، ابتلع ريقه ولم يستطيع السيطرة علي نفسه، اقترب منها بخطوات ثقيلة.
شعرت به ولفت بخضة ونظرت له واتصدمت.
مسكت طرف القميص وميّلت للاسفل وهي بتخبي رجليها.
ابتسم بخبث وقرب اكتر حتي اصبح امامها....شالها وهي اتكسفت ولفت رجلها حوالين خصره واتعلقت في رقبته.
اخذها وخرج للخارج وقعد علي الكنبة بعدت وجهها ونظرت له.
ابتسم بخفة وقال:اومال فين عُديّ؟!
قالت:مامتك اصرت تاخده عندها الليلة.
ابتسم بخبث قائلا :تمام...بس قميصي بيعمل ايه معاكي.
اتكسفت وعضت شفتيها السفلية قائلة :الجو حر...فا لبسته.
قال بخبث:طب ما تقلعيه خالص.
ضر*بته في كتفه قائلة :بطل قلة ادب بقي.
قال:انتي قد الضر*بة دي؟!
قالت بثقة:قدها.
اومأ لها بخبث، وفجاة.....
قلبها علي الكنبة واعتلا*ها قائلا :محدش قالك ان عيب تضر*بي جوزك ولا ايه.
ضحكت بخفة وقالت وهي تلف يدها حوالين رقبته:بصراحة لا...علمني انت.
رفع حاجبه بأبتسامة قائلا:بقيتي قليلة ادب اوي.
كتمت ضحكتها بخجل وسِكتت.
قرب منها واقترب من اذنها وعض شحمة اذنها بخفة، وهي اتخضت برعشة.
وقال هو بصوت رجولي هامس:متبعديش...عايز نفضل كدا علي طول.
حاوط خصرها وشده لعنده وهو يدفن وجهه في عنقها يطبع علا*مات ملكيته بتملُّك.
غمضت عينها ومسكت في قميصُه بقوة، وابتلعت ريقها.
نظر لها وحرر ازرار قميصُه، وهي ساعدته يقل*عه.
قرب من شفتيها طابعاً قب*لة قوية وعميقة، يُعبر بها عن عِشقه لها.
فجاة الباب خبط وهي اتخضت وبِعدت بسرعة وقامت وقفت.
نظر لها بغيظ وقال:اكيد ابنك...ما هو ما يحبش يخلينا نعيش اللحظة.
ضحكت وجريت علي غرفة الملابس تغير هدومها.
وهو اتنهد وقام وقف واتجه للباب فتحه...وبالفعل كان عُديّ ال بيحرك ايده علي عينه بنعس.
شاله رعد ودخل وقفل الباب وقال:ايه ال جابك؟!
قال عُديّ بنعس:مش عارف انام هناك عند تيتة.
قال رعد:ما انت نايم علي نفسك اهو.
نظر له عُديّ واستغرب قائلا :هو انت قالع قميصك ليه؟! وفين ماما؟!
خرجت حياه وهي ترتدي بيجامة بحما*لات وبنطال ولونهم اسود.
رعد حط عُديّ علي السرير وقال:جت اهي، نام بقي.
عُديّ :تعالي نامي معايا يا ماما.
ابتسمت وقربت منه واستلقت جمبه واتغطت وغطته، وبقي عُديّ في التص بين رعد وحياه، ال بتطبطب علي صد*ره بخفة عشان ينام.
بصلها رعد ورفع حاجبه في حركة سريعة.
وهي بصتله وحركت رأسها بمعني لا بخجل.
اتنهد بحده مزيفة واستلقي علي السرير....عُديّ غمض عينه وبدأ ينام.
رعد مسك ايد حياه وحطها علي صد*ره هو...بعدتها بسرعة ورجعت ايدها عند عُديّ وهي بتبرق لرعد.
نظر رعد علي عُديّ لقاه نايم، قام فورا ولف وقرب من حياه ال اتوترت.
فجاة شالها بذراع واحده من خصرها من الخلف، وظهرها بقي ملتصق في صد*ره.
اتصدمت وخففت صوتها عشان عُديّ ميصحاش وقالت:رعد...عيب.
رد قائلا :عيب عليكي انتي انك تسيبني متعلق كدا.
اخدها ودخل غرفة الملابس وقفل الباب.
وضعها علي الكنبة الموجودة في المنتصف وقرب منها.
قالت بخوف وتوتر:رعد! عُديّ ممكن يص...
لم تستطيع اكمال كلامها عندما شدها بقوة والتصقت شفا*ههم ببعض.
سيطر عليها بلمساته وغمضت عينها بالتدريج وهي تبادله وووووو
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد مرور ايام... في القصر.
كانت واقفة حياه في الاسطبل مع الحصان بعد ما رعد اخد عُديّ وراحوا لارض زراعية ومعاهم حافظ وايمن.
تلفونها رن واستغربت كان يونس.
ردت قائلة :ايوا يا يونس...ازيك.
سمعت صوته وهو ينهج قائلا :الحقيني يا حياه...انا تعبان ومحتاجك ارجوكي الحقيني.
قلقت عليه وقالت بسرعة:مالك فيك ايه؟!
قال بتعب:ه همو*ت...ع عملت حا*دثة، و ومش لاقي حد يساعدني.
قالت بسرعة:طب قولي عنوانك وهاجي.
عطاها العنوان وقال:متقوليش لرعد، مش هيوافق انك تيجي.
استغربت من كلامه لكنها قالت بتردد:ماشي...شوية وابقي عندك.
وقفلت الخط،اتصلت برعد لكنه مردش اتنهدت وبعتتله رسالة بكل ال حصل.
وخرجت للخارج وركبت العربية من الخلف ومعاها السائق.... وانطلقت السيارة.
ولكن كان يوجد من يتتبعها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وصلت المكان بعد وقت وكان طريق فاضي.
لقت عربية مقلوبة علي الطريق، خلت السواق يقف ونزلت بسرعة وهي بتجري لهناك.
ندهت بقلق وقالت:يونس!انت فين يا يونس.
السائق بتاعها بعت رساله في تلفونه ونظر لها، فجاة طلع عليه بعض الرجال وفي ايدهم اسل*حة.
اتصدم ونزل من العربية وقال بصوت عالي:اهربي يا هااانم، اهربيييي.
لفت وبصتله بصدمة وشافت الرجالة، وضربوا الحارس بألة حادة في رجله ووقع علي الارض.
قلبها وقع، ولفت بسرعة وحريت في منتصف الطريق، والرجالة جريوا وراها يلحقوها.
لكنها وقفت بصدمة لما لقت يونس قدامها بيبصلها بجمود.
رجعت خطوة للخلف وقالت:يونس!
قرب خطوة للامام قائلا :وحشتيني.
ولسة هيلمسها ضر*بته بالقلم بقوة....نظر لها بشدة وغضب وهي بصتله بعصبية وقالت:بقي كل جا يطلع منك انت!!!
نظرت للخلف ولقت الرجالة هيقربوا منها.
زقت يونس بقوة وعصبية، وجريت للامام بسرعة وخوف.
وقعت علي الارض ولسة هتقوم، لقت اقدام قدامها، رفعت رأسها ونظرت للاعلي واتصدمت قائلة :طنط سعاد!!!
وفجاة رشت سعاد ماجة من بخاخ صغير علي وجه حياه، خلاها مبقتش قادرة تشوف قدامها وعينها بتقفل وتفتح بتعب.
والدنيا لفت حواليها....
وفجاة وقعت علي الارض مغشي عليها.
↚
قال عادل:مش هترحب بيا يا رعد؟!…مش هترحب بأبوك.
حياه اتصدمت ونظرت لرعدال كان ماسك غضبه بالعافية.
خديجة عينها علي عادل، اتغير وكِبر في السن، من الشغل والشقى،جمبه جليلة مراته وطفلة تبلغ من العمر 12 سنة.
قال حافظ بحده:عايز ايه يا عادل؟!
اتنهد عادل قائلا :جاي احضر عزا ابويا…دا غير حقي في الورث، انا عايزه.
قال رعد بحده:اه، قول بقي…جاي عشان الورث.
قالت زوجة عادل جليلة :ايوا هو ليه حق…وزي ما انت ليك حق كمان في الورث، فا بنتي هي كمان ليها.
بصتلها خديجة بعصبية وقالت:حق اما يلهفك… انتي ليكي عين تتكلمي كمان!!!
جليلة كانت هتتكلم بس عادل بصلها بحدة وسِكتت بضيق.
اتكلم عادل وقال:انا ليا ورث…ومحتاجه.
قال حافظ:انت ال رميت كل حاجة، ومن وقتها ابونا طردك من البيت ومن حقك كمان في الورث.
قال عادل بضيق:يعني ايه؟! يعنب هتحرمني من حقي في الورث…متزعلش مني، بس انا ممكن ارفع قضية.
حافظ بغضب:اعلي ما في خيلك اركبه…دي وصية ابويا، انك تتحمل نتيجة قراراك.
قال عادل بعصبية:بس دا حقي، وهاخده.
قرب منه رعد ناظراً في اعينه بحده قائلا بنبرة هادية ولكنها خطيرة:لو في ايدك حاجة تعملها!…اعملها.
نظر له عادل،لا ينكر بأنه توتر من نظرات ابنه، لكنه تماسك وقال بحده:متكلمش ابوك كدا.
قال رعد بحده:انا اتكلم زي ما انا عايز.
قال عادل بحده:تلتزم حدودك معايا…لسة زي ما انت متغيرتش.
رعد قبض علي ايده وقرب منه بغضب مكبوت، لكنه توقف لما سمع صوت عُديّ :بابا.
رعد وقف واتنهد بحدة ورجع خطوتين للخلف.
نظر عادل ناحية الطفل، وبعدين بص لرعد بدهشة وقال:انت بقيت اب يا رعد!!!
نظر له رعد بحده وجمود وهو صامت.
ابتسم عادل واتحرك عشان يروح للصغير، بس رعد وقف في وشه بحده وهو يجز علي اسنانه قائلا :ملكش دعوة بأبني.
وبعدها وجه كلامه لحياه :اطلعي فوق.
نظرت له قليلا بقلق، وبعدها لفت وطلعت لفوق وهي شايلة عُديّ.
نظر عادل لرعد بضيق وسِكت.
قال حافظ :امشي يا عادل…امشي احسنلك.
قال عادل بحده :مش همشي غير وانا معايا نصيبي في الورث.
قال رعد بغضب وصوت عالي وهو ينظر لعادل، لكن يوجه كلامه لصديقه:ايييمن…اتصل بالمحااامي.
اومأ له ايمن بجمود وسرعة ومسك هاتفه.
قال رعد لعادل:ييجي المحامي، وتاخد حقك وتمشي بسُكات.
نظر له عادل بضيق، وبعدها نظر للاسفل بحده.
قال حافظ بدهشة:بتعمل ايه يا رعد!!!
قال رعد بحده:خلاص…انا مش عايز حاجة اصلا، اقدر اصرف علي عيلتي كويس، ومش محتاج اي ورث.
نظر له حافظ وسِكت، فهو يعلم بأنه لن يُغير رأيه.
قعدوا كلهم منتظرين المحامي، لكن محامي زيدان، لكي يعرفوا من لديه نصيب.
جليلة ابتسمت وبصت لبنتها وقالت:قومي يابت، شوفي حاجة من المطبخ تاكليها.
نظر لها عادل بضيق، فهي تحرجه بهذه الطريقة.
قامت البنت وجريت علي المطبخ بسرعة كي تأكل.
وخديجة وسعاد بيبصولها بقر*ف.
_________________________في الاعلي_في جناح رعد.
كانت قاعدة حياه علي السرير وهي تنظر للباب بضيق.
قرب منها عُديّ وقال:انا عايز انزل يا ماما.
قالت:بابا قال لا يا عُديّ.
قال عُديّ :قال لا امتا؟!انا مسمعتوش بيقول كدا.
اتنهدت وقالت:مش دلوقتي، يلا تعالي ذاكر.
قال:اذاكر ازاي؟!الكُتب بتاعتي مث هنا.
اتنهدت وقالت:في هنا اوراق واقلام، هجيبها وتقدر تشاهد من التلفون.
قامت واتجهت لمكتب رعد واخدت دفتر كبير وقلم، وقربت من عُديّ وقعدت جمبه، وجابت من الانترنت بعض الحروف والكلمات لتعليم الاطفال.
خبطت شهد وفتحت الباب قائلة :ممكن ادخل.
ابتسمت لها حياه بخفة وقالت :ادخلي.
دخلت شهد وقعدت معاهم علي السرير وقالت:هيجيبوا المحامي وهيوزعوا التركة علي ما اظن.
اتنهدت حياه وسِكتت.
نظرت شهد لعُديّ قائلة بابتسامة واسعة ورفعت ايدها ليحتضنها:حبيب عمتوا ميييين؟!
بصلها عُديّ من فوق لتحت برفعة حاجب وقال:ثايفني نونة ولا ايه؟!
ضحكت ونزلت ايدها قائلة :يا كسفتك يا حازم…بقي انا اتحرج من عيل طول ايديا.
ضحكت حياه وقالت:معلش، بيتقل علينا.
قالت شهد:ويعني هو طالع لمين! ما هو طالع لابوه.
قال عُديّ بثقة:ثهادة اعتز بها.
نظرت له حياه برفعة حاجب وقالت:طب وانا! مليش ايتها كلمة في الموضوع.
بصلها عُديّ بتوتر وقال:دا انتي الخير والبركة.
بصتله من فوق لتحت قائلة :اممم…كنت احسب.
قال وهو بيمسك القلم:لا متحثبيث.
ضحكت شهد عليهم، وقعدت تتكلم مع حياه وتحكيلها ايه ال حصل في الخمس سنوات دول.
_________________________تحت في الاسفل.
دحل المحامي والقى السلام وقعد.
حافظ:ها يأستاذ مبروك، في وصية ولا ايه الحكاية؟!
قال المحمامي:ايوا يا حافظ بيه…الحج اجاني قبل وفا*ته بيوم وكتبنا الوصية.
رعد بجمود:اقرأها.
اومأ له المحامي وفتح شنتطه وطلع منها بعض الاوراق وابتدي قائلا :بسم الله الرحمن الرحيم.
ورفع الورقة وبدأ يقرأ.
“اولادي واحفادي الاعزاء…اليوم ال هتقرأو فيه الوصية دي، هكون انا قابلت وجه كريم….رعد يابني،متزعلش مني في اي حاجة عملتها غصب عنك، بس حياه طيبة ولله، ودي انسب زوجة ليك…لو لقيتها، قولها تسامحني….انا كتبتلها ارض من الاراضي، حقها علي ال حصل….
اتصدمت سعاد واستمعت للحديث.
اكمل المحامي قائلا “ودلوقتي، انا قسمت ممتلكاتي وهيبقي النص بينك وبين حافظ ابني….بس القصر بإسم بناتي التلاتة اسماء وشهد وحياه….اسماء غِلطت يا رعد…بس هي اختك سامحها دي كانت عيلة طايشة….
نظر رعد للاسفل بحده وهو صامت….وعادل كان هيتجنن هو ومراته، اسمه متذكرش لحد الان.
اكمل المحامي”وانت يا حافظ، رعد وحياه ملهومش ذنب في مو*ت عصام….احنا نسينا نربيه، ونعرفه انه قبل ما يعمل حاجة في بنات الناس، يفتكر اخواته البنات بس هو كان اناني علي طول ومفكرش غير في نفسه، حياه ملهاش ذنب دي كانت بتدافع عن نفسها….لو بنتك مكانها كانت عملت كدا….
حافظ بلع ريقه من تلك الغصة، وكأن كلام والده وعاه وفوقه.
اما سعاد عينها طقت شرار، قلبها اتحر*ق من تلك النيران وتذكرت ابنها، قبضت ايدها وحركت عينها للاعلي عن السلم.
“خلو بالكم من بعض، ومتسيبش امك يا رعد….هي خلاص فهمت ان حياه ملهاش ذنب، بس محتاجة وقت…هي ملهاش غيرك….وانت عقل مراتك يا حافظ، وقولها تبطل كر*ه….خلو بالكم من بعض…عمر الكره والغضب ما كان بيلم شمل ولا عيلة.
وانتهت الوصية ونظر المحامي لرعد وقال:خلاص كدا…كل واحد عِرف حقه.
قام عادل بغضب قائلا :طب واناااا…دا حتي منطقش اسمي خالص.
قام رعد وقف بجمود وحده قائلا :عرفت انك ملكش حاجة بقي…ورينا عرض اكتافك يلا.
بصله عادل بغضب قائلا :قولتلك متتكلمش معايا كدا…وانا مش همشي من بيتي، دا حقي وانا غِلطت زمان لما سبته.
قالت خديجة بسخرية:يعني جاي تكتشف دلوقتي انك غِلطت.
بصلها عادل بغضب وقرب منها لكن رعد وقف في وشه وامه خلفه مبتسمة انها بأمان طول ما ابنها معاها.
قال رعد بحده:اياك تتجرأ وتكلمها كدا تاني…دي امي…يعني كلامها يبقي علي راسك وعلي راس الكل غصب عنك.
قال حافظ بحده:متنساش انك طلقتها….فا متفكرش تقرب او تكلمها حتي.
نظر عادل لرعد،وبعدها لحافظ وقال:بقي كدا….ماشي،بس انا مش هسكت وهاخد حقي يا حافظ.
ونظر لرعد قائلا بحده:وانت، متنساش ان ال واقف قدامك دا يبقي ابوك.
نظر لها رعد بجمود، كان واقف ثابت قدامه ولا كأنه مهتم، جموده وسكوته البارد كان بيخلي عادل ومراته يتجننوا اكتر واكتر.
جليلة شدت بنتها وقالت:هنرجع متقلقوش…ووقتها محدش هيقدر يخرجني من بيتي.
نظر رعد لعادل قائلا ببرود:مش المفروض تعلم مراتك، ان عيب انها تتكلم وسطينا…ولا هي مش بتعرف في العيب والاصول.
بصله عادل بحده ولف ومسك ايد جليلة بغضب وطلع من القصر.
اتنهد رعد بحده وقال:يلا يا عمي، خلينا نشوف اهل القرية.
ابتسم حافظ وقرب منه وربت علي كتفه بفخر قائلا :يلا يابني.
وخرجوا من القصر ومعاهم ايمن وخديجة تنظر لهم مبتسمة بخفة وهدوء وارتياح.
اما سعاد كانت بتغلي، دموعها اتجمعت في عينها من الغضب والكُتمان،اتحركت و طلعت لاوضتها بسرعة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في شقة اسماء.
كانت نايمة علي السرير من التعب، وهو جمبها ينظر لها.
اتنهد بضيق ،قام قعد وهو ينظر امامه.
هو عارف ماضيها كله…اتجوزها دون موافقتها، بأمر من رعد عشان يعلمها الادب وبس، وكان هيطلقها….لكن قلبه بيتحرك معاها، خايف…خايف ليكون حَبها.
قام وقف بضيق وعدّل التيشرت بتاعه وقف قدام النافذة ينظر للسماء.
وهي بدأت تتقلب وتفتح عينها.
لف وبصلها…وهي وضعت ايدها علي عينها، وقامت قعدت وهي تنظر امامها.
حركت عينها ونظرت له…استوعبت ال حصل وال عملته.
ابتلعت ريقها وقامت وقفت بسرعة وكانت لسة هتتحرك عشان تخرج من الغرفة لكنه مسك دراعها بهدوء وقربها منها.
نظرت للاسفل بحزن.
وهو قرب يده ناحية خدها يحركها ببطيء.
نزلت دمعة صغيرة من عينها، وهو مسحها بإبهامه.
رفعت رأسها وبصتله، وهو ينظر في عيونها.
اتنهد بقوة وقال:مقربتش منها.
نظرت له بشده وهي مستغربة وشبه فاهمة.
اومإ لها قائلا :ايوا…مقربتلهاش…عملت كدا عشان انتي بس تتضايقي.
ضر*بته علي كتفه بقوة وبتقول بعصبية:يعني بتضحك علياااا.
بصلها بشده وقربت وضر*بت صد*ره قائلة :دا انت وا*طي…وقليل ادب، ومعفن.
قربت اكتر وبدأت تضر*ب وتشتم فيه وهو مندهش من تصرفها، بس مُستمتع.
قالت بعصبية:يا سا*فل، سايبني اعيط برا وانت قاعد هنا مع الهانم يا بارد، يا جا…
مسك معصمها قائلا :خلاص اهدي شوية.
حاولت تبعد ايدها عنه لكنه لفها وشدها لعنده وحضنها من الخلف قائلا :اثبتي بقي.
مسكتتش وحاولت تبعد برضوا لكن هو مثبتها.
اتنهد وقال:دا ال حصل مع رعد وحياه…بس الفرق اني قولتلك الحقيقة، ومقربتش من البنت…انما رعد كان هيتجوزك عشان براءتها.
وقفت عن الحركة، وكأنه صدمها بالحقيقة ال بتحاول تنساها.
نظرت للاسفل،وهو كمل قائلا :ال عملتيه وقتها كان غلط…مينفعش تجبري حد يقرب منك عشان حُبك انتي.
قلبها اتقبض بوجع.
قال فياض:كل حاجة خلصت خلاص…وانتي لازم ترمي الماضي وراكي.
بعدت ولفت ونظرت له قليلا، وبعدها اتنهدت وقالت بحزن:انا عايزة اروح الصعيد، لو سمحت يعني.
اخد نفس واومأ قائلا :ماشي…غيري هدومك.
لفت واتجهت للدلاوب اخدت دريس لونه اسود واتجهت للحمام، وهو عينه عليها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا يونس.
كان قاعد علي الكرسي في يده سيجا*رة واليد الاخري كأس مشروب.
كان حواليه رجالته يعني خمس اشخاص كدا.
قرب منه مساعده وقال:الراجل الكبير ال اسمه زيدان اتو*في…وهما دلوقتي في الصعيد.
قال يونس بضيق:وحياه؟!
قال مساعده:دي عايشة عادي يابيه، ولا كأن حاجة حصلت.
قبض بيده بقوة علي الكأس وهو ينظر امامه وقال:جهز العربيات، هنروح الصعيد.
المساعد:انا من رأيي منروحش دلوقتي، رعد بيه…
نظر له يونس بحده، والمساعد اتوتر وقال:ق قصدي رعد الجبالي مزود الحراسة اوي، هو اكيد عارف انك جيت مصر.
وقف يونس ورمي الكأس علي الارض بغضب وقال:ملكش دعوة…جهز العربيااات.
اومأ له المساعد وخرج وهو والرجال.
اما يونس عقله اتجنن، بقي زي المهوس ال بيدور علي نهاية خيط ليس له نهاية.
لكنه هدّي نفسه ومسح علي شعره وابتسم وعدل بدلته واتحرك عشان يطلع من الفيلا.
كان يوجد احد الرجال ينظر له…رجع للخلف بسرعة وخرج وطلع تلفونه واتصل بشخص.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي___وتحديدا في غرفة رعد.
دخل الغرفة ولقي حياه وعُدي قاعدين علي الكنبة وعُدي بيذاكر وهي بتقوله بعض الكلمات بالفرنساوي.
قال عُديّ بغيظ:بث بقي انا تعبت.
قالت بحده خفيفة:بس يالاا.
ابتسم رعد وقرب منهم قائلا :هي حصلت ل يالاا.
وقعد علي الكنبة ورجع بضهره للخلف وشال عُديّ ورفعه للاعلي.
قالت حياه:نزله يا رعد، خليه يكمل مذاكرته.
نظر لها قائلا:دا لسة في الحضانة، مذاكرة ايه بس…خليه يرتاح شوية.
عُديّ بفرحة:طب ولله بحبك يا بابا.
ضحك رعد بخفة وقربوا منه وهو يدغدغه بوجهه، وعُدي بيضحك.
وقفت حياه وقالت بغيظ:انت كدا هتبوظه.
نظروا لها، ووقف عُديّ علي الكنبة وقال بغيظ:ياستي انا عايزه يبوظني…انتي مالك بقي؟!
بصتله بدهشة وشاورت عليه وبصت لرعد وقالت:من يوم ما اتلميتوا علي بعض وهو بيكلمني كدا، اتصرف بقي.
رعد كتم ضحكته ومسك عُديّ وقربه منه قائلا :مينفعش تكلمها كدا…كلمها بأسلوب احسن شوية.
ابتسم وقال:حاضر يابابا.
قالت حياه:يا سلام…حاضر يابابا كل شوية، انما انا ولا ليا لازمة.
نظر لها عُديّ ببراءة وقال:بحبك يا ماما.
ابتسمت وقربت منهم وقعدت جمبهم.
نظرت لرعد وقالت:جبل وحشني.
نظر لها.
وعُدي قال بإستغراب:مين جبل دا؟!
قام رعد وشال عُديّ وقال:تعالى اعرفك عليه.
وقامت حياه ومشيت وراهم وخرجوا من الجناح….بس بعد ما رعد غير هدومه ولبس قميص رجالي اسود وبنطال اسود.
_____________________تحت في الإسطبل.
دخلوا والحصان اخرج صوته عندما رأى رعد.
اندهش عُديّ وفرح، ورعد قرب ووضع عُديّ علي الحصان…عُديّ مسك في الحصان بتوتر ولكن بفرحة برضوا.
لف رعد لحياه، وهي بصتله ورجعت للخلف بتوتر وقالت:ايه؟! بتبصلي كدا ليه! انا كبرت خلاص مينفعش ار….
لم تكمل حديثها واتصدمت لما شالها من وسطها ورفعها وقعدها علي الحصان خلف عُديّ.
صر*خت حياه بخفة وتوتر وقالت:لا يا رعد، هقع صدقني…ارجوك نزلني.
ضحك عُديّ عليها، ورعد ابتسم ومسك اللجام بتاع جبل وبدأ يحركه بهدوء في الاسطبل.
ضحك عُديّ وحضن الحصان بطفولية وقال:انا هاخده.
ابتسم رعد بخفة قائلا :هو بتاعك اصلا.
ابتسم عُديّ بفرحة، وقالت حياه بتوتر:نزلني بقي.
قال رعد وهو يتحرك ونظر امامه:عارف ان الحصان دا يبقي صديق والدتك.
عُديّ بدهشة:بجد!
اومأ رعد ووقف ولف واتجه عند حياه ال ميلت للاسفل وحطت ايدها علي كتفه، وهو شالها من خصرها ونزلها وهو ينظر لها وغمز.
اتكسفت ونظرت للاسفل،وبعدين قربت من وجه الحصان وحضنته بابتسامة وهي تحرك يدها علي شعره من الامام بمحبة.
قرب رعد منها وحاوط خصرها…بعدت عنه بسرعة وهي بتبصله وتبص علي عُديّ.
ابتسم بخبث قائلا :ماشي…لما نطلع.
منعت ابتسامتها بخجل وسِكتت.
دخلت خديجة ونظرت لهم وقالت بتردد:رعد.
لفوا ونظروا لها.
قال عُديّ بابتسامة:شوفي ياتيتة.
نظرت له وابتسمت، وبعدها بصت لحياه وقالت:ممكن اتكلم معاكم شوية؟!
اومأت حياه وقالت:اه اتفضلي.
رعد اتنهد وشال عُديّ ونزله علي الارض قائلا :ادخل العب جوا يلا.
اومأ بطاعة واتحرك جري للداخل.
وخديجة بصت لرعد بحزن وقالت:سامحني يارعد.
نظر جانباً ولم يتحدث.
قربت من حياه وقالت:انا عارفة اني غِلطت معاكي انتي بالذات، ب بس حزني علي ابني عماني وخلاني ابقي كدا.
اتنهدت حياه وقالت بضيق:خلاص…ال حصل حصل.
نظرت لها خديجة قائلة :انتي مش زعلانة مني!!!
نظرت حياه لرعد وبعدها بصت لخديجة وقالت: مش اوي…ب بس مش زعلانة دلوقتي خلاص.
ابتسمت خديجة وقربت منها وحضنتها، اندهشت حياه بقوة ونظرت لرعد ال بيبصلهم بهدوء.
بعدت خديجة وعينها ملاينة دموع وقالت:اتمني ننسى ال حصل، وتفضلوا معايا هنا انتوا وعُديّ.
اتوترت حياه وبصت لرعد ال اتنهد وكاد ان يتحدث.
لكن خديجة قربت منه ومسكت ايده وقالت:والنبي يارعد، عشان خاطري.
حياه:بصراحة يا طنط مش هينفع…حضانة عُديّ في القاهرة والمشوار بعيد.
سكتت خديجة ونظرت للاسفل بحزن.
قربت منها حياه وابتسمت بخفة وقالت:بس نقدر نيجي كل اسبوع عشانك.
نظرت لها خديجة وابتسمت برضا وقالت:مفيش مشاكل.
ابتسمت حياه ورعد قربها منها واحتضن كتفها بذراعه.
ابتسمت خديجة قائلة :انا مش عايزة حاجة من الدنيا غير انكو تفضلوا مع بعض.
كادت حياه علي التحدث، لكن فجاة جه عُديّ وهو مبتسم قائلا :ماما، ماما… عمو يونس هناااا.
اتصدمت ونظرت لعُديّ، ورعد عينه احمرت وكاد علي التحرك لكن حياه مسكت دراعه قائلة :استني يا رعد…سيبني انا اتكلم معاه.
قال بغضب:عايزاني اسيبك تتكلمي مع راجل غريب وانا واقف.
قالت بسرعة:بس هو مش غري…ا اقصد انا عارفاه وهقدر اتفاهم معاه.
قال بحده:انتي متعرفيهوش،ولا عمرك عرفتي انتي كنتي عايشة مع مين.
اتنهدت وقالت:معلش يا…
لم يستمع لحديثها، واتحرك واتجه لخارج الاسطبل.
قالت خديجة:مين يونس دا؟!
نظرت لها حياه وسكتت واتحركت للخارج، وخديجة مسكت ايد عُديّ ومشيوا وراهم.
خرج رعد وتحديدا امام بوابة القصر.
واقف يونس بهدوء ووراه رجالته.
قرب منه رعد بحده ووقف قدامه قائلا :عايز ايه؟!
ابتسم يونس بخفة وقال:عايز اشوف حياه.
رفع رعد حاجبه قائلا :وعايز مراتي في ايه؟!
ابتسم يونس، ولكن من داخله يغلي وقبض ايده وكاد ان يتحدث لكن جت حياه.
نظر لها وابتسم بحب….رعد شاف نظراته ومسك ايدها ووقفها وراه وقال بحده:بصلي انا.
نظر له يونس وقال بضيق:هتكلم معاها دقيقة وبس.
حياه وقفت جمب رعد وقالت:خلاص يا رعد…اهدي،يونس دا طيب وهادي متقلقش منه.
نظر لها رعد بحده من كلامها وهي اكملت قائلة :ارجوك سيبنا دقيقة بس.
قال بحده:انتي اتجننتي!!!
جت خديجة ومعاها عُديّ ال جري علي يونس بفرحة.
ابتسم يونس وشاله قائلا :ازيك يا بطل وحشتني.
رعد اتجنن وقبض ايده وانفاسه ثقلت بغضب مكتوم وهو بيحاول يتحكم في اعصابه.
قال عُديّ بفرحة:انا لقيت بابا اهو.
ابتسم يونس ابتسامة مزيفة قائلا :اممم، ايوا ما انا عرفت.
قرب منه رعد واخد منه عُديّ بحده ونظر له.
قالت حياه:معلش يارعد…دقيقة بس، ارجوك.
نظر لها ورفع حاجبه بحده واومأ بغضب مكبوت، وشاور لرجالته بإيده ال اتجمعوا عند البوابة بأسل*حتهم وحوالين يونس وحياه لكن بمسافة.
ابتسم يونس وقال:مش هخطفها متقلقش.
نظر له رعد قائلا بصوت رجولي قوي:مش ضامنك بصراحة.
ولف واخد معاه عُديّ وخديجة ودخلوا.
اتنهدت حياه ونظرت ليونس بضيق وقالت:اسفة اني مشيت من غير ما اقولك يا يونس.
قال:كان لازم تقوليلي يا حياه،انا قلقت عليكي جدا انتي عُديّ.
مسكت دراعها ونظرت للاسفل وعضت شفتيها السفلية قائلة :اسفة ولله ما كنتش اقصد…انا كنت هقولك وهمشي اعيش مع عُديّ وبس…ب بس قابلت رعد وشاف عُديّ وكل حاجة اتكشفت…انا اسفة ولله اني مكلمتكش كل دا، بس تلفوني مكانش معايا.
ابتسم وقال:مش مشكلة يا حياه….انا مش زعلان منك.
نظرت له بدهشة وقالت:بجد!!!
قال بهدوء:بجد…في النهاية رعد كان لازم يعرف ان ابنه عايش، وانا م مش مضايق.
ابتسم بإحراج وقالت:انا صلحت مشاكلي انا ورعد…ورجعنا لبعض، فا م…يعني….
قاطعها يونس قائلا :ربنا يوفقك…بس انا جيت اشوفكم بس…عايز لما احتاجكم متسبونيش.
قالت بسرعة: بجد شكرا علي تفهمك يا يونس.
ابتسم بطريقة هادية وغريبة وقال:انا مقدرش ازعلكم…بس عايزك تبقي تسألي عليا اصل جدي اتو*في ومبقاش ليا غيركم.
قالت بدهشة وحزن:بجد! البقاء لله….ومتقلقش هيكون بينا تواصل دايما، وتقدر تزورنا وتشوف عُديّ وقت ما تحب.
ضحك بخفة وقال:اظن رعد مش هيقبل.
قالت بابتسامة:لما يشوفك كويس، مش هيضايق ولا هيقول حاجة.
وطلعت تلفونها وسجلت رقمه واتصلت عليه عشان يعرف رقمها.
قالت:ورقمي بقي عندك اهو، وقت ما تحب تتصل بيا او بعُدي كلمني.
اتنهد وقال:تمام يا حياه…سلام.
ومد يده كي يودعها.
نظرت ليده وبعدها نظرت للخلف كي لا يراها رعد، وسلمت علي يونس بسرعة وبعدت ايدها.
ضحك ضحكة خفيفة لكنها غامضة وقال:ماشي يا ستي…هعتبرها سلام.
ابتسمت بأحراج وقالت:ما انت عارف رعد بقي.
نظر للرجال بتاع رعد وقال:اه، عارفه جدا.
قالت بإحراج:انا بصراحة عايزة ارجع لك كل الفلوس ال صرفتها عليا و.
قاطعها قائلا :عيب يا حياه…هو احنا بينا الكلام دا.
سكتت ونظرت له وابتسمت بخفة.
وبعدين اخرج قطعة شكولاتة من ذات النوع الغالي من جيبه وقال:ابقي ادي دي لعُديّ مكاني، وسلميلي عليه.
ابتسمت واخدتها منه قائلة :شكرا يا يونس.
ابتسم لها ولف بهدوء وخرج من القصر وقبض علي يده بحده وركب عربيته ورجالته وراه وانطلقوا.
وحياه بتبص عليه وهي مبتسمة ولكن مستغربة وقالت :ال يشوفه يوم الحفلة ميشفوش دلوقتي وهو كدا…بس ربنا يعوضه ويلاقي بنت الحلال،ويهديه دايما.
نظرت للشكولاتة وابتسمت لانه جاب النوع المفضل ليها ولعُدي.
لفت واتحركت ودخلت داخل القصر.
لقت رعد واقف وشايل عُديّ ال بيكلمه لكن راعد ملامحه حادة وبينظر للباب وساكت.
شافها وهي اتحرجت من نظراته ليها.
قرب منه وعطاها عُديّ وقال بحده:ارتحتي يا هانم!اطلعي فوق بقي.
ولف وخرج من القصر وهي بصتله وهي بتمنع ابتسامتها بالعافية بسبب غيرته.
قربت خديجة منها وقالت:دا فضل رايح جاي كدا وانتي واقفة برا.
ضحكت حياه بخفة،وبعدين بصت لخديجة، والاتنين بصوا لبعض.
اتنهدت خديجة وقالت بابتسامة هادية:بتمني انك تسامحيني بجد.
اومأت لها حياه بخفة وكانت هتتكلم بس.
نزلت سعاد وقربت منهم وقالت بحده:بتكلميها ليه يا خديجة…انتي ناسية امها عملت ايه؟!
سكتت حياه بضيق ونظرت لها.
قالت خديجة:هي ملهاش ذنب يا سعاد…عايدة ال غِلطت،مش هي.
سعاد بحده وهي تضغط علي اسنانها:لو انتي نسيتي انا مش هنسي…دي قت*لت ابني وحرمتني منه.
بصتلها حياه وقالت:انا مقت*لتوش…ه هو ال حاول يعتد*ي عليا.
قالت سعاد بحده:اخر*سي…اياكي تنطقي كدا علي ابني.
بصلها عُديّ بعصبية طفولية قائلا :انتي بتكلمي ماما ليه كدا! متكلميهاش كدا تاني.
بصتله سعاد بغيظ ولسة هتلف لكن وقفت لما شافت ال داخلة من باب القصر، ابتسمت وقربت منها بسرعة قائلة :اسماااء.
ابتسمت اسماء، وسعاد قربت منها وحضنتها.
نظرت حياه لها بضيق وعصبية مكتومة.
قالت سعاد:مجتيش ليه من الصبح؟!
نظرت اسماء خلفها ودخل فياض.
ابتسمت سعاد بغيظ:اهلا يا جوز بنتي.
نظر لها نفس النظرة وقال:اهلا يا حماتي.
فجاة نظرت اسماء لحياه، اترددت لكنها قربت منها ونظرت لعُديّ ال مستغرب هي مين دي كمان.
نظرت اسماء لحياه وقالت بإحراج:ازيك يا حياه.
سٍكتت حياه بضيق وحده ولفت وشها.
اتننهدت اسماء بحزن واحىاج وقالت:ا انا عارفة انك زعلانة مني…ب بس انا اتغيرت.
مردتش عليها برضوا.
نظرت اسماء لعُديّ مبتسمة وقالت:اسمه ايه؟!
لفت حياه واتحركت بدون كلام وطلعت علي فوق…نظرت لها خديجة وطلعت وراها.
زعلت اسماء ونظرت للاسفل.
قربت منها سعاد بدهشة وقالت:انتي اتجننتي يابت…بتكلميها ليه كدا!!!
نظرت لها اسماء وقالت:كفاية بقي يا ماما، كفاية…هي ملهاش ذنب في اي حاجة،يبقي اكلمها وحش ليه وانا السبب.
قالت سعاد بحده:لا دا انتي شاربة حاجة بقي…نسيتي ال عملته ف اخوكي.
قالت اسماء ودموعها بتتجمع في عينها وقالت:هي ملهاش ذنب قولتلك…انا السبب في كل دا، انا ال عملت ا….
قالت سعاد بحده:اسكتي بقي…انتوا مش عيالي، كلكم اتغيرتوا.
اسماء:يا ماما بس…
اتحركت سعاد بعصبية وطلعت لفوق، واسماء تنظر لها بحزن.
وقف جمبها فياض وقال بهدوء :حماتي دي لا يُتفاهم معاها.
بصتله بغيظ واتحركت للجنينة تشوف ابوها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في عربية يونس.
كان قاعد في الخلف والسائق ال بيسوق.
كان ينظر من النافذة والغضب والحده علي ملامحه….قابض يده بقوة وهو يتذكرها بقرب ذالك الرعد.
ابتسم ابتسامة حادة قائلا بصوت خافت:بتعتذري بعد ما ترميني وترجعيله…لا وكمان هتعيشي معاه…ماشي يا حياه، ماشي…اصبري عليا….ما انا مش هسيبك بسهولة كدا…انتي مكنتيش تستحقي حنيتي من الاول، لا انتي ولا ابنك…كان لازم اجبركم… مكنتوش استجرأتو ترموني كدا…
اخد نفس واكمل بنبرة مخيفة :بس انا هخليكي تندمي علي حبي ال كسرتيه….هو مش هيحبك قدي، مش هيعشقك قدي…انا وبس…انا بس ال استحقك، حتي لو هضطر اقت*لك… علي الاقل متكونيش لغيري.
تلفونه رن ،ووضعه علي ودانه.
سِكت قليلا وبعدها قال:مش دلوقتي…لازم نهدا شوية، كل حاجة هتمشي بمذاجي…بس شوية.
قفل التلفون ونظر امامه قائلا :مش هتأخر وهتشوفيني تاني…بس شوية كدا.
وابتسم بخبث ونظر من النافذة وهو ينظر للشوارع ولكن عقله في مكان اخر.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المساء، في قصر الجبالي____وتحديدا في جناح رعد.
دخل الغرفة بهدوء ووضع مفاتيح سيارته علي الكمود بجانب الباب.
استغرب لما ملقاش حد، وملقاش عُديّ.
كان هيطلع لكن سمع صوت جاي من غرفة الملابس.
اتحرك واتجه لهناك.
دخل واندهش، كانت حياه واقفة علي الكرسي بتحاول تجيب حاجة من اعلي الدولاب…ولكنه كان مركز معاها هي.
كانت لابسة قميصُه الابيض وواقفة وساقيها ظاهرين، وشعرها مبلل قليلا.
كانت مثيرة، ابتلع ريقه ولم يستطيع السيطرة علي نفسه، اقترب منها بخطوات ثقيلة.
شعرت به ولفت بخضة ونظرت له واتصدمت.
مسكت طرف القميص وميّلت للاسفل وهي بتخبي رجليها.
ابتسم بخبث وقرب اكتر حتي اصبح امامها….شالها وهي اتكسفت ولفت رجلها حوالين خصره واتعلقت في رقبته.
اخذها وخرج للخارج وقعد علي الكنبة بعدت وجهها ونظرت له.
ابتسم بخفة وقال:اومال فين عُديّ؟!
قالت:مامتك اصرت تاخده عندها الليلة.
ابتسم بخبث قائلا :تمام…بس قميصي بيعمل ايه معاكي.
اتكسفت وعضت شفتيها السفلية قائلة :الجو حر…فا لبسته.
قال بخبث:طب ما تقلعيه خالص.
ضر*بته في كتفه قائلة :بطل قلة ادب بقي.
قال:انتي قد الضر*بة دي؟!
قالت بثقة:قدها.
اومأ لها بخبث، وفجاة…..
قلبها علي الكنبة واعتلا*ها قائلا :محدش قالك ان عيب تضر*بي جوزك ولا ايه.
ضحكت بخفة وقالت وهي تلف يدها حوالين رقبته:بصراحة لا…علمني انت.
رفع حاجبه بأبتسامة قائلا:بقيتي قليلة ادب اوي.
كتمت ضحكتها بخجل وسِكتت.
قرب منها واقترب من اذنها وعض شحمة اذنها بخفة، وهي اتخضت برعشة.
وقال هو بصوت رجولي هامس:متبعديش…عايز نفضل كدا علي طول.
حاوط خصرها وشده لعنده وهو يدفن وجهه في عنقها يطبع علا*مات ملكيته بتملُّك.
غمضت عينها ومسكت في قميصُه بقوة، وابتلعت ريقها.
نظر لها وحرر ازرار قميصُه، وهي ساعدته يقل*عه.
قرب من شفتيها طابعاً قب*لة قوية وعميقة، يُعبر بها عن عِشقه لها.
فجاة الباب خبط وهي اتخضت وبِعدت بسرعة وقامت وقفت.
نظر لها بغيظ وقال:اكيد ابنك…ما هو ما يحبش يخلينا نعيش اللحظة.
ضحكت وجريت علي غرفة الملابس تغير هدومها.
وهو اتنهد وقام وقف واتجه للباب فتحه…وبالفعل كان عُديّ ال بيحرك ايده علي عينه بنعس.
شاله رعد ودخل وقفل الباب وقال:ايه ال جابك؟!
قال عُديّ بنعس:مش عارف انام هناك عند تيتة.
قال رعد:ما انت نايم علي نفسك اهو.
نظر له عُديّ واستغرب قائلا :هو انت قالع قميصك ليه؟! وفين ماما؟!
خرجت حياه وهي ترتدي بيجامة بحما*لات وبنطال ولونهم اسود.
رعد حط عُديّ علي السرير وقال:جت اهي، نام بقي.
عُديّ :تعالي نامي معايا يا ماما.
ابتسمت وقربت منه واستلقت جمبه واتغطت وغطته، وبقي عُديّ في التص بين رعد وحياه، ال بتطبطب علي صد*ره بخفة عشان ينام.
بصلها رعد ورفع حاجبه في حركة سريعة.
وهي بصتله وحركت رأسها بمعني لا بخجل.
اتنهد بحده مزيفة واستلقي علي السرير….عُديّ غمض عينه وبدأ ينام.
رعد مسك ايد حياه وحطها علي صد*ره هو…بعدتها بسرعة ورجعت ايدها عند عُديّ وهي بتبرق لرعد.
نظر رعد علي عُديّ لقاه نايم، قام فورا ولف وقرب من حياه ال اتوترت.
فجاة شالها بذراع واحده من خصرها من الخلف، وظهرها بقي ملتصق في صد*ره.
اتصدمت وخففت صوتها عشان عُديّ ميصحاش وقالت:رعد…عيب.
رد قائلا :عيب عليكي انتي انك تسيبني متعلق كدا.
اخدها ودخل غرفة الملابس وقفل الباب.
وضعها علي الكنبة الموجودة في المنتصف وقرب منها.
قالت بخوف وتوتر:رعد! عُديّ ممكن يص…
لم تستطيع اكمال كلامها عندما شدها بقوة والتصقت شفا*ههم ببعض.
سيطر عليها بلمساته وغمضت عينها بالتدريج وهي تبادله وووووو
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد مرور ايام… في القصر.
كانت واقفة حياه في الاسطبل مع الحصان بعد ما رعد اخد عُديّ وراحوا لارض زراعية ومعاهم حافظ وايمن.
تلفونها رن واستغربت كان يونس.
ردت قائلة :ايوا يا يونس…ازيك.
سمعت صوته وهو ينهج قائلا :الحقيني يا حياه…انا تعبان ومحتاجك ارجوكي الحقيني.
قلقت عليه وقالت بسرعة:مالك فيك ايه؟!
قال بتعب:ه همو*ت…ع عملت حا*دثة، و ومش لاقي حد يساعدني.
قالت بسرعة:طب قولي عنوانك وهاجي.
عطاها العنوان وقال:متقوليش لرعد، مش هيوافق انك تيجي.
استغربت من كلامه لكنها قالت بتردد:ماشي…شوية وابقي عندك.
وقفلت الخط،اتصلت برعد لكنه مردش اتنهدت وبعتتله رسالة بكل ال حصل.
وخرجت للخارج وركبت العربية من الخلف ومعاها السائق…. وانطلقت السيارة.
ولكن كان يوجد من يتتبعها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وصلت المكان بعد وقت وكان طريق فاضي.
لقت عربية مقلوبة علي الطريق، خلت السواق يقف ونزلت بسرعة وهي بتجري لهناك.
ندهت بقلق وقالت:يونس!انت فين يا يونس.
السائق بتاعها بعت رساله في تلفونه ونظر لها، فجاة طلع عليه بعض الرجال وفي ايدهم اسل*حة.
اتصدم ونزل من العربية وقال بصوت عالي:اهربي يا هااانم، اهربيييي.
لفت وبصتله بصدمة وشافت الرجالة، وضربوا الحارس بألة حادة في رجله ووقع علي الارض.
قلبها وقع، ولفت بسرعة وحريت في منتصف الطريق، والرجالة جريوا وراها يلحقوها.
لكنها وقفت بصدمة لما لقت يونس قدامها بيبصلها بجمود.
رجعت خطوة للخلف وقالت:يونس!
قرب خطوة للامام قائلا :وحشتيني.
ولسة هيلمسها ضر*بته بالقلم بقوة….نظر لها بشدة وغضب وهي بصتله بعصبية وقالت:بقي كل جا يطلع منك انت!!!
نظرت للخلف ولقت الرجالة هيقربوا منها.
زقت يونس بقوة وعصبية، وجريت للامام بسرعة وخوف.
وقعت علي الارض ولسة هتقوم، لقت اقدام قدامها، رفعت رأسها ونظرت للاعلي واتصدمت قائلة :طنط سعاد!!!
وفجاة رشت سعاد ماجة من بخاخ صغير علي وجه حياه، خلاها مبقتش قادرة تشوف قدامها وعينها بتقفل وتفتح بتعب.
والدنيا لفت حواليها….
وفجاة وقعت علي الارض مغشي عليها.
↚
في قصر الجبالي.
دخل رعد وجمبه عُديّ ال ماسك كيس شبسي.
كانت خديجة وشهد قاعدين.
جري عُديّ علي خديجة قائلا :تيتة.
وقف جمبها وعطاها كيس الشيبسي وقال:دي هدية مني ليكي.
ابتسمت وقربت وبا*سته من خده قائلة :ما انا مليش غيرك في البيت دا ولله.
قعد رعد قائلا وهو بيطلع تلفونه من جيبه:وانا مقربلكيش ولا ايه؟!
نظرت خديجة لرعد قليلا وابتسمت وقالت:انت ابني اه...بس عُديّ بقي الحتة الجوانية خلاص.
ضحك عُديّ بطفوليه وقعد جمبها.
قال رعد وهو بيفتح تلفونه ال كان مقفول:امال فين حياه؟!
قالت شهد:كانت برا، اظن راحت الاسطبل.
قام رعد وقف فجاة لما تلفونه اشتغل وشاف رسالة حياه....بعدها رسالة السائق.
جري للخارج بسرعة،لدرجة ان شهد وخديجة اتخضوا.
طلع للخارج ولقي ايمن وحافظ جايين استغربوا من ملامحه.
وقفه حافظ وقال:في ايه يا رعد؟!
وقف رعد والغضب علي ملامحه وقال لايمن:هات الرجالة يلا وتعالو ورايا.
ايمن:طب قولنا في ايه؟!
رعد:الكل*ب يونس، خطف حياه.
اتصدموا،وقال حافظ بسرعة:طب يلا يابني خلينا نلحقها.
قال رعد:لا خليك انت يا عمي.
قال حافظ:اقعد ازاي واحنا في الحالة دي، يلا يابني خلينا منضيعش وقت.
وجري رعد علي عربيته وركب وجمبه حافظ،وانطلقو بالسيارة.
اما ايمن نادا رجالة رعد وركبوا العربيات السواء وانطلقوا لمكان السائق .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا يونس.
دخل وهو شايل حياه بهدوء ووراه رجالته...وسُعاد.
نظر لمساعده وقال:احجز التذاكر، لازم نسافر الليلة.
اومإ له وخرج هو والرجال.
قالت سعاد بجمود:انا ساعدتك اهو...خدها من هنا، وياريك متخليهاش ترجع تاني.
ابتسم وقال:عيوني.
وطلع لفوق...متجه لغرفته.
نظرت له سعاد قليلا، ثم تحركت وذهبت.
___________________
في الاعلي.
دخل يونس وحط حياه علي السرير، ابتسم بخفة وقرب ايده وازال عنها الطرحة.
نظر لها بحده قائلا :عايز يخبي جمالك ويخبيكي عن العالم، وتفضلي ليه هو بس...بس متقلقيش انا هحررك منه.
واعاد خصلة شعرها للخلف وهو يبتسم، وكأنها دُمية لا انسانة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الطريق....وقف رعد بعربيته وكان وراه موكب لعربيات رجالته، وكأنهم رايحين حرب.
نزل رعد وحافظ وجريوا علي عربية القصر....لقي السائق قاعد علي الارض وماسك رجله وبيتألم.
قرب منه رعد بسرعة ونزل لمستواه قائلا بسرعة:فين حياه؟!
شاور السائق علي الطريق الفارغ وقال بألم:اخدوها يا باشا.
اتصدم ونظر امامه وقام وقف وهو ينظر للطريق يؤدي للقاهرة.
قال بسرعة وغضب:ايمن...اعرفلي حالا جون عايش فين.
اومأ له ايمن بجمود، ومسك تلفونه بسرعة وهو يُجري بعض المكالمات.
نزل حافظ عند السائق وسنده ووقفه وقال:خليك انت هنا.
قال السائق بأ*لم:ا الست سعاد.
استغربوا، ورعد لف ونظر ليه والشك والحده في عينه.
حافظ باستغراب:مالها سعاد؟!
قال السائق بصوت مبحوح ومُتعب:ك كانت معاهم...ومشيت معاهم برضوا.
اتصدموا، وحافظ عينه احمرت بغضب من تصرفات زوجته.
اتحرك رعد وركب العربية بسرعة وانطلق متجه للقاهرة...وحافظ ركب مع ايمن وانطلق ووراهم الرجال، واحد الرجال ظل مع السائق وركبوا العربية وانطلقوا للقصر.
في عربية رعد، كان بيضغط علي الدريكسون بقوة وهو بيدوس بقدمه علي الفرامل بأقصى سرعة...عينه سودة وعروق ايده ظاهرة بشده...انفاسه سريعة وثقيلة وهي تكتم نار غضبه من الداخل.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا يونس.
كان لسة قاعد جمب حياه وبيحرك ايده علي شعرها ومبتسم نفس ابتسامته الغريبة.
بدأت تحرك وجهها ببطيء وهي بتفتح عينها بتعب.
كانت الرؤية غير واضحة لسة بالنسبة لها...لكنها بدأت تستوعب هي فين، وعينها جت علي يونس ال بيبصلها.
اتخضت وبعدت بسرعة ونظرت له بخضة وخوف.
ابتسم بخفة وقال:اهدي، متخافيش...انتي معايا.
رجعت للخلف وقامت وقفت من علي السرير، ونظرت حواليها وهي بتستوعب هي فين.
بصتله بعصبية وقالت:انت اتجننت...ازاي تعمل كدا، او تجبني هنا.
قام وقف قائلا بهدوء غريب:عادي يا حياه...انتي مراتي وطبيعي تروحي معايا في اي مكان.
قالت بعصبية:انت مبتفهمش، قولتلك مش مراتك.
قال وهو يبتسم ويجز علي اسنانه :ششش...مراتي..ومفيش كلام غير كدا.
قالت بحده:انت مر*يض يا يونس...محتاج تتعالج، ال بتعمله دا غلط.
قال بهدوء وهو ينزع جاكت بدلته:انا فعلا ال كنت هعمله غلط...بس قررت اقعد لحد ما انتي تفوقي، مينفعش نعمل كدا وانتي نايمة.
استغربت منه ونظرت له وقالت بحده:انا عايزة اطلع من هنا.
اتجه ناحية البلكونة وقفل الباب والستار ونور الغرفة هو ال مضيء.
خافت وجريت علي الباب عشان تهرب وحاولت تفتحه لكنه مقفول.
قل*ع قميصُه واقترب منها.
جعت للخلف ومسكت المزهرية قائلة بحده :اوعي يا يونس...بطل عبط.
ابتسم ولسة بيتقدم بخطواته وهي بترجع للخلف.
قالت ودموعها بتتجمع في عينها وقلبها بيتقبض:ارجوك خليني امشي...عُديّ مستنيني، ارجوك يا يونس.
قال بنبرة جافة:انسي كل حاجة...انسي عُديّ وانسي رعد...خليكي معايا انا....اما وانتي نجيب ابن لينا احنا يشيل اسمنا احنا الاتنين مع بعض.
اتصدمت وهو قرب منها، جت ترمي عليه المزهرية لكنه مسك معصمها بقوة، ونظر في عينها نظرة قذ*رة خلتها ترتعب.
تساقطت دموعها، وقالت بنبرة حادة وهي بتحاول التماسك:هقت*لك لو قربت مني.
ابتسم بخبث وقال:تؤتؤتؤ... انا مش عصام عشان تعملي فيا ال عملتيه فيه...انا اقوي، واجن.
وقرب منها اكتر،وهي مبقتش عارفة تروح فين، التصقت بالحائط، دموعها تساقطت انفاسها بقت اسرع ومرتعشة.
بصتله بحده وسط دموعها وقالت:يونس...انت مش كدا، متخلنيش اكر*هك.
ابتسم واقترب منها جدا، وقال بجانب اذنها بنبرة خبيثة:انا طول عمري كنت كدا...بس انتي ال مكنتيش واخدة بالك.
زقته بعصبية وجريت علي البلكونة تفتحها وتهرب...او تقت*ل نفسها.
لكنه جري وراها ومسكها بقوة من دراعها ورماها علي السرير بقوة.
اتصدمت وبقت ترجع للخلف، ولسة هتقوم لكنه قرب منها واعتلا*ها.
صر*خت وهي بتحاول تبعده بقوة، وهو بيقول بكل غل وحقد وجنون:من يوم ما شوفتك وانا هتجنن عليكي...فضلت معاكي واخدتك منه وصرفت عليكي انتي وابنك...وفي الاخر هو دا رد الجمييييل.
قالت بصر*اخ:اوعيييي...ابعد يا يونس، اتقي الله ياخييي.
ضحك بجنون ومسك دراعها قائلا :بس انا مش يونس...انا جون، كفاية بقي تمثيل لحد كدا...انا مش مُسلم، انا اقذ*ر انسان هتشوفيه علي الارض.
وقرب ايده من ناحية خدها وثبتها بإيده التانية عشان متتحركش وهي بتبصله بخوف ورعشة، وهو بيحرك ايده علي خدها مبتسم ابتسامة غريبة وقال بنبرة جنونية ومرتعشة:بس انا هتغير عشانك...عشانك انتي وبس...وهاخدك ونروح مكان بعيد اوي، محدش هيلاقينا فيه، ونتجوز ونجيب صبيان وبنات ونعيش مع بعض، وانتي تعيشي معايا.
قالت بعصبية ودموع:اوعيي بقييي...انا متجوووزة فوق من اوهامك دييييي.
كان هيمد ايده ويضر*بها بالقلم، وهي انكمشت ونظرت له.
هو رجع ايده وهو بيضغط علي نفسه وسنانه بحده وقام وقف.
وقف وهو بيضر*ب ايده ال كان هيمدها عليها بجنون قائلا بغضب :ل لااا...جون ميضربش حياه...كدا غلططط.
اتصدمت منه وخافت من غرابته، وكإنه بقي شخص مجنون.
قامت وقفت بسرعة ولسة هتجري....شدها من خصرها والصقها بالحائط وقال بصوت خشن حاد:ششش...مفيش هروب...انتي مراتي ولازم تسمعي كلاميييي.
اتر*عبت من تحوله، وحاولت تتماسك وقالت بدموع وخوف ونبرة مبحوحة:ارجوك يا يونس خليني امشي...ع عايزة اروح لعُديّ، ل لو بتحبني خليني امشي.
بص لدموعها بقلق جنوني ومسحها بإبهامه وابتسم قائلا :متعيطيش...احنا هنجيب عُديّ غيره...احنا مش عايزن عُديّ دا، خليه لرعد....خلينا احنا نجيب غيره.
قالت بصوت مخنوق:مينفعش، كدا حرام...ا انا متجوزة غيرك.
قبض ايده بغضب ونظر لها، عينه اتحولت بجنون.
وفجاة مسك طرق دريسها من الاعلي وشده بشدة واتقطع وذراعها ظهر.
خافت وزقته، بس هو مسكها وبقي زي المجنون وهو بيحاول يقط*ع هدومها وهو بيصر*خ بغضب:انا جووووزك....مش هووووو،انتي ليا انا وبسسس. كلك علي بعضك ليا، حتي جس*مك لياااااا.
صر*خت بقوة ودموع وهي بتحاول تبعده شعرها بقي متناثر علي وجهها والدموع والعرق علي وجهها الاحمر...مكانتش قادرة حتي تبلع ريقها من حلقها الجاف.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
كان قاعد عُديّ مضايق، لكن علي ملامحه القلق.
قربت منه شهد وقالت:القمر زعلان ليه؟!
نظر لها وقال:اولا انا مث قمر انا الكون كله...ثانيا انا مش ثعلان.
ضحكت وقالت:انت جايب الثقة دي كلها منين يالا...معندكش شوية تواضع يابني.
قربت منهم خديجة وقالت:طب قولي انت متضايق ليه؟!
قال بضيق وهو ينظر للاسفل:انا عايز ماما...ومعرفش هي راحت فين.
اتنهدت خديجة وقالت:باباك راح يجيبها، متقلقش.
فجاة دخل الغفير وقال:الحقي يا ست هانم...السواق ال مشيت معاه الست حياه، جاي وهو متعور في رجله.
اندهشوا،وخرجوا للخارج....وجري وراهم عُديّ.
لقوا السائق قاعد علي الكرسي والغفر بجانبه، واحد الرجال راح يجيب دكتور المستوصف.
قربت خديجة وقالت بسرعة:في ايه؟!
قال السائق وهو يغمض عينه من الا*لم:شوية رجالة طلعوا علينا، وخطفوا الست حياه.
اتصدموا وشهد وضعت ايدها علي فمها....
وعُديّ اتصدم ودموعه بدإت تتجمع في عينه.
نظرت خديجة ناحية عُديّ لقته بيعيط، قربت منه وقالت بحزن:اهدي يا حبيبي...متقلقش ابوك هيجيبها.
حط ايده علي عينه بدموع وقال:انا عايز ماما.
شالته شهد بحزن ودخلت للداخل، وخديجة امرت الغفير يهتم بالسائق...وبعدين دخلت للداخل.
قعدت شهد علي الكنبة وقالت:اهدي يا عُديّ متقلقش يا حبيبي، اكيد هي كويسة.
قال بدموع:لا انا عايز ماما...ه هاتولي ماما.
قربت خديجة منه وهي تكاد البكاء علي دموع ذالك الطفل.
وقالت:ابوك هيجيبها متقلقش انت.
ظل يبكي، وهما جمبه بيحاولو يواسوه او ينسوه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في بيت اسماء.
كانت واقفة في المطبخ بتحضر العشا...وكمكانش في غيرها في الشقة.
الباب خبط، واستغربت وافتكرته فياض ورجع بدري من الشغل.
اتحركت وراحت لهناك وفتحته واستغربت اكتر لما لقت امها سعاد.
قالت اسماء بإستغراب:ماما!!! بتعملي ايه هنا؟!
ابتلعت سعاد ريقها وقالت:جاية اتطمن عليكي.
قالت اسماء:غريبة...ما انتي كنتي بتطمني عليا من علي التلفون.
قالت سعاد:الله! يعني عيب اجي ازور بنتي؟!
اسماء:لا ازاي، اتفضلي.
دخلت سعاد وملامحها غريبة، وقعدت علي الكنبة.
قعدت جمبها اسماء وقالت:ها يا ستي...في ايه؟!
سعاد:بصي بقي...لو ابوكي اتصل عليكي وسأل عليا، قوليله اني كنت قاعدة عندك من الصبح.
استغربت اسماء ونظرت للساعة انهم في وقت العصر.
قالت سعاد:سمعتي بقولك ايه!
نظرت لها سعاد وقالت وهي تومأ:اه فهمت...بس ليه يعني؟! انتي كنتي فين من الصبح.
سعاد:متشغليش بالك انتي...هاتيلي بس كوباية مياه.
اتنهدت اسماء وقامت وقفت وقالت:طب تشربي حاجة تانية.
قالت سعاد وهي بتحط ايدها علي رأسها:لا...كوباية مياه بس.
شكت اسماء ومسكت تلفونها ودخلت للمطبخ...استغربت من تصرفات والدتها.
واتصلت بشهد واتكلمت بصوت هادي وخفيف.
رد شهد وقالت:ايوا يا اسماء؟!
استغربت اسماء من صوت البكاء وقالت:مين ال بيعيط جمبك دا؟!
قالت شهد بصوت مخنوق:دا عُديّ...في حد خطف حياه، ورعد راح يدور عليها ومحدش لاقيها.
اتصدمت اسماء ونظرت لباب المطبخ.
قالت شهد:انتي كنتي عايزة ايه؟!
قالت اسماء:لا خلاص، كنت بتطمن علي ماما بس.
قالت شهد:ماما! تصدقي انا معرفش هي راحت فين من الصبح.
اتنهدت اسماء وقالت:طب سلام دلوقتي.
وقفلت معاها،واخدت كوباية مياه وطلعت لسعاد وقعدت جمبها وقالت:الا قوليلي يا ماما...حياه عاملة ايه؟!
بصتلها سعاد بتوتر واتكلمت بحده:وانتي مالك ومالها...هي كانت قريبتك ولا قريبتك.
نظرت لها اسماء وقالت:فعلا هي قريبتي، مش بنت عمتي...دا غير كدا انها شريكة في القصر زيي زيها.
وضعت سعاد الكوباية علي التربيزة بحده ونظرت لها قائلة :متقوليش كدا...البت دي المفروض ميكونش ليها حاجة، انتي واختك بس ال ليكم...مش كفاية جدك كتب نص املاكه لرعد، واخوكي ليه حق فيهم.
قالت اسماء:بس بابا اخد النص التاني برضوا، يعني حقه وحق عصام.
قالت سعاد بحده:يابت انتي عايزة تجننيني، انتي بقيت كدا ازاي.
قالت اسماء بحده ودموع تتجمع في عينها: بقيت كدا بسبب عمايلي السودة...انا ندمت وعرفت اني غلطانة، امتا هتندمي انتي كمان بقي.
سعاد اندهشت ولسة هتتكلم بعصبية...
بس اسماء قاطعتها وقالت:لا...انا ال هتكلم...عمالة تقولي علي حياه هي السبب هي السبب...وهي ملهاش ذنب، انا السبب في كل حاجة حصلت....انا السبب في مو*ت عصااام.
اتصدمت سعاد وقامت وقفت.
وقفت اسماء بدموع وقالت:انا ال خططت لكل حاجة، وانا ال قولته يخطفها وياخدها الشقة...وابنك عشان نسونجي راح، طب انا كنت عبيطة ومش فاهمة حاجة...هو كان ايه!، دا كبير ومتجوز ومفكرش ان ممكن ال هيعمله هيترد علي اخواته.
رجعت سعاد للخلف بصدمة وقلق، وكأنها مش قادرة تتقبل الحقيقة، او عايزة تسمعها.... الحقيقة ال بتنادي عليها في احلامها كل يوم...بس هي عايزة تحقد وبس.
كملت اسماء بإنهيار:هي كانت بتدافع عن نفسها من ابنك...كانت حياتها هتسوّد وهي عايشة...وانا!انا كنت عارفة وساكتة وبجبر جوزها يتجوزنييي.
وضعت سعاد ايديها علي ودانها وقالت:بس بقي...اسكتي.
قالت اسماء بحده:لا مش هسكت...كفاية بقي وشوفي غلطنا احنا....مش ملاحظة انك انتي ال بتخسري عيالك وكل حبايبك.
سكتت سعاد وهي بتبص للاسفل، ايدها بترتعش بقوة ورعب.
اتنهدت اسماء قائلة :فياض اتجوزني بأمر من رعد عشان يندمني ويعيشني ال حياه جربته واكتر...بس هو بدأت علاقته معايا تتحسن وانا خلاص مبقتش عايزة غيره.
بصتلها سعاد بصدمة وعدم تقبُل وسِكتت.
اسماء اخدت نفس وقالت:اقعدي يا ماما...اقعدي انتي مش عارفة حاجة.
ومسحت دموعها واتحركت واتجهت للمطبخ.
بصت عليها سعاد، قلبها وضميرها بيأنبها....الحقيقة واضحة قدامها دايماً، لكنها مش بتتقبلها، عصام كان المفضل لها...لدرجة انها تسكت علي عمايله السيءة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في فيلا يونس، وتحديدا في غرفته.
كان لسة بيحاول يقرب من حياه وهي بتصر*خ بصوت مبحوح، ويكاد صوتها علي الاختفاء....دموعها جفت علي خدها من الخوف.
وهو الغيرة والغضب عامياه...الدريس بتاعها بقي متشقق ومتقطع من كل ناحية.
وهي لسة بتحاول تبعده، او تهديه يمكن يحس.
استجمعت قوتها وضر*بته برجلها اسفل الحزام.
تأ*لم ونظر لها بغضب وهي زقته بقوة وجريت علي البلكونة فتحتها ونظرت للاسفل المسافة بعيدة جدا وممكن تمو*ت فيها.
لقت يونس جي وراها، قعدت علي سور البلكونة وبصتله بحدة ودموع وهي بترفع كم الدريس المقطو*ع علي كتفها وقالت:ارجع يا إما هقتل نفسي، واريحك وارتاح انا كمااان.
بصلها بخوف ورجع خطوة للخلف وقال:لا...لا يا حياه،ارجوكي متعمليش كدا....ا انا ممكن يجرالي حاجة، ارجوكي.
نظرت له بدموع وقالت:انت مجنون...حرام عليك ياخي انا عملتلك ايه؟! دا انا قِلقت عليك وجيت جري عشان اتطمن عليك، ولسة مقدرة وفاكرة ال عملته معايا ومع ابني، مكنتش اعرف انك بالقذ*ارة دي.
نظر لها بخوف وهي يرفع يده امامها وقال:ط طب انزلي وانا مش هقربلك...ارجوكي انزلي ومتعمليش في نفسك كدا....ارجوكي يا حياه.
نظرت للاسفل،وبصتله بحده وقالت:ارجع يا يونس...صدقني لو رميت نفسي عمرك ما هتلاقيني غير جثة قدامك.
خاف بشدة وجنون ورجع للخلف، بقي رايح جاي بيفكر مع نفسه بس بصوت عالي قائلا :اعمل ايه؟!قولي اعمل ايه؟، اسيبها؟!....لا متسيبهاش انت بتحبها....ايوا انا بحبها عندك حق مينفعش تمو*ت، ب بس هي مش بتسمع كلامي....سيبها شوية وهتهدي، س سيبها شوية....ا ايوا هسيبها شوية، وهي هتعقل.
ونظر لها نظرة حادة ومخيفة ونبرة غليظة:ولو معقلتش، يبقي انا وهي نمو*ت...سوا.
اتصدمت منه وخافت من منظره، بقي شخص غريب متعرفوش، كانت سامعة كل كلمة، وكأنه بيكلم نسخة تانية منه، بس نسخة شيطا*نية.
رجع للخلف وهو ينظر لها نفس النظرة، وكأنها قاعدة في فيلم رعب...دا مش حُب تملُك ولا هوس...دا بقي جنُون.
انفاسها بقت مرتعشة بخوف وهي تنظر للاسفل، متأملة انها تشوف منقذها...رعد.
نظرت ناحية يونس،ال واقف خلف زجاج النافذة في الظلام ينظر لها بثبات و بغرابة....قلبها اتقبض من الخوف، وبعدت نظرها عنه لكنها لسة خايفة وهي تحت انظاره المخيفة.
____فجاة____صوت سيارات قوي وسريع في الاسفل.
بصت لتحت بلهفة وهي تنظر للعربيات ابتسمت براحة وفرحة وهي شايفة رعد نازل من العربية بغضب.
يونس استغل الفرصة وانها مش شايفاه....وقرب منها ومسكها بقوة واخدها للداخل، وهي صر*خت بأعلي صوتها.
نظر رعد للبلكونة بسرعة بسبب الصوت، بس مشافش حد.
وقف ايمن امام حراس الفيلا بغضب وقال:ابتعدوووو.
قال الحارس بغضب:من انتم....نحن لن....
لم يكمل كلامه وعينه برقت بصدمة لما شعر بمسد*س صلب علي جانب رأسه....حرك عينه ولقاه رعد ال بيبصله بنظرة قا*تلة وقال بنبرة حادة:ارجع.
الحارس اترعب وعاد للخلف، وباقي الحراس كانو هيرفعو الاسل*حة بس رجالة رعد رفعوا اسل*حتم الاول عليهم.
دخل رعد للداخل بغضب ووراه بعض رجاله، وحافظ وايمن فضلو برا مع باقي الرجال.
دخل رعد وشاور لرجاله بحده قائلا :دوروا في كل حتة.
انتشر الرجال، وهو طلع جري لفوق يلحقها...كان بيجري علي السلم وكأنه بيلحق بصيص امل انه يلاقيها.
دخل الغرفة.... المكان هادي وصامت.
ملقاش حد،استغرب وقلق كان في صوت صر*يخ، لكنه اختفي.
شم ريحتها ال عارفها كويس وميقدرش ينساها...دخل الحمام بسرعة وملقاش حد.
خرج ونظر بجانب السرير واتصدم، لقي طرحتها مرمية علي الارض....اخدها ونظر لها قبض ايده بغضب وهو يتخيل قرب ذالك الحقير من زوجته.
اتحرك وكان هيخرج من الاوضة.....بس فجأة_______
سمع صوت خبطة صغيرة....لف وجهه ونظر للغرفة مجددا بشك.
الغرفة كانت مظلمةة، فقط مضيءة بسبب النافذة المفتوحة.
نظر ناحية مكتبة كبيرة وطويلة جمب التسريحة....قرب منها بخطوات ثقيلة وغير مسموعة.
قرب منها اكتر وبقي امامها تماماً....وضع اذنه علي المكتبة بأستغراب....انقض قلبه بفتيل مُشعل عندما سمع صوت انين صغير مكتوم....انين انثوي.
نظر للمكتبة بقي يحرك في الكتب كل شوية علي امل يلاقي المفتاح.
لمح زر بني صغير جدا بلون المكتبة في الاسفل علي ناحية الجنب.
ضغط عليه بسرعة....وبالفعل ابتدت المكتبة تلتف ويظهر من خلفها باب سري.
كان يونس بالداخل واقف ورا حياه وماسكها بقوة وحاطط ايده علي فمها يكتم صوتها، غرفة صغيرة ومظلمة ليس بها غير ضوء بسيط جدا.... الباب اتفتح بالفعل، ودخل رعد ال اتصدم، وحياه عيطت اول ما شافتت.
نظر ليونس بغضب ولسة هيقرب منه، لكن يونس زق حياه ورماها علي رعد بقوة، وجري للخارج.
رعد بص عليه بصدمة وغضب، ونظر لحياه ال تشبثت في جاكته بقوة وهي بتعيط بإنهيار.
نظر للخارج ولقي يونس هِرب جري.
بص لحياه ولقي دريسها ال مقطوع من فوق قطعات مختلفة.
مقدرش يسيبها ويلحق يونس، وقلع جاكته ولبسه لحياه وضمها لحضنه بقوة وهو بيطمنها بوجوده....وهي مكانتش قادرة تنطق من الصدمة والرعب ال عاشته.
وضع علي شعرها الطرحة بعشواءية، مكانتش قادرة تقف علي رجليها المرتعشة.
فا شالها وهي حاوطت رقبته بذراعيها ودفنت وجهها وظلت تبكي...وهو ضمها اكتر واتحرك وخرج، علي امل ان رجاله يكونو مسكو يونس.
-. -. -. -
نزل للاسفل وشاف رجالته واقفين وحافظ وايمن....رجالته نزلوا وجههم للاسفل... لا يجب عليهم النظر لزوجة رئيسهم.
قال ايمن بقلة حيلة:هرب يا رعد.
اتنهد رعد واتحرك للخارج، الليل حل....الشوارع بقت مظلمة.
ركب في العربية من الخلف وهي معاه في حضنه وهي لسة خايفة من كل ما رأته.
ركب احد الرجال وساق هو.... وايمن وحافظ وباقي الرجال ركبوا العربيات وانطلقوا وراهم، طبعاً بعد ما دورا في الفيلا كلها وحوالين الفيلا.
الشارع فضي وبقي اكثر ظلاماً.
خرج ذالك الشخص من خلف الشجرة امام الفيلا بمسافة، اتحرك ووقف في منتصف الطريق ينظر للسيارت الذي بدأت تختفي من امام ناظريه.
قبض ايده بغضب، شعره كان متناثر علي وجهه وعينه بشكل مخيف....نظر لفيلته واتحرك للداخل وهو شايف رجالته مرمين علي الارض مغمي عليهم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في بيت عادل وجليلة.
كانت هي واقفة ورايحة جاية بغضب، وبنتها قاعدة تاكل في حلويات بنهم كبير.
الباب اتفتح ودخل عادل وملامح الضيق علي وجهه.
نظرت له بسرعة وحده وقالت:عملت ايه؟!
قال وهو بيقعد علي الكنبة:مفيش فايدة...المحامي قالي الموضوع هياخد وقت وهيكلف كتير...دا غير انه كاتب لكل واحد نصيبه قبل ما يتوفي...فا هيكون صعب اوي.
قالت بعصبية:يعني ايه؟! يعني هفضل في الفقر دا طووول عمري.
بصلها بغضب ونظر لبنته ال بتاكل وقال:انزلي العبي في الشارع دلوقتي.
قامت البنت ونزلت للسفل تلعب مع اولاد الحارة.
قالت جليلة بعصبية:احنا قدرنا نجيب البيت دا بالعافية بتمن عربيتك....انما انا مش هقدر علي العيشة دي كتير.
بصلها بغضب وقال:انتي ال وافقتي من البداية علي كدا.
قالت بعوج وعصبية:اصل انا موكوسة ياخويا...مفهمتش انك هتسيب كل حاجة، وابوك م هيسأل فيك.
قال بضيق:خلاص اسكتي...هنستحمل ونعيش زي ما احنا.
قالت بعصبية:لا ياباااا، انا مش هقبل بكدا...ما انت يا تاخد نصيبك وتنقلنا من الشقة المعفنة دي، يا إما تطلقني.
قام عادل بغضب وقال:اهدي يا جليلة...اتهدي كدا وقولي ياهادي.
بصتله بعصبية ولسة هتتكلم، الباب خبط بقوة.
نظر لها عادل بقر*ف واتجه للباب ولقي احد جيرانهم.
قال عادل بإستغراب:في ايه يا طه؟!
قال طه بسرعة:بنتك يا عادل، عربية نقل ضر*بتها وهي بتلعب في الشارع مع العيال.
اتصدم وجليلة صر*خت بقوة ومزلت جري لتحت، وجري وراها عادل وجارهم.
نزلوا في الشارع ولقوا الناس والاطفال متجمعين...قربوا من البنت ولقوها غرقانة في دمها....صر*خت جليلة بوجع، وعادل شال بنته وجري في الشوراع ليذهب للمستشفي.
الجيران بقوا عمالين يضر*بوا كف علي كف قائلين:لا حول ولا قوة الا بالله.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الصعيد___في قصر الجبالي...في الصعيد.
كان عُديّ لسة بيعيط وخديجة قاعدة جمبه قلبها واجعها عليه... وشهد وضعت قدامه الاكل عشان ياكل بس مأكلش.
فجاة دخل رعد وهو شايل حياه ال مغمضة عينها وكأنها نايمة.
وراه حافظ وايمن.
جري عُديّ علي رعد وعيونه مدمعة قائلا :ماماااا.
قال رعد:ششش، اهدي يا عُديّ هي تعبانة ونايمة.
سِكت عُديّ ووصع اصبعه علي فمه واومأ له بطفوليه.
طلع رعد للاعلي متجه لجناحه.
ابتسمت شهد براحة وقالت:اهو جت يا عم، هتاكل بقي؟!
اومإ لها رعد، وهي مسكت ايده واخدته ناحية السفرة.
قالت خديجة:لقتوها فين؟!
قال ايمن:واحد مجنون هو ال خطفها.
قال حافظ بحده:فين سعاد يا خديجة.
خديجة بإستغراب:مش عارفة مشوفتهاش من الصبح.
حافظ قبض علي يده بغضب، وقربت منهم خديجة وقالت:تعالوا كلو...اكيد جعانين.
قال ايمن وهو يتحرك ناحية السفرة:انا عن نفسي، همو*ت من الجوع.
سِكت حافظ وتظر للاسفل بضيق.
قربت منه خديجة وقالت بابتسامة هادية:تعالي يا حافظ...
كُل.
نظر لها قليلا، لثاني مرة يدقق في ملامحها، رغم كبر السن الا انها لسة جميلة...نفس البنت ال شافها وهي عندها 17 سنة، كانت شديدة الجمال...كان بيحبها وهيتجوزها...بس اخوه سبقه واخدها منه، كان فاكرها بتحب اخوه...رغم نظرات الاعجاب ما بينهم زمان.
اتنهد واتحرك معاها وقعدوا علي السفرة وبدأو ياكلوا بهدوء.
_____________________في غرفة رعد.
كان قاعد جمبها علي السرير ينظر لها وهي نايمة، شاف علامات اصابع علي ذراعها.
قبص ايده بغضب مكبوت.
مسك تلفونه واتصل بحد قائلا :تجيبه من تحت الارض كدا...فاهم.
:......
رعد بحده:مش مُهم...مي*ت عايش، مش مهم... المهم يكون تحت رجلي قريب.... لازم يدفع تمن عملته.
قفل الهاتف لما شافها بتتحرك.
قرب منها ومسك ايدها، وهي فتحت عينها ببطيء وشافته.
نزلت دموعها لوحدها وهي بترتعش.
قرب منها واخدها في حضنه وهي مسكت فيه بخوف ودموع، غمضت عينها وهي بتحاول تنسي ال حصل، لكن مش قادرة...كانت حاسة نفسها في بيت رعب مش بيت عادي...كانت لسة نظراته المخيفة والمشعة ليها من خلف زجاج النافذة بيظهرلها بشكل مرعب.
رعد مسح علي ضهرها وقال:اهدي يا حياه...اهدي انا معاكي.
حضنته اقوي وهي بتستخبي جوا حضنه.
بعد وجهها وحاطه ماظرا في عينها الحمراء من كثرة الدموع.
قرب وبا*س جبينها ونظر لها وقال:انا معاكي، متخافيش من حاجة.
قالت بصوت مبحوح من الصراخ ومرتعش:ا انا مكنتش اعرف انه كدا...ا انا اسفة،م مكانش لازم امشي من غير ما اقولك...ا اسفة.
مسك نفسه، لانه فعلا مضايق وغضبان من ذهابها...لكن حالتها لا تسمح للنقاش.
قالت بدموع وهي بتحاول تكتم شهقاتها ولكنها تإنأن وقالت:ك كان بيخوّف، ل لاول مرة اشوفه كدا...م مكانش شخص طبيعي.
اخدها لحضنه بقوة وهو بيمسح علي شعرها قائلا بصوت مخنوق:انا اسف.
كلمة بسيطة من شخص ليس له علاقة بما حدث، ولكنه يعتذر لكونه لم يكن معها وهي تعتبره امانها وحارسها.
غمضت عينها ووقفت عن العياط، كانت مستيقظة...ولكنها تستشعر وجوده فقط.
وهو بياخدها في حضنه اكتر وبيمسع علي ظهرها بهدوء....ولكن عقله يُفكر في الانتقام من ذالك الخبيث.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في المستشفي.
واقف عادل وجليلة ورايحين جايين بخوف.
الدم كان علي هدوم عادل وهو ينظر للداخل منتظر خروج حد يطمنه علي بنته.
خرجت الممرضة بسرعة وقالت:محتاجين دم فوراً.
قال عادل بسرعة:انا ابوها.
اتصدمت جليلة وبصت لعادل بتوتر.
قالت الممرضة:طب تعالي ورايا.
وقفته جليلة بسرعة وقالت:لا خليك...هروح انا هتبرع، ما انا امها برضوا.
بصلها عادل بإستغراب وقال:خلاص يا جليلة هروح انا.
مسكت في ايده بحده وقالت:هروح انا يا عادل.
نظر لها وقال بحده وهو ينظر للمرضة ونظر لها:سيبي ايدي يا جليلة.
بِعدت ايدها.
وقال بحده:وايه ال هيحصل يعني لو اتبرعت ليها ها؟!
قالت الممرضة:هو مش ابوها! سبيه يتبرعلها....ولا هي مش بنته؟!
اتصدمت جليلة وبصت للممرضة، وعادل استغرب، خصوصا من ملامح جليلة.
نظر للممرضة بجمود وقال:يلا.
واتحرك معاها، وجليلة مقدرتش توقفه.
بقت تبص علي عادل بخوف، وهي بييجي ذكريات ليها مع شخص في حضنه...وبعدين وهي واقفة امامه وبتزعق وفي ايدها اختبار حمل....وذكريات كتيرة،بس كان شخص تاني....مش عادل.
شبكت ايدها بخوف وهي بتتنفس بخوف، لفت وخرجت جري من المستشفي، وكأنها تهرب مما سيحدث.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
↚
خرج عادل من الغرفة وهو مصدوم...بعد ما الممرضة قالتله انه دمه مش مطابق للبنت.
نظر حواليه ملقاش جليلة، اتجنن اختفاءها دلوقتي بيثبت شكوكه.
خرجت الممرضة وقالت:متتضايقش حضرتك...دا عادي لو حصل، احيانا التطابق بين الاب وطفله بيكون كدا.
بصلها عادل وسِكت.
وقالت الممرضة:احنا معندناش ذمرة دمها...محتاجين دم والا هنخسرها.
بص حواليه،مكانش عارف يروح فين ولا ييجي منين...مكانش عارف يتصرف.
ووسط زحمة افكاره، الطبيب صرخ من الداخل وجريت الممرضة لغرفة العمليات.
كان واقف عادل بيبص علي غرفة العمليات بخوف وغضب وشك انها فعلا متكونش بنته....افكاره ببتصادم في عقله زي المطر...مش بنتك،امال بنت مين؟ بس جليلة متعملش كدا...لا تعمل دي واحدة خرابة بيوت واخدتك من مراتك وعيالك وهتموت علي الفلوس يبقي متعملش كدا ليه!
مسك دماغه بأيديه وهو بيحاول يوقف افكاره.
خرجت الممرضة بعد دقائق بصتله وعلي وشها ملامح الاسف قائلة :خسرناها...قلب البنت وقف.
وكأن الزمن هو ال وقف بيه...مستوعبش نفسه غير وهو بيطلع من المستشفي جري، والممرضة بتنادي عليه بأعلي صوتها عشان علي الاقل يجهزو اوراق الخروج والدفن...لكنه مردش ولا لف وراه حتي.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي_وتحديدا في غرفة رعد.
خرجت حياه من الحمام بتعب بعد ما غيرت ملابسها... كانت لابسة بيجامة واسعة بأكمام لونها رمادي.
كان رعد معاها وساندها...اخدها وقعدها علي حرف السرير ونزل علي ركبته ونظر لها.
تحدث بنبرة شبه حادة:بعيدا ان انك مشيتي ومسمعتيش كلامي...بس انتي كبيرة وعارفة ان ال عملتيه غلط...مش معني انك عشتي معاه اربع سنين يبقي تعرفيه او تديله الامان علي طول...وانتي علي ذمة راجل يا هانم.
سكتت بحزن ونظرت للاسفل.
رفع ايده وحاوط خدها يأيده وقال:انا كنت هموت لو ملقتكيش...اياكي ال حصل يتكرر تاني وتمشي مكان من غير ما تقوليلي.
اومأت له وهي علي وشك البكاء، قام قعد جمبها واخدها في حضنه كي تهدأ.
الباب خبط،وقام رعد يفتح.
كان عُديّ وخديجة ال شايلة صينية عليها اكل.
جري عُديّ للداخل وبسرعة اتجه لحياه.
حياه ابتسمت واخدته في حضنها بحب واشتياق وبا*ست جبينه.
نظر لها عُديّ بضيق ولكن بحزن:انتي كنتي فين؟!انا كنت قلقان عليكي اوي.
نظرت لرعد وبعدها نظرت لعُديّ وقالت:كنت ضايعة.
قال عُديّ :انتي بتكدبي عليا...انتي كنتي مختوفة.
سكتت ونظرت للاسفل.
قرب رعد وشال عُديّ وقال:يا عم انا مش جبتهالك اهي...اهدي بقي.
حضنه عُديّ قائلا :بس انا كنت خايف عليها.
ربت رعد علي ظهره بهدوء.
وخديجة وضعت الصينية علي التربيزة قائلة :الف سلامة عليكي.
نظرت لها حياه وابتسمت بخفة.
قالت خديجة:انا أكلت عُديّ...كلي انتي وارتاحي، وهاخد عُديّ ينام معايا الليلة.
قالت حياه بسرعة:لا، مش هيعمل حاجة، هيضايقك بليل.
قربت خديجة من رعد وهي تنظر لعُديّ وابتسمت بهدوء وقالت:انا عمري ما اتضايق من حفيدي.
ابتسم لها عُديّ بهدوء، وهي اخدته من رعد وشالته وقالت:واصلا انا وهو عندنا ماتش كورة النهاردة لازم نتابعه.
ضحك عُديّ بخفة وقال:طب يلا خلينا نلحقه.
ابتسمت ونظرت لحياه، وبعدها نظرت لرعد ووضعت ايدها علي كتفه وقالت:خلي بالك منها.
اومأ لها رعد بخفة وهدوء، وهي لفت وخرجت وقفلت الباب وراها.
قرب رعد من حياه ومسك ايدها وقال:تعالي يلا كُلي.
قالت بتعب:مش قادرة...عايزة انام.
قومها وقال:تعالي بس.
اخدها وقعدوا علي الكنبة وقعدها علي رجله.
ضحكت بخفة وتعب وقالت:ايه فايدة الكراسي بقي.
ابتسم بهدوء قائلا :دا مكانك.
ابتسمت ولفت ايدها حوالين رقبته ووضعت رأسها علي كتفه تنظر له.
اما هو مسك المعلقة واخذ من الشوربة.
رفع الملعقة بجانب شفاهها، وهي اتنهدت وبدأت تاكل، وهو ياكل معاها.
__________________________في غرفة خديجة.
كانت قاعدة علي السرير بتقرأ قرأن وهي لابسة ازدال.... وعُديّ نايم جمبها.
خلصت قراءة، وقفلت المصحف بهدوء ووضعته علي جبينها ثم وضعته علي الكمود جمبها.
الباب خبط،استغربت مين ال هييجي في الوقت دا، بس قامت واتجهت للباب وفتحته.
كان حافظ.
استغربت وقالت:في حاجة ولا ايه؟!
نظر لها قليلا، ثم نظر للاسفل قائلا بصوت مختنق:ممكن اتكلم معاكي شوية؟!
نظرت لعُديّ وبعدين بصتله وقالت بتنهيدة هادية :تمام.
وخرجت وقفلت الباب.
وقفوا ونظرو للقصر....وقف حافظ جمب غرفتها بمسافة قائلا :انا مهموم ولله ومش عارف احكي لمين...يمكن لما احكيلك ارتاح شوية.
كانت واقفة وراه بشوية ومستمعة لحديثه.
اتنهد بضيق قائلا :بحس كل حاجة بتمشي معايا بالعكس...مفيش اي حاجة بفكر فيها تمشي صح....كل حاجة من البداية غلط.
اتكلمت خديجة بصوت هاديء قائلة :اهدي يا حافظ...كله قدر ربنا.
قال بصوت مخنوق:ولادي غلطانين في حاجات كتيرة اوي...ال كان هيعت*دي علي واحدة، وال كانت هتتجوز واحد من غير رغبته...ومراتي...ال حقدها عماها ووصلها لمرحلة طريقها مسدود.
سِكتت خديجة،وكمل حافظ قائلا :انا ال عملت كدا في نفسي...مكانش لازم اتجوزها، مكانش لازم انساكي بيها.
اتصدمت وبصتله وهي مستغربة ومندهشة.
لف ونظر لها وقال :ايوا يا خديجة...انا بحبك انتي، ومكنتش عايز اتجوز غيرك...بس عادل سبقني واخدك مني.
رجعت خطوة للخلف وهي تنظر للارض.
كمل حافظ قائلا :انا كنت بعمل ذنب كل يوم لما كنت بشوفك مع عادل...مكنتش قادر اطلعك من قلبي وعقلي، بس بسكت...وكنت بقنع نفسي ان كل شيء قسمة ونصيب....بس مكنتش بهدي برضوا....لحد ما اتطلقتي من عادل.
اخد نفس مُكملا حديثه وسط صدمتها:كنت بفكر وقتها اتجوزك...بس كان معايا ولاد وسعاد...دا غير ان معاملتك معايا بقت جافة اوي...بقت ناشفة وكأني شخص مش بتشوفيه...حاولت انساكي بس مقدرتش، قلبي غلبني...حاولت ولله لاني عارف ان كدا حرام، بس مبقتش قادر استخسر في نفسي حُب.
قرب خطوة منها ومسك ايدها، لكنها بعدت ايدها بسرعة وبصتله بحده ورجعت للخلف قائلة :عيب ال بتقوله دا يا حافظ... احنا كبار جدا علي الكلام دا....دا انا عندي حفيد، وانت عندك بناتك ومراتك...مينفعش نتكلم اصلا.
كان هيتكلم...لكنها لفت واتحركت بسرعة لغرفتها وقفلت الباب.
نظر حافظ للباب، نزل رأسه للاسفل بحزن، مضايق انه اتكلم...لكنه ارتاح لما حكي ما بداخله، مبقاش عايز يخبي جواه اكتر.
اخد نفس قوي ولف واتحرك وطلع علي السلم.
كانت شهد في المطبخ بتجيب مياه، لكنها شافتهم وسمعت الكلام، تحت صدمتها.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في الصباح___في شقة عادل.
كان قاعد علي الكنبة عينه مفتوحة وهو بيبص علي الباب، كان قاعد تايه بيفكر في كل حاجة.
من يوم جوازه بخديجة، يوم ولادة فهد ابنه ال محضرش عزاه حتي....يوم ما طلق خديجة ومشي هو وجليلة ال كان فاكر انه هيعيش معاها سعيد....ال كات فاكر انها بتحبه، لكنها خانته وهي علي زمته....
جه امبارح ودخل الشقة بس ملقهاش، ملقاش حتي هدومها ولا دهبها ولا المبلغ المالي ال كان شايله في الدولاب.
هربت واخدت كل حاجة، مهتمتش حتي تسأل علي بنتها....سأل الجيران عليها وقالوله انهم شافوها وهي خارجة بالشنطة ولما حاولو يسألوها علي حالة بنتها، مردتش ومشيت في تاكسي مع شخص.
فضل قاعد علي الكنبة كدا طول الليل، عينه حمراء وهو ينظر للباب عقله شوش...قاعد منتظر انها ترجع وتقوله كل دا كدب...قاعد منتظر حد يخرجه من صدمته...بقي زي المجنون الصامت.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي___وتحديدا في غرفة رعد وحياه.
كانت نايمة علي السرير، وهو جمبها مستيقظ بيعيد خصلات شعرها للخلف.
بدأت تفتح عينها ببطيء ونعس.
وهو ينظر لها بهدوء.
فتحت عينها ونظرت ليه، ابتسمت بخفة وقربت اكتر داخل حضنه.
ضما ليه وبا*س رأسها بهدوء.
رفعت رأسها ونظرت له وقالت:انت مضايق مني؟!
اعاد خصلة شعرها للخلف قائلا :وبعد ال حصل مش عايزاني اضايق.
قالت بطفولية:مش هعملها تاني ولله...اسفة.
نظر في عينها، وهي ابتسمت وقالت:صالحني بقي.
رفع حاجبة بإبتسامة خفيفة وقال:كمان انا ال هصالح.
قالت :مش انا ال اتخطفت، يبقي المفروض تدلعني شوية بقي.
قال بسخرية:هو انتي مالك فرحانة بالخطف كدا ليه.
نظرت له ومسكت ياقة قميصُه بخفة وقالت بخجل:اصل لاول مرة اجرب احداث رواية بجد.
ضحك بخفة قائلا انتي لسة بتقرءيها؟!
ضحكت وحضنته بقوة وخجل.
اتنهد وقال:خلاص يا ستي، قوليلي عايزة ايه؟!
نظرت له بجرأة، وقربت ايدها ودخلتها من اسفل التيشرت بتاعه وضعتها علي معدته المعضلة.
نظر لها وابتسم بجانبية ورفعة حاجب قائلا :انتي بتتحر*شي بيا علي فكرة.
ضحكت علي كلامه وبعدت ايدها، لكنه قربها تاني، وقرب منها.
حاوط خصرها ودفن وجهه في عنقها.
ابتسمت بخفة وقالت:ممكن نتجوز؟!
اندهش بإستغراب وأبعد وجهه ونظر لها....ضحكت بخفة قائلة :ايه؟!
قال بأستغراب:ايه ال قولتيه دا؟!
ابتسمت وقامت وقفت علي السرير وقعدت علي ركبتها امامه وقالت:تقبل تتجوزني.
ضحك ومسكها وشدها لعنده وبقت فوقه وحاوط خصرها قائلا :طب اقعدي يا هبلة، انا ال المفروض اعمل كدا.
قالت بطفولية:انا هبلة!!!
ضحك بخفة ونظر لها قائلا :لا يا قلبي، انا ال اهبل.
قالت براحة:اذا كان كدا، ماشي.
عض جانب شفتيه السفلية وهو ينظر لها بسخرية خفيفة.
نظرت للاسفل بحزن وضيق وقالت:هو انتوا لقيتوا يونس؟!
اتنهد بحده وضيق ونظر بعيداً عنها.
سِكتت قليلا وقامت وقفت قائلة :انا هنزل اشوف عُديّ.
قام رعد ونظر لها مقترباً منها حاوط خدها بإيده وابتسم بخفة وقال:تحبي فرحك يبقي إمتا يا عروسة؟!
ابتسمت بسعادة وقالت بدلع :اليوم ال يعجبك يا عريس.
ابتسم ولف واتحرك للحمام قائلا :يبقي جهزي نفسك...فرحك بكرا.
اتصدمت،هي كانت بتهزر بس، متوقعتش انه ياخد الكلام جد....جريت عليه وقالت:انت صدقت!انا بهزر.
قال:ولو، هنعمل فرح برضوا...دا حقك.
كانت بتمشي وراه وبتتكلم غير مستوعبة انها دخلت الحمام وراه وقالت:ب بس مش هينفع...و عُديّ م....
لف وقربها منه وقال:اهدي...انتي مش كبيرة يعني عشان متفرحيش...ودا حقك زي اي بنت.
نظرت له قليلا، بعدها ابتسمت بخجل وقالت وهي تنظر للاسفل:ب بس مش هنلحق...بكرا بدري اوي.
قال بأبتسامة هادية:متقلقيش...ولا تتعبي نفسك، كل حاجة هتجهز...بس انتي ارتاحي يا عروسة.
نظرت له بابتسامة خجولة وساكتة...لكنها استوعبت وقالت:مينفعش برضوا...انت ناسي جدو.
سِكت واتنهد قائلا :اممم...طب هنستني يعني!
قالت بهدوء:اكيد...وكدا كدا احنا متجوزين اصلا، فا هنصبر شوية.
اخد نفس وقرب وجهه من اذنها قائلا بصوت رجولي هامس:طب تعالي بقي عشان عايز اقولك كلمتين.
نظرت له بإستغراب،وقبل ما تتكلم لقته شالها ووقف تحت الدوش.
اتصدمت وهو شغل المياه ال بتتساقط عليهم.
قالت بغيظ:رعد،هدومي اتبهدلت كدا.
همهم بخبث:نقل*عها.
بصتله بإستغراب لانها مسمعتش كلامه ولفت عشان تمشي، لكنه شدها من خصرها لعنده قائلا :اتهدي بقي.
حاولت تبعد لكنه ثبتها وهو بيبتسم عليها بسخرية بخبث.
لفت ليه وهي بتبصله بغيظ، شعره مبلل، والتيشرت التصق علي صد*ره وعضلاته البارزة....كان بيبصلها بطريقة غريبة.
كانت لسة هتتكلم، لكن فجاة توسعت عينها لما قرب منها وطبع قب*لة عميقة علي شفا*يفها...حطت ايدها علي صد*ره وهي بتحاول تبعد...لكنه محاوط خصرها بأذرعته وبيقربها منه اكتر واكتر.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في ايطاليا____روما - وفي فيلا ما.
كان قاعد لوكا وواضح علي ملامحه الغضب...قاعد جمبه ذالك الرجل الكبير في السن.
قال لوكا بحده:مكنتش عايز ارجع دلوقتي.
قال الرجل بهدوء:ماذا تنتظر...لقد ضيعت منا اسهُم الشركة.
قبض لوكا علي ايده بحقد وضيق وسِكت.
خرجت عايدة من المطبخ وهي شايلة صينية عليها قهوة....كان ملامحها باهتة ومُتعبة بشده.
وضعت الصينية علي التربيزة، وشاور لها الرجل ببرود قائلا :جهزيلي الحمام.
نظرت له والكر*ه في عينها.
لسة هتتحرك بس باب الفيلا خبط...اتحركت وراحت تفتح وكان في بنت شابة في العشرينات و واضح من لبسها المكشوف انها من مكان مش كويس.
استغربت عايدة...وقالت البنت باللغة الايطالية:هل بكر موجود؟!
قالت عايدة :اجل...لماذا؟!
ابتسمت البنت ودخلت بدون استأذان وشافت الرجل الكبير ال اسمه بكر، ابتسمت وقربت منه وقعدت علي قدمه بدلع.
اتصدمت عايدة،واتصدمت اكتر لما لقت جوزها بيبتسم ليها عادي وكأنه متعود.
اتنهد لوكا وقام وقف وقال:حسنا...سأذهب انا.
اومأ له بكر، ولوكا اتحرك ونظر لعايدة وابتسم بسخرية قائلا :كنتي متوقعة ايه من شخص بيحب الفلوس اكتر من البني ادمين.
وخرج.
الصدمة ضر*بت عايدة في قلبها قبل عقلها، الشخص ال باعت عشانه الدنيا كلها، بيخونها قدام عينها بكل برود...ما هي بقت جارية عنده مش زوجة.
ام بكر ومسك خصر البنت وقربها منه ونظر لعايدة ببرود وقال:مش عايز ازعاج.
اندهشت من بجاحته وقربت منه وقالت بعصبية:يعني ايه الكلام دا!!! انت هتخوني قدام عيني ولا ايه؟!
اتنهد قائلا :بصي يا عايدة...انتي كبرتي، وانا راجل ومحتاج دلع وانا بصراحة زهقت منك...احمدي ربك اني لسة مخليكي عايشة معايا.
قربت منه ومسكت ياقة بدلته بغضب قائلة :مش هسمحلك يا بكر...مش هسمحلك تعمل فيا كدا بعد ما رميت اهلي ودمرت حياه بنتي وحياه غيري عشانك...مينفعش تسيبني اندم لوحدي.
مسك ايدها بحده وزقها لدرجة انها وقعت علي الارض، نظرت له بحده.
وهو قال بحده وقسوة:التزمي حدودك معايا، انا مضر*بتكيش علي ايدك...انتي ال عملتي كدا في نفسك، انتي ال عضيتي الايد ال اتمدتلك...انتي ال عملتي كل حاجة، وانتي ال لازم تندمي لوحدك.
قالت البنت بدلع:ماذا تقولون انا لا افهم؟!
ابتسم لها قائلا بالايطالي:اصعدي للاعلي وسأتي لاجعلك تفهمين.
ضحكت بصوت عالي ومسكت الجرافتة بتاعته قائلة :لن اذهب لوحدي.
ابتسم ولفوا واتحرك معاها.
عايدة نظرت ليه بكر*ه وبحده قامت وقفت ومسكت تلك السكين الذي علي طبق الفاكهة.
قربت منه بسرعة، وهو سمع خطواتها القريبة لف... وقبل ما يتصدم كانت غرزت تلك الالة الحادة في منتصف قلبه وهي تنظر له بحقد.
البنت اتخضت بقوة ورجعت للخلف وهي تضع يديها علي فمها...لفت وجريت بسرعة من الفيلا وهي تخرج هاتفها من حقيبتها.
اما بكر كان مصدوم وانفاسه وقفت، وعايدة بتبصله بكر*ه وحقد قائلة :كان لازم تعرف وتخاف مني يا بكر...ال تقت*ل مرة!...تعملها تاني...وانا مش مستخسرة ولا ندمانة.
واكملت بنبرة حادة وجافة:قولتلك...مش هسمحلك.
ووقع ارضاً في نفس اللحظة وهو يلتقط انفاسه الاخيرة.
قعدت جمبه ومسكت رأسه وحطتها علي رجلها وهي ملامحها كلها باردة ولا فكرت حتي في الهرب، وكأنها بتستسلم خلاص.
مسحت علي شعر بكر بهدوء قائلة :ششش...اهدي،كل حاجة تمام.
كان ينظر لها وعينه متغلظة من الصدمة والا*لم...انفاسه انقطعت بالفعل...قلبه توقف عن النبض، روحه طلعت لل خلقها...طلع لل شايف اعماله واخطاءه....انما هي...هتشيل اعمالها في الدنيا.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في قصر الجبالي.
نزلت حياه وهي لابسة دريس رمادي، شبيه للاسود وطرحة.
ووراها رعد.
لقت عُديّ قاعد علي طربيزة السفرة وخديجة وشهد بيحطوا الاكل، وشهد واضح عليها الشرود.
نزلت حياه بسعادة، وعُديّ شافها وابتسم بفرحة ونزل يجري عليها.
شالته وحضنته بقوة وبا*ست خده.
قرب رعد وضر*ب ذراعه بكتفها بخفة قائلا:خفي البوس دا شوية...الواد كبر.
نظرت له قليلا وبعدين ضحكت وقالت وهي بتحضن عُديّ اكتر:دا ابني حبيبي...ازاي بس مأبطلش بوس وحب فيه!
قال عُديّ وهو بيحضنها كمان مبتسم بطفولية:ايوا انا ابنها حبيبها.
نظر له رعد وشاله قائلا :اممم بقي كدا...طب بقولك ايه بقي! دي مراتي، يعني تقلل قرب منها شوية.
قال عُديّ ببراءة :ما انا ابنها يا بابا.
ابتسم رعد ورفعه وشاله علي كتفه...واتحرك ناحية السفرة.
قعدوا كلهم علي السفرة...وعُديّ قاعد علي رجل رعد.
ابتسمت خديجة وهي بتبصلهم، بعد وقت شافت ابنها مرتاح ومبسوط اخيرا مبقتش عايزة حاجة من الدنيا خلاص.
نزل حافظ واتجه لعندهم علي التربيزة وهمهم:احم.
قعد وخديجة بعدت انظارها عنه بضيق، وهو نظر لها، لكنه نزل نظره سريعاً.
وشهد ال كانت بتبص عليهم هما الاتنين.
قال رعد بجمود وحده:فين مراتك يا عمي؟!
نظر له حافظ بإحراج ولسة هيتكلم.
قالت خديجة:جت اهي.
نظروا جميعاً لباب القصر، لقو سعاد وفياض واسماء.
قاموا كلهم ورعد ساب عُديّ علي الكرسي وقام.
نظرت حياه لسعاد بحده وضيق.
والكل وقف قدامها.
قال حافظ بحده:كنتي فين يا سعاد.
سعاد بلعت ريقها بتوتر وصدمة، خصوصا لما شافت حياه.
قال رعد بحده:ما تجاوبي.
اتنهدت بتوتر وقالت:ك كنت عند اسماء.
نظر الكل لاسماء ال بصت في الاسفل بضيق.
قال حافظ بحده وهو يقترب منها:كنتي عندها من امبارح! ومقولتليش؟
قالت حياه بحده:بعد ما سلمتني ليونس اكيد هربت وقعدت عند اسماء.
قالت سعاد بعصبية:انا معملتش كدا...واسألي اسماء كمان اني كنت عندها من الصبح.
قالت حياه :وانا مش هصدقها اصلا، ما هي زيك.
نظرت لها اسماء و اتنهدت قائلة :انا عارفة انك بتكر*هيني يا حياه.
قالت حياه بضيق:كتر خيرك ولله انك عارفة.
نظرت اسماء لفياض ال اومأ لها بإطمأنان وبعدها بصت لحياه وقالت:بس انا مش هكدب...امي فعلا مكانتش عندي من الصبح، دا جت وقت العصر ومرضيتش تقولي السبب، وكمان قالتلي اقول لبابا انها كانت عندي من الصبح.
نظرت سعاد لبنتها بصدمة وعصبية.
وحافظ مسك دراعها بغضب وهو ينظر لها قائلا :هي وصلت معاكي لكدا يا سعاد...الحقد يخليكي تعملي كداااا!!!
بعدت ذراعها عنه بعصبية قائلة :ايوااا...ايوا اتفقت معاه يخطفها ويخلصنا منها بقي عشان ارتاااح.
نزل قلم جامد من حافظ علي وجهها، والكل اندهش من فعلته.
وضعت سعاد ايدها علي خدها واتجمعت دموعها في عينها ونظرت له قائلة :للدرجادي يا حافظ!!! بتمد ايدك عليا؟!...وصلت معاك للضر*ب!
قال بغضب:واكسر دماغك كماااان...انتي فاكرة نفسك ايه؟! تعملي ال عايزاه ونسكت...هي مالها ولا ذنبها ايه عشان تعملي كدا، دي البت كانت هتمو*ت من الرعببب.
قالت بصر*اخ وعصبية:تستااااهل...مش هي قت*لت ابني يبقي تستااااهل، هي ال جابته لنفسها، طول حياتها شؤم علينا.
قال رعد بغضب:كلمة كمان وهنسي انك تقربيلي...دي مراتي ولسانك ميتكلمش عليها كدا تانييي.
قالت سعاد بعصبية وهي بتبص لخديجة:شوفييي ابنك...ما هي سحرتله خلاص، بقي لعبة في ايدها...نسي ان امها هي ال قت*لت فهد ابنك يا خديجة، وقت*لت ابن عمه ابنيييي.
قالت حياه بعصبية ودموعها بتتجمع في عينها:قولتك مليش ذنب...انا مالي بال حصل بس.
قالت سعاد بغل:لا انتي السبب...انتي ال خطتي لكل حاجة، عمري ما أرتاحت ليكي، اخدتي مني ابني واخدتي حبيب بنتي وكرهتي جوزي فيا، عايزة ايه تاااانيييي.
قرب منها حافظ بغضب وقال:اخر*سييي بقيييي...لم لسانك دا شويييية.
قالت بدموع وحده:مش هسكت...وريني بقي هتعمل ايه؟! ما انت بقيت مش راجل انت كمان وسبت حق ابنك وساكتلها، لتكونش هي لعبت عليك يا راجل يا كبيييير.
الكل اتصدم منها ومن تفكيرها وكلامها السيء.
وكانت هتكمل، لكنها سكتت فورا لما حافظ قال بصوت عالي:انتي طالق...وبالتلاتة كماااان.
اتصدمت ،مكانتش متوقعة الكلمة دي في لحظة غضب...مكانتش متخيلة انه هيسيبها...لكنه ضغط عليها اكتر لما كمل قائلا :مبقتش طايقك ولا طايق تصرفاتك...خليتي وشي في الارض، ولسانك ال مبيسكتش ده كمان...كل مرة اسكت واقول هتعقل لكن جنونك بيكبر كل يووووم.
قربت اسماء من امها وسندتها قبل ما تقع.
وسعاد دموعها بتنزل وهي مش مستوعبة الصدمة، مكانتش قادرة حتي تبلع ريقها غصة في حلقها منعت صوتها عن الخروج.
اتنهد رعد ونظر لحياه قائلا :خدي عُديّ علي فوق.
كانت لسة هتلف بس خديجة وقفتها بضيق وقالت:هاخده انا...خليكي.
واتحركت خديجة واخدت عُديّ ال كان واقف بيشاهدهم ومستغرب من كل الزعيق دا.
نظرت حياه لحافظ بضيق وقالت:مكانش ينفع كدا يا عمي...مش لدرجة الطلاق...هي غلطتت اه، بس كان ممكن تقولها كدا وتحذرها بس.
نظرت سعاد لحياه وهي ساكتة، ملامحها مش مفهومة هي زعلانة ولا مضايقة ولا بتحقد تاني.
قال حافظ وهو مازال ينظر لسعاد:لا يا بتي...انا كفاية معتش طايق نفسي منها ومن لسانها ديه.
قالت اسماء بقلق وهي بتسند سعاد:ماما...انتي كويسة.
بعدت سعاد وبدون كلام وبدون النظر لحد، لفت وخرجت من القصر.
جريت عليها شهد بدموع وقالت:رايحة فين يا ماما.
قالت سعاد بنبرة جافة وصوت مبحوح بشده:رايحة بيت ابوي.
وخرجت وكملت مشي.
اتنهد حافظ وقال بحده:انا مش هحرمها من حاجة...وكل حقوقها وزياد هتوصل لحد بيت ابوها.
عيطت اسماء بصمت، وفياض اخدها في حضنه يهديها.
نظر رعد لفياض بغرابة...
وبعدها اتنهد ونظر لحياه وقال:خليكي مع شهد.
اومإت ليه، واتحركت مسكت ايد شهد ال بتعيط وراحوا الجنينة.
نظر رعد لحافظ وقال بهدوء:انا مش هقولك ال عملته صح ولا غلط يا عمي...انت عارف راحتك فين كويس، وال يريحك اعمله.
اومإ له حافظ، وبعدها طلع لفوق.
قرب رعد من فياض قائلا بجمود:عايزك.
واتحرك وراح مكتب جده.
اتنهد فياض ونظر لاسماء وقال:روحي شوفي اختك.
اومإت ليه بحزن واتحركت للجنينة.
دخل ايمن من باب القصر واستغرب الهدوء، ووجود فياض وقال:في ايه؟!
قال فياض:تعالى معايا.
واتحرك وراح المكتب، وايمن استغرب لكنه مشي وراه.
_____________________داخل المكتب.
واقف رعد، ودخل فياض وايمن.
نظر رعد لفياض بهدوء وهو يضع يده في جيبه:ممكن افهم ايه ال بيحصل.
قال فياض وهو ينظر للاسفل:ايه؟!
قال رعد:معاملتك مع اسماء.
سِكت فياض،وايمن نظر لفياض وقال بدهشة:حبيتها، صح؟!
نظر فياض لايمن وهو مش عارف يتكلم.
قال رعد :لاحظت تصرفاتك وكلامك الهادي معاها.
ايمن:وانا كمان، المرة ال فاتت لقيتك بتهزر وبتحاول تضحكها.
قال فياض بتردج:رعد...انا كنت هقولك ب بس انا....
قال رعد بهدوء:بتحبها؟!
نظر لها فياض قائلا بتوتر:ا انا بس...
قال رعد:بتحبها يا فياض؟! جاوب.
اتنهد فياض وقال بعد تردد مع نفسه:ايوا يا رعد...حبيتها،و ومش هقدر ابعد عنها.
رعد اخد نفس واتحرك وقعد علي الكنبة وقال:براحتك يا صاحبي.
اندهش فياض ونظر له وقال:ايه؟!
قال رعد بهدوء:ال سمعته...انا مش هجبرك علي حاجة، وبصراحة انا شايف انها اتغيرت....تقدر تكمل معاها،براحتك.
قعد جمبه فياض وقال:بس انت؟!
قال رعد:متقلقش، هنفضل صحاب برضوا...انا مش هخسر صاحبي عشان حد.
ابتسم فياض وقرب وحضنه حضن اخوي.
قال ايمن بفرحة:وانا يا جدعاااان.
وقرب ونط عليهم حضنهم.
ضحكوا وقال رعد:الواد ايمن وزنه زاد اوي، هيفطسنا.
قال ايمن بضحك:يا عم اسكت، دا انا مطحون في الجيم عشان اظبط فورمتي.
ضحكوا وقعدوا مع بعض يتكلموا، ويعرّفوا ايمن ال حصل.
_____________________في الجنينة.
قاعدة شهد بتعيط وجمبها حياه بتواسيها بحزن.
قربت منهم اسماء ووقفت جمبهم.
اتنهدت حياه بضيق وقامت وقفت لكن اسماء وقفتها قائلة :استني يا حياه...عايزة اتكلم معاكي.
بصتلها حياه بحده وقالت:مفيش كلام بينا يا اسماء.
اتنهدت اسماء بحزن وقالت:ارجوكي...انا مش قادرة اكتم جوايا اكتر من كدا...انا ندمت فعلا، بس والنبي...اسمعيني.
قامت شهد ومسحت دموعها وقالت:اسمعيها يا حياه.
نظرت لها حياه...وبعدها بصت لاسماء وقالت بضيق:اتفضلي.
قالت اسماء بحزن:انا عارفة ان ال عملته غلط.
ابتسمت حياه بسخرية وقالت:لا وانتي الصادقة...ال انتي عملتيه مصايب.
نظرت اسماء للاسفل وقالت:عارفة...بس صدقيني انا ندمت...متلوميش رعد علي كلامه وقتها، انا ال طلبت منه يقول كدا...د دليل برأتك كان في ايدي، كان هيقت*لني عشان ياخده، بس انا كنت مخبياه...هو سِكت عشانك، المحامي قاله انك ممكن تتعدمي او هتاخديها مؤبد...كنت بجبره يحبني وانا بشوف حبه ليكي دايماً في عينه وكلامه وتصرفاته...عمل كدا عشان بيحبك وخايف عليكي.
رفعت عينها ونظرت لها وقالت بحزن:انا ندمت ولله...مكانش يقدر ييجي يحكيلك، لاني كنت مأجرة شخص يراقبه دايماً.
بصتلها حياه وشهد بدهشة من قُدرتها علي انها أجرا شخص كمان.
اتنهدت اسماء ودموعها بتتجمع في عينها:انا عارفة اني غِلطت ولله....ب بس سامحيني، ا انا عملت كدا بسبب غبائي كنت فاكرة بكدا اني بحارب عشان حبي...ب بس كنت بحارب عشان كبريائي ونفسي انا...اتمني تسامحيني بجد.
نظرت لها حياه وهي مش مصدقة ال عملته وقالت لها بنبرة مختنقة:عملتلك ايه عشان تعملي فيا كدا؟!انا كنت بتجنبكم علي طول عشان متقولوش عليا بتاعة مشاكل.
اتنهدت اسماء بضيق وحزن وقالت:ا انا اسفة ولله.
قالت حياه وعينها بتتجمع بالدموع:انتي متعرفيش احساس الكسرة ال جربتها وقتها....انا بسببك كنت هعمل حاجة هندم عليها العمر كله، بس الحمد لله محصلتش وعقلي رجعلي...وانتي السبب.
وقربت منها بخطوات بطيئة ونبرة حادة وقالت:فرقتينها عن بعض وانتي واقفة بتضحكي ودلوقتي بتقوليلي اسفة.
رجعت اسماء بخطواتها للخلف بتوتر، وحياه لسة بتتقدم ناحيتها قائلة :بسببك انا بقيت هنا...بسبب بأنب نفسي كل يوم...بسبب بفتكر اليوم ال حصل في كل حاجة...كل حاجة بسببك.
كان رعد وايمن وفياض داخلين الجنينة وشافوهم.
اسماء كانت بترجع بختواتها للخلف، وكان في الة حادة وطويلة للحفر في الاراضي الزراعية خلفها، وهي تقترب منها.
كملت حياه بنبرة حادة وخانقة:بتعتذري بعد كل بلاويكي، كنتي عارفة بال اخوكي عمله وال هيعمله فيا وسِكتي...الساكت عن الحق شيطان اخرس يا اسماء.
الكل لاحظ الالة ال خلف اسماء، وفياض انتفض وجري لهناك ورعد وايمن ايضاً....وشهد اتحركت عشان تلحقهم.
واسماء اتشنكلت ولسة هتقع علي الالة ومن ناحية رأسها، والكل اتصدم وجريوا بسرعة عشان يلحقوها لكنها بعيدة.
والزمن وقف واسماء بتقع للخلف وهي مصدومة ورافعة ايدها.... وفجاة......
حياه مسكت ايدها بقوة،وهي لسة نظرتها حادة ومتعصبة.
نظرت لها اسماء وانفاسها عالية....والباقي قربوا منهم وفياض شد اسماء، ورعد نظر لحياه ال لفت واتحركت للداخل.
فياض:انتي كويسة؟!
اومأت له اسماء برعشة وهي تنظر للاسفل.
اتحرك رعد ودخل،وايمن قرب من شهد يهديها.
_______________________في الاعلي في جناح رعد.
دخلت حياه وهي متعصبة بشدة وقفت قدام المراية...كانت متعصبة، لكن دموعها اتجمعت في عينها، قبضت ايديها بضيق في صد*رها.
الباب اتفتح ودخل رعد، نظر لها قليلا، وبعدها اتحرك ووقف وراها تماماً.
نظرت ليه في المراية مقدرتش تمنع دموعها ال تساقطت بغزارة، لفت بسرعة وحضنته بقوة ورأسها علي صد*ره.
حاوطها وضمها ليه اكتر....وكأنه يحتضن طفلته لا زوجته.
الباب اتفتح ودخل عُديّ.
بِعدت حياه ومسحت دموعها وعطت ضهرها لرعد و عُديّ.
نظر عُديّ لرعد قائلا :هي مالها ماما؟!
قرب منه رعد وشاله ووقفه علي التسريحة ونظر لحياه، ال اخدت نفس ولفت وهي بتبسم.
نظرت لعُديّ وقالت:عايز ايه يا حبيبي؟!
قال عُديّ ببراءة:ممكن اطلع العب برا؟!في بنت قاعدة لوحدها وعايز العب معاك.
قال رعد برفعة حاجب وسخرية:مش قولت ملكش في البنات.
قال عُديّ بغيظ:ايوا...بس هي قاعدة زعلانة وانا عايز اسألها، رجولتي لا تسمحلي بالصموت.
ضحكوا عليه، ورعد نزله وقال:ماشي يا عم، بس متطلعش برا، هاتها والعبوا في الجنينة.
اومإ عُديّ وطلع يجري.
نظر رعد لحياه قائلا :انتي كويسة؟!
اومأت وهي تنظر للاسفل.
طلع من جيب بنطاله الخلفي حاجة وعطاهالها.
نظرت ليده وضحكت بخفة كانت قطعة حلوي بنبوني...افتكرت لما عطاها واحدة لما جت القصر.
. نظرت له وقربت منه ووقفت علي اطراف اصابعها وطبعت قب*لة علي خده.
ابتسم ونظر لها بعشق وقال:بحبك.
ابتسمت وقالت:اخيرا سمعتها منك يا شيخ.
ضحك بخفة وبعدها قال:طب ايه؟! مش هتقوليها انتي كمان.
لفت وقالت بدلع:لا...هسيبك تتعذب شوية.
ابتسم بخفة وقال:اهون عليكي؟!
ابتسمت وقالت بسلاسة:اه.
اندهش قائلا :دا انتي قلبك قاسي اوي...طب انا همو*ت واسمعها تاني.
قالت بهدوء:لا يا حبيبي، اتقل شوية.
قال :اتقل! ما كدا مش عاجب ولا كدا عاجب.
ابتسمت ومسكت حرف قميصُه بدلع قائلة : لا انت عاجبني.
ابتسم وحاوط خصرها وهي نظرت له بهدوء حزين وقالت:انت زعلانة مني...ع عشان ال حصل.
دفن وجهه في عنقها هامساً:كل لحظة معاكي دلوقتي بتنسيني الماضي...انتي خلتيني اطلع فوق مرحلة العشق.
ابتسمت وحضنته قائلة :هنصلح ال اتكسر...حتي لو في خدوش، بس هنصلحه.
حضنها بحب وهو بيستنشق رائحتها.
فجاة تلفونه رن، ابتعد ونظر للهاتف سكت شوية وبعدها اتحرك للخارج.
بصتله حياه باستغراب وقالت:رايح فين؟!
نظر لها وقال:مش هتأخر.
ونزل للاسفل...استغربت ملامحه المتجمدة والحادة في نفس الوقت، وسرعة حركته.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد مرور ساعات.
وصل مخزن مهجور، كل رجالته واقفين بجمود.
دخل للداخل وكان يونس قاعد علي الكرسي ومربوط، وعمال يتحرك بغضب.
قرب منه رعد بجمود ووضع ايديه علي حافة الكرسي وثبته، وظل ينظر له بنظرات حادة ومشتعلة من الغضب.
بصله يونس بغضب وقال :طلعني يا رعد...احسنلك تطلعني، انا مش هسكتلك.
قال رعد بنبرة حادة:ششش.
قال يونس بغضب:ايه؟! هتعمل ايه! هتقت*لني؟! متقدرش.
ابتسم رعد بخفة و وقف قائلا :معاك حق...انا فعلا مش هقدر اقت*لك...
ونظر له نظرة حادة بنبرة هادءة مخيفة:بس اقدر اخليك تندم...وتدفع تمن عمايلك يا معفن.
نظر له يونس باستغراب وجنون.
قرب منه رعد قائلا:مش انت بتشتغل في المخد*رات!...ايه رأيك تجربها!
بصله يونس بدهشة.
والحارس قرب بحقنة في يده.
اخدها رعد ولسة بيقرب من يونس ال صرخ بقوة وغضب وقال:اوعي يا رعدددد، دي جرعة كبيييييرة.
ابتسم رعد بجانبية قائلا :فعلا...دي ممكن تؤدي للمو*ت.
نظر له يونس بعيون حمراء وقال:اياك تعمل كدا...ابعد عني.
ابتسم رعد وبِعد بهدوء وقال بجمود:انت مر*يض يا جون...ومحتاج علاج،وانا ال هساعدك تتعالج، رغم انك متستحقش...بس مش مشكلة.
استغرب يونس وقال برعشة:ق قصدك ايه؟! هتبعدني عن حياه...حُبي.
قبض رعد ايده بحده وقال وهو يقترب منه:لا يا جون...دي مراتي انا، وحقي انا...يعني مش حُب حد غيري...وهي بصراحة بتحبني، يعني انت مبقاش ليك دور في القصة خلاص.
عيون يونس احمروا،وبقي بيحاول يتحرك لكن مش عارف.
قال رعد بجمود:الرجالة هياخدوك نيوزلندا...افضل مكان وابعد مكان عشان تتعالج فيه، وتبعد عننا.
اتصدم يونس وحاول يتحرك بقوة لكنه مش قادر.
نظر رعد له نظرة غريبة وقال:كنت اقدر احبسك ببلاويك الكتير، دا غير قت*ل جدك...بس هعطف عليك احسن، كفاية السجن ال هتشوفه في المصحة.
ولف وخرج بهدوء ويونس بيصرخ وبينادي عليه بغضب وخوف في نفس الوقت وشعره متناثر علي وجهه.
ورعد خرج وركب عربيته بهدوء ومسك هاتفه واتصل بشخص.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بعد ___ مرور___شهرين.
في قاعة افراح كبيرة جدا وواسعة، تتميز بالون الزهبي والابيض.
قاعد رعد ال لابس بدلته السوداء، وجمبه حياه ال لابسة فستان فرح واسع ومنفوش، وبأكمام واسعة ومنفوشة بقماش رقيق ومترز بالؤلؤ الابيض.
كانو هما العريس والعروسة.
كانت حياه قاعدة وخجولة، انه عملها كمان في قاعة كبيرة جدا وكإنهم عرسان جداد.
قرب منه ايمن وقال بغيظ:المفروض انا ال اتجوز النهاردة، تقوم انت واخد مكاني...دا ايه دا يا عم.
بصله رعد وابتسم بحده وقال:روح شوفلك مصلحة تعملها...يلا امشي.
قال ايمن:مش هسيب حقي، انا بقولك اهو.
ومشي ايمن وضحكت عليه حياه ورعد نظر لها وابتسم بخفة.
كان حافظ واقف مبسوط، رغم ان ابنه مش موجود...بس بناته قدام عينه، شهد واقفة جمب حياه وبتتصور معاها، واسماء واقفة جمب فياض وهي حاطة ايدها علي بطنها ال شبه منتفخة بسبب الحمل...نظر لخديحة واتنهد بهدوء، بقوا بيتكلموا مع بعض عادي، وتقبل الموضوع وقرر يهدأ معاها ويغير تفكيره.
جت عينه علي عُديّ ال واقف جمب بنت من البنات ولابس بدلة زي ابوه وعمال يكلم البنت... قرب منه وسمع الحديث.
قال عُديّ بثقة:بس انا مش بتاع زواز...انا لسة بشوف سني وشبابي ومستقبلي.
قالت البنت بغيظ:براحتك يا عُديّ انا هتوزك يعني هتوزك.
قرب حافظ ومسكه من قفاه وشاله قائلا :تعالي يا مقروض يا صغير انت.
قال عُديّ بغيظ:بوظتلي الكاريزما يا جدو.
ضحك حافظ وقال:كاريزما يا واد يا شقي، جبتها منين دي.
وشاله واخده لرعد وقال:شوف ابنك يا عم، واقف بيرفض طلبات الجواز ال بتجيله.
ضحك رعد بخفة واخد عُديّ وقعده علي رجله وقال:طالع لابوه.
بصتله حياه بغيظ وقالت:نعم ياخويا...وهو انت جالك طلبات جواز قبل كدا؟!
قال رعد بابتشامة:ياااه، كتييير.
قامت حياه وقفت وقالت:كمان بتقولها في وشي.
قال رعد:اعقلي يا بنت الناس واقعدي، كدا عيب.
قالت بغيظ:وانت هتعرفني العيب ولا ايه يعني.
قام وقف ونظر لها وقال:انتي عايزة تتخانقي ولا ايه؟!
قال حافظ:انا ماشي، هو شكله يوم مش هيعدي.
نظرت حياه لرعد وقالت:طلقني.
بصلها بدهشة وقال:نعم!!!انتي اتجننتي؟!
قالت وهي بتعقد ذراعيها بغيظ:ايوا زي ما سمعت، طلقني.
قرب منها بحدة بعد ما نزل عُديّ وقال:اعقلي يا حياه، مش وقت هزارك دا.
قربت خديجة وقالت:في ايه يا عيال...صوتكم بقي عالي.
قال رعد بحده:شوفي الهانم...عايزة تتطلق يوم فرحها.
نظرت خديجة لحياه بدهشة وقالت:انتي بتتكلمي جد!!!
عيطت حياه وقالت:دا بيزعقلي.
اندهشوا منها، وعُديّ قال:ما خلاث يا ماما...ايه الافورة دي؟!
بصتله وقالت بعياط:دا مش ابني، ابعدوا عني انا مش قادرة اشم ريحتكم اصلا.
الكل اتصدم ،ورعد قرب منها وقال بقلة حيلة وهدوء:طب انتي كويسة؟! اهدي كدا وانا هعمل ال عايزاه لكن طلاق لا...فيكي ايه بقي؟!
مسحت دموعها بكف ايدها ونظرت له وقالت:اصل انا حامل.
اتصدم بل الكل اتصدم والسكوت ملء المكان.
ضحكت حياه بخفة وبرائة وقالت:دي هرمونات علي ما اظن، بس انا كويسة دلوقتي.
ابتسم رعد بفرحة وفجاة شالها وبقي يلف بيها، الكل ابتسم بسعادة وانبهار.
وهو رافعها لفوق وبيلف بيها وهي بتضحك قائلة :بحبك يا رعد.
نزلها ونظر لها وهي بتتنفس ونظرت له وقالت:انت مش هتدلعني بأسمي بقي زي باقي الناس؟!
ابتسم وقال:بحبك يا حياتي.
ابتسمت بهدوء، وهو حضنها وبا*س رأسها بمحبة، وهو يوعد نفسه هو بأن يحافظ عليها، والا يفقدها هذه المرة، فا فقدان من تُحب يجعلك تكر*ه العالم بأسره ولا تطيق العيش به.
و عُديّ كان بينظر ليهم بغيظ وهمهم بطفولية :فضحتونا عشان كدا! ...ربنا يصبرني عليكم.
_______________________
وما ادراك بقلب مكسور، لكنه لم يمُت...ويتم اصلاحه ولكنه مخدوش...ولكنه مازال مُتماسك لاخر لحظة كي لا ينهار...انهُ حُب مُنكسر، ولكنه في النهاية يُسمي حُب.
مفيش شيء اسمه قلب ميت...القلب الميت معناه شخص مفارق الحياه...اذا ليس له وجود...كلنا قلبنا حيّ بس مُتعب ومهموم، لما بيفقد الشغف في الحُب...بيفقدنا احنا آمالنا...فكن طيب القلب لنفسك وليس لغيرك، ابتسم انت...ثم يبتسم هو----♡
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تمت بحمدلله
